يوم تاريخي غير مسبوق
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
خالد بن أحمد بن سيف الأغبري
تساقطت أوراق الصهاينة والمتصهينين وانكشفت حقيقتهم كما انكشفت الأقنعة عن تلك الوجوه الضالة الظالمة المختبئة وراء أسوار المجرمين وأعوانهم المارقين بقدرة الخالق العظيم، فظهرت حقوق الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، كما ظهرت القواعد المتينة لذلك البعد الاستراتيجي لتاريخ الأمة والتي خضعت لمعاناة شديدة خلال القرون الأخيرة من تجاوزات عناصر المجرمين والمنافقين الذين امتزجت مشاعرهم الخبيثة بالاهتمام والكبير الذي نشأ في ظل غياب الإحساس بالمسؤولية المشتركة تجاه الحقوق المترتبة على ذلك.
إضافة إلى سياسة الانبطاح والخنوع المهين وما صاحب ذلك من تشرذم في صفوفها ومكوناتها وتفكك في قياداتها وتلاشي معنوياتها، وذلك بعد ما بنت حضارتها في العهود السابقة وازدهرت معطياتها وأخذت مكانتها وتسامت مواقفها بإيمانها العميق بعقيدتها وشرعيتها، وأضاءت العالم بنور هدايتها وحطمت قوى البغي في عقر دارها ونشرت مظلة الإسلام والسلام في مختلف بقاع الأرض، لكنه رغم تلكم المكاسب التي حققتها على أرض الواقع تبدلت الأحوال وانكمشت وتراجعت تلك الجهود نتيجة الصراع الدائر بين الحق ومن والاه والباطل ومن تبناه؛ حيث تكالب عليها الأعداء ممثلين في العدو الحقيقي وأذرعه من المنافقين والمنبطحين حيث توحدت صفوفهم ضد الأمة لينالوا منها ويستغلوا ضعفها ويحطموا قوتها بخلق أجواء غير مستقرة وصورة مشوهة ومزيفة، وبذلك انهارت على أثرها تلك المكانة وتكالبت عليها قوى الحقد والتكبر المتسلطة على الشعوب المستضعفة في خضم الأحداث المتجددة والعقلية الفاسدة.
وعندما وجدت هذه القوى تلكم المساحة الشاسعة والفراغ العميق الذي تجسدت وقائعه فيما آل إليه الوضع المزري لهذه الأمة نتيجة العصيان الأخلاقي والعقلية المهزومة والانحراف المشبوه الذي أقتحم أسوار الفضيلة وبات مهيمنًا على القيم والمبادئ الدينية والإنسانية في ظل موجة عنيفة غير متكافئة فيما بين أطرافها..فَقَد العالم مصداقيته وإنسانيته من خلال تخبطه وتخبط الكيان الصهيوني الفاشي، والفشل الذريع الذي أصاب المجتمع الدولي تحت ظروف الاحتلال والقمع المتجدد الذي تنتهجه إسرائيل وأعوانها في سياستها العنصرية وعنجهيتها تجاه الشعب الفلسطيني والمدعومة من قبل تلك المجموعة من الدول الاستعمارية التي تقود العالم إلى المزيد من الهمجية والفوضى بفعل نظرتها الإجرامية وعقليتها الفاسدة التي تعيش من خلالها صراعا دمويًا ومدمرًا لكل مقومات الحياة دون أن تضع أي احترام لكرامة الإنسان وحقه المشروع في الحياة بسلام وأمان.
إن العدوان الوحشي والهمجي الذي تشنه إسرائيل وحلفاؤها وتمارسه دون استحياء على مرأى ومسمع الجميع، يعكس نزعة شيطانيّة وعنصرية متكاملة الأركان تؤكد من خلالها على تطورات الأوضاع وتفاقمها؛ بما يؤجج التوترات الإقليمية والدولية، وهي مبنية على أنقاض سياسة استعمارية سبق وأن خيمت على أنفاس الشعوب المستضعفة وقتلت أبناءها واستولت على ثرواتها ومقدراتها وحَرمانها من أبسط حقوقها. هذا بجانب المجازر التي ارتكبتها تلك الدول بحق هذه الشعوب والاستيلاء على ممتلكاتها وتهميش قياداتها وقتل أطفالها ونسائها وكبار السن بهدف استعبادها وإيقاعها في بؤر الذل والهوان انسجاما مع مخططاتها وبرامجها التي تدعو إلى إبادة جماعية لأبناء الأمة الإسلامية وفق تصريحات المسؤولين في الكيان الصهيوني، وهو ما يعكس الوضع الحاصل في غزة وفي الكثير من البلدان التي تنتهج هذه السياسة العنصرية الحمقاء ضد المسلمين. أما ما يدور بين أروقة المنظمات الدولية التي تنادي بتلك الشعارات البراقة ما هي إلّا دغدغة مشاعر الشعوب ليس لها أي تأثيرات عملية فاعلة على المستوى المنظور.
