جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-18@01:31:07 GMT

احترام الرأي لا يعني الاتفاق معه!

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

احترام الرأي لا يعني الاتفاق معه!

 

أحمد بن موسى البلوشي


التعبير عن الرأي حقٌ أساسيٌ لكل إنسان في هذا العالم، ويشكل جُزءًا أساسيًا من المُشاركة الفعَّالة في المُجتمع؛ فعندما تكون لدينا القدرة على التعبير عن آرائنا بحُرية، فهذا يساهم في بناء جسور التواصل وفهم أفضل لآراء الآخرين، والتعرف على وجهات النظر المختلفة والمتنوعة.

والتعبير عن الرأي ليس فقط وسيلة للتعبير عن الذات نفسها، أو عن شخصية الفرد، بل يعد أيضًا طريقة مهمة لفهم وجهات نظر الآخرين، وكيف يفكرون، وتعزيز التواصل الفعَّال.

ويكون ذلك مهمًا بصورة خاصة في سياقات التغيير الاجتماعي، حيث يمكن لتبادل الأفكار والآراء أن يلعب دورًا في تشكيل المفاهيم العامة وتعديل السلوكيات الاجتماعية.

الاحترام أمر طبيعي عند التعبير عن الرأي، حيث يُسهم في إقامة حوار بناء ومثمر، وعليه يجب على كل شخص أن يظهر احترامًا لوجهات نظر الآخرين، وأن يكون مستعدًا للاستماع بانفتاح وتسامح لتعدد الآراء وتنوعها. بالاحترام يمكن أن يكون التعبير عن الرأي وسيلة فعّالة للتفاعل الاجتماعي وتحقيق التغيير الإيجابي، ومعرفة نقاط القوة والضعف حول ما تم طرحه، ويمكن كذلك الاستفادة من هذه الآراء ووجهات النظر في التطوير والتعديل.

وفي نفس الوقت من حق كل شخص أن يرد على الآخرين، وعلى آرائهم ووجهات نظرهم، وأن ينتقدهم بشرط أن يكون الرد والانتقاد محترمