جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-26@05:08:32 GMT

احترام الرأي لا يعني الاتفاق معه!

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

احترام الرأي لا يعني الاتفاق معه!

 

أحمد بن موسى البلوشي


التعبير عن الرأي حقٌ أساسيٌ لكل إنسان في هذا العالم، ويشكل جُزءًا أساسيًا من المُشاركة الفعَّالة في المُجتمع؛ فعندما تكون لدينا القدرة على التعبير عن آرائنا بحُرية، فهذا يساهم في بناء جسور التواصل وفهم أفضل لآراء الآخرين، والتعرف على وجهات النظر المختلفة والمتنوعة.

والتعبير عن الرأي ليس فقط وسيلة للتعبير عن الذات نفسها، أو عن شخصية الفرد، بل يعد أيضًا طريقة مهمة لفهم وجهات نظر الآخرين، وكيف يفكرون، وتعزيز التواصل الفعَّال.

ويكون ذلك مهمًا بصورة خاصة في سياقات التغيير الاجتماعي، حيث يمكن لتبادل الأفكار والآراء أن يلعب دورًا في تشكيل المفاهيم العامة وتعديل السلوكيات الاجتماعية.

الاحترام أمر طبيعي عند التعبير عن الرأي، حيث يُسهم في إقامة حوار بناء ومثمر، وعليه يجب على كل شخص أن يظهر احترامًا لوجهات نظر الآخرين، وأن يكون مستعدًا للاستماع بانفتاح وتسامح لتعدد الآراء وتنوعها. بالاحترام يمكن أن يكون التعبير عن الرأي وسيلة فعّالة للتفاعل الاجتماعي وتحقيق التغيير الإيجابي، ومعرفة نقاط القوة والضعف حول ما تم طرحه، ويمكن كذلك الاستفادة من هذه الآراء ووجهات النظر في التطوير والتعديل.

وفي نفس الوقت من حق كل شخص أن يرد على الآخرين، وعلى آرائهم ووجهات نظرهم، وأن ينتقدهم بشرط أن يكون الرد والانتقاد محترمًا ومتوافقًا مع ما تمَّ طرحه دون تجريح أو إنقاص من الآخرين. فالاحترام هو أساس أي حوار أو نقاش؛ فعندما نحترم آراء الآخرين، فإننا نظهر لهم أن لدينا اهتمامًا حقيقيًا بما يقولونه، وأننا نرغب في فهم وجهة نظرهم، وإن كنت لا تُريد احترامهم كان من الأفضل لك عدم الرد والسكوت، ففن الرد يعني القدرة على قول الشيء الصحيح في الوقت المناسب بطريقة فعالة.

ما لاحظناه في الفترة الماضية من ردود البعض من الأشخاص حول موضوع منتخبنا الوطني لكرة القدم، وحول رأي أحد نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي حول موضوع إحدى منافع الحماية الاجتماعية لأمر يدعو للخجل؛ إذ نتفق جميعًا على أن بعض الآراء التي تُطرح قد تُغضب البعض وقد تثيرهم، وقد يكون الرد عليهم بطريقة محترمة أمرًا صعبًا في بعض الأحيان، خاصةً عندما نختلف معهم. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أنَّ الاحترام لا يعني أن نتفق مع ما يقوله الآخرون؛ بل يعني أننا نحترم حقهم في التعبير عن آرائهم، حتى لو لم نتفق معها.

والتركيز على الأفكار بدلاً من الأشخاص، يمثل خطوة مُهمة نحو التفاهم والحوار البناء؛ فعندما نُركِّز على الأفكار، يُمكننا مناقشة النقاط الفعَّالة والاختلافات بشكل هادئ ومفيد، دون اللجوء إلى الهجوم الشخصي أو التجاوز للنقاشات السلبية، فالأفكار هي التي يمكن أن تثري الحوار وتفتح الباب لفهم وتبادل الآراء.

وأخيرًا.. إذا كنَّا نتعامل مع الآراء والأفكار بفعالية، يمكننا تحقيق تقدم في فهم قضايا معقدة والوصول إلى حلول مستدامة، وعليه بتبني هذا النهج، يصبح بإمكاننا تحسين جودة الحوارات والتواصل بشكل عام، وتعزيز التعاون والفهم المتبادل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: حروب الجيل الرابع والخامس أصبحت مفروضة علينا ولا يمكن تجاهلها

قال الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، إن حروب الجيل الرابع والخامس أصبحت مفروضة علينا، ولا يمكن تجاهلها أو غض الطرف عنها، ولابد من التعامل معها، موضحًا أنها حروب لا تقف عند تمييع الدين ولا طمس الهوية ولا وأد الشخصية، وإنما تتجاوز ذلك إلى زرع مايسمى بالإلحاد الجديد والمفاهيم الجديدة التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، مثل الحرية والتنمية والمثلية، والجندر والحركات النسوية.

وأضاف خلال  حواره مع الإعلامي أحمد موسى، في برنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة صدى البلد، أنه لابد أن يكون السلاح مناسب للمواجهة، وفي هذا الصدد دار الإفتاء تعمل على عدة أمور، منها جانب يتعلق بالمواجهة المباشرة، من خلال الرد على الافتراءات ردوداعلمية بشكل مباشر، من خلال منصات إلكترونية.

 ولفت إلى أن دار الإفتاء لها منصات متعددة، منها منصة هداية، وهي منصة تعليمية يراد منها الإعداد للعالم أو الفقيه أو المتدرب الذي يستطيع الجمع بين الوسائل الحديثة والرية الشرعية، بالإضافة إلى مركز بحوث سلام لدراسات التطرف ومواجهة الإسلام فوبيا، وهذا المركز قام بحصر الشبهات التي انطلق منها تيار مثل داعش أو جيش النصرة، ويقوم بالرد ردود فكرية من خلال الشبه التي يطرحونها يتم العمل على تفكيكها، وبيان أصولها، ثم الرد عليها.

 وأكد الدكتور نظير عياد، أن دار الافتاء لا تكفر أحد من أهل القبلة طالما أنه يشهد بالله وأن محمد رسول الله، لكنهم يتتبعون الأقوال ويعملون على تفنيد الشبهات.

مقالات مشابهة

  • خلال لقائه عددًا من المستثمرين.. رئيس الوزراء يستمع لبعض الآراء المهمة ويُعقب عليها
  • رئيس المحامين بمكة: ‏طرح الرأي القانوني يجب أن يكون مؤسس على سند من النظام أو اللائحة أو حكم نهائي قطعي
  • مؤكدا على احترام الخصوصيات وحرية التعبير عنها.. الحكيم يوجه دعوة إلى المسيحيين للعودة إلى العراق
  • ملتقى الجامع الأزهر للقضايا المعاصرة يدعو إلى التفكر في أسرار التعبير القرآني
  • إستراتيجية الشطيرة.. كيف تنتقد الآخرين بطريقة أكثر قبولا؟
  • الاحتلال يخلي المستشفى الإندونيسي ويقصف المستشفيين الآخرين شمالي غزة
  • مفتي الجمهورية: حروب الجيل الرابع والخامس أصبحت مفروضة علينا ولا يمكن تجاهلها
  • القبض على 5 مطلوبين بتهمة الإرهاب في ميسان
  • القباني: لا يجوز الرد مطلقًا على الجماهير.. وموقف لاعبي الأهلي «كارثي»
  • الوحدة الوطنية وحرية التعبير، بين صلابة الدولة وصوت الشعب