صرخت ربة منزل، وانطلقت تهرول في شوارع قرية الخضيري مركز منية النصر في الدقهلية، "القطة عورت حنين"، على عجل ذهبت والدة زوجها إليها، لترى مشهد تقشعر له الأبدان، الطفلة فارقت الحياة وبها حرج قطعي في الرقبة.

الأم ذبحت طفلتها  

مكالمة هاتفية تلقاها السباعي عبد اللطيف، شاب 40 سنة، من والدته، "إلحق مراتك ذبحت بنتك حنين"، تمالك نفسه من السقوط أرضًا، وبأقصى سرعة توجه إلى بيته، ليجد صغيرته ابنة الستة أشهر فارقت الحياة.

صرخة أب

حضن الأب المكلوم من لطخت دمائها الأرض، وثبّت نظره على  بقع الدماء في ملابس زوجته، وصرخ "ليه عملتي كده يا حنان"؟!

جريمة أم

أمسك "السباعي" رأسه تكاد أن تنفجر، فالضحية "حنين" حبيبة قلبه والمتهمة زوجته ووالدة الطفلة، فالمصاب جلل، وشريط من الذكريات الجميلة مرّ أمام عينيه عن سنوات الزواج، وأن الحياة بدأت تُريه الجانب الحلو منها، لكن قصته، كان ختامها مُرّ.

يقول السباعي عبد اللطيف، تزوجت من "حنان. م" 36 سنة، منذ 23  سنة، وعلى فراش الزوجية رزقني الله منها بـ 3 أبناء، أكبرهم عبدالله 22 عاما، وحمدي 14 عاما، وآخر العنقود، حنين سنة أشهر.

حنين ابنتي الوحيدة

فرحت بحنين كثيرا، فبعد أكثر من عقدين من الزمان، جاءت من انتظرت قدومها، بنوتة تملى عليا الدنيا، ورسمت لها خطط، عن تعليمها، وعريس يأتي لطلب يدها، أفكار كثيرة كانت تدور في  رأسي عن ابنتي الوحيدة.

الأم مريضة  

وتابع والد الضحية وزوج المتهمة، أن أم أولاده في الفترة الأخيرة كانت تعاني من مرض نفسي، وسبق حجزها في مستشفى دميرة للأمراض النفسية، وظهرت عليها  تغيرات في سلوكها مع أولادنا، وخصوصا "حنين"، التي تكون دائما نائمة في حضنها.

حاولت إلقاءها في الترعة   

وأشار إلى أن زوجته منذ شهرين ذهبت بـ حنين، يرافقها ابني عبدالله لتوقيع الكشف الطبي عليها، وخلال اقترابهم من ترعة، حاولت حنان، إلقاء الصغيرة فيها، لكن عبدالله أنقذها وأخذ منها شقيقته.   
 

العثور على جثة الطفلة


وتمكن الأهالي من احتجاز الأم المتهمة بذبح طفلتها، التي أنكرت الجريمة في البداية، زاعمة أن قطة من أزهقت روح صغيرته، وما أن وصلت الأجهزة الأمنية من مركز شرطة منية النصر بالدقهلية، حتى ألقت القبض عليها، واقتيادها إلى ديوان  المركز.

تشريح الجثة 

تقرر نقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى المنصورة الدولي، وانتدبت النيابة العامة، الطب الشرعي لتشريح، للوقوف على سبب الوفاة، وتحرر محضر بالواقعة وجاري اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة.

موعد الجنازة 

وحددت الأسرة موعد الجنازة لدفن جثمان حنين، على أن يكون غدًا الأثنين، عقب صلاة المغرب من مسجد الخضيري الكبير.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأم ذبحت طفلتها جريمة أم

إقرأ أيضاً:

مزنة... التخوّف من الوصمة المجتمعيَّة

عتبة...

تقول الراوية عزيزة:

"فيه خوف يصيبك بالشلل وخوف يزيد عزمك".

وتقول كذلك: "في أشياء تنكسر بالغلط بين أيادينا ونعيش عمرا كاملا نحاول نصلحها، وفي أشياء نتعمد نكسرها ونحن مسلّمون بالظن إننا نقدر نرجعها مثلما كانت. طيب القلب اللي ينكسر في أمل يتصلح؟ ومن يصلحه؟".

مسلسل شارع الأعشى

في زمن السبعينيات، لم يكن الحديث عن حق الفتاة الخليجية في الاختيار الشخصي للزواج مطروحا أصلا. فالقوانين المدنية لم تكن تشجع زواج المرأة من خارج وطنها، وكانت تفرض لوائح داخلية صارمة تجعل هذا الخيار محفوفا بالعقبات. وعبر هذا السياق، يفتح مفهوم الاختيار الشخصي، الذي استعرته من كتاب (هويات متغيرة: تحدي الجيل الجديد في السعودية)، للباحثة مي يماني، بابا للحديث عن قضايا المرأة الخليجية في التعليم والسياسة، ناهيك عن حقها في الحب والارتباط.