إن استجابة محكمة العدل الدولية لطلب دولة جنوب أفريقيا بقبول الإجراءات المؤقتة ضد إسرائيل التي فرضتها المحكمة بما يشكل استجابة لصوت الحق وانتصارًا للعدالة وضربة قاضية لأعداء الإنسانية في إشارة واضحة وجلية بأن الضمير الإنساني لا زال حيًا ولا زال قادرًا على مواجهة تلك الانتهاكات والتحديات، وعلى دعاة السلام والعدالة والتسامح استثماره لمعالجة كل الحالات والقضايا العالقة وإعادة الأمور إلى نصابها بما يحقق الأمن والاستقرار لكافة شعوب العالم.
اللهم اجعلنا قوة فاعلة لمرضاتك ووحدة متكاملة لطاعتك وقدوة خيرة لحسن عبادتك، واجعلنا اللهم ممن يحملون مصابيح الهداية وشعلة الإيمان ولواء التسامح، واجعل صدورنا عامرة بالتقوى وصالح الأعمال.. مؤثرة ومتأثرة بفعل الخيرات وترك المنكرات وحب الصالحات، وألقي اللهم علينا أنوار محبتك وارفع مكانتنا تحت ظل عرشك وعظم أجورنا بين يدي رحمتك وبارك لنا في أرزاقنا وأولادنا وأهلنا وذرياتنا بمنك وكريم فضلك، وعافينا واعفو عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بشار مافى حتى رساله واحده
طه مدثر عبدالمولى
tahamadther@gmail.com
(1)
هكذا هم الطغاة.تحسبهم اسود(الجمع أسد افضل)ولكن وقت الشدة.وعندما تخرج الشعوب كالسيول تهدر فى الشوارع.مطالبة بحقوقها فى الحرية والعدالة والسلام وحياة اجتماعية واقتصادية وثقافية ورياضية أفضل.عند ذلك تجد تلك الاسود وقد تحولت أما الى (حملان)وديعة.او فرت بحلدها واهلها وحملت ماخف وزنه وثقل ثمنه.وغادرت البلاد إلى دولة صديقة.عل وعسى تحميها من غضبة الشعب .وهكذا جرت العادة.وما أكثر الطغاة الذين فروا وولى الدبر تاركين السلطة والثروة والجاه.وبشار الأسد ليس بدعا من بين أولئك الطغاة.
(2)
والحمدلله نحن من نفر حضروا زمن الأسد يمرض ولا يموت. وبحمدالله وتوفيقه وصلنا الى زمن الأسد يفر بجلده.مطالبا باللجوء السياسى.والامر الغريب فى سقوط الطغاة.ان أمثالهم واشباههم من الطغاة.كانوا يشجعون بعضهم بعضا على البقاء.ولا يهتمون قليلا أو كثيرا بزمجرة وتململ الشعوب.بل أن أحدهم لما خرج الشعب يطالبه بالتنحى.قال قولته التى ذهبت مثلا (خلوهم يستلوا) وثانى قال(من انتم جرذان) وثالث قال(الان فهمتكم.)وزولنا قال(دعوة مظلوم وأصابتنا)واحسب أن اسد سوريا.الهارب لم يجد أحدا من الطغاة عرب أو عجم.شجعه أو حثه على الرحيل.بل تراهم يثنون على عدالة حكمه ونزاهته.ورجاحة عقله ورشده.و حسن إدارته للبلاد.والعمل الدؤؤب على النهوض بها وبشعبها.
(3)
واليوم وبعد الهروب الكبير لاسد سوريا.نسأل (دفعته)من الطغاة.من منكم كلف نفسه أو كلف اى وزير له.وطلب منه الاتصال ببشار ومواساته . والسؤال عن حاله وأحواله.او حتى جبر خاطره برسالة واتساب(عامل كيف يابشار مع برد روسيا.وان شاء الله روسيا تكون عجبتك؟)واحسب أن بشار .يصبح ويمسى وهو يردد(مافى حتى رساله واحده بيها اصبر شويه)!!فقد تنكر الطغاة لتلك العشرة(الرئاسية )التى كانت تجمع بينهم.ونبذوا خلف ظهورهم معرفتهم ببشاى.وتجاهلوا ايام.(نشكر فخامة الرئيس بشار على حسن الاستقبال والضيافة الكرم)!!
(4)
ايها الشعب السوري البطل.نعم سقط بشار بعزيمتكم وقهركم للصعاب.وتحملكم الشدائد والمحن.وكان لابد أن تنتصر إرادة الشعب.ولكن النظام الذى تغلغل في كل مفاصل الدولة لم يسقط بعد.فعليكم نبذ الفرقة والسعى الحثيث لجمع الصف السورى على صعيد واحد..وانتم تمرون باصعب مرحلة.اى مرحلة ما بعد سقوط بشار..وبالضرورة أنتم أعلم منا باعداء ثورتكم. واعلم ب(لصوص) الثورات.ولكن نقول لكم خذوا الدروس و العظات والعبر.لما جري لثورات الربيع العربي.وما الثورة السودانية منكم ببعيد.وحفظ الله شعب سوريا وثورته..واعاد الأمن و الامان.للشعب السودانى الشقيق........