جريدة الرؤية العمانية:
2024-08-10@16:36:05 GMT

يوم تاريخي غير مسبوق

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

يوم تاريخي غير مسبوق

 

 

خالد بن أحمد بن سيف الأغبري

 

تساقطت أوراق الصهاينة والمتصهينين وانكشفت حقيقتهم كما انكشفت الأقنعة عن تلك الوجوه الضالة الظالمة المختبئة وراء أسوار المجرمين وأعوانهم المارقين بقدرة الخالق العظيم، فظهرت حقوق الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، كما ظهرت القواعد المتينة لذلك البعد الاستراتيجي لتاريخ الأمة والتي خضعت لمعاناة شديدة خلال القرون الأخيرة من تجاوزات عناصر المجرمين والمنافقين الذين امتزجت مشاعرهم الخبيثة بالاهتمام والكبير الذي نشأ في ظل غياب الإحساس بالمسؤولية المشتركة تجاه الحقوق المترتبة على ذلك.

إضافة إلى سياسة الانبطاح والخنوع المهين وما صاحب ذلك من تشرذم في صفوفها ومكوناتها وتفكك في قياداتها وتلاشي معنوياتها، وذلك بعد ما بنت حضارتها في العهود السابقة وازدهرت معطياتها وأخذت مكانتها وتسامت مواقفها بإيمانها العميق بعقيدتها وشرعيتها، وأضاءت العالم بنور هدايتها وحطمت قوى البغي في عقر دارها ونشرت مظلة الإسلام والسلام في مختلف بقاع الأرض، لكنه رغم تلكم المكاسب التي حققتها على أرض الواقع تبدلت الأحوال وانكمشت وتراجعت تلك الجهود نتيجة الصراع الدائر بين الحق ومن والاه والباطل ومن تبناه؛ حيث تكالب عليها الأعداء ممثلين في العدو الحقيقي وأذرعه من المنافقين والمنبطحين حيث توحدت صفوفهم ضد الأمة لينالوا منها ويستغلوا ضعفها ويحطموا قوتها بخلق أجواء غير مستقرة وصورة مشوهة ومزيفة، وبذلك انهارت على أثرها تلك المكانة وتكالبت عليها قوى الحقد والتكبر المتسلطة على الشعوب المستضعفة في خضم الأحداث المتجددة والعقلية الفاسدة.

وعندما وجدت هذه القوى تلكم المساحة الشاسعة والفراغ العميق الذي تجسدت وقائعه فيما آل إليه الوضع المزري لهذه الأمة نتيجة العصيان الأخلاقي والعقلية المهزومة والانحراف المشبوه الذي أقتحم أسوار الفضيلة وبات مهيمنًا على القيم والمبادئ الدينية والإنسانية في ظل موجة عنيفة غير متكافئة فيما بين أطرافها..فَقَد العالم مصداقيته وإنسانيته من خلال تخبطه وتخبط الكيان الصهيوني الفاشي، والفشل الذريع الذي أصاب المجتمع الدولي تحت ظروف الاحتلال والقمع المتجدد الذي تنتهجه إسرائيل وأعوانها في سياستها العنصرية وعنجهيتها تجاه الشعب الفلسطيني والمدعومة من قبل تلك المجموعة من الدول الاستعمارية التي تقود العالم إلى المزيد من الهمجية والفوضى بفعل نظرتها الإجرامية وعقليتها الفاسدة التي تعيش من خلالها صراعا دمويًا ومدمرًا لكل مقومات الحياة دون أن تضع أي احترام لكرامة الإنسان وحقه المشروع في الحياة بسلام وأمان.

