نظمت القاعة الرئيسية في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ٥٥ ندوة تحت عنوان "التراث الثقافي وترسيخ الهوية المصرية"، بحضور كل من الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والكاتب حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، والنائب عمرو عزت، والدكتورة نهلة إمام، مستشارة وزير الثقافة لشؤون التراث اللامادي، وذلك بالتعاون مع شباب تنسيقية الأحزاب.

فيما أدار الندوة النائب نادر مصطفى.

في البداية، قام حلمي النمنم بتهنئة الدكتور أحمد بهي الدين وفريق العمل على نجاح معرض القاهرة الدولي للكتاب، وعبّر عن شكره لتنسيقية شباب الأحزاب، مُشيدًا بالدور السياسي الذي تلعبه وإثبات وجودها في الشارع المصري.

أشاد النمنم بثبات وراسخية الهوية المصرية، مُظهرًا عمقها في التاريخ. أكد أن مصر قد مرت بالعديد من الأزمات السياسية والاقتصادية، ورغم ذلك تظل قوية وقادرة على التغلب على التحديات. استعرض نموذجًا لذلك في نكسة عام ١٩٦٧ وكيف نجحت مصر في تجهيز جيش قوي والفوز في حرب أكتوبر ١٩٧٣. أكد على أهمية الثقة في الهوية كوسيلة لتحقيق النجاح في التغلب على الأزمات.

وأضاف أن هذه الثقة تأتي من عمق التاريخ والموقع الجغرافي لمصر، حيث يمتد التاريخ المكتوب لأكثر من ٧٠٠٠ سنة، والتاريخ غير المكتوب يمتد لمئات الآلاف من السنين. وأشار إلى أهمية جغرافية مصر ونهر النيل، الذي يمر في ١٣ دولة، ولكن مصر هي البلد الوحيد الذي استفاد منه بشكل إيجابي، محولًا إياه إلى مصدر للزراعة والتنمية، بينما بقية الدول تواجه تحديات مختلفة.

فيما أكد النائب عمرو عزت تأثر هويتنا بالعولمة وتكنولوجيا المعلومات، قائلاً: "مصر هي مهد الحضارة، ولكن التراث المصري يمر بأزمة ثقافية بسبب العوامل المتعلقة بالعولمة وتكنولوجيا المعلومات."

وحدد "عزت" عدة توصيات للخروج من هذه الأزمة من خلال نشر الوعي والثقافة في مختلف أنحاء مصر من خلال مشروع وطني. مشدداً على ضرورة وجود مشروع ثقافي يواجه التحديات المتعلقة بالعولمة، ويقف ضد الثقافات التي تتعارض مع الهوية الثقافية المصرية ولا تتماشى معها. دعا أيضاً إلى استخدام دور الثقافة وتنظيم دورات تدريبية لتعزيز الهوية، وإعادة النظر في التراث المصري.

من جانبه، قال الدكتور أحمد بهى الدين: "الهوية تتأرجح بين أمرين مهمين، بين الثبات والحيوية. الثبات يشكل قلقًا كبيرًا، لأن الثقافة المصرية أنجبت ثقافة حية، حيث جاءت مصر ثم جاء الإنسان. يجب علينا أن نفرق بين طبيعة الحضارة الإنسانية والحضارة المصرية. ينبغي لنا البحث عن الهوية داخلنا. عندما كنا ندرس الأدب الشعبي، كان علينا أن نتعمق في علم المصريات وعمق العديد من العلوم".

وأضاف: "يجب علينا أن نسأل أنفسنا هل نحن بحاجة إلى التراث وما هي الصيحة التي عادت للحديث عن التراث والهوية؟ هل هو أمر مستحدث؟ وهل هي قضية عادلة؟ التراث على المستوى الأكاديمي لا يعود بالتزامن مع العولمة وإنما يعود إلى القرن التاسع عشر".

وتابع بهي الدين: "عندما انتهت الإمبراطورية بأشكالها التقليدية، دخل العالم في إمبراطورية أخرى ناعمة، بدأت مع العولمة. العولمة تبدو وكأنها كلمة حية وكأنها تكونت في الوقت الحالي، ولكن ربما تكونت في أواخر تسعينيات القرن الماضي عندما ظهر العالم في مجتمع يعرف بمجتمع المعلومات. وصلنا إلى المرحلة الحالية والتي تسمى بمجتمعات المعرفة التي أصبحت محكومة بركيزة أساسية وهي اقتصاد المعرفة. وهل المعرفة يمكن أن تشكل اقتصادًا يقوي الشعوب؟ لأن هناك بنية أساسية جاهزة لاستيعاب المعرفة. السوشيال ميديا هي أداة، والمنصات أداة، والهاتف النوعي أداة لتشكيل معرفة المعرفة".

 عرّفت الدكتورة "نهلة إمام" الهوية بأنها إحساس شخصي بالانتماء إلى مجتمع معين، حيث يعد الفرد جزءًا من الكل. شددت على أنه في فترات الأزمات يظل التراث مرتبطًا بالهوية، حيث تتحول الرموز مثل الكوفية الفلسطينية إلى مواقف تعبيرية، حيث يرتبط ارتداؤها بدعم القضية الفلسطينية، ويعبر العلم عن الهوية، بالإضافة إلى الصليب وغيره من الرموز البسيطة التي تعزز الهوية.

وأضافت: "التراث هو فترات تراكمت لإنتاج الإنسان في الوقت الحاضر، حيث اختفت العديد من عاداتنا ولكن هناك ديناميات للعناصر، حيث تموت بعض الأشياء لتولد أخرى، وخوفنا على التراث يظل مبررًا صحيًا".