يقدّم مسلسل شارع الأعشى للمؤلفة بدرية البشر تجسيدا دراميا مؤثرا لهذا الواقع، من خلال شخصية مزنة الفتاة الشجاعة الصادقة التي وقعت في حب شاب فلسطيني يُدعى رياض، وأرادت الزواج به.

مزنة التي قدَمَت إلى شارع الأعشى برفقة أمها وأشقائها متعب وضاري والجازية، كانت مثالا للفتاة التي تحلم بحب نقي، بعلاقة تنصف قلبها وتكافئ طيبتها. شهدت قصصا كثيرة من حولها: صديقتها عزيزة التي وقعت في حب أحد الشباب العاملين في تجارة الأقمشة، وكيف غدرت بها امرأة لعوب فخطفته. أختها الجازية وهي تتزوج برجل لا يُحبها، فعاشت معه أسوأ حياة زوجية، وأخوها ضاري الذي وقع هو الآخر في الحب. مزنة لم تكن تختلف عنهم، لكنها اصطدمت بجدار الأعراف السميك.

كانت مزنة تعيش في مجتمع محافظ، حيث يُمنع على النساء الغناء أو العمل أو حتى الوجود في سوق الحريم إلا ضمن ضوابط صارمة. في هذا السياق، تعرفت على رياض، الذي أعرب عن رغبته في الزواج بها. ورغم ترددها وافقت بعد أن رأت فيه حريتها، وانعتاقها من سلطة الأخوين والمجتمع الرافض.

تقدم رياض وأهله رسميا، لكن الأم رفضت، خاصة بعد أن رآها ضاري تتحدث معه في السوق، وظن بها السوء. أقسم أن يمنع هذا الزواج، معلنا أن رياض "غريب لا يعرف عاداتهم"، وهكذا مُنعت مزنة من الخروج.

في لحظة يأس، قررت الانتحار، واضعة سكينا على عنقها. ضربها ضاري وهو يصرخ: "إلا الشرف! عقرب الثرى! تريد تذبح عمرها عشانه؟ أنا اللي بذبحها".

لترد الأم بحزن: "هذه بنيتي، ولا أحد له قول بعد قولي وأنتَ لا تمسّ شعرة منها...".

وفي مواجهة بين الأم وابنتها، تسألها الأم بمرارة: "لم أتوقعك هكذا".

فترد عليها: "ماني خايفة من الموت".

لترد الأم:" كل هذا عشق! ما خفتي تخسرين عمرش؟ تخسرين دينش عشانه؟ ما هجيتك كذيه يا مزنة، قوية... شجاعة".

ترد عليها مزنة بإصرار: "ما خفت من الموت ولا ني خايفة منه".

لكن الأم، رغم صدمتها، لم تفقد رجاحة عقلها، تحاول إقناع ابنتها بأن الحب وحده لا يكفي: "... وهو. هجوتك بيذبح عمره عشانش؟ بيتحمل أخوانش، بيتحمل ضاري والطج والطعن؟ اسمعي يا مزنة هالعشق يخصكم أنتم الاثنين، الخطر منه علينا الجميع، ما حدن يأخذ إلا من ربعه ومن جماعته. أنا اليوم حميتش من أخوانش، أما هو فمن يفكه منهم، وهذا اللي عندي".

ومع تصاعد التوتر، يتقدم رجل آخر يُدعى مطلق بن نافل لخطبتها، ويبدأ الحديث داخل العائلة عن فكرة الستر والخلاص الشرعي من هذه الفضيحة. تُرمي الكرة في ملعب مزنة، فتوافق على الزواج به ظاهريا، لكنها تخطط سرًا للهروب مع رياض. في لحظة الذروة، وفي حضور شيخ المسجد والمتشددين الذين واجهوا الثلاثي رياض ومزنة وعزيزة ليلا في شارع الأعشى، أنقذت الأم الموقف بذكاء: "البنت هذي بنيتي، والذي معها رجالها والبنت الثانية من جماعتنا جاءت تودعها قبل لا يسافرون. هذا سعد نسيبنا ماخذ أختها"، ثم قالت لرياض: "باكر تمرنا أنتَ وأهلك، وشوف من يسعى لك في التصريح".

فيرد عليها رياض: "أنا معي الجنسية، وما يصير إلا اللي تبينه".

في نهاية الأمر، تقرر الأم تزويج مزنة من رياض، بعد أن تأكدت مِن أن معه تصريحا رسميا. لكن ذلك لا يمنع ضاري من رفض الزواج والتهديد بدفنها. المشهد يكشف عمق الأزمة؛ بين القانون والتقليد، بين حب يُريد الحياة وخوف من العار المجتمعي. في خلفية هذه القصة، يَسكن خطاب ديني واجتماعي مشترك، يُشيطن المرأة ويصور حريتها كفتنة واختلاطها كفضيحة. كما في خطبة الإمام: "...الفتن أصبحت تحيط بنا من جميع الجهات ونحن في غفلة. كان المسلم يطأطئ رأسه في سَيره وهو يمشي في الطريق حتى إذا التقى امرأة لا يراها؛ لأن الله -عز وجل- أمر الرجال بأن يغضوا من أبصارهم. أما الآن فأصبح نظرهُ في الشارع، وفي المجلة والتلفاز والفيلم، وكلها في حكم زنا البصر والعياذ بالله".

