ثلوج القطب الشمالي فى خطر| تفاقم ظاهرة انصهار أكبر جبل ثلجي في العالم.. يتجه إلى المحيط
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
الحديث عن آثار تغير المناخ يكاد لا ينقطع داخل الأوساط العالمية، ولكن يبدوا أن الأمور تتداعى، ومن الممكن أن تظهر آثارها لشعوب بشكل مباشر، وأكبر المخاوف من ارتفاع درجات حرارة الكرة الأرضية، هو انهيار الجليد في القطب الشمالي، وفي أحدث ما تم رصده في هذا الصدد، هو التغيرات الكبيرة بأكبر جبل جليدي في الأرض، وبدء تحركه، مما يشير إلى قرب تغيرات مناخية كبرى.
وفي تقرير نشرته صحيفة فوكس الألمانية، كشف عدد من الخبراء، عن رصد صور تكشف تحركات وتغيرات كبيرة في جبل الثلج الشهير، وارتفاع كبير في ظاهرة التآكل التي يعاني منها الجبل منذ فترة، وظهور ثقوب ضخمة داخل الجبل، خصوصا مع تفاقم ظاهرة العواصف الضخمة والمنخفضات الكهفية.
الجبال الثلجية بالقضب الشمالي
والجبل الجليدي أو الكتلة الجليدية أو الجِبْلِيدُ، هي كتل ضخمة من الجليد، انفصلت عن أطراف إحدى المثالج، ثم انسلت إلى مياه المحيط، وتتكون من مياه عذبة متجمدة، وغالبًا ما تحمل الجبال الجليدية ولمسافات طويلة أحجارًا ضخمة، وكميات من الحصى جلبتها من المنشأ على اليابسة، وعندما يذوب الجبل الجليدي تستقر هذه الحمولة في قاع البحر، وتمثل هذه الظاهرة مع الضباب أكبر خطر طبيعي على السفن.
وتأتي الجبال الجليدية في شمالي المحيط الأطلسي من جزيرة جرينلاند، حيث تغطي الجزيرة تقريبا مثلجة (نهر جليدي) ضخمة تبلغ مساحتها نحو 1,834,000كم²، ويصل متوسط سُمكها 1,500م، ويمتد منها لسانان إلى البحر، ونظراً لوجود الشقوق الجليدية وأمواج البحر الهائج، تنفصل الجبال الجليدية عن اللسانين، ويرافق بداية توسع الشقوق الجليدية أصواتٌ كأصوات الانفجارات الضخمة والرعد، وإذا سقطت إحدى هذه الجبال الجليدية في خليج ضيق مقفل فإنها تسبب أمواجًا عالية.
جبل "A23a"
وبحسب تقرير الصحيفة الأوروبية، فإنه لعقود من الزمن، ظل أكبر جبل جليدي في العالم يسمى "A23a" في موقعه الأصلي، ولكنه في السنوات الأخيرة كان يتحرك، ولكن يبدوا أن الأمور تسوء، وسيكون سقوطه قريبا، وذلك مع أن تتسببت درجات حرارة الماء الدافئة في تكوين ثقوب ضخمة في الجبل الجليدي، كما تظهر الصور الدرامية الآن، وذلك مع عواصف ضخمة ومنخفضات كهفية، وتظهر الصور الجديدة المذهلة لما يُعرف حاليًا بأكبر جبل جليدي في العالم كيف يؤثر التآكل على العملاق المسمى "A23a"، وقد تم إجراء التسجيلات من سفينة Eyos Expeditions في 14 يناير، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية.
وظل الجبل الجليدي ساكنا في ما يسمى ببحر ويدل على الحافة الشمالية الغربية للقارة القطبية الجنوبية لمدة 30 عاما، ولكن على مدى السنوات الأربع الماضية كان ينجرف عبر المحيط من القطب الجنوبي، وزيادة ظاهرة طحن الجبل بواسطة الهواء الدافئ والمياه السطحية التي تواجهها، وقد كتبت المحطة "في النهاية سوف تذوب وتختفي"، وتبلغ مساحة A23a حوالي 4000 كيلومتر مربع، أي حوالي أربعة أضعاف ونصف حجم برلين.
لا يمكننا أن نتخيل حجمه
ووفقا للصحيفة الألمانية، يقول إيان ستراشان، قائد البعثة: "رأينا أمواجاً بارتفاع ثلاثة أو أربعة أمتار تضرب الجبل"، ولذلك تحدث عن "حالة تآكل مستمرة"، وقد اقترب فريق Eyos بدرجة كافية من الجبل الجليدي في منتصف شهر يناير لالتقاط لقطات بطائرة بدون طيار، وكانت منحدرات الجبل التي يبلغ ارتفاعها 30 مترًا محاطة بضباب كثيف.
فيما قال مصور الفيديو في إيوس، ريتشارد سيدي، للمحطة: "لقد كان التصوير دراماتيكيًا وجميلًا"، ويوضح سايدي عن الجبل الجليدي: "في الواقع، لا أعتقد أن لدينا أي فكرة عن حجمه، فنحن لا نعرف حجمها إلا بفضل العلم، وإنها بالتأكيد كبيرة جدًا بحيث لا يمكن تصويرها، حيث يمتد في كلا الاتجاهين بقدر ما تستطيع أن تراه العين.
الموت البطيء
وذكرت وكالة الفضاء الأوروبية إيسا في ديسمبر، نقلا عن صور الأقمار الصناعية، أن أكبر جبل جليدي حاليا كان يتحرك بسرعة نسبيا بعيدا عن مياه القطب الجنوبي. وانفصل الجبل الجليدي عن الجرف الجليدي فيلتشنر-رون في عام 1986، لكنه ظل عالقا في قاع البحر لفترة طويلة، وقد خففت بحلول عام 2020، لكنها بدأت الآن فقط في تحقيق طفرة، مدفوعة بالرياح والتيارات.
