النقابة .. القطار والحجر!..
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
بقلم : صادق فرج التميمي ..
لم يَكن بودي أن أكتب هذا المقال، والله أبدا، فأنا ليس من الذين يتراشقون الكلام السلبي، لا سيما ذلك الذي يضر بسمعة وشرف هذا الأنسان أو ذاك أو حتى بماضيه وإن كان هذا الماضي مُخزيا كالنفاق والعمالة للأجنبي أو الطمع بمال لحساب شخصي ..
وتلك عادة سيئة ذمتها كل الديانات السماوية والحُكماء والفلاسفة وذوي العقول الراجحة، لكني أعتمد دائما النُصح والأرشاد كمنهج صحيح مع ذوي أنصاف العقول لتستقيم به الحياة ولتذوب دونه كل أسباب التراشق بالنميمة والنفاق، وما سوى ذلك من صفات غير محمودة .
أقول هذا، إذ وجدت نفسي مُضطرا للكتابة لتوضيح بعض الحقائق للأسرة الصحفية العراقية وأضعها بين الأيادي الكريمة، إزاء ما تتعرض له نقابة الصحفيين العراقيين من هجمة عدوانية شرسة ومنظمة ..
ولكن لماذا هذه الهجمة في هذا الوقت بالذات؟ ..
يوم كان عدي نقيبا للصحفيين في زمن ما قبل الإحتلال الأمريكي للعراق 2003 كُنا نحن أصحاب العقول الراجحة، وأنا منهم إذا أراد الله، لا نقصد النقابة إلا حين يحين موعد تجديد الهوية الصحفية عند رأس كل سنة جديدة، أو حين يحين إنتخاب مجلس جديد، فننتخب بأوامر ونمضي بسرعة البرق، والسبب هو الخوف ولا شيئ غير الخوف والأسباب كثيرة، ولكن بالمُقابل كانت وزارات الدولة ودوائرها تخاف منَّا لأننا نحمل هوية بتوقيع نقيب مُخيف! ..
شيئ لا يشبه شيئ!..
والشيئ بالشيئ يُذكر، كان عدد من أعضاء مجلس نقابة ما قبل العام 2003 يتعاطفون معنا بودية ويحترموننا إيما إحترام كونهم صحفيون مُحترفون، والبعض الآخر من غير المُحترفين يسموننا (محافظات) من (باب التحقير)، فلم نحظ بأي إمتياز سوى تهافتنا للحصول على قطعة سكن بمحافظاتنا راضين بـ (تحقيرنا) على مضض، وكانت القطعة لا تساوي إلا ثمنا بخسا، وقام الكثير من زملاء المهنة والزميلات بيعها تحت طائلة ظروف الحصار الأمريكي البغيض (1991ــ 2003)، مُقابل أثمان مُغرية لقطع السكن التي كانت توزع في بغداد ..
ويومها لم نحظ بأي إمتياز أسوة بالآخرين وأقصد بالتحديد المُنافقين واللاهثين وراء المصالح الشخصية كالحصول على مال أو تقلد منصب مهني مُهم وما سوى ذلك ..
أما والآن، فقد زال الخوف بزوال عدي، وصار حال الصحفيون بالمحافظات أفضل من حال الصحفيين في بغداد، ولم يعد لأحد أن يحتقر الآخر، وإذا إستثنيا الحديث عن مُدة الراحل شهاب التميمي، فإن النقابة بقيادة الأخ والزميل مؤيد اللامي كانت هي الأكثر أهمية بالنسبة للأسرة الصحفية في تحقيق مكاسب ومنجزات مُهمة، ولا أظن أحدا ينكر ذلك ..
ومن الضرورة بمكان، أن نؤكد هنا أن اللامي لا يعمل بإسمه بل يعمل تحت مظلة شرعية تستمد قوتها من أصابع الصحفيين، زميلات وزملاء، وهو في هذا الحال شخصية معنوية ذات مكانة إعتبارية مُهمة محمية بالأصابع البنفسجية والقانون .. ومن يرغب بتبوأ منصب النقيب والمجلس واللجان في مرحلة إنتخاب جديدة، فلن يستطيع أحدا منعه من ذلك، بل أنا وجمهوري الصحفي سأقف معه إذا كان شخصية بوزن اللامي، لكن لا يحق له الآن التطاول على اللامي وشخصيته المعنوية، فيكون حاله كحال الذي يرمي القطار بالحجر مع أن القطار يؤدي خدمة للناس حين ينقلهم من مكان إلى آخر، ولكن للأسف الإنجليز هُم كانوا يُشجعون بُسطاء الناس لقذف قطاراتنا بالحجارة، فتوارثها ذوي النفوس الضعيفة، تماما مثلما يرتم أمثال هؤلاء بأحضان الأجنبي أو يعمل مروجا لحساب سفارات مُزعجة للعراقيين من إجل (صم) دولارات، يا للأسف!..
