تمكنت عناصر الشرطة بالأمن الجهوي بمدينة الحسيمة، على ضوء معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مساء أمس السبت، من توقيف ثلاثة منظمين ووسطاء تتراوح أعمارهم بين 28 و50 سنة، يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في تنظيم عمليات الهجرة غير الشرعية والاتجار في البشر.

وذكر مصدر أمني أنه جرى توقيف اثنين من المشتبه فيهم على مستوى مدينة إمزورن، وذلك للاشتباه في استعدادهم لتنظيم عملية للهجرة السرية عبر المسالك البحرية، قبل أن يتم توقيف المشتبه فيه الثالث بمنزل بحي “الواد المالح” بمدينة إمزورن دائما، وبرفقته تم ضبط تسعة مرشحين للهجرة غير المشروعة.

وأوضح أن عمليات التفتيش التي واكبت هذه العملية الأمنية، مكنت من ضبط قارب مطاطي مزود بمحرك بحري ومجموعة من سترات النجاة، فضلا عن ضبط مجموعة من المعدات المستعملة في الملاحة البحرية.

وأضاف المصدر ذاته أن عملية تنقيط الموقوفين بقواعد معطيات الأمن الوطني، أظهرت أن أحد المنظمين مبحوث عنه على الصعيد الوطني، لتورطه في تنظيم الهجرة السرية وعدم الامتثال، فيما يشكل أحد المرشحين موضوع مذكرة بحث على الصعيد الوطني لتورطه في قضية للسرقة بمدينة الدار البيضاء.

وأشار إلى أنه تم الاحتفاظ بالمنظمين الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية، فيما تم إخضاع المرشحين للبحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك قصد تحديد كافة الامتدادات المحتملة وباقي المتورطين في هذا النشاط الإجرامي.

وتندرج هذه العملية، وفق المصدر ذاته، في سياق المجهودات الميدانية المكثفة التي تبذلها مصالح الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني لتنزيل استراتيجية شاملة ومشتركة لتفكيك شبكات تنظيم الهجرة السرية والاتجار في البشر.

المصدر: مراكش الان

إقرأ أيضاً:

وزيرة الدفاع الإسبانية توقف الاحتفال بالذكرى المئوية لإنزال الحسيمة لتجنب إغضاب المغرب

يُعتبر إنزال الحسيمة أحد أعظم النجاحات العسكرية الإسبانية. كان الجيش الإسباني قد أعد برنامجًا للاحتفالات، وتولى رئاسة الأركان العامة للدفاع مسؤولية تنظيمه، ولكن الوزيرة أمرت بإلغائه.

يصادف يوم 8 سبتمبر الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة، وهو الإنزال البرمائي الذي وقع عام 1925 ويُعد من أهم النجاحات العسكرية الإسبانية الحديثة. ومع ذلك، فإن الاحتفال بهذا الحدث التاريخي يسير في اتجاه أن يكون محدودًا جدًا داخل القوات المسلحة، وربما معدومًا تمامًا.

أدى هذا الإنزال إلى إنهاء حرب الريف، والتي تُعرف أيضًا باسم « الحرب الثانية في المغرب »، حيث كانت انتفاضة عبد الكريم الخطابي ضد السلطات الاستعمارية الإسبانية والفرنسية في شمال المغرب سبب اندلاعها. جاءت هذه الحرب بعد كارثة أنوال عام 1921، حيث خسر الجيش الإسباني 10,000 جندي أمام قوات الريف، مما دفع الفيلق الإسباني إلى التدخل لإنقاذ مدينة مليلية.

يُعد إنزال الحسيمة علامة فارقة في التاريخ العسكري، حيث كان أول إنزال برمائي يُستخدم فيه الدبابات، مع دعم جوي وبحري مكثف. شارك الجيشان الإسباني والفرنسي في العملية، مما أدى إلى استعادة السيطرة الإسبانية على منطقة الحماية في شمال إفريقيا.

الجيش الإسباني كان يستعد للاحتفال بالذكرى

أعرب الجنرال خوسيه أجوستين كاريراس، قائد اللواء الثاني عشر في الفيلق الإسباني، في العدد 569 من مجلة « الفيلق » (إصدار أبريل 2024)، عن أهمية عام 2025، مشيرًا إلى عدة مناسبات تاريخية، من بينها الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة.

برغم أن الجنرال كاريراس لا يشرف على جميع وحدات الفيلق (مثل تلك الموجودة في سبتة ومليلية)، إلا أنه يتمتع بسلطة رمزية في تمثيل الفيلق في المناسبات التاريخية المهمة.

عند الاتصال بقيادة الجيش الإسباني للحصول على تفاصيل حول الفعاليات المخطط لها بمناسبة الذكرى المئوية، جاءت الإجابة مقتضبة وغير واضحة:
« نحيطكم علمًا بأن الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة ليست حدثًا رسميًا خاصًا بالجيش الإسباني. »

إعدادات هيئة الأركان العامة والقرار المفاجئ بالإلغاء

وفقًا لمصادر عسكرية، فقد كانت هناك خطط مبدئية لإحياء الذكرى، حيث خصص الجيش الإسباني ميزانية لتنظيم عدد من الفعاليات تركز على الأهمية التاريخية لهذه العملية العسكرية. كذلك، أبدى رئيس الأركان العامة للدفاع، الأدميرال تيودورو إستيبان لوبيز، اهتمامًا بالحدث، وقام بتنسيق تنظيمه ليشمل مختلف أفرع القوات المسلحة.