ومثل معظم الجبال الجليدية في ما يسمى بقطاع ويديل، فمن المحتمل أن ينتهي بها الأمر في جنوب المحيط الأطلسي، وفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية، ومن غير الواضح متى سيتفكك الجبل الجليدي في النهاية، حيث تظهر المقارنة مع زميل مشهور أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت، فقد انفصل جبل "مولار بيرج" الشهير، وهو الجبل الجليدي D28، عن جليد القطب الجنوبي في عام 2019 وكان يسير على نفس المسار تمامًا مثل A23a، ومنذ ذلك الحين، فقد "جبل مولار" ثلث مساحته - لكنه احتفظ بشكله المدمج.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجبال الجلیدیة أکبر جبل جلیدی الجبل الجلیدی جلیدی فی
إقرأ أيضاً:
أصدرت أكبر موسوعة علمية للفتوى.. الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء تستعرض إنجازاتها خلال 2024
أكد الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن عام 2024 مثَّل محطة فارقة في مسيرة الأمانة العامة، حيث كانت إنجازاتها انعكاسًا للجهود الجادة والمبادرات الإبداعية التي واجهت التحديات ورسمت أسسًا لمستقبلٍ يتسم بالتفاؤل والتطوير.
جاء ذلك في البيان السنوي لحصاد أعمال وإنجازات الأمانة العامة ودار الإفتاء المصرية، حيث أشار الأمين العام إلى أن من أبرز الإنجازات خلال العام 2024 عقد المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء يومَي التاسع والعشرين والثلاثين من يوليو، بمشاركة علماء ومفتين ووزراء من أكثر من 104 دول من مختلف أنحاء العالم، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وناقش المؤتمر، من خلال جلساته العلمية وورش العمل والأبحاث المقدمة، قضايا الفتوى ودورها في تعزيز البناء الأخلاقي، بما يراعي القيم الدينية والمشتركات الإنسانية.
وأضاف الدكتور نجم أن الأمانة العامة تابعت تنفيذ رؤيتها المستقبلية، حيث انعقد اجتماع الأمانة العامة على هامش الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية، برئاسة فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، لمراجعة الإنجازات ووضع خطط مستقبلية.
وأضاف د. إبراهيم نجم أن الأمانة أعلنت خلال عام 2024 عن إطلاق مركز الإمام الليث بن سعد لفتاوى التعايش، والذي يهدف إلى إحياء تراث الإمام الليث بن سعد عبر نشر أعماله وتنظيم ندوات تسلط الضوء على منهجه وأفكاره، إلى جانب تعزيز الفقه الوسطي المصري وترسيخ مبادئ التعايش والسلام.
ويركز المركز على مكافحة خطاب الكراهية من خلال برامج تدريبية ودراسات متخصصة، وتشجيع البحث العلمي حول فقه التعايش عبر مسابقات للشباب، بالإضافة إلى تنظيم ندوة سنوية تحمل اسم الإمام الليث تناقش قضايا الفكر الإسلامي المعاصر.
وأشار الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم إلى أن الأمانة أطلقت خلال العام 2024 وثيقة "دَور الفتوى في تحقيق الأمن الفكري"، والتي تمثل إنجازًا نوعيًّا وإضافة مهمة لمسيرة الأمانة.
وتُعد الوثيقة الثامنة ضمن مواثيق الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم منذ إعلان القاهرة عام 2015، حيث تهدف إلى تقديم خطاب شرعي مستنير يتسم بالعقلانية والوسطية، مع تعزيز الوحدة الوطنية والقيم المشتركة، بما يساهم في التنمية الشاملة.
ولفت الانتباه إلى أنه خلال العام 2024، بلغ عدد مجلدات المَعلمة المصرية للعلوم الإفتائية 102 مجلد، مما يجعلها أكبر وأشمل موسوعة في علوم الإفتاء بالعصر الحديث.
وأضيفت هذا العام موضوعات جديدة أبرزها: الفتوى والصحة النفسية، تخريج الفتاوى على القواعد الأصولية، الفتوى والسلام العالمي، ودعم الصناعة الوطنية.
كما أصدرت الأمانة خلال العام عدة أدلة إرشادية باللغات المختلفة، من أبرزها: الدليل الإرشادي لمكافحة الإسلاموفوبيا، الدليل الإرشادي للحوار الديني، الدليل الإرشادي للدبلوماسية الرقمية، والدليل الإرشادي لمكافحة السيولة الفكرية.
وأضاف د. إبراهيم نجم أن الأمانة أصدرت أيضًا "الموسوعة العلمية للتدين الصحيح والتدين المغشوش"، وهي موسوعة متعددة اللغات تُبرز مبادئ الدين الصحيح القائم على الوسطية وتحقيق مقاصد الشريعة، إلى جانب تفكيك الفكر المتطرف ودراسة آثاره السلبية وطرق مواجهته.
وفي إطار مواكبة التطور الرقمي، دشَّنت الأمانة موقعًا توثيقيًا للفتاوى الرشيدة verifyislamicfatwa.com باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ليكون مرجعًا لطالبي الفتوى حول العالم، يسهم في مراجعة الفتاوى والتحقق منها قبل نشرها، بما يضمن حماية الأفراد والمجتمعات من الفتاوى الشاذة أو المغلوطة. كما ستنسِّق الأمانة مع هيئات الإفتاء العالمية لإثراء الموقع بفتاوى مختارة، بما يعزز دوره في دعم الفتوى الرشيدة.