جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-28@20:33:54 GMT

فضل التسبيح

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

فضل التسبيح

 

أنيسة الهوتية

جملة ارتبطت في الأذهان كلما وجدنا أحدًا يمسك في يدهِ السبحة أو المسبحة، وجملة ترسخت في قلوب المؤمنين حينما يتعجبون من أمر ما، أو حين إعجابهم بأي شيء من حولهم، وتلقائيًا وببرمجة إيمانية ينطقون جُملة "سُبحان الله".

وقَد تعلمنا مُذ نعومة أظفارنا أنه مع كل تسبيحة تنبت لنا شجرة في الجنة، فأصبحنا نتسابقُ على زيادة أشجارنا في الجنة وكأننا ضمِنا الجنة، وكانت هذه تربية إسلامية ترغيبية صحيحة، والتي تجذب الطفل إلى تخيل جَنتهِ الخاصةِ بهِ وفيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر ببال إنسان.

وتلقائيًا يتعلق بجنته التي لا يريد أن يخسرها أو أن تذهب من يدهِ بفعل خاطئٍ. ومع كل ذلك التعلق والتصور عن تلك الجنة الرائعة الجمال، تراهُ لا يأبه ولا ينبهر ولا ينجذب إلى أي شيءٍ دنيويٍ إلّا بما يليقُ بالمؤمن الحق، وإنْ كان يتعدى على الأعراف المجتمعية، غير أنه واثق الخطى يمشي ملكًا فيما يخص الدين الحق ويتقي ربهُ في فعله، وسمعه، وبصره، وقوله، ولا يتعدى على حدود الله أبدًا، وبذلك يكون فعلًا قد ضمن الجنة؛ لأنه قد أكمل هدف خلقِ الإنسان في الأرض العبادة أولًا، والإصلاحِ دون الفساد ثانيًا، كما هي رسالة الإسلام في قولهِ جَل وعَلا: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات: 56)، وتكرارِ "وَلَا تُفْسِدُواْ فِى ٱلْأَرْضِ" في آياتٍ عدة كثيرات، توثيقًا بأن الإنسان الفاسد في الأرضِ هو من ينال غضب الله عليه.

وتعلمّنا أن التسبيح من أحب الكلمات إلى الله تعالى، ثقيلٌ في الميزان يوم القيامة، يُكفِّر الذنوب والخطايا، ويجعل المُسبِّح في درجات عُلا في الآخرة، وأن كلمة التسبيح أعظم صدقة، وأنها من غرس الجنة، وهي مفتاحٌ من مفاتيح أبواب السماء التي حين تسبق الدعاء تدفعهُ للقبول، تزيد في الرزق وصفاء الوجه ونوره وقبوله، وهي وصية الأنبياءِ عليهم السلام.

ولَكِن ما لم نتوارد فيه ولم نسمع بهِ من ذي قبل كثيرًا هو أن بجانب كل فوائد التسبيح العظيمة التي ذكرناها، أنها كذلك تَجلو القلب وتنظّفهُ وتجعلهُ مُضيئًا مُتعلقًا بالله. والإنسان المُسبِّح لله عَز وَجل يربط الله قلبهُ بنورهِ الذي هو نور السماوات والأرض، وبالتالي يرفعهُ درجات عن بقية أهل الأرض، ويبقى وكأنه يطير من فوقهم وهو على غيمة بيضاء تشع جمالًا لا ينالهُ أذاهمُ، ولا يزعجهُ قول أو فعل منهم، ويتحول إلى درجة الأولياء الصالحين حتى أنه لن يسعى للانتقام ممن يؤذيهِ إنما يدعو الله أن يهدي المؤذي ويرحمه حتى لا ينال عقاب الله ويحرم من الجنة.

ويصل الإنسان إلى تلك المرحلة العُليا من أن يكون قلبه وَنفسه في حماية من أثرِ الكلمة السيئة والفعل السيئ، وقد ذكر الله عز وجل ذلك في عدة آيات قرآنية منها:

"وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ" (الحجر: 97- 98)

"فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ" (ق: 39)

"فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا" (طه: 130)

نحن بالتسبيح لا نزرع فقط أشجارًا في جنتنا، إنما نبني درعًا منيعًا حول قلوبنا الإنسانية العاطفية الحساسة والهشة فنحميها من الأذى، والتحسس، واتخاذ مواقف شديدة مع من هم حولنا، وإيقاد الخصومة التي لايقدر عليها غير القلوب الغليظة المريرة، وكذلك ننقذ نفوسنا من الغرق في ملذات الحياة الدنيا. والتسبيحُ تطهيرٌ للقلبِ والنفس، وارتقاء بالروح إلى حضرةِ خالقها سبحانه.

فسبحان الله العظيم، الملك القدوس سبحانه عمّا يصفون.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

القناة 12 العبرية: القنبلة التي استهدفت هنية كانت في وسادته

سرايا - كشفت "القناة 12" العبرية مساء يوم الخميس عن معطى جديد حول عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران يوم 31 يوليو 2024.

وقالت القناة العبرية إن القنبلة التي استهدفت إسماعيل هنية في غرفته كانت موضوعة في وسادته الخاصة.

وأفاد المصدر بأنه سينشر يوم السبت 12 ديسمبر معلومات حصرية وتفاصيل جديدة حول عملية الاغتيال.

وقتل هنية ومرافقه يوم 31 يوليو عقب مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

والاثنين 23 ديسمبر أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بمسؤولية تل أبيب عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" وذلك في أول تبنّ إسرائيلي رسمي للاغتيال الذي نفذ في العاصمة الإيرانية طهران.