إن العدوان الوحشي والهمجي الذي تشنه إسرائيل وحلفاؤها وتمارسه دون استحياء على مرأى ومسمع الجميع، يعكس نزعة شيطانيّة وعنصرية متكاملة الأركان تؤكد من خلالها على تطورات الأوضاع وتفاقمها؛ بما يؤجج التوترات الإقليمية والدولية، وهي مبنية على أنقاض سياسة استعمارية سبق وأن خيمت على أنفاس الشعوب المستضعفة وقتلت أبناءها واستولت على ثرواتها ومقدراتها وحَرمانها من أبسط حقوقها. هذا بجانب المجازر التي ارتكبتها تلك الدول بحق هذه الشعوب والاستيلاء على ممتلكاتها وتهميش قياداتها وقتل أطفالها ونسائها وكبار السن بهدف استعبادها وإيقاعها في بؤر الذل والهوان انسجاما مع مخططاتها وبرامجها التي تدعو إلى إبادة جماعية لأبناء الأمة الإسلامية وفق تصريحات المسؤولين في الكيان الصهيوني، وهو ما يعكس الوضع الحاصل في غزة وفي الكثير من البلدان التي تنتهج هذه السياسة العنصرية الحمقاء ضد المسلمين. أما ما يدور بين أروقة المنظمات الدولية التي تنادي بتلك الشعارات البراقة ما هي إلّا دغدغة مشاعر الشعوب ليس لها أي تأثيرات عملية فاعلة على المستوى المنظور.

إن استجابة محكمة العدل الدولية لطلب دولة جنوب أفريقيا بقبول الإجراءات المؤقتة ضد إسرائيل التي فرضتها المحكمة بما يشكل استجابة لصوت الحق وانتصارًا للعدالة وضربة قاضية لأعداء الإنسانية في إشارة واضحة وجلية بأن الضمير الإنساني لا زال حيًا ولا زال قادرًا على مواجهة تلك الانتهاكات والتحديات، وعلى دعاة السلام والعدالة والتسامح استثماره لمعالجة كل الحالات والقضايا العالقة وإعادة الأمور إلى نصابها بما يحقق الأمن والاستقرار لكافة شعوب العالم.

اللهم اجعلنا قوة فاعلة لمرضاتك ووحدة متكاملة لطاعتك وقدوة خيرة لحسن عبادتك، واجعلنا اللهم ممن يحملون مصابيح الهداية وشعلة الإيمان ولواء التسامح، واجعل صدورنا عامرة بالتقوى وصالح الأعمال.. مؤثرة ومتأثرة بفعل الخيرات وترك المنكرات وحب الصالحات، وألقي اللهم علينا أنوار محبتك وارفع مكانتنا تحت ظل عرشك وعظم أجورنا بين يدي رحمتك وبارك لنا في أرزاقنا وأولادنا وأهلنا وذرياتنا بمنك وكريم فضلك، وعافينا واعفو عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مجلس المحاسبة يكشف عن تضخم غير مسبوق لنفقات سفر وحفلات ماكرون

باريس- في تقريره السنوي الجديد كشف مجلس المحاسبة في أكثر من 70 صفحة عن جوانب الإنفاق في قصر الرئاسة الإليزيه، والتي تكثر بشأنها التساؤلات، خاصة زيادة نفقات الرئاسة بشكل غير مسبوق، إذ وصلت إلى 125.5 مليون يورو (136.98 مليون دولار) في عام 2023، مما أدى إلى عجز قدره 8.3 ملايين يورو، على عكس السنة المالية السابقة التي شهدت فائضا قدره 300 ألف يورو (327 ألف دولار).

وكما في كل عام منذ 2009 يقوم المجلس بالتسلل خلف كواليس القصر الرئاسي للتعمق في إنفاقه ومراجعة الحسابات وإدارة المصالح.

وبينما شدد التقرير الأخير على "تدهور الوضع المالي لدوائر الرئاسة" دعا في الوقت ذاته إلى ضرورة "مواصلة بذل الجهود" لاستعادة التوازن المالي والحفاظ عليه.

ويتمثل الجزء الأكبر من العجز في حفلات الاستقبال والرحلات التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي بلغت 112 مرة، منها 69 بالطائرة، خاصة إلى الخارج.

حفلات بالملايين

وقد أدت حفلات الاستقبال التي أشرف عليها قصر الإليزيه إلى تضخم الفواتير التي قدرت بـ4 ملايين يورو (4.37 ملايين دولار) في عام 2023 من خلال تنظيم 171 حفل استقبال بتكلفة 35 يوروا (39 دولارا) لكل ضيف، مقارنة بـ29 يوروا (32 دولارا) في عام 2022.

حفلات الاستقبال التي أشرف عليها قصر الإليزيه أدت إلى تضخم الفواتير التي قُدرت بـ4 ملايين يورو في عام 2023 (رويترز)

ويأتي العشاء الرسمي على شرف ملك بريطانيا تشارلز الثالث على رأس قائمة الولائم الأغلى سعرا بمبلغ وصل إلى 475 ألف يورو (519 ألف دولار)، إذ تميز بالديكور الملكي وأفضل أنواع النبيذ وأطباق جراد البحر، يليه حفل تكريم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في متحف اللوفر في 15 يوليو/تموز 2023، والذي كلف القصر الرئاسي 412 ألف يورو (450 ألف دولار).

وخلال الأمسية التي تم فيها استضافة الملك البريطاني في قصر فرساي في سبتمبر/أيلول الماضي استعانت رئاسة الجمهورية بجهات خارجية لتوفير جميع الخدمات، بما في ذلك استئجار "الإضافات" للخدمة مقابل 100 ألف يورو (110 آلاف دولار) وتقديم الطعام من طباخين مشهورين بدل مطابخ الإليزيه بتكلفة تجاوزت 42 ألف يورو (45 ألف دولار)، فضلا عن أنواع النبيذ الفاخرة التي وصلت إلى 42 ألف يورو (45 ألف دولار).

وأشار تقرير المجلس أيضا إلى رسوم إلغاء الزيارة الأولى لتشارلز الثالث، والتي تم تأجيلها بسبب الاحتجاجات التي شهدتها فرنسا ضد إصلاح نظام التقاعد، حيث بلغت 80 ألف يورو (88 ألف دولار)، فضلا عن باقي النفقات الأخرى التي يتطلبها البروتوكول الرسمي لزيارة الدولة، والتي استغرقت 3 أيام.

ومن بين البنود الأخرى التي تستنزف الميزانية هي تكلفة تنظيم حفلات الاستقبال، إذ بلغت الميزانية السنوية 31 مليون يورو (34 مليون دولار)، أي بزيادة قدرها 45% في عام واحد.

رحلات باهظة

وانتقد القضاة الماليون الارتفاع الحاد في نفقات رئيس الدولة التي تثقل كاهل دافعي الضرائب، خاصة الزيادة الواضحة في الإنفاق المرتبط برحلات ماكرون، إذ ارتفعت تكاليف السفر الرئاسي بنسبة 7% على مدار عام واحد ووصلت إلى 23.2 مليون يورو (25.5 مليون دولار).

وفي مقارنة سريعة بين ماكرون والرئيس السابق فرانسوا هولاند، يوضح مجلس المحاسبة أن هولاند سافر 142 مرة خلال العام الأخير من ولايته في عام 2016، بميزانية إجمالية قدرها 17.7 مليون يورو (20 مليون دولار)، مما يعني ارتفاع متوسط تكلفة الرحلة الرئاسية من 125 ألف يورو (137 ألف دولار) إلى 207 آلاف يورو (226 ألف دولار) خلال 7 سنوات.

وزار الرئيس الفرنسي ماكرون الصين وأوقيانوسيا واليابان لحضور قمة مجموعة السبع، والهند لحضور قمة مجموعة الـ20، ومنغوليا، وبنغلاديش.

