عقد جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي الكتاب، اليوم الأحد، ندوة بعنوان "مخاطر المحتوى غير الأخلاقي على الطفل ودور المؤسسات في المواجهة"، حاضر فيها الدكتورة نيفين عثمان، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، الأستاذ خالد البرماوي، الكاتب الصحفي المتخصص في الإعلام الرقمي، وأدار الندوة الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب.

جناح الأزهر.. «قبول الأخبار ومعرفة الرجال» كتاب جامع للشبهات الواردة حول السُّنَّة جناح الأزهر بمعرض الكتاب يناقش مشكلات اللغة العربية  نيفين عثمان: العالم الرقمي يمثل تحديا كبيرا أمام أطفالنا وهو ما يضاعف مسؤوليتنا تجاه حمايتهم

قالت الدكتورة نيفين عثمان إننا لدينا استراتيجية تعمل على توفير الأسس التي تساعد الأسر والمؤسسات على حماية أطفالنا وتعريفهم بمخاطر العالم الرقمي، وتعريفهم بواجباتهم في المجتمع، لإكسابهم مهارة انتقاء المعلومات  عبر الإنترنت، لكي يصبح قادرا في النهاية على حماية نفسه والوصول للاستخدام الهادف والمفيد للعالم الرقمي، مؤكدة أن العالم الرقمي يمثل تحديا كبيرا، فهو بمثابة الباب المفتوح على العالم كله أمام أطفالنا، وهو ما يضاعف من مسؤوليتنا تجاه ترسيخ القيم والتقاليد التي تسهم في حمايتهم من الأفكار والسلوكيات الدخيلة.

وأوضحت الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة أن للأسرة دور شديد الأهمية في حماية أبنائهم، ولا بد أن يعملوا بجد على تثقيف أنفسهم بالشكل الكافي للرد على جميع تساؤلات أبنائهم، على اعتبار أنهم المصدر الأول للمعلومة، فيجب أن يكون لهذا المصدر موثوقية تفوق غيره من المصادر، وهو ما يسهم في تحقيق مصلحة أبنائهم وتوفير الحماية الكاملة لهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتعامل الأمثل مع هذا العالم، مضيفة أننا بحاجة لتشريعات وقوانين قادرة على تنظيم الرقمنة والذكاء الاصطناعي وفرض الرقابة اللازمة عليها، مع تفعيل ورفع كفاءة مصادر المعلومات الموثوقة والآمنة مثل بيوت الثقافة والمكتبات التي تنتشر في جميع أنحاء الجمهورية.

الدكتور محمود المهدي: على الأسر حماية أطفالهم من إدمان مواقع الإنترنت لما لذلك من مخاطر سلوكية ونفسية هائلة

وبين الدكتور محمد المهدي أن أطفال اليوم يقضون وقتا طويلا أمام وسائل الإعلام الرقمي الحديثة على اختلافها، والتي أصبحت تمثل تحديا كبيرا أمامنا جميعا، كبارا وصغارا، إلا أن الكبار بإمكانهم حماية أنفسهم، أما الأطفال فهم بحاجة لمن يوفر لهم الحماية من مخاطر المحتوى الرقمي، ومن كل ما يحويه في الكثير من الأحيان من أفكار وسلوكيات وتوجهات تتنافى مع ديننا وثقافتنا، مؤكدا أن أطفالنا أمام خطر حقيقي يحتاج لتدخل جاد منا جميعا، لحماية أبنائنا من الأفكار الغربية التي تحاول شركات كبرى وعالمية نشرها بين أبنائنا، مشيرا إلى السبل التى يُمرر من خلالها المحتوى الدخيل للأطفال مثل فيلم شركة "ديزني" الذي احتوى على بعض المشاهد التي تروج لسلوكيات أخلاقية مرفوضة، ما دفع العديد من الدول، ومنها مصر، لمخاطبة الشركة لحذفها حتى تتناسب مع أطفالنا، محذرا الأسر من إدمان أبنائهم لمواقع الإنترنت وما لذلك من مخاطر سلوكية ونفسية هائلة.

وأضاف أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن الواجب على الأسرة متابعة أبنائهم بشكل دوري، للتأكد من نوعية المحتوى المعروض على أبنائهم، إلا أن المعضلة الكبيرة تتمثل في انشغال الكثير من الأسر، بل أن الكثير من الأمهات تستخدم تلك الوسائل الرقمية لإلهاء أبنائهم دون أدنى متابعة تذكر، وهو ما يجعل أطفالهم عرضة للمحتوى الضار دون حماية، وبما يؤكد أن الأسر أيضا في حاجة للتثقيف والتوعية بأهمية حماية أبنائهم، وهذا هو دور الدولة ومؤسساتنا التربوية والتعليمية وعلى رأسها الأزهر الشريف.

