أثير – مكتب أثير في تونس
حاوره: محمد الهادي الجزيري

يا إلهي، أيّام معدودة سأكون في العراق بعد طول اشتياق، ولي أصدقاء كثر سأحظى باللقاء بهم والجلوس إليهم، لكني أتشوّق إلى أخي الذي حلّق اسمه في أعالي الشعر ومنابره المشهورة: الدكتور الشاعر عارف الساعدي، الشاعر العراقي الفذّ المتواضع المبتسم دائما، والمستشار الثقافي للسيد رئيس الوزراء، الخدوم جدّا المُعتني بضيوفه قبل افتتاح مهرجان المربد، فما كان منّي إلاّ أن أجريت معه هذا الحوار الشيّق حول تتويجه الأخير في الشارقة وغير ذلك من الأسئلة، وقد أجابني بكلّ رحابة صدر، فكان هذا الحوار الحميم مع الشكر له على فداحة إنسانه ورفعة أخلاقه:

– نبدأ معك حديث الصراحة، فقد اعتدنا على صراحتك وقولك للحقيقة، نعرف جميعنا الشعراء، أطفالا كبارا قد يغارون من ظلّهم، هل اشتممت حسدا أو بغضا منهم بعد تهاطل هذه الجوائز عليك؟

أسئلتك كشعرك يا جزيري مشاكسة وجميلة، نعم أشعر بذلك عند عدد محدود جدا من الأصدقاء حيث يتعكّر مزاجهم حين أحصد بعض هذه الجوائز، ولكن الأغلب من الأصدقاء يبدي فرحه وتفاعله معنا.

– بعد نيلك جائزة مسابقة “المبدعون للشعر” التي أقامتها مجلة “الصدى” في دورتها الأولى في دبي عام 2000 والجائزة الثانية في مسابقة سعاد الصباح في الكويت عام 2004، وجائزة الدولة للإبداع الشعري عن وزارة الثقافة العراقية عام 2014، وجائزة الأمير عبدالله الفيصل عن كامل منجزك الشعري عام 2021، ها أنت تتحصل على جائزة الشارقة للشعر العربي، هل يمكننا القول أنّك صرت مختصا وصائدا للجوائز الكبيرة، ألا تشعر بثقل المسؤولية على عاتقك؟

طبعا هذه الجوائز هي محطات في حياتي الشعرية وتتدرج وتكبر معي كلّما اتسعت التجربة الشعرية ونضجت، ففي الجائزة الأولى في (المبدعون للشعر) كانت عن مجلة الصدى في دبي عن قصيدة واحدة  عام ٢٠٠٠ ثم تدرجت الجوائز لتصبح عن ديوان كما حصل معي في جائزة سعاد الصباح وجائزة الدولة للإبداع، بعد ذلك حصلت على جائزة الأمير عبدالله الفيصل عن فرع التجربة الشعرية يعني مجموع ما كتبته من خمسة دواوين في وقتها، أما الشارقة فهي عن الشخصية الشعرية بكامل منجزه ومجمل أعماله وحضوره الثقافي دون أن أقدّم طلبا للمشاركة إنما هو اختيار الشارقة وحكومتها ودائرة الثقافة وبيت الشعر، وبهذا فإنّ الجوائز اختلفت باختلاف التجربة، فمن القصيدة الواحدة إلى الديوان إلى التجربة الشعرية إلى الشخصية المكرمة، وهي محطات أعتز بها كثيرا وأقدّر القائمين على تلك المسابقات وهي مسؤولية مضاعفة ومضافة للشعر ولي شخصيا في تجاوز نفسي ومشروعي، والمهم في الأمر أنّ جميع الجوائز التي تحصلت عليها لم يكن الشعر الذي كتبته موجهاً والدواوين التي طبعتها متوجهة لجائزة ما على الإطلاق، وهذا يقع في صالح الشعر بالتأكيد.