ونفت "إمام" قدرة التكنولوجيا على تهديد التراث، مشيرة إلى أنها أداة مثل السكين يمكن استخدامها لأغراض إيجابية أو سلبية. أكدت أن التكنولوجيا يمكنها إحياء العمق الثقافي وتيسير اندماج ثقافتنا مع الغرب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القاعة الرئيسية معرض القاهرة الدولي للكتاب الكاتب حلمي النمنم النائب عمرو عزت

إقرأ أيضاً:

هنو: نجاح مبادرة “محفوظ في القلب” يعكس دور الثقافة في ترسيخ الهوية الوطنية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ثمن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، النجاح اللافت الذي حققته مبادرة “محفوظ في القلب.. لعزة الهوية الوطنية”، والتي أقيمت في 16 أبريل بجميع محافظات الجمهورية ضمن فعاليات المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان”، مؤكدًا أن هذا النجاح يجسد الدور المحوري للثقافة في بناء الوعي وترسيخ الهوية الوطنية.

باقة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية للاحتفاء بأديب نوبل 

وأوضح الوزير أن وزارة الثقافة نظمت، بالتعاون مع عدد كبير من الجهات الحكومية، باقة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية التي استعرضت إسهامات الأديب العالمي نجيب محفوظ، ودوره في تشكيل وجدان المجتمع المصري وتعميق الانتماء للهوية الثقافية، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يعكس رؤية الدولة لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تكامل الجهود بين مؤسساتها.

وأعرب وزير الثقافة عن بالغ تقديره للدعم الكبير الذي قدمه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، من خلال توجيهاته الدائمة بأهمية تنسيق الجهود بين الوزارات بما يعكس اهتمام القيادة السياسية بالثقافة كأداة فاعلة في بناء الإنسان.

 إتاحة عرض المواد التوعوية عبر شاشات المترو

كما توجه بالشكر إلى الفريق المهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، لدوره في دعم المبادرة من خلال إتاحة عرض المواد التوعوية عبر شاشات المترو، ما ساهم في توسيع قاعدة الجمهور المستهدف، وجعل قضية الهوية الوطنية أكثر حضورًا لدى فئات غير تقليدية من الجمهور.

مشاركة طلاب المدارس في فعاليات الاحتفاء بنجيب محفوظ

وأشاد وزير الثقافة أيضًا بتعاون الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الذي أتاح مشاركة طلاب المدارس في الفعاليات، ما عزز الوعي الثقافي لدى الأجيال الجديدة، وعكس إيمانًا حقيقيًا بأهمية دور الثقافة في التعليم وبناء الوعي.

نقل فعاليات “محفوظ في القلب” إلى الجاليات المصرية حول العالم،

كما أعرب عن امتنانه للدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، على ما قدمه من دعم عبر السفارات والمكاتب الثقافية لنقل فعاليات “محفوظ في القلب” إلى الجاليات المصرية حول العالم، ما ساهم في تعزيز انتمائهم وارتباطهم بالوطن وجذوره الثقافية.

إنتاج وترويج محتوى ثقافي مستوحى من كنوز ماسبيرو

وشكر وزير الثقافة كلًا من المهندس خالد عبد العزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والإعلامي الكبير أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، على ما قدّماه من دعم إعلامي كبير في إنتاج وترويج محتوى ثقافي مستوحى من كنوز ماسبيرو، وتسليط الضوء على فعاليات المبادرة داخل مصر وخارجها، وهو ما أسهم في إيصال رسالة المبادرة إلى جمهور واسع ومتعدد.

مشاركة طلاب المدارس فى زيارة متحف نجيب محفوظ بالجمالية 

وأثنى الوزير على دعم الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، للفعاليات بالمحافظات، والدور الذي قام به السادة المحافظون، لا سيما الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، الذي شارك مجموعة من طلاب المدارس في زيارة متحف نجيب محفوظ بتكية أبو الذهب بحي الجمالية، في خطوة تُجسد العدالة الثقافية والوصول إلى جميع فئات المجتمع.

واختتم الدكتور أحمد فؤاد هنو تصريحه بالتأكيد على استمرار وزارة الثقافة في تنفيذ تكليفاتها ضمن خطة الدولة لبناء الإنسان المصري، عبر تنظيم فعاليات ثقافية تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ القيم الثقافية في وجدان المجتمع.

مقالات مشابهة

  • الدروقي تناقش مع وفد برلماني أهمية دعم القطاع الثقافي
  • في اليوم العالمي للتراث.. متاحف قطر وجهود حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه
  • لطيفة بنت محمد: المعارض الفنية تعزز الحوار والتبادل الثقافي وريادة الأعمال
  • الأقصر المصرية تتسلم درع عاصمة التراث العالمي
  • هنو: نجاح مبادرة “محفوظ في القلب” يعكس دور الثقافة في ترسيخ الهوية الوطنية
  • هيئة الكتاب تنظم فعاليات ثقافية وفنية للأطفال بمركز الشروق الثقافي.. صور
  • هيئة الكتاب تقيم ورشا للأطفال في الرسم والتشكيل والحرف اليدوية
  • هل يكون استخدام الذكاء الاصطناعي بوابة الأمان للتراث الثقافي السوري؟
  • داود: التغريب والتغييب سبب إفساد الحياة الفكرية.. وتقدم أمتنا مرهون بإنتاج المعرفة
  • هيئة التراث تعزز المعرفة بالإرث الثقافي السعودي خلال منتدى العمرة والزيارة 2025م بالمدينة المنورة