لجريدة عمان:
2024-08-01@22:39:12 GMT

أعيش الحلم

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

قبل سنوات قرأت كتابا بعنوان «أربعة أيام عمل في الأسبوع» للكاتب تيميثي فيريز الذي تقاعد في الثلاثين من عمره، وكنت كثيرا ما أضع الكتاب جانبا أثناء القراءة لأستغرق في أحلام يقظة طويلة، ماذا لو استطعت أنا أيضا عيش هذه الحياة التي يصفها الكاتب، وأعيش حياتي متنقلة حول العالم أمارس عملي من أي بقعة من هذا الكوكب، من دون قيود.

من حسن حظي أنني أعيش في بلاد تتيح لي صرف معاش قبل بلوغ سن التقاعد المتعارف عليه دوليا وبمجرد استيفاء شروط مدة الخدمة. نعمة لا شك أنها عظيمة لا أفتأ أحمد ربي عليها، إذ لم تمض مدة طويلة على ذلك حتى وجدتني أكتب رسالة استقالة من عملي، مدفوعة بذلك الحلم بأن أعيش حرة طليقة، أمارس العمل الذي أحب، في الوقت المناسب لي.

والحقيقة أن الشجاعة لم تواتني لاتخاذ القرار فجأة، فقد احتجت إلى جائحة كورونا لدفعي لاتخاذ القرار، أثناء جلوسي يوما في بلكونة غرفتي المطلة على حديقة المنزل الصغيرة، التي باتت مزارا للطيور منذ الصباح الباكر يشاطرنني نسمة الصباح تلك، ويتحفنني بأصواتهن التي كانت تداعب حواسي مع نسمة مسقط الجميلة، أمارس عملي عن بعد، أكسر روتين العمل بالتجول في أرجاء البيت. استيقظت في أحد الأيام وصوت داخلي يحثني على كتابة الاستقالة، حاولت إسكاته لكنه كان أعلى من أن أتجاهله.

أعود بذاكرتي لذلك اليوم وأنا أحضر لجلسة قراءة أديرها أسبوعيا، فيلفت الكاتب انتباهي إلى ألطاف ربي الخفية، التي يسخّر من خلالها الناس والظروف لتحقيق أمنيات، ظننا حينها أن من المستحيل تحقيقها، إذ أذكر بأنني وأنا أسرح بعقلي في أحلام يقظة جميلة عن اليوم الذي أستطيع أن أعيش فيه الحياة التي يصفها الكتاب، بأن ذلك لا يمكن أن يحدث في بلادي، وإن حدث فإنه سيتطلب عقودا طويلة.

تم تطبيق أربعة أيام عمل في بعض الدول، وطبق العمل عن بعد في كثير من الدول من ضمنها بلادي، وأصبحت أعيش الحلم الذي نسيت أنني حلمت به ذات يوم، حتى ذكرني به ذلك السطر الذي قرأته أثناء التحضير للجلسة، لأدرك حجم الأمنيات التي تحققت بفضل اللطيف الخبير رغم أنني نسيتها.

حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

«محمد» يجمع بين الطب والرسم والدوبلاج والرياضة: الحلم بدأ بفكرة

الجمع بين الفن والطب يصنع مستقبلًا متمتعًا بالإبداع والرحمة، إذ تمكّن صاحب الـ23 عامًا أن يجمع بمهارته بين العديد من المواهب التي تمثَّلت في التصوير، والدوبلاج، والفويس أوفر، والرياضة، فضلًا عن موهبة الفن التي حوَّلت مسار حياته وجعلته أسيرًا وسط الألوان والإبداع.

