جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-17@09:06:34 GMT

يوم تاريخي غير مسبوق

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

يوم تاريخي غير مسبوق

 

 

خالد بن أحمد بن سيف الأغبري

 

تساقطت أوراق الصهاينة والمتصهينين وانكشفت حقيقتهم كما انكشفت الأقنعة عن تلك الوجوه الضالة الظالمة المختبئة وراء أسوار المجرمين وأعوانهم المارقين بقدرة الخالق العظيم، فظهرت حقوق الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، كما ظهرت القواعد المتينة لذلك البعد الاستراتيجي لتاريخ الأمة والتي خضعت لمعاناة شديدة خلال القرون الأخيرة من تجاوزات عناصر المجرمين والمنافقين الذين امتزجت مشاعرهم الخبيثة بالاهتمام والكبير الذي نشأ في ظل غياب الإحساس بالمسؤولية المشتركة تجاه الحقوق المترتبة على ذلك.

إضافة إلى سياسة الانبطاح والخنوع المهين وما صاحب ذلك من تشرذم في صفوفها ومكوناتها وتفكك في قياداتها وتلاشي معنوياتها، وذلك بعد ما بنت حضارتها في العهود السابقة وازدهرت معطياتها وأخذت مكانتها وتسامت مواقفها بإيمانها العميق بعقيدتها وشرعيتها، وأضاءت العالم بنور هدايتها وحطمت قوى البغي في عقر دارها ونشرت مظلة الإسلام والسلام في مختلف بقاع الأرض، لكنه رغم تلكم المكاسب التي حققتها على أرض الواقع تبدلت الأحوال وانكمشت وتراجعت تلك الجهود نتيجة الصراع الدائر بين الحق ومن والاه والباطل ومن تبناه؛ حيث تكالب عليها الأعداء ممثلين في العدو الحقيقي وأذرعه من المنافقين والمنبطحين حيث توحدت صفوفهم ضد الأمة لينالوا منها ويستغلوا ضعفها ويحطموا قوتها بخلق أجواء غير مستقرة وصورة مشوهة ومزيفة، وبذلك انهارت على أثرها تلك المكانة وتكالبت عليها قوى الحقد والتكبر المتسلطة على الشعوب المستضعفة في خضم الأحداث المتجددة والعقلية الفاسدة.

وعندما وجدت هذه القوى تلكم المساحة الشاسعة والفراغ العميق الذي تجسدت وقائعه فيما آل إليه الوضع المزري لهذه الأمة نتيجة العصيان الأخلاقي والعقلية المهزومة والانحراف المشبوه الذي أقتحم أسوار الفضيلة وبات مهيمنًا على القيم والمبادئ الدينية والإنسانية في ظل موجة عنيفة غير متكافئة فيما بين أطرافها..فَقَد العالم مصداقيته وإنسانيته من خلال تخبطه وتخبط الكيان الصهيوني الفاشي، والفشل الذريع الذي أصاب المجتمع الدولي تحت ظروف الاحتلال والقمع المتجدد الذي تنتهجه إسرائيل وأعوانها في سياستها العنصرية وعنجهيتها تجاه الشعب الفلسطيني والمدعومة من قبل تلك المجموعة من الدول الاستعمارية التي تقود العالم إلى المزيد من الهمجية والفوضى بفعل نظرتها الإجرامية وعقليتها الفاسدة التي تعيش من خلالها صراعا دمويًا ومدمرًا لكل مقومات الحياة دون أن تضع أي احترام لكرامة الإنسان وحقه المشروع في الحياة بسلام وأمان.

إن العدوان الوحشي والهمجي الذي تشنه إسرائيل وحلفاؤها وتمارسه دون استحياء على مرأى ومسمع الجميع، يعكس نزعة شيطانيّة وعنصرية متكاملة الأركان تؤكد من خلالها على تطورات الأوضاع وتفاقمها؛ بما يؤجج التوترات الإقليمية والدولية، وهي مبنية على أنقاض سياسة استعمارية سبق وأن خيمت على أنفاس الشعوب المستضعفة وقتلت أبناءها واستولت على ثرواتها ومقدراتها وحَرمانها من أبسط حقوقها. هذا بجانب المجازر التي ارتكبتها تلك الدول بحق هذه الشعوب والاستيلاء على ممتلكاتها وتهميش قياداتها وقتل أطفالها ونسائها وكبار السن بهدف استعبادها وإيقاعها في بؤر الذل والهوان انسجاما مع مخططاتها وبرامجها التي تدعو إلى إبادة جماعية لأبناء الأمة الإسلامية وفق تصريحات المسؤولين في الكيان الصهيوني، وهو ما يعكس الوضع الحاصل في غزة وفي الكثير من البلدان التي تنتهج هذه السياسة العنصرية الحمقاء ضد المسلمين. أما ما يدور بين أروقة المنظمات الدولية التي تنادي بتلك الشعارات البراقة ما هي إلّا دغدغة مشاعر الشعوب ليس لها أي تأثيرات عملية فاعلة على المستوى المنظور.