إنه الخطاب المتكرر بلسان المتشددين: "يا عباد الله الحذر ثم الحذر يا أخوات. زينة المرأة في سترها، اتقوا الله يا أخوات وحافظوا على حجابكم. والمزامير من الشيطان ولا يجوز عزفها ولا سماعها ولا تداولها". هذا الخطاب التقليدي يصوّر المرأة كجوهرة، والرجل كذئب، ويحكم على الحب النقي بأنه تهديد لحصن العائلة، وليس فرصة للحياة.

إن قصة مزنة ليست قصة فتاة أحبت رجلا من خارج قبيلتها، بل هي مأساة مجتمع يخشى الحب أكثر مما يخشى الظلم. إنها اختناق متكرر لحلم مشروع، يحاصر المرأة من الجهات كلها، ويصنع من الوصمة عدوا لا يُرى، لكنه حاضر في كل قرار.

قصة مزنة أيضا، ليست مجرد دراما تلفزيونية، بل تعكس واقعا تعيشه العديد من النساء الخليجيات. فزواج المرأة الخليجية من أجنبي لا يزال يواجه تحديات قانونية وعراقيل اجتماعية متعددة. ففي المملكة العربية السعودية، يتطلّب زواج المرأة من أجنبي "الحصول على موافقة وزارة الداخلية، مع شروط تتعلق بالاستقرار المالي والفارق العمري والفحوصات الطبية والسجل الجنائي للزوج، وعدم استيفاء هذه الشروط قد يؤدي إلى رفض الطلب"، وفي معظم دول الخليج، لا تَمنح المرأة المتزوجة من أجنبي جنسيتها لأطفالها، مما يؤدي إلى مشكلات في الإقامة والتعليم والرعاية الصحية تصل إلى المحاكم، وينطبق الحال على جميع دول الخليج. ورغم التطور القانوني في بعض دول الخليج، إلا أن الوصمة الاجتماعية لا تزال قائمة.

ما عاشته مزنة في شارع الأعشى، بكل ما فيه من حب مكبوت ومقاومة خافتة وضغوط عائلية ودينية ليس مجرد حالة معاصرة، بل هو تكرار لصورة المرأة في السرد العربي القديم منذ الجاهلية، مرورا بالعصور الإسلامية وصولا إلى أدب النهضة. في السرد العربي القديم كانت المرأة تمثل الفتنة أو المَتاع، إما معبودة تقاتل القبائل لأجلها أو مصدر بلاء يجب ضبطه أو أداة للصلح والنسب (عنتر وعبلة)، ومزنة في هذا الامتداد، ليست بعيدة عن تلك الصور وتمثيلاتها الرمزية، فهي محكومة بسلطات ثلاث كبرى: سلطة الأخ، وسلطة الأم، وسلطة المجتمع والفتاوى وخطبة الصلاة وتهمة التجريم. ومثل بطلات السرد العربي القديم، فإنّ كل تمرّد منها يُقابل بالعنف أو الخنق أو التهديد بالموت كما لو أن حياتها لا تُحتمل إلا ضمن حدود يقرّها الذكور المتشددون.

لكن المختلف هنا، أن مزنة تقف على حافة التغيير. فهي لا تموت كما ماتت ليلى الأخيلية قهرًا، ولا تُمنع من الحب كما مُنعت بلقيس في الأسطورة، بل تصرخ، تحاول، تجرّب، تفكر في الانتحار، لكنها في نهاية الأمر تنتزع شبه اعتراف من الأم، وتضع الجميع أمام خيار أخير: إما أن أكون أو لا أكون.

إن قصة مزنة في الحقيقة ليست بعيدة عن قصص النساء العربيات منذ فجر السرد: نساء يُحببن لكن لا يُصدقن، يُردن لكن لا يُمنحن، يُفكرن لكن لا يُسألن. ومزنة بهذا تمثّل لحظة تقاطع بين الماضي الثقيل والحاضر الذي سيأتي متأخرا.

مقالات مشابهة

  • جبروت امرأة.. ربة منزل تنهى حياة زوجها طعنًا بالسكين فى الشرقية
  • شاهدهما في وضع مخل.. إحالة نقاش لمحكمة الجنايات بأسيوط أنهى حياة زوجته وشقيقه
  • لم يدرك أن زوجته توفيت.. تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة جين هاكمان
  • البحر الأحمر تحتفل بيوم اليتيم بمشاركة 600 طفل
  • الإمارات تدعو لـصمت المدافع بذكرى حرب السودان.. وتتهم طرفيها بـارتكاب فظائع
  • بإطلالة سوداء.. حنان مطاوع تخطف الأنظار في أحدث ظهور | صور
  • مزنة... التخوّف من الوصمة المجتمعيَّة
  • حصار وسوء تغذية.. التجويع الإسرائيلي يفتك بأطفال غزة
  • الجن العاشق في جسم القطة.. مخرج مسلسل المداح يكشف عنوسة البنات مربية القطط
  • أمام أعين أطفالهما.. زوج ينهي حياة زوجته في جريمة تهزّ طنجة