«محمد» يجمع بين الفن والطب البيطري

محمد سالم من أبناء محافظة بني سويف، تخرج في كلية العلوم الزراعية عام 2023، ثم التحق بكلية الطب البيطري بجامعة بني سويف بسبب رغبته في التخفيف عن آلام الحيوانات نظرًا لحبه الشديد لهم، وكان حظه جيدا في تلك السنة لأنه صدر قرار في عدد قليل من المحافظات، بينها بنها ومدينة المنصورة وبني سويف، «إذا ما حصل طالب ما على تقدير مرتفع في الكليات العلمية، من حقه الدراسة بعد ذلك في إحدى الكليات الطبية» بحسبما يروي لـ«الوطن»: «الحلم بدأ بفكرة، من وأنا صغير كنت بحب أرسم في الكراسات والكتب وكل حاجة ليها علاقة بالتعليم، وكمان كنت بحاول طول الوقت أطور نفسي بنفسي».

آمن محمد بقدراته الفنية فلم تمنعه دراسة الطب من أن يبدأ بالرسم على الورق ثم البورتريهات، حتى تمكّن من الرسم على المجات بطريقة «الهاند ميد» من أجل المال، ثم وصل بالرسم إلى مرحلة جديدة وهي الرسم على الجدران أو ما يعرف بـ«الجرافيتي».

«No Risk ..No Fun».. شعار رفعه «محمد» في حياته خلال الفترة الماضية، خاصة وأنّ الرسم على الجدران جعل الشاب العشريني يشعر بفارق في حياته وساعدت في تحسين نفسيته: «أنا لقيت نفسي جدًا في الجرافيتي، غير أني متقن الرسم على الورق وكويس في الألوان، بس حبيت أجرب صابت بقى مصابتش أنا كده كده بجرب»، وعن أول تجربة خاضها في رسم الجرافيتي يقول «محمد»: «جربت النوع ده من الرسم أول مرة في شقة عريس، وقدرت أخلصها كلها، والجودة كانت كويسة جدًا».

أسرة «محمد» هي جمهوره الأول

كانت أسرة «محمد» هي الداعم الأول والأكبر في مشواره، إذ آمنوا بموهبته منذ طفولته، وحرصوا على تشجيعه ماديًا ومعنويًا، وبخاصة خاله الذي كان سببًا في رسم بوادر مستقبله، بعدما مهَّد له الطريق للتعرف إلى محمد ماضي عميد كلية الفنون التطبيقية بجامعة بني سويف: «العميد لقى فيا موهبة تستحق الاكتشاف والاهتمام بيها، فإداني فرصة وخلاني ألتحق بأتيليه الفنون في الجامعة».

نجح الشاب العشريني في اجتياز الجزء الأكاديمي الخاص بالأتيليه، وجمعه بعميد كلية الفنون التطبيقية علاقة وطيدة، أفسحت له المجال لعرض لوحاته الفنية عليه عقب انتهائه منها حتى يستفيد من آرائه: «أنا دايمًا كنت بعرض اللوحات على العميد عشان أتأكد من جودتها ودقتها، وكمان شاركت مع العميد لمدة سنتين في مؤسسة إبداع».

وعن الموازنة بين دراسة الطب ومجال الفن، يقول «محمد»: «أنا بقدر أوفق كويس بين الدراسة والشغل بأنّي أقسم أيام الدراسة أربع أيام، ولو جالي شغل بأجله في أيام الإجازة، عشان مجيش على الدراسة أو أقصر في شغلي».

مقالات مشابهة

  • «محمد» يجمع بين الطب والرسم والدوبلاج والرياضة: الحلم بدأ بفكرة
  • بسعة 47 ألف مقعدًا.. الكشف عن تفاصيل ملعب أرامكو
  • كيربر.. وتبخر الحلم الأولمبي في محطة الصين
  • مخالفات بعقـد قيمته 4.5 مليارات دينار في كربلاء المقدسة
  • حملة قومية لتشجيع العمل الأهلي بالشراكة بين هيئة الاستعلاماتوالتحالف الوطني
  • إسبانيا والأرجنتين.. «الحلم الخيالي»!
  • بيان عملي عن الإسعافات الأولية في سجن طرطوس المركزي
  • مفتي الأردن: ما نشهده اليوم بغزة واقعًا عمليًّا على الانحدار الأخلاقي
  • مفتي الأردن: ما يحدث في غزة واقعًا عمليًّا على الانحدار الأخلاقي للجهات المتطرفة
  • أحب التميز.. فكيف أتصرف