إن استجابة محكمة العدل الدولية لطلب دولة جنوب أفريقيا بقبول الإجراءات المؤقتة ضد إسرائيل التي فرضتها المحكمة بما يشكل استجابة لصوت الحق وانتصارًا للعدالة وضربة قاضية لأعداء الإنسانية في إشارة واضحة وجلية بأن الضمير الإنساني لا زال حيًا ولا زال قادرًا على مواجهة تلك الانتهاكات والتحديات، وعلى دعاة السلام والعدالة والتسامح استثماره لمعالجة كل الحالات والقضايا العالقة وإعادة الأمور إلى نصابها بما يحقق الأمن والاستقرار لكافة شعوب العالم.

اللهم اجعلنا قوة فاعلة لمرضاتك ووحدة متكاملة لطاعتك وقدوة خيرة لحسن عبادتك، واجعلنا اللهم ممن يحملون مصابيح الهداية وشعلة الإيمان ولواء التسامح، واجعل صدورنا عامرة بالتقوى وصالح الأعمال.. مؤثرة ومتأثرة بفعل الخيرات وترك المنكرات وحب الصالحات، وألقي اللهم علينا أنوار محبتك وارفع مكانتنا تحت ظل عرشك وعظم أجورنا بين يدي رحمتك وبارك لنا في أرزاقنا وأولادنا وأهلنا وذرياتنا بمنك وكريم فضلك، وعافينا واعفو عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رب ضارة نافعة

تعرض أهل السودان بسبب كارثة الحرب وافرازاتها لاوضاع مؤلمة قاسية تفطر القلب وتدمي العين وتكسر من عزيمة الشعوب . لكن الشعوب ذات الحضارات الباذخة شواهد وإنجازات باهرة من عهد كوش وبعنخي وترهاقا بممالك المغرة وعلوه والمسبعات والفونج وتقلي والمهدية كامثله إرادتها باقية باستلهام هذا التراث والمنجز الذي تواصل بالاستقلال وثورة اكتوبر وابريل وديسمبر المجهضة لحين .
في مثل هذه الأحداث تمكن السودانيون من مواجهة المواقف الصعبة ونجحوا بفضل توحدهم وتعاضدهم وتراثهم خدمة ومساندة بعضهم من خلال عاداتهم و ثقافتهم المحلية من كشف العرس وكشف البكا و الديوان المفتوح والضرا ورمضان والبرش و التكايا والعون الطبي والإنساني في فترة الحرب القاسية والبطولات والتضحيات من القائمين علي العون والأطباء والكوادر المساعدة والمسعفين والمتطوعين .
استدعاء لكل ما ذكر نحتاج لنفير عام للجميع رجال الأعمال و المغتربين وكافة القادرين واهل المكرمات والخير هيا هبوا.

فقد ورد في الأنباء ان هناك احتمال لعودة كبيرة من أبناء السودان بعضها متوقع ومنها ما يعتبر مفاجئ . طبعا لكل دولة سيادتها وتقديراتها لمصالحها . ومن جانبنا نقدر ونثمن ما وجده أهل السودان من كرم ضيافة وترحاب ومساندة من كافة الدول الشقيقة العربية والافريقية ومن كل أنحاء العالم شرقه وغربه .
لا نقول الا شكرا نثمن مواقفكم ونبدي الامتنان و الشكر علي حسن صنيعكم (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) حديث نبوي شريف .

اما نحن علينا الاتحاد والتكاتف تنسيق الجهود الحكومية والشعبية وكافة المنظمات الطوعيه وغيرها لمواجهة التدفق المحتمل للنازحين من دول الجوار . تاريخنا شاهد علي ما حققه التوحد في الممالك والسلطنات والدول السودانيه ولاحقا في حملات لقيط القطن حين شارك الجميع عندما نجح محصول القطن وتعذر لقيطه . ومن الجارة اثيوبيا حين تبرع أهلها مدخراتهم لتشييد سد النهضة . ونحن قادرون علي بناء لا مجرد سد بل بناء السودان ونهضته عن طريق العون الذاتي ولنا تجارب في التعليم في الصحة في خدمات المجتمع .

هيا بني وطني نداء الواجب يناديكم شمروا عن سواعدكم توحدوا جميعا لعون اهلكم ولبناء سودان جديد والجمره بتحرق الواطيها واليد الواحدة ما بتصفق ويد الله مع الجماعة.

modnour67@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • رب ضارة نافعة
  • الدب الأمريكي الذي قد يقتل صاحبه!
  • اتفاق تاريخي في منظمة الصحة العالمية يعزز التأهب للجوائح
  • العالم يقاوم | الفلسطينيون يرفضون وضع السلاح أسوة بشعوب تحررت بالقوة (تفاعلي)
  • والي العيون: العالم الآخر يضغط لمقاطعة الانتخابات في الصحراء التي نبنيها دون السعي لنصبح قوة ضاربة
  • اتفاق تاريخي في منظمة الصحة العالمية لمكافحة الجوائح المستقبلية
  • ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
  • رئيس الجمعية العامة: يجب مكافحة العبودية الحديثة التي يرضخ لها 50 مليون شخص حول العالم
  • أكثر من 98% لإمدادات العالم في زيت الزيتون تواجه تهديدا بيئيا غير مسبوق.. مصر تمتلك فرصة ذهبية
  • تيلستار.. القمر الصناعي الذي غيّر شكل كرة القدم