مصدر غير متوقع.. كيف تستخدم حماس أسلحة إسرائيلية؟
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، عن خبراء أسلحة ومسؤولي استخبارات، أن العديد من الأسلحة التي استخدمتها حركة حماس الفلسطينية في هجوم السابع من أكتوبر وفي الحرب الحالية في قطاع غزة جاءت من "مصدر غير متوقع هو الجيش الإسرائيلي نفسه".
وقالت الصحيفة إنه لسنوات أشار المحللون إلى استخدام حماس، التي تصنفها واشنطن منظمة "إرهابية"، للأنفاق لتهريب الأسلحة هربا من الحصار، لكن المعلومات الاستخباراتية الأخيرة "تظهر مدى قدرة حماس على بناء العديد من صواريخها وأسلحتها المضادة للدبابات من آلاف الذخائر التي لم تنفجر، التي أطلقتها إسرائيل على غزة"، وفقا لخبراء أسلحة ومسؤولي استخبارات إسرائيليين وغربيين.
وتسلح حماس أيضا عناصرها “بأسلحة مسروقة من القواعد العسكرية الإسرائيلية"، وفق التقرير.
وكشفت المعلومات الاستخبارية التي تم الحصول عليها خلال أشهر من القتال أنه "مثلما أخطأت السلطات الإسرائيلية في معرفة نوايا حماس قبل 7 أكتوبر، فقد قللت أيضا من قدرتها على الحصول على الأسلحة".
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن الأسلحة نفسها التي استخدمتها القوات الإسرائيلية "لفرض الحصار على غزة على مدى الأعوام الـ17 الماضية تُستخدم الآن بمواجهتها"، مشيرة إلى استخدامها في "إمطار إسرائيل بالصواريخ، وللمرة الأولى، اختراق البلدات الإسرائيلية انطلاقا من غزة".
وقال مايكل كارداش، النائب السابق لرئيس قسم إبطال مفعول القنابل في الشرطة الوطنية الإسرائيلية، مستشار الشرطة الإسرائيلية: "إن الذخائر غير المنفجرة هي المصدر الرئيسي للمتفجرات بالنسبة لحماس".
ويقول خبراء الأسلحة، وفق الصحيفة، إن ما يقرب من 10 في المئة من الذخائر عادة لا تنفجر، ولكن في حالة إسرائيل، قد يكون الرقم أعلى.
ونقلت الصحيفة عن ضابط استخبارات إسرائيلي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إن معدل الفشل في بعض هذه الصواريخ يمكن أن يصل إلى 15 في المئة.
وتوقع تشارلز بيرش، رئيس دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في غزة أن تبقى "عشرات الآلاف من الذخائر غير المنفجرة بعد هذه الحرب" وهذه "هدية مجانية لحماس".
وتقول الصحيفة الأميركية إنه بعد "سنوات من القصف المتقطع والقصف الأخير لغزة، تناثرت آلاف الأطنان من الذخائر غير المنفجرة التي تنتظر إعادة استخدامها. والقنبلة الواحدة التي تزن 750 رطلا والتي لا تنفجر يمكن أن تتحول إلى مئات الصواريخ".
ولم ترد حماس على طلبات من الصحيفة من أجل التعليق.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان لنيويورك تايمز إنه ملتزم بتفكيك قدرات حماس، لكنه لم يرد على أسئلة محددة عن أسلحة حماس.
وحاول موقع الحرة الحصول على تعليق من الجيش الإسرائيلي، ولم يحصل على رد حتى كتابة التقرير.
وقال إيال هولاتا، الذي شغل من قبل منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي ورئيس مجلس الأمن القومي: "لديهم صناعة عسكرية في غزة. بعضها فوق الأرض، وبعضها تحت الأرض، وهم قادرون على تصنيع الكثير مما يحتاجون إليه".
وقال مسؤول عسكري غربي إنه يبدو أن معظم الأسلحة التي تستخدمها حماس في حربها مع إسرائيل تم تصنيعها باستخدام ذخائر غير منفجرة أطلقتها إسرائيل.
وتقول نيويورك تايمز إن السلطات الإسرائيلية تعلم أن مستودعات الأسلحة الخاصة بها كانت عرضة للسرقة.
وأشار تقرير عسكري، صدر أوائل العام الماضي، إلى أن آلاف الرصاصات ومئات الأسلحة والقنابل اليدوية سُرقت من قواعد سيئة الحراسة. وقال التقرير إن بعض الأسلحة تم تهريبها إلى الضفة الغربية، والبعض الآخر إلى غزة عن طريق سيناء.
وجاء في سطر من التقرير الذي اطلعت عليه صحيفة نيويورك تايمز: "نحن نزود أعداءنا بأسلحتنا الخاصة".