خالد البرماوي: الحاجة ملحة لتنقيح مصادر أطفالنا المعلوماتية بما يتناسب مع ثقافتنا مع مضاعفة جهود خلق المحتوى الهادف

من جانبه قال خالد البرماوي إن وضع مصر والكثير من الدول الإفريقية مع العالم الرقمي مختلف عن دول أوروبا وأمريكا والدول المتقدمة، فالشعب المصري من أكثر الشعوب نشاطا على الإنترنت، وهو أمر إيجابي إلا أن به الكثير من التحديات، فالإنترنت قد فتح الباب أمام الجميع بما يوفره من مصادر لا نهائية للمعلومات والمحتوى، القليل منها موثوق والأغلب غير موثوق ومجهول المصدر، مع حملها لكثير من السلوكيات الدخيلة، لافتا أن ذلك كله قد حدث في وقت نحن فيه غير مؤهلين للتعامل معه، على عكس الماضي، حيث كان للعالم العربي والإسلامي السبق في تقديم المحتوى العلمي والأخلاقي للعالم، وهو ما يؤكد حاجتنا الملحة لتنقيح مصادر المعلومات، بما يتناسب مع ثقافتنا وديننا، ومضاعفة جهود خلق المحتوى الهادف المناسب لها.

وبين الكاتب الصحفي المتخصص في الإعلام الرقمي أنه من الممكن التحكم في توقيتات جلوس أبنائنا أمام الإنترنت لحمايتهم من إدمانه، عبر توفير بعض النشاطات الهادفة البديلة، مع محاولة إشراكه عمليا في الكثير من النشاطات الرياضية والفنية وغيرها، بما يسهم في ملء وقته بالشكل الإيجابي والفعال والجاذب لاهتمامهم، مطالبا الأسر بضرورة إعطاء الأولوية الأولى لتربية أبنائهم بالشكل السليم وحمايتهم في ظل التحديات الهائلة للعالم الرقمي وما يفرضه من مخاطر حقيقية على أبنائنا.

الأزهر يشارك للعام الثامن على التوالي- بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب

ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جناح الأزهر معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي الكتاب المجلس القومي للطفولة العالم الرقمی جناح الأزهر الکثیر من من مخاطر وهو ما

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر يستقبل وفدا إندونيسيا لبحث سبل التعاون في التعليم

استقبل الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، بمقر مشيخة الأزهر، اليوم الثلاثاء، وفدا إندونيسيا، برئاسة السيد محمد زعيم ناسوتيون، نائب سفير إندونيسيا بالقاهرة، وبحضور الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، مدير مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، لبحث سبل التعاون في مجال التعليم.

وكيل الأزهر يتفقد لجان امتحانات الثانوية الأزهرية.. ويؤكد: طلابنا أمانة في رقابنا وكيل الأزهر يتفقد لجان امتحانات الشهادة الثانوية في مادة الأحياء

قال وكيل الأزهر إن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على مشارف زيارة تاريخية للمرة الثالثة لدولة إندونيسيا خلال زياراته الحالية في جولته الخارجية، وتأتي هذه الزيارة لتأكد عمق العلاقات التاريخية بين الأزهر وإندونيسيا وخاصة أن دولة إندونيسيا من أكبر الدول التي توفد أبناءها للأزهر والذي يتجاوز عددهم أكثر من 12 ألف طالب وطالبة في مختلف مراحل التعليم، كما أنها من أكثر  الدول التي يقدم الأزهر منح دراسية لطلابها والتي تبلغ 257 منحة دراسية.

وكيل الأزهر: منهج الأزهر الوسطي المستنير كان سر بقائه واستقباله آلاف الطلاب

وأوضح الدكتور الضويني، أن منهج الأزهر الوسطي المستنير كان سر بقائه واستقباله آلاف الطلاب من أكثر من 120 دولة حول العالم، مؤكدا أن الطلاب الوافدين خريجي الأزهر كانت لهم بصمات مهمة في بلادهم، فهم خير سفراء، مبينا أن الأزهر يرحب بأي تعاون ما دام يخدم الطلاب، وينشر صحيح الإسلام.

الوفد الإندونيسي: الأزهر من أهم المؤسسات الدينية في العالم

من جانبهم قدم الوفد الشكر للأزهر ولإمامه الأكبر على جهوده في خدمة أبناء المسلمين والاهتمام بقضايا العالم الإسلامي، مؤكدين أن الأزهر يعد من أهم المؤسسات الدينية في العالم، بما تمتلكه من منهج قويم وسطي ورجال على قدر المسؤولية لا يبخلون بجهد أو وقت لنشر رسالة الإسلام.

مقالات مشابهة

  • كيف يساهم مهرجان «نبتة» في تعزيز مهارات الطفل؟.. فعاليات لأول مرة
  • هل تحتاج الولايات المتحدة إلى رئيس عاقل
  • استشاري نفسي يوضح مخاطر الألعاب الإلكترونية التي بها جرائم على الطفل .. فيديو
  • وكيل الأزهر يستقبل وفدا إندونيسيا لبحث سبل التعاون في التعليم
  • مهرجان «العالم علمين» يخصص 60% من أرباحه لدعم فلسطين
  • على هامش مهرجان العلمين.. «نبتة» مهرجان لمحتوى الطفل والنشء
  • «نبتة».. مهرجان لـ الطفل ضمن فعاليات العلمين
  • أحمد أمين: تنظيم فعاليات «نبتة» ضمن مهرجان العلمين خلال الفترة من 23 لـ28 أغسطس
  • تيك توك تتعاون مع كأس العالم للرياضات الإلكترونية
  • رسائل جنوبية إلى العالم في اليوم الدولي للعمل البرلماني