– نبقى في سياق الجائزة الأخيرة، لاحظت في أدوات التواصل حرصك على الردّ على أبسط الناس وتواضعك المدهش، ألا يأخذ ذلك من وقتك؟

نعم صديقي يأخذ كثيرا من الوقت، وخصوصا كانت ردودي على تويتر لأنّ الفيسبوك صعب أن أتابع الردود وأرد على الأصدقاء واحدا واحدا كما يحتاج إلى أيّام، أمّا تويتر فقد كرّستُ يوميا ساعتين ليلا.. للردّ على الأصدقاء وتهانيهم التي أغرقتني بمحبتهم العالية وهذا واجب أساسا للرد على التحايا الكريمة وربما فاتتني بعض التهاني، معذرة لكلّ أصدقائي.

– الآن.. وقد مرت فترة لا بأس بها.. على منصبك الوزاري..”المستشار الثقافي للسيد رئيس الوزراء” هل تأقلمت.. بمعنى آخر من فاز في الأخير الشاعر أم الموظف السامي؟

لن أسمح للموظف السامي بالتغلب على الشاعر، كل شيء سيزول في النهاية وسيتقاعد المدير العام ويتقاعد المستشار الثقافي وتتغير الحكومات ولكن يبقى في النهاية الشاعر الذي أسكنه ويسكنني، قد استأذن منه أياما وشهورا لانشغالات تقع في صلب الثقافة والانتصار لها ولكن في النهاية يعود الشاعر إلى كرسيه الحقيقي وهو القصيدة.

– متى تجلس لنفسك؟ مع كل هذه المشاغل والمهام التي يفرضها عليك، منصبك الهام؟

بصراحة هذه المدة صعب جدا أجلس لنفسي ولا حتى لعائلتي، وتلومني زوجتي كثيرا لانشغالاتي عن الأطفال والبيت، فأتحجج بأسباب كثيرة تقدرها مرة وتتغافل مرات عنها، ولكننا ما دمنا نستطيع الفعل والتأثير علينا أن نستثمر هذه الطاقة في البناء هذه المدة، لأنني متأكّد سيأتي وقت ولا مزاج لنا في العمل الإداري.

– حدّثنا ولو قليلا على هذه الدورة 35 للمربد الشعريّ، ماذا في برنامجكم؟ ماذا أعددتم للاحتفاء بالشعر والشعراء؟

دورة المربد لهذا العام فلها طعم آخر، ذلك أنّها تأجّلت من العام الماضي حيث كان من المفترض ان يعقد في شهر 11، ولكن أحداث غزة الدامية والعدوان الإسرائيلي الذي أحرق الأخضر واليابس، منعنا من إقامة أي فعالية خجلا من أطفال فلسطين، إلا أنّ التأجيل ليس بصالح الشعر ولا القضية، لذلك صار الاتفاق بين كلّ الأطراف المشاركة في تنظيم المربد وهم رئاسة الوزراء ووزارة الثقافة واتحاد الأدباء والكُتاب في العراق واتحاد أدباء البصرة ومحافظة البصرة ليكون الموعد 7 فبراير 2024، وقد وجّه رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني على أن تكون فلسطين ضيف شرف في المهرجان، فيما اختارت البصرة ابنها الشاعر أحمد مطر ليكون الشخصية المحتفى بها في المربد نقديا وهو يعيش في مغتربه في لندن، سيحضر للمهرجان أكثر من خمسين شخصية عربية وأكثر من ثلاثين شاعرا وناقدا من العراقيين المقيمين في الخارج فضلا مشاركة وحضور أكثر من مئتي شخصية ثقافية من كافة المحافظات العراقية.

– بإلحاح، ألديك مقطع من شعرك الجديد تقدمه لقراء أثير إن تفضلت؟

“حزانى
ولكننا صالحون لهذي الحياة
صالحون لهذي الحياة وأيامها المتعبةْ
صالحون ومنتظرون
كأنّا على موعدٍ للمسير الى قرطبةْ
حزانى فمن يفتح الآن هذا الطريق الطويل
ومن يكسر الباب
بابَ المدينة واللغة المجدبةْ
أقول لأولاد عمي ارفعوني قليلا
على أنني لستُ ميْتاً
ولكنني لم أعد قادراً
أن أرى كلّ هذي البيوت
ومن فوق أسطحها
كنت أبصر كيف تشرُّ النساء
الثياب القديمة مبتلةً بالسكوت
هل نموت؟؟؟
قالها واختفى
وانتظرتُ الصغار لكي يكبروا
وقلت غدا سوف يكبر فتيانها
وعند المقاهي القديمة
سوف تذوب مع الشاي احزانها
سُكَّرٌ وحكايا
وضحكة طفل
وطعم انتظار
يا صغار البلاد الشقية ماذا تريدون
بعد اختفاء النهار وراء النهار
ألمْ تولدوا بعد يا أيّها الأشقياء؟

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

بطولة تامر هجرس وهيدي كرم.. مفاجأة في دور عرض فيلم «جوازة توكسيك»

أكد الموزع صفوت الهلباوي، أن فيلم «جوازة توكسيك»، طُرح في 51 دار عرض، متوقعًا أن يتم زيادة العدد في الأسبوع الثاني.

فيلم «جوازة توكسيك» من بطولة الفنان تامر هجرس وليلى علوي، إلى جانب عدد كبير من نجوم الفن، أبرزهم بيومي فؤاد، هيدي كرم، محمد أنور، ملك قورة، نورين أبو سعدة، فاروق قنديل، وآخرين.

أحداث فيلم «جوازة توكسيك»

وتدور أحداث الفيلم، في إطار كوميدي حول قصة حب فريدة وكريم، التي بدأت بسوء تفاهم في دبي، وتمر بعدها برحلة من الصراعات بعودتهما إلى مصر، بعد تدخل الأهل في مصيرهما، حيث ينتمي كل منهما إلى خلفية اجتماعية مختلفة تمامًا عن الآخر، وهو ما يخلق الكثير من المفارقات الكوميدية، فهل ستنتهي رحلة فريدة وكريم بالزواج.

الشاعر محمد البوغة يكشف كواليس تعاونه مع ماجد المهندس

كشف الشاعر محمد البوغة، كواليس تعاونه مع المطرب ماجد المهندس خلال أغنية «لو زعلان»، التي طرحت بالأمس ضمن الحملة الترويجية لـ فيلم جوازة توكسيك».

وتعتبر أغنية «لو زعلان»، التعاون الأول بين الشاعر الغنائي محمد البوغة والمطرب ماجد المهندس، وجاءت كلمات الأغنية باللهجة المصرية، ليتغنى ماجد المهندس لأول مرة باللهحة المصرية.

وقال محمد البوغة، إن المطرب ماجد المهندس معروف بطبيعته الهادئة واختياراته للأغاني الكلاسيكية والعاطفية ويتميز بشخصية غنائية تبرز في أعماله، معلقا «أردنا كفريق عمل تقديم أغنية بلون مختلف عليه ليراه الجمهور في أغنية تحمل دلع وحب بشكل راقي يليق باستايله».

وأضاف البوغة في بيان: «الأغنية تتماشى مع قصة فيلم جوازة توكسيك التي تدور في إطار كوميدي، والحمد لله ردود الأفعال عقب طرحها منذ ساعات، رائعة وهي مؤشر كبير لنجاحنا في تحقيق تلك المعادلة».

وتابع حديثه قائلا: «أهتم أن تكون لي بصمة مختلفة مع كل عمل يقدم هذا دائمًا ما أفكر في تحقيقه، والفنان الجريء الذي لا يخشى تجربة ألوان مختلفة مثل ماجد المهندس يساعد على الإبداع».

مقالات مشابهة

  • ندوة أدبية عن المجموعة الشعرية “هنائيات” للأديبة داوودي في ثقافي أبو رمانة
  • «الثقافة» تحتفي بتسعينية «حجازي» في بيت الشعر الأحد المقبل
  • فاز بالعديد من الجوائز بالمهرجانات العالمية والعربية فيلم "وراء الجبل" حصريا ولأول مرة الليلة على قنوات ART
  • الشاعرة زوات حمدو: الشعر موهبة لها أسس ومقومات
  • إعلان أسماء الفائزين بجائزة الأمير محمد بن فهد لأفضل أداء خيري بالوطن العربي
  • بطولة تامر هجرس وهيدي كرم.. مفاجأة في دور عرض فيلم «جوازة توكسيك»
  • رايات الشمس البنفسجية
  • ثلاثة شعراء يتغنون بالحب والطبيعة بـ«بيت الشعر» بالشارقة
  • ثقافة الشارقة تختتم فعاليات مهرجان الشعراء المغاربة بتطوان
  • تطوان تسدل الستارة على مهرجان الشعراء المغاربة