ووفقا لاثنين من مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية، كان هناك ما لا يقل عن 12 نفقا صغيرا لا تزال تعمل بين غزة ومصر قبل 7 أكتوبر.
وقال متحدث باسم الحكومة المصرية في رسالة بالبريد الإلكتروني إن الجيش المصري قام بدوره بإغلاق الأنفاق على جانبها من الحدود. وأضاف المتحدث : "العديد من الأسلحة الموجودة حاليا داخل قطاع غزة هي نتيجة التهريب من داخل إسرائيل".
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أمثلة على استخدام حماس لأسلحة إسرائيلية، مشيرة إلى العثور على قنبلة يدوية، كتب عليها باللغة العبرية، بجوار جثة مسلح من حماس في قاعدة رعيم بعد اختراق حماس للحدود في السابع من أكتوبر.
ويقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن بعض الأسلحة نُهبت من هذه القاعدة وتم إرسالها إلى غزة.
وعلى بعد كيلومترات قليلة، جمع أعضاء فريق الطب الشرعي الإسرائيلي واحدا من 5 آلاف صاروخ أطلقتها الحركة المدرجة إرهابية على قوائم دول عدة، في ذلك اليوم.
وبفحص الصاروخ، اكتشفوا أن متفجراته العسكرية جاءت على الأرجح من صاروخ إسرائيلي غير منفجر أطلق على غزة خلال حرب سابقة، وفقا لضابط استخبارات إسرائيلي.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
المعارضة الإسرائيلية: «سيد القتلة» يحافظ على حكومته الفظيعة
دعت المعارضة الإسرائيلية إلى تصعيد الاحتجاجات والتظاهر ضد قرار حكومة بنيامين نتنياهو استئناف الحرب على غزة، في حين قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين إنها "تشعر بالصدمة والغضب والرعب بسبب التفكيك المتعمد لعملية إعادة أحبائنا من الأسر".
وقال رئيس حزب تحالف الديمقراطيين يائير جولان "يجب أن تندلع الاحتجاجات بغضب لإنقاذ الرهائن والجنود وإسرائيل من أيدي نتنياهو الفاسد والخطير".
وأضاف "نتنياهو يستخدم حياة مواطنينا وجنودنا لأنه يرتجف خوفا منا ومن الاحتجاجات على إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار".
وقال عضو الكنيست عوفر كاسيف إن "ما يجري ليس انهيارا لوقف إطلاق النار، بل تعمدا من سيد القتلة للحفاظ على حكومته الفظيعة".
بدورها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن قادة الاحتجاج ضد نتنياهو قولهم إن "تحركاتهم الاحتجاجية ستتواصل ضد نتنياهو الذي يخاف من الشعب ويدرك أن أيام حكومته معدودة".
في سياق متصل، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إنها تشعر بالصدمة لأن الحكومة اختارت التخلي عن المخطوفين في غزة.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إن "أغلب الإسرائيليين يشعرون بانعدام الثقة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
وأضاف لبيد أن نتنياهو أعاد القتال في غزة ويريد تحويل المليارات إلى الحريديم المتهربين من الخدمة العسكرية، مؤكدا أن جنود الجيش الإسرائيلي يحتاجون إلى رئيس وزراء يمكنهم الثقة به ولا يهتم إلا بأمن إسرائيل ومصير الأسرى.
واستنكر عدد من الأسرى الإسرائيليين السابقين في غزة استئناف العدوان الإسرائيلي، وحذر أقارب لأسرى في غزة من المخاطر المحدقة بأبنائهم في ظل الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مناطق مختلفة من القطاع.
ووصف شقيق الأسير الإسرائيلي في غزة، نمرود كوهين، عودة الحرب علي غزة بأنه "اصدار حكما بالإعدام على المختطفين."
وشدد علي أن “الحديث عن انهيار المفاوضات كذب، وإسرائيل هي من دمرت الصفقة.”
وأكدت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين أن الضغط العسكري سيؤدي إلى قتل الأسري الأحياء واختفاء الأموات.
وبينما قال الأسير المفرج عنه إيلي كوهين إن "تجدد القتال هو إنزال عقوبة الإعدام بأصدقائي الذين بقوا في الأسر"، تحدث الأسير السابق لويس هير عن وضع رفاقه الموجودين بغزة.
وقال "مررنا بجحيم مثل هذا، ووضع الرهائن لا يمكن تصوره في هذه الأثناء، إنه أمر مفجع".
بدوره، انتقد والد الأسير ماتان إنجرست قرار العودة إلى الحرب، وقال "الدولة لم تقاتل من أجل ابني لمجرد أنه جندي ولا أفهم كيف سيعود تحت ضغط عسكري".