قراءة لـ “أثير” في “رجل غير مهم بالمرّة”
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
أثير- مكتب أثير في تونس
قراءة: محمد الهادي الجزيري
نبدأ بالتصدير فقد أفلح فيه هذا المبدع العربي جمعة شنب وأجاد الدخول إلى ذهن القارئ لما شحنه بكلّ قصديّة وتعمّد لدماغه المتفاجئ ..الراغب في قراءة شيء ما ..، فإذا به يباغت بمفتتح صريح ..بل صريح جدّا ، إذ وجد كاتبا متبرما من كلّ شيء ..، بمثقفين تجاوزوا السبعين ومفلسون تماما ومقيمين في مقهى ( حالات مثل هذه أجدها في تونس ) وبنساء غير نظيفات يحلمن برجال تنزّ منهم الفحولة ، وبقنوات تلفزية تافهة ومقيتة .
” في الشوارع هواء بكر ، يبحث عن أناس مختلفين “
قصص متنوعة وقصيرة تقرأ الواحدة منها في ثوان وتشحنك بما احتوته من طاقات إيجابية أو مشاكل أو غير ذلك ..، سأقدّم لكم مجموعة قصص بشكل برقي :
الكرسي : تنويعات على ذلك الكائن الخشبي وتاريخه الطويل مع الإنسان
العرس : خصومة بين زوجين وعدم الذهاب إلى العرس بسبب صفعة طائشة
السكريتيرة : بصقت في وجه المدير ….نظرا لتحرّشه بها
أكياس :عودة إلى حياة الأزواج وما يكتنفها من منغصات
مسيرة : بدأت بوعد بلفور ..وانتهت بشعارات مختلفة ..( القضية الفلسطينية ورجال الأمن المرابطين في كلّ مسيرة )
دموع : أحبّا بعضهما عن طريق الماسنجر ..ووعدها بأن يقول لها ( أحبّك ) في أوّل لقاء ولمّا التقيا في مظاهرة ..كاد يفي بوعده ..، لكن القنبلة المسيلة شجبت رأسه ..، وأعطاها أحدهم بصلة للوقاية فجرت دموعها بغزارة ( قصة قصيرة جدّا ..فيها ضحك لكنه كالبكاء )
مكالمة : خر مهاتفة تصل الشهيد ببنت تحبه ..وكلامه مكثف فبطارية هاتفه منتهية ..وتنتهي القصة على أصوات الملجأ بين أنين الأطفال وغصة البنت التي ودعها حبيبها قبل أن يسلم الروح لخالقها ..
روعة : مشكلة العالم الآن ..وأعني بل يعني القاص جمعة شنب أدوات التواصل الاجتماعي وما تتسبب فيه من مشاكل وخصومات ..، القصة تدور في جلسة في المحكمة حيث القاضي يكاد ينفجر من الغيظ أمام زوجين ..فالسيدة نشرت فجاءها تعليق ب ( روعة ) وهذا ما أثار غضب الزوج ..، هنا نجد القاضي أمان حلّين هما : الاستقالة أو بناء حائط على الفيسبوك
وداع : وهي قصة الإنسان وكلّ كائن حيّ ..يحبّ ويعشق ويريد العيش في كنف المحبوب لكنه يباغت بضيق الآخر وقلّة معروفه ..، تقول القصة أن امرأة لخّصت علاقتها بحبيبها في رصيف زلق ..بأنّ حمامتين أسهل لهما أن يعيشا وأن يدركا الحب ..خيرا منهما …
قرف : قصيرة خاطفة وهي
” خذوا الجمل وما حمل ، خطّ رجل على قصاصة ورق ، ومات “
وبهذه الجملة/ االقصة أكون قد تنزهت في مروج جمعة شنب ..وأوغلت في أدغال متنه القصصي الشيّق المشحون بتفاصيل الحياة ، رغم ظلمي له في انتقاء القصص ..إذ على القارئ أن يطلع بنفسه على خبايا النصّ …، على كلّ سأعود في المرّة القادمة لمجموعة أخرى من سرده القصصي
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: مكتب تونس
إقرأ أيضاً:
من وحي ” علم النفس “
من وحي ” #علم_النفس “
#محمد_طمليه
أراجع طبيبا نفسيا : ” أنا مريض يا دكتور ، فمنذ أيام لم أضحك ولم تفتر شفتاي عن ابتسامة ، ولم أقوَ على المساهمة في لهو الرفاق .
أنا #مكتئب… حزين…. عاجز عن الانهماك في الحياة العامة … وحيد معزول .. امشي في الطريق فأخال ان المارة يراقبون خطواتي العاثرة … أنا أكره الناس ، ويتجلى كرهي لهم في موقفي من المرأة ، اذ أنني لا أحب هذا النوع من الكائنات ، ما جدوى النساء ؟ لا أحد يدري !! أنا سوداوي … لا أرى طريقا سالكا ، كل الابواب موصدة انها مهزلة ، اعني ان الحياة مهزلة . وانا فيها وحيد … لشد ما أشعر أنني مبصوق ..منبوذ…متروك على قارعة الكآبة . عبثا تحاول امي تقديم المساعدة . أنا في الواقع لا أحبها …نعم … لا أحب امي .. انك لا تستطيع ،ان تحب شخصا لمجرد أن الصدفة شاءت أن يحملك في رحمه ! هراء … مشاعرنا هراء … وعشقنا هراء … وكل ما يمكن أن نقوم به هو هراء في هراء في هراء . لماذا اكون مضطرا للعيش مع الآخرين ؟ ان الآخرين ما ينفكون يوترون أعصابي ، ويدفعونني دفعا الى الجنون . هل أنا مجنون يا دكتور ؟.
مقالات ذات صلة المأسوف على …. !!!! 2024/11/11ويقول الطبيب : ” أنت لست مجنونا ، ولكنك لست شخصا سويا ايضا . لنقل أنك مريض ، واستطيع القول ، مبدئيا ان امكانية العلاج واردة ، اذا استطعنا أن نحدد معا ابرز العوامل التي اثرت في حياتك عندما كنت طفلا . فالداء والدواء مطموران في وعي تلك المرحلة واستخراجهما يتطلب عدة جلسات هادئة ” .
وأقاطع الدكتور : ” هل نقصد أن الطفولة هي منبع معاناتي حاليا ، علما بأنني في الأربعين “؟ .
يجيب الدكتور : ” ان الطفولة هي منبع المتاعب ، حتى لو بلغ المرء عمرا عتيا ، فما من سلوك شاذ ، الا وله ما يسوغه في مرحلة الطفولة ومن أجل ذلك ، نجد العالم المتمدن ، يولي أهمية خاصة لأطفاله.
وأهذي :” الطفولة اذن … تلك المرحلة “النظيفة” التي أحن اليها ، تلك المرحلة الطازجة ، التي ابادل رأسي بكيس من البصل ، لقاء أن يعود لي يوم واحد منها … وتعود لي براءتها … وعفويتها…
الطفولة … هل يمكن أن يكون دائي مطمورا فيها . في حين حسبت أنها مصدر وهجي ؟! وقلت :” اذا صح ما يقوله علم النفس ، وعلى ضوء واقع الاطفال في بلادنا … فنحن موشكون على كارثة..