ولكن، عندما وصلت هذه الخطط إلى وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليس، أصدرت أمرًا بإلغاء جميع الفعاليات المتعلقة بهذه الذكرى.

تُشير المصادر إلى أن سبب هذا القرار هو تجنب أي توتر دبلوماسي مع المغرب، حيث يُعتقد أن الاحتفال بهذه العملية العسكرية قد يثير استياء الرباط.

عند الاتصال بوزارة الدفاع الإسبانية للحصول على تعليق رسمي، لم تصدر الوزارة أي رد حتى بعد عدة استفسارات. بينما اكتفى مكتب رئيس الأركان العامة للدفاع بالتصريح بأن: « سيتم إعداد دراسة تاريخية عن إنزال الحسيمة. »

موقف معهد التاريخ والثقافة العسكرية

أكدت بعض المقالات المنشورة في الصحف مثل El Debate وMelilla Hoy أنه لا توجد خطط لدى معهد التاريخ والثقافة العسكرية لتنظيم أي احتفال بهذه الذكرى، باستثناء تنظيم مؤتمر أكاديمي حول العمليات البرمائية.

وتُشير مصادر من المعهد إلى أن الأولوية الرئيسية للجيش الإسباني في عام 2025 ستكون الاحتفال بالذكرى الـ500 لمعركة بافيا عام 1525، التي هزمت فيها القوات الإسبانية والألمانية الجيش الفرنسي في شمال إيطاليا.

العلاقات الإسبانية المغربية: توازن حساس

تعد العلاقة مع المغرب من القضايا الدبلوماسية الحساسة التي تواجه أي حكومة إسبانية. فقد شهدت السنوات الأخيرة أزمات دبلوماسية متعددة، أبرزها استقبال زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، في إسبانيا للعلاج، مما أدى إلى أزمة حدودية في سبتة عام 2021، فضلًا عن ارتفاع تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى جزر الكناري.

في عام 2022، كشف المغرب أن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، وصف مبادرة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية بأنها « الأساس الأكثر جدية وواقعية » لحل النزاع، مما شكل تحولًا كبيرًا في موقف إسبانيا التقليدي تجاه هذه القضية.

في هذا السياق، فإن تنظيم احتفال واسع بذكرى إنزال الحسيمة قد يُفسر على أنه استفزاز للمغرب، خاصة أن منطقة الإنزال تشمل جزر الحسيمة، التي تطالب المغرب بسيادتها إلى جانب مدينتي سبتة ومليلية.

الخطابي.. وأنوال

ترتبط ذكرى إنزال الحسيمة ارتباطًا وثيقًا بشخصية عبد الكريم الخطابي، الذي قاد المقاومة الريفية ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي. على الرغم من أنه كان خصمًا للسلطان المغربي في ذلك الوقت، إلا أن الحكومة المغربية الحديثة احتفت بذكراه، وأصدرت طابعًا بريديًا عام 2021 يحيي ذكرى انتصار الريفيين في معركة أنوال.

من اللافت أن وزارة الدفاع الإسبانية لم تقم بتنظيم فعاليات كبيرة لإحياء ذكرى كارثة أنوال، باستثناء بعض المراسم المحدودة في مليلية. ويُعزى هذا إلى توجه الحكومة الحالية، التي تُفضل عدم إعطاء أهمية مفرطة للأحداث العسكرية التي قد تكون محل جدل، خاصة تلك المتعلقة بالحروب الإسبانية في المغرب.

عن (إل كونفيدينثيال)

كلمات دلالية إسبانيا المغرب تاريخ

مقالات مشابهة

  • عنابة .. توقيف 4 أشخاص اعتدوا على عائلة بالأسلحة البيضاء
  • توقيف شاب ظهر في فيديو موجها "إساءات" إلى الأمن الوطني
  • ترامب يفتح الأرشيف الوطني.. ماذا تحوي سجلات اغتيال كينيدي السرية؟
  • ترامب يفتح الأرشيف الوطني.. ماذا تحتوي سجلات اغتيال كينيدي السرية؟
  • «الباعور» يبحث مع سفير بنغلاديش تنظيم ملف «العمالة الوافدة»
  • ولد الرشيد يطلب من الركراكي تنظيم مباراة للمنتخب الوطني بالعيون
  • البليدة: توقيف 6 أشخاص ببوفاريك وحجز أزيد من 4 آلاف قرص مهلوس وأسلحة بيضاء
  • غليزان.. الإطاحة بشبكة مختصة في المتاجرة بالكوكايين
  • توقيف ثلاثة أشخاص بمراكش وبني ملال بتهمة ترويج مهيجات جنسية وأدوية للإجهاض
  • وزيرة الدفاع الإسبانية توقف الاحتفال بالذكرى المئوية لإنزال الحسيمة لتجنب إغضاب المغرب