إن ما قدَّمه اللامي من جهود رائعة في بناء نقابة صحفية مهنية حقيقية غيرت الصورة الذهنية لدى الكثير من المناؤين حتى من قبل أولئك الذي كانوا يناصبون النقابة العداء، لكنهم سرعانما ما تخلوا عن عدائهم هذا حين إكتشفوا أن النقابة صارت تنهض على مستوى الإدارة الرصينة والعمل المهني المُتميز وتحقيق الكثير من المُنجزات لحساب الأسرة الصحفية وهي لا تُعد ولا تحصى، حتى جعل اللامي من نقابة الصحفيين نقابة مُتميزة صدقا عن مثيلاتها العربية، ولا أبالغ إذا قلت أنها كانت ولا زالت ثمرة من ثمرات الغيرة الوطنية العراقية والعطاء المهني اللامحدود ..
سادتي الأسرة الصحفية العراقية، زميلات وزملاء، مؤيد اللامي بشخصيته المعنوية ومكانته الإعتبارية، يُعد رجل مرحلة مُهمة يحتاج منَّا جميعا التوقف عنده وتأمل حركته وما قدَّم من عطاء مهني ووطني، وإنساني الذي تكلل أخيرا وليس آخرا بقرار مجلس الوزراء، تخصيص خمسة مليارات دينار عراقي إلى النقابة لتغطية نفقات علاج الصحفيين من كِبار السٍن والمرضى والرواد ودعم تكافلهم الإجتماعي، وكذلك لتكفل وعلاج عوائل شُهداء الصحافة، فلا أحد منكم يلتفت للذين يفرضون شروطهم السوداوية عليه وعلينا كمجلس ولجان، ولنقل لهؤلاء وأمثالهم، قومَّوا أنفسكم أولا، لتكونوا مثل (الأجاويد) قدوة للآخرين، فنحن جميعا من الذين يُحاسبون ضميرهم حين يضعون الرؤوس على الوسادة، وأظن أن وسادة النوم هي أعظم من محاكم الدُنيا كلها، بل أن أحكامها وقراراتها أقسى وقعا من عقوبات أي محكمة تُعقد لمُحاكمة عميل او مُرتشٍ او مأجور أو سارق لأموال الفقراء، ذلك لأن الضمير هو قاضي التنفيذ أصلا، وهذا ما تعلمناه من الأباء والأجداد، ولم نتعلمه من مُحتل أو غازٍ ..
خارج النص : وإذا الشدائد أقبلت بجنودها .. والدهر من بعد المسرة أوجعكَ .. أرفع يديكَ إلى السماء .. ففوقها رب إذا ناديته ما ضيَّعك ..
صادق فرج التميمي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
النقيب العام يشهد حفل تكريم شيوخ المحامين بالإسماعيلية
شارك نقيب المحامين، عبدالحليم علام، رئيس اتحاد المحامين العرب، مساء أمس الأربعاء، في حفل تكريم شيوخ المحامين بالإسماعيلية، الذي نظمته النقابة الفرعية بقاعة نادي المحامين، بحضور إبراهيم عبدالرحيم، نقيب محامي الإسماعيلية، و أعضاء المجلس الفرعي، وعدد من القيادات الشرطية، وأعضاء مجلس النواب، والشخصيات العامة.
وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم، رحب إبراهيم عبدالرحيم بالضيوف، موجهًا الشكر للنقيب العام عبدالحليم علام، لحرصه على تلبية الدعوة وتشريف الاحتفالية.
وأكد نقيب محامي الإسماعيلية، على أن نقيب المحامين خاض معركة كبيرة داخل مجلس النواب في تعديل مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد.