وخلال خطاب له في حفل تكريم نظمته وزارة الأمن والجيش الإسرائيلي لمجموعة من ضباط الاحتياط وجه كاتس تهديدا للحوثيين قائلا: "سنضربهم بشدة، نستهدف بنيتهم التحتية الإستراتيجية وسنقطع رؤوس قيادييهم تماما كما فعلنا مع هنية ورئيس حركة حماس السابق يحيى السنوار والأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله في طهران وغزة ولبنان، سنفعل ذلك في الحديدة وصنعاء".

وقال كاتس "في هذه الأيام التي يطلق فيها الحوثيون صواريخ على إسرائيل، أود أن أوجه لهم رسالة واضحة في بداية كلامي هزمنا حماس، انتصرنا على حزب الله، عطلنا أنظمة الدفاع في إيران وضربنا شبكات الإنتاج.. دمرنا نظام الأسد في سوريا ووجهنا ضربات قاسية إلى محور الشر وسنضرب أيضا بقوة تنظيم الحوثيين الذي بقي آخر من يقف ويطلق النار على إسرائيل.. سنستهدف بنيتهم التحتية الإستراتيجية وسنقطع رؤوس قادته تماما كما فعلنا مع هنية والسنوار ونصر الله في طهران وغزة ولبنان سنفعل ذلك في الحديدة وصنعاء.. من يرفع يده على إسرائيل ستقطع يده، يد الجيش الإسرائيلي الطويلة ستضربه وتحاسبه".

وأوردت وزارة الدفاع الإسرائيلية تصريحات كاتس في بيان رسمي، في إشارة إلى رغبة إسرائيلية في أن تتبنى رسميا ولأول مرة عملية اغتيال هنية التي نفذت في 31 يوليو الماضي في طهران.





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 1745  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 27-12-2024 12:33 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
ما هو "المقعد الأفضل" لتجنب الموت خلال تحطم طائرة؟ لسبب لا يعقل .. مصري يقتل نجله العريس قبل زفافه بأيام العثور على 250 سفينة غارقة فيها "كنوز ثمينة" قبالة الساحل البرتغالي دول آسيوية تحيي الذكرى الـ20 لكارثة تسونامي الداخلية السورية تنشر تفاصيل جديدة حول "كمين... موظفة في مياه اليرموك داومت "10 أيام فقط"... "بمئات الآلاف" .. "سلطة إقليم... بالصور .. مواطن يطلق النار على زوجته وابنته وينهي... قيمتها 5 الاف دينار .. 25 شبكة قلب منتهية... مفاجأة تخص "الغارة الإسرائيلية": فريق...البكار: أهمية مواءمة مخرجات التدريب المهني...سوريا .. تصفية شجاع العلي المشتبه بتورطه في جرائم...نجاة مدير منظمة الصحة من قصف الاحتلال على مطار صنعاءفلسطين تطالب بتعامل "جدي" مع إعلان...مصدر عراقي: المباحثات التي أجريت مع الإدارة السورية...شاكرين تركيا .. سوريون يواصلون العودة إلى بلادهمارتفاع كبير في وفيات المهاجرين في رحلتهم إلى...الرئيس الإيراني: لسنا في صراع مع أحد أقام بالشارع يومين .. انتهاء أزمة عقار الفنان صبحي... بعد غياب عامين .. "إيمان أيوب" تثير... رنا رئيس تكشف حقيقة صلتها بماجد الكدواني هنا الزاهد تعلق على تعاونها الأول مع كريم عبد العزيز سلمى أبو ضيف تشن هجوماً عنيفاً على السوشيال ميديا:... القبض على قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا هل حمّل غوارديولا هالاند مسؤولية انهيار السيتي؟ هالاند يقود هجوم مانشستر سيتي أمام إيفرتون 5 لاعبين في مجال كرة قدم وصلوا إلى مناصب سياسية رفيعة خمسة لاعبين في كرة القدم وصلوا لمناصب سياسية رفيعة حظر استضافة العرّافين والمنجمين في الفضائيات والاذاعات في مصر مصر تلغي ظهور المنجّمين في البرامج .. ما مصير ليلى عبد اللطيف؟ كيت تعانق مريضة سرطان لمدة 20 عاماً بعد قداس عيد الميلاد كيف أتخلص من “وسواس النظافة”! "لا يُعاني نفسياً" .. تأييد حكم الإعدام على "سفاح التجمع" في مصر دراسة تكشف .. أمر خطير جدا ينتظرنا بسبب تغير المناخ رسميًا .. "النسر الأصلع" الطائر الوطني في الولايات المتحدة كارثة بيئية في البحر الأسود: تسرب نفطي ضخم يهدد الحياة البرية عالم مصريات ألماني يكشف أسرار مقبرة عمرها 4000 عام مسبار باركر يصل لأقرب نقطة للشمس عشية عيد الميلاد

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • موعد شهر رجب ورأس السنة الميلادية.. السر في رقم 1 واغتنم 4 أمور تدخل الجنة
  • تؤثر على الواي فاي والهواتف.. ما هي "متلازمة كيسلر" التي تهدد الأرض؟
  • دعاء لحماتي الغالية بالشفاء
  • أعمال هاني حوراني.. ملامح الإنسان التي تتقاطع مع ملامح المدينة
  • دعاء الامتحان الصعب والنجاح: الأدعية التي تساعد الطلاب على التوفيق
  • بعد أشهر من الحرب مع حزب الله.. مستشفيات الشمال الإسرائيلي تخرج من تحت الأرض
  • وطني لن يموت
  • القناة 12 العبرية: القنبلة التي استهدفت هنية كانت في وسادته
  • الإفتاء: من المستحب زيارة الأقارب والأرحام والأصدقاء
  • النص الكامل لعظة راعي الأبرشية مار بطرس قسيس خلال قداس ليلة عيد الميلاد بحلب