احترام الرأي لا يعني الاتفاق معه!
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
أحمد بن موسى البلوشي
التعبير عن الرأي حقٌ أساسيٌ لكل إنسان في هذا العالم، ويشكل جُزءًا أساسيًا من المُشاركة الفعَّالة في المُجتمع؛ فعندما تكون لدينا القدرة على التعبير عن آرائنا بحُرية، فهذا يساهم في بناء جسور التواصل وفهم أفضل لآراء الآخرين، والتعرف على وجهات النظر المختلفة والمتنوعة.
والتعبير عن الرأي ليس فقط وسيلة للتعبير عن الذات نفسها، أو عن شخصية الفرد، بل يعد أيضًا طريقة مهمة لفهم وجهات نظر الآخرين، وكيف يفكرون، وتعزيز التواصل الفعَّال.
الاحترام أمر طبيعي عند التعبير عن الرأي، حيث يُسهم في إقامة حوار بناء ومثمر، وعليه يجب على كل شخص أن يظهر احترامًا لوجهات نظر الآخرين، وأن يكون مستعدًا للاستماع بانفتاح وتسامح لتعدد الآراء وتنوعها. بالاحترام يمكن أن يكون التعبير عن الرأي وسيلة فعّالة للتفاعل الاجتماعي وتحقيق التغيير الإيجابي، ومعرفة نقاط القوة والضعف حول ما تم طرحه، ويمكن كذلك الاستفادة من هذه الآراء ووجهات النظر في التطوير والتعديل.
وفي نفس الوقت من حق كل شخص أن يرد على الآخرين، وعلى آرائهم ووجهات نظرهم، وأن ينتقدهم بشرط أن يكون الرد والانتقاد محترمًا ومتوافقًا مع ما تمَّ طرحه دون تجريح أو إنقاص من الآخرين. فالاحترام هو أساس أي حوار أو نقاش؛ فعندما نحترم آراء الآخرين، فإننا نظهر لهم أن لدينا اهتمامًا حقيقيًا بما يقولونه، وأننا نرغب في فهم وجهة نظرهم، وإن كنت لا تُريد احترامهم كان من الأفضل لك عدم الرد والسكوت، ففن الرد يعني القدرة على قول الشيء الصحيح في الوقت المناسب بطريقة فعالة.
ما لاحظناه في الفترة الماضية من ردود البعض من الأشخاص حول موضوع منتخبنا الوطني لكرة القدم، وحول رأي أحد نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي حول موضوع إحدى منافع الحماية الاجتماعية لأمر يدعو للخجل؛ إذ نتفق جميعًا على أن بعض الآراء التي تُطرح قد تُغضب البعض وقد تثيرهم، وقد يكون الرد عليهم بطريقة محترمة أمرًا صعبًا في بعض الأحيان، خاصةً عندما نختلف معهم. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أنَّ الاحترام لا يعني أن نتفق مع ما يقوله الآخرون؛ بل يعني أننا نحترم حقهم في التعبير عن آرائهم، حتى لو لم نتفق معها.
والتركيز على الأفكار بدلاً من الأشخاص، يمثل خطوة مُهمة نحو التفاهم والحوار البناء؛ فعندما نُركِّز على الأفكار، يُمكننا مناقشة النقاط الفعَّالة والاختلافات بشكل هادئ ومفيد، دون اللجوء إلى الهجوم الشخصي أو التجاوز للنقاشات السلبية، فالأفكار هي التي يمكن أن تثري الحوار وتفتح الباب لفهم وتبادل الآراء.
وأخيرًا.. إذا كنَّا نتعامل مع الآراء والأفكار بفعالية، يمكننا تحقيق تقدم في فهم قضايا معقدة والوصول إلى حلول مستدامة، وعليه بتبني هذا النهج، يصبح بإمكاننا تحسين جودة الحوارات والتواصل بشكل عام، وتعزيز التعاون والفهم المتبادل.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عالم أزهري: الرد المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين يعكس قوة الدولة
أكد الدكتور أحمد تركي، العالم الأزهري، أن المؤامرات التي تستهدف مصر ليست جديدة، بل هي امتداد لمخططات تاريخية تحطمت جميعها على صخرة الإرادة المصرية، مشيرا إلى أن الرد المصري الحاسم برفض أي محاولات لإجهاض القضية الفلسطينية، تعكس قوة الدولة المصرية في مواجهة الضغوط الدولية.
مصر حائط الصد الأول أمام كل المخططاتوأوضح العالم الأزهري في حديثه لـ«الوطن»، أن المصريين استشعروا حجم التحديات التي تواجه بلادهم، تمامًا كما حدث قبل حرب أكتوبر 1973، عندما ساندت الولايات المتحدة الكيان الصهيوني وفرضت حصارا خانقا على مصر لمنعها من استعادة أراضيها المحتلة، لكن الإرادة المصرية لم تلن، ونجح الجيش المصري في كسر أسطورة خط بارليف وتحقيق نصر عسكري غير مسبوق، رغم الدعم الأمريكي الهائل لإسرائيل.
حقوق الشعب الفلسطينيوأضاف أن مصر اليوم أكثر قوة وصلابة مما كانت عليه في سبعينيات القرن الماضي، ما يجعلها قادرة على إفشال أي مخطط يستهدف أمنها القومي، مؤكدا أن صفقة القرن التي حاول ترامب تمريرها فشلت بسبب الرفض المصري القاطع، وهو ما يؤكد أن الدولة المصرية لا تقبل أي حلول تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن التاريخ يشهد على أن مصر كانت دائمًا حائط الصد الأول أمام كل المخططات التي تستهدف المنطقة، مستشهدًا بما قاله نابليون بونابرت: « قل لي من يسيطر على مصر، أقل لك من يسيطر على العالم»، كما أن مصر عبر تاريخها الطويل لم تخسر حربًا، رغم تعرضها لبعض المعارك الصعبة، فهي دائما ما تعود أقوى وأشد بأسا.
وتابع: «مصر تنتصر وهي ضعيفة، وتسود وهي قوية، وهذا ما رأيناه في مواجهاتها التاريخية مع قوى الاحتلال والغزو، بدءا من التتار والصليبيين، وصولًا إلى الاحتلال الإسرائيلي في القرن العشرين، كما أن القوة المصرية ليست مجرد قوة عسكرية أو اقتصادية، بل هي قوة شاملة تستمد عظمتها من التاريخ والجغرافيا والشعب».
الحرب النفسية.. سلاح الأعداء ضد مصروحذر الدكتور أحمد تركي من العمليات النفسية التي تستهدف زعزعة ثقة المصريين في دولتهم، من خلال وسائل الإعلام المضللة، التي تعمل على نشر الإحباط وبث الفتن لزعزعة الاستقرار، مؤكدا أن الرد على هذه المخططات يجب أن يكون بالمزيد من التحدي والتماسك، تمامًا كما فعل أجدادنا الذين هزموا حملة فريزر البريطانية في عام 1807، رغم قلة العتاد والإمكانات.