وفي بداية كلمته، عبر نقيب المحامين عن سعادته لتكريمه شيوخ المهنة قائلاً: "شرف عظيم لي اليوم التواجد في الإسماعيلية، للمشاركة في احتفالية تكريم شيوخ المحامين بالمحافظة".
وأكد نقيب المحامين أن تكريم شيوخ المحامين، سنة حميدة تسعى لها النقابة العامة والنقابات الفرعية، وأن تكريمهم يعد جزء صغير بالنسبة لما قدموه للنقابة ولما بذلوه في المهنة على مدار سنوات.
وأشار نقيب المحامين، إلى أنه عمل على تطوير مشروع العلاج وزيادة نسب مساهمة النقابة في المشروع لمواجهة الارتفاع المتزايد في الأسعار دون تكبد المحامي لأي زيادة في سعر الاشتراكات، كما أن النقابة بصدد توقيع بروتوكول مع الهيئة العامة للتأمين الصحي لانضمام المحامين للمشروع وأسرهم خاصة في المحافظات التي تم تطبيق المشروع فيها.
ونوه النقيب العام إلى أن نقابة المحامين خسرت الكثير بسبب عدم استغلال الأراضي التي سبق تخصيصها للنقابة بأسعار بسيطة، بسبب عجز النقابة عن سداد المستحقات في وقت صُرف فيه الملايين على مؤتمرات الغردقة وبورسعيد.
وأكد نقيب المحامين، أن النقابة تسعى لتوفير مقر إداري للنقابة بالعاصمة الإدارية الجديدة، كما استعدنا أرض المدينة السكنية بأسيوط الجديدة والتي تبلغ مساحتها 18.5 فدان، ولو سارت النقابة خلال العشرين عاماً الماضية على النهج الذي تسير عليه الآن وأُحسن استغلال أموال المحامين لأصبح للمحامين شأنًا أخر؛ من زيادة المعاشات وزيادة نسبة العلاج، وتقديم أفضل الخدمات لأعضاء الجمعية العمومية.
وعن تعديلات قانون الإجراءات الجنائية، قال نقيب المحامين إنه لأول مرة يجلس نقيب المحامين على منصة التشريع في اللجنة التشريعية بالبرلمان ويتم دعوته لحضور الجلسة العامة، منوها إلى أن النقابة تربطها علاقات جيدة وقوية مع كل مؤسسات الدولة.
وتابع: "عبرنا في كلمتنا خلال انعقاد الجلسة العامة لمناقشة قانون الإجراءات الجنائية عن كافة مطالب المحامين في القانون، وتصدينا للعديد من المواد التي تمثل اعتداء على حقوق السادة المحامين، كما أن رئيس مجلس النواب وأعضائه انحازوا لرغبة النقابة في كثير من المواد وتم تعديلها حسب رؤية النقابة، ونتمنى أن تسير اللجنة العامة مثل النهج الذي سارت عليه اللجنة التشريعية".
وأشار نقيب المحامين، إلى أنه خلال المناقشات في اللجنة التشريعية تم التمسك بكافة الحقوق الواردة في الدستور وقانون المحاماة، ولم يتم التنازل عن أي حق من حقوق المحامين.
ولفت نقيب المحامين، إلى أنه لن يحتاج إلى 20 سنة أخرى لتحقيق الإصلاح داخل نقابة المحامين، مؤكدًا أنه خلال فترة وجيزة ظهرت حالة من الرضا عند السادة المحامين، من الخدمات التي قدمها للجمعية العمومية، وذلك بعد تطبيق الميكنة والرقمنة داخل نقابة المحامين، وفي كل صغيرة وكبيرة داخل أروقة نقابة المحامين، واصفًا أن القادم في مستقبل نقابة المحامين، سيكون أفضل بكثير من الماضي، وسيقدم للجمعية العمومية ما تستحق من خدمات وتقدير.
وفي ختام الحفل أهدى إبراهيم عبدالرحيم نقيب محامي الإسماعيلية درع النقابة الفرعية للنقيب العام تقديراً لجهوده في خدمة المحاماة والمحامين.
وعقب انتهاء الحفل أجرى نقيب المحامين جولة تفقدية لنادي المحامين بالإسماعيلية، كما افتتح ملعب كرة القدم بالنادي.
حضر الحفل محسن لطفي أمين الصندوق المساعد و حسام سعيد، و حسن ومحمود تفاحة أعضاء مجلس النقابة العامة.