جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-22@12:31:22 GMT

الصمود اليمني الفلسطيني

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

الصمود اليمني الفلسطيني

 

حمد الناصري

 

يتعرّض الشعب اليمني الأصيل لإحدى مَظلوميّات التاريخ الكُبرى، في صورة عُدوان ظالم لا يُمكن أنْ نتحدّث عنه أو نُعبّر عن شَعب عظيم خبَر الحروب وكشف أنساقها وقاوم أكبر طواغيتها بأقلّ عتادِ عنده، تلقّى ضربات قاسية، دُمّرت البنية التحتية، قاوم جيوشا ضَخمة ومُرتزقة ومُتطرفين يَنوبون عن أعتى الدول المُتطورة بمعداتها ودعمها اللوجستي وقوات ضخمة برًا وبحرًا وجوًا.

عدوان أمريكي وتحالف صهيوني قاد الحرب على اليمن الأصيل، دُول كبيرة هَيْمنت على العالم ولم تزل تقود العالم بهمجيّة، وتدعم صراعات قاسية في عالمنا العربي، سوريا والعراق وليبيا وفلسطين وكان آخرهم اليمن الأصيل مَقبرة الغُزاة.

وقد أظهر رجال اليمن أنهم مدرسة الحروب والقتال وأكاديمية للمُقاومة الأمريكية في المنطقة.. قاتلوا بقوة وبسالة وتمرّس قتالي، وخاض رجال اليمن الأصيل حروبًا دامتْ سِنين، بذلوا كُلّ ما يستطيعون في حدود إمكانياتهم الضعيفة، حاربوا في صُمود مُنقطع النظير، وسطّروا ببسالة أكبر هَجْمة على مرّ التاريخ.. يقاومون بصمود عدوانًا أمريكيًا صهيونيًا، وكأنه يَنظر إلى مُستقبلنا العربي، بأننا أهل عِزّة وأُنْفة يستمدّ قوته من أرض الصُمود أرض مَملكة سبأ العظيمة ومَلكتها بلقيس السبئية من أرض التاريخ الإنساني المُشرّف، تاريخ صراع الصُمود والوفاء، تاريخٌ سطّرهُ الرجال بصبرهم وقوتهم وبسالتهم وكشف ثبات الرجال عن هزيمة تحالف بقوته المالية والعسكرية والعَتاد الجوي والبري والبحري، لكن النضال يحتاج إلى رُجولة وإلى شُموخ وعِزّة نفس.. كانَ اليمني الواحد بعشرة رجال عسكريين مَدعُومين بالقوة والمال ومُدججين بالسلاح والعتاد.

رجال اليمن الأصيل ضربوا أروع الأمثلة في القوة والنضال والشجاعة والعزم والصّبر الذي لا مَثيل له إلاّ في رجل يمني شَهم.

واليَمني الأبّي شامخ، عالي الرأس، روحه الحرية وسِلاحه الكرامة ومَبادئه عزة وثبات وصُمود لا يقبل الوصاية مِن أمريكا ولا يرتهن بكرامته لأيّ قوة، ولسان حاله لا وِصَاية على اليمن؛ بل لا وِصَاية على دول عربية لا تزال مُضطهدة من دول الاستكبار العالمي، فكان مُلْهمًا للمُستضعفين والمَظلومين.

أنقذ المُقاومون اليمنَ من ضَعف مُسْتكبر، وبفضل مُقاومتهم، نال اليمن حريته وكرامته التي تُمَكّن اليمني أنْ يرفع رأسه عاليًا ويعيش حُرًا أبيًا شامخًا بعيدًا عن تدخلات أمريكا وتحالفها الذين أفْسَدوا اليمن وعاثوا في أرضه النذالة والحقارة. حقق اليمن بشموخه نصرًا استراتيجيًا، فكسر هَيْبة تحالف تقوده أقوى دولة في العالم.

الخُلاصة.. أقول إنّ أهْلنا اليمنيين أهل صُمود، يُؤمنون بقضيتهم المصيرية، ووحدتهم الوطنية.. رغم الإمكانيات المادية والعسكرية المحدودة، وقد بذلوا كل ما يستطيعون في حدود إمكانياتهم الضعيفة، فكانوا أهلًا لما انْتصروا بعزمهم لأجله، وسَيكتب التاريخ انتصارهم بأحرف ذهبية في تاريخ صامِد دون كلل أو مَلل ولا خوف ولا حزن على ما فُقِد، والله ناصرهم.

إنّ اليمني يشترك مع الفلسطيني القسّامي الصّامد وكلاهما يشعر بالظُلم والعُدوان الأمريكي الصهيوني الجائر.. وكلاهُما يَعتبران الأمريكان والكيان الصهيوني عَدوًا واحدًا.

وبقَدْر العِزّة استطاع أهل غزة أنْ يُقدموا لنا إنتاجًا عظيمًا من المُقاومة الأبيّة الشامخة، أخرجوها في قُدرة هائلة استثنائية أذهلتْ صُورة الجيوش التي لا تُقهر، وكشفتْ عن هشاشة، افتقرتْ إلى أدنى خِبْرة عسكرية.

إنّ تاريخ اليمن وصُموده لنْ يَقبل أنْ يقف مكتوف الأيدي وإخوانهم في غَزة مُحاصرون.. فما يحدث لأهلنا في غزة تجاوز الحد، ولْنقف صفًا واحدًا في وجه الطُغيان الأمريكي الصهيوني، وإنْ صَمتنا فإنّ الدَور آتٍ لا محالة ضِدّنا في كل دولة عربية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

البنك الدولي: نصف اليمنيين معرضون بالفعل لمخاطر مناخية مع تأثيرات مركبة على انعدام الأمن الغذائي

قال البنك الدولي، إن اليمن نصف اليمنيين معرضون بالفعل لخطر مناخي واحد على الأقل - الحرارة الشديدة أو الجفاف أو الفيضانات - مع تأثيرات مركبة على انعدام الأمن الغذائي والفقر.

 

جاء ذلك في تقرير المناخ والتنمية في اليمن الصادر حديثًا عن مجموعة البنك الدولي، والذي أكد أن اليمن الذي يعاني بالفعل من صراع مستمر منذ عقد من الزمان، يواجه مخاطر متزايدة ناجمة عن تغير المناخ، مما يؤدي إلى تكثيف التهديدات القائمة مثل ندرة المياه وانعدام الأمن الغذائي.

 

ويسلط التقرير الضوء على الحاجة الماسة للاستثمارات المستجيبة للمناخ لمعالجة التحديات العاجلة المتعلقة بالمياه والزراعة وإدارة مخاطر الكوارث، مع مراعاة الظروف الهشة والمتأثرة بالصراع في البلاد.

 

وأوضح التقرير، أن اليمن يواجه ارتفاعا في درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار غير المتوقعة وأحداث الطقس المتطرفة بشكل متكرر، مع تأثيرات كبيرة على السكان الأكثر ضعفاً وآفاقهم الاقتصادية.

 

وأشار إلى أن نصف اليمنيين معرضون بالفعل لخطر مناخي واحد على الأقل - الحرارة الشديدة أو الجفاف أو الفيضانات - مع تأثيرات مركبة على انعدام الأمن الغذائي والفقر، لافتا إلى أنه من المتوقع أن تشتد هذه المخاطر دون اتخاذ إجراءات فورية وقد ينخفض ​​الناتج المحلي الإجمالي السنوي لليمن بمعدل 3.9٪ بحلول عام 2040 في ظل سيناريوهات مناخية متشائمة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية وتلف البنية التحتية.

 

وتطرق التقرير لعدة فرص استراتيجية تهدف لتعزيز القدرة على الصمود، وتحسين الأمن الغذائي والمائي، وإطلاق العنان للنمو المستدام، مثل الاستثمارات المستهدفة في تخزين المياه وإدارة المياه الجوفية، إلى جانب تقنيات الزراعة التكيفية، والتي يمكن أن تؤدي إلى مكاسب إنتاجية تصل إلى 13.5% في إنتاج المحاصيل في ظل سيناريوهات مناخية متفائلة للفترة من 2041 إلى 2050.

 

وذكر التقرير، أن قطاع مصايد الأسماك في اليمن لا يزال عرضة للخطر، مع خسائر محتملة تصل إلى 23% بحلول منتصف القرن بسبب ارتفاع درجات حرارة البحر.

 

وقال ستيفان جيمبرت، مدير البنك الدولي لمصر واليمن وجيبوتي: " يواجه اليمن تقاربًا غير مسبوق للأزمات - الصراع وتغير المناخ والفقر. إن اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة بشأن القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ هو مسألة بقاء لملايين اليمنيين"، مضيفا: "من خلال الاستثمار في الأمن المائي والزراعة الذكية مناخيًا والطاقة المتجددة، يمكن لليمن حماية رأس المال البشري وبناء القدرة على الصمود وإرساء الأسس لمسار التعافي المستدام ".

 

وبحسب التقرير، فإن كافة السيناريوهات المتعلقة بالتنمية المستقبلية في اليمن سوف تتطلب جهود بناء السلام والتزامات كبيرة من جانب المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن المساعدات الإنسانية من الممكن أن تدعم قدرة الأسر على التعامل مع الصدمات المناخية وبناء القدرة على الصمود على نطاق أوسع، غير أن تأمين السلام المستدام سوف يكون مطلوباً لتوفير التمويل واتخاذ الإجراءات اللازمة لبناء القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ على المدى الطويل.

 

ويؤكد التقرير أن إدارة مخاطر الكوارث أمر بالغ الأهمية، وخاصة مع زيادة وتيرة الفيضانات المفاجئة، مشيرا إلى أن المناطق الحضرية والبنية الأساسية الحيوية معرضة للخطر بشكل خاص، وبدون تدابير التكيف، فإن الصدمات الاقتصادية ستؤثر بشكل غير متناسب على المجتمعات الهشة بالفعل.

 

وأوضح التقرير، أن القضايا الصحية المتعلقة بالمناخ من الممكن أن تكلف البلاد أكثر من 5 مليارات دولار أمريكي في تكاليف صحية زائدة بحلول عام 2050، مما يزيد من تكاليف الرعاية الصحية والضغط على أنظمة الصحة الهشة بالفعل.

 

وبين التقرير، أن اليمن "يتمتع بإمكانات هائلة في مجال الطاقة المتجددة، والتي يمكن أن تشكل عنصراً أساسياً في استجابتها لتغير المناخ والتعافي منه، ولا يوفر تسخير موارد الطاقة المتجددة مساراً للحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري فحسب، بل يتيح أيضاً إنشاء بنية تحتية أكثر مرونة للطاقة. وسيكون هذا ضرورياً لدعم الخدمات الحيوية مثل الرعاية الصحية وإمدادات المياه وتوزيع الغذاء، وخاصة في المناطق المتضررة من الصراع".

 

وقال خواجة أفتاب أحمد، المدير الإقليمي لمؤسسة التمويل الدولية في الشرق الأوسط: "يلعب القطاع الخاص دوراً حاسماً في معالجة تحديات التنمية الملحة في اليمن . إن تسخير إمكاناته من خلال آليات التمويل المبتكرة وأدوات الضمان وخلق مناخ استثماري مواتٍ يمكن أن يساعد في حشد التمويل الموجه للمناخ الذي تحتاجه البلاد بشكل عاجل لبناء مستقبل أكثر اخضراراً ومرونة ".


مقالات مشابهة

  • السيد القائد: الصمود العظيم لحزب الله نموذج مشرف أمام عدوان غير مسبوق
  • جارة القمر في عيد ميلادها الـ90.. فيروز صوت الصمود ورحابة الأمل
  • تقرير دولي صادم: مخاطر تهدد مستقبل اليمن!
  • تقرير دولي: اليمن تواجه مخاطر متزايدة ناجمة عن تغير المناخ
  • مكتب الالتزام البيئي يشارك في جلسة تعزيز القدرة على الصمود على هامش cop29
  • البنك الدولي: نصف اليمنيين معرضون بالفعل لمخاطر مناخية مع تأثيرات مركبة على انعدام الأمن الغذائي
  • «خديجة»: 3 قصائد تحكي القضية الفلسطينية.. من الوجع إلى الصمود
  • ليس لدينا إلا قرار واحد هو الصمود.. رسالة من قاسم لقوات الاحتلال
  • محافظ كفر الشيخ لنواب المحافظة: «نعمل بكل جهد من أجل هذا الشعب الأصيل»
  • شاهد| مراحل عمليات إسناد اليمن للشعب الفلسطيني واللبناني (المراحل الخمس)