ويعتبر السفر إلى أوقيانوسيا الأعلى تكلفة، إذ بلغ 3.1 ملايين يورو (3.4 ملايين دولار)، تليها جولته في أفريقيا بـ1.9 مليون يورو (2.1 مليون دولار)، ثم الصين بـ1.8 مليون يورو (مليونا دولار).

ويعتبر مجلس المحاسبة أن رحلات ماكرون الداخلية "باهظة الثمن بشكل خاص"، مشيرا إلى الأيام الثلاثة التي قضاها رئيس الجمهورية في مارسيليا في نهاية يونيو/حزيران الماضي بتكلفة تجاوزت 243 ألف يورو (265 ألف دولار)، فضلا عن سفره إلى كورسيكا في سبتمبر/أيلول 278 ألف يورو (304 آلاف دولار)، وزيارته لمقر شركة إيرباص في مدينة تولوز في ديسمبر/كانون الأول 205 ألف يورو (224 ألف دولار).

تضخم رئاسي

ودعا القضاة الماليون إلى ضرورة "زيادة اليقظة" اعتبارا من هذا العام ومواجهة "العوامل الداخلية" التي أدت إلى "هذا الانزلاق" المرتبط جزئيا بالقرارات التي يتخذها الإليزيه.

وأضافوا أنه "إذا كانت هناك عوامل خارجية عدة تفسر هذا المستوى غير المتوقع من النفقات فإنه يجب أيضا أخذ العوامل الداخلية في الاعتبار".

الإليزيه: الميزانية في حالة توازن والفجوة تم سدها بالأموال المتاحة (رويترز)

كما أدت زيادة إلغاءات الرحلات الرئاسية إلى تضخم فاتورة القصر الرئاسي على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في فترات عدة، خاصة المتعلقة بمشروع الحكومة لتعديل نظام التقاعد.

وفي التفاصيل، أشار مجلس المحاسبة إلى أن إلغاء رحلة ماكرون إلى ألمانيا في يوليو/تموز 2023 كلف الدولة 492 ألف يورو (537 ألف يورو)، في حين تجاوزت خسائر إلغاء زيارة السويد في فبراير/شباط 180 ألف يورو (197 ألف دولار).

وتجنبا لهذه التكاليف الإضافية أوصى المجلس بتحديد حجم الوفود في الخارج، وتنظيم جدول الأعمال الرئاسي بشكل أفضل، وأخذ "المشاكل التنظيمية الداخلية" في الاعتبار، إذ تسبب إلغاء 12 رحلة في اللحظات الأخيرة العام الماضي بخسارة إجمالية تقدر بـ832 ألف يورو (910 آلاف دولار) بسبب عدم سداد تكاليف الفنادق وتذاكر الطيران.

وردا على أرقام التقرير التي أثارت موجة من الغضب في الشارع الفرنسي نفى الإليزيه في بيان صحفي هذا العجز، مبررا ذلك بالقول إن الميزانية "في حالة توازن"، والفجوة "تم سدها بالأموال المتاحة للرئاسة"، وإنه اعتمد على احتياطياته لتغطية النفقات.

مقالات مشابهة

  • العرب: بين تحديات الحاضر وطموحات المستقبل
  • التعليم وريادة الأعمال.. الحلقة المفقودة
  • الإرتباط الجدلي
  • حقائق مذهلة عن السكان الأصليين في يومهم العالمي.. عددهم يقدر بالملايين
  • محمد بن حمد: الثقافة الفنية تنشر القيم الإنسانية بين الشعوب
  • مجلس المحاسبة يكشف عن تضخم غير مسبوق لنفقات سفر وحفلات ماكرون
  • في يومهم الدولي.. الشعوب الأصلية حراس التنوع البيولوجي المتبقي في العالم
  • العسكر وبناء الدولة التسلطية في العالم العربي.. قراءة في كتاب
  • الجيش الصهيوني الأكثر انحطاطاً في العالم
  • توصيات مهمة.. ممثلا بنين وتشاد يشيدان بمخرجات مؤتمر وزراء الأوقاف