لجريدة عمان:
2024-12-18@08:37:42 GMT

أعيش الحلم

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

قبل سنوات قرأت كتابا بعنوان «أربعة أيام عمل في الأسبوع» للكاتب تيميثي فيريز الذي تقاعد في الثلاثين من عمره، وكنت كثيرا ما أضع الكتاب جانبا أثناء القراءة لأستغرق في أحلام يقظة طويلة، ماذا لو استطعت أنا أيضا عيش هذه الحياة التي يصفها الكاتب، وأعيش حياتي متنقلة حول العالم أمارس عملي من أي بقعة من هذا الكوكب، من دون قيود.

من حسن حظي أنني أعيش في بلاد تتيح لي صرف معاش قبل بلوغ سن التقاعد المتعارف عليه دوليا وبمجرد استيفاء شروط مدة الخدمة. نعمة لا شك أنها عظيمة لا أفتأ أحمد ربي عليها، إذ لم تمض مدة طويلة على ذلك حتى وجدتني أكتب رسالة استقالة من عملي، مدفوعة بذلك الحلم بأن أعيش حرة طليقة، أمارس العمل الذي أحب، في الوقت المناسب لي.

والحقيقة أن الشجاعة لم تواتني لاتخاذ القرار فجأة، فقد احتجت إلى جائحة كورونا لدفعي لاتخاذ القرار، أثناء جلوسي يوما في بلكونة غرفتي المطلة على حديقة المنزل الصغيرة، التي باتت مزارا للطيور منذ الصباح الباكر يشاطرنني نسمة الصباح تلك، ويتحفنني بأصواتهن التي كانت تداعب حواسي مع نسمة مسقط الجميلة، أمارس عملي عن بعد، أكسر روتين العمل بالتجول في أرجاء البيت. استيقظت في أحد الأيام وصوت داخلي يحثني على كتابة الاستقالة، حاولت إسكاته لكنه كان أعلى من أن أتجاهله.

أعود بذاكرتي لذلك اليوم وأنا أحضر لجلسة قراءة أديرها أسبوعيا، فيلفت الكاتب انتباهي إلى ألطاف ربي الخفية، التي يسخّر من خلالها الناس والظروف لتحقيق أمنيات، ظننا حينها أن من المستحيل تحقيقها، إذ أذكر بأنني وأنا أسرح بعقلي في أحلام يقظة جميلة عن اليوم الذي أستطيع أن أعيش فيه الحياة التي يصفها الكتاب، بأن ذلك لا يمكن أن يحدث في بلادي، وإن حدث فإنه سيتطلب عقودا طويلة.

تم تطبيق أربعة أيام عمل في بعض الدول، وطبق العمل عن بعد في كثير من الدول من ضمنها بلادي، وأصبحت أعيش الحلم الذي نسيت أنني حلمت به ذات يوم، حتى ذكرني به ذلك السطر الذي قرأته أثناء التحضير للجلسة، لأدرك حجم الأمنيات التي تحققت بفضل اللطيف الخبير رغم أنني نسيتها.

حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الجلوس لفترات طويلة دون نشاط يزيد مخاطر الوفاة بسبب أمراض القلب

كشفت دراسة علمية أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية أن الجلوس لفترات طويلة على مدار اليوم دون نشاط يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب أو الوفاة.

وبحسب الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية «بلوس وان»، فإن اتباع السلوكيات التي تتسم بالخمول لأكثر من عشر ساعات في اليوم يزيد احتمالات الإصابة بأمراض القلب.

وقال الطبيب شان خورشيد، أخصائي أمراض القلب بمستشفى ماساشوسيتس العام في بوسطن: «هذه النتائج تسلط الضوء على الحاجة للتقليل من الخمول من أجل الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وتعد فترة 6 - 10 ساعات يوميًا من الخمول هي الحد الفاصل لتزايد احتمالات الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية».

واستندت الدراسة إلى بيانات تخص حوالي 90 ألف شخص من بنك البيانات الحيوية البريطاني (يو.كيه بيوبانك)، وكان متوسط فترة الخمول التي يقضيها المتطوعون في التجربة تبلغ 9.4 ساعة يوميًا.

ووجد الباحثون أنه بعد ثماني سنوات من المتابعة، أصيب 5% من المتطوعين باضطراب في نبضات القلب، و2% فشل في وظائف القلب، وتعرض 2% لنوبة قلبية، وتوفي 1% جراء أمراض مرتبطة بأمراض القلب.

ويؤكد الباحثون أن مخاطر الإصابة بأمراض القلب تظل محدودة إلى أن تتجاوز فترة الخمول على مدار اليوم حاجز 10.6 ساعة، وعندئذ تزيد المخاطر بشكل ملموس.

وكالة الأنباء الألمانية «د ب أ»

مقالات مشابهة

  • تأثير فيروس كورونا على الأمعاء: اكتشافات جديدة عن أعراض طويلة الأمد
  • الجلوس لفترات طويلة دون نشاط يزيد مخاطر الوفاة بسبب أمراض القلب
  • متقاعدو السليمانية.. طوابير طويلة بازدحام وبرد بانتظار رواتبهم المتأخرة (صور)
  • القصة الكاملة .. مجدي الهواري يكشف أخطر الجرائم التي هزت المجتمع المصري
  • صعدة…مناورة وتطبيق عملي لخريجي الدورات المفتوحة بسحار
  • لاعب فيورنتينا: أشعر أنني بصحة جيدة
  • هل الحلم بعد الفجر يتحقق؟.. انتبه لـ7 حقائق لا يعرفها كثيرون
  • باحثة في شؤون الإرهاب: الشعب السوري مُنهك من الديكتاتورية لفترات طويلة
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
  • الطاقة الشمسية في تونس.. الحلم الأخضر الذي تعرقله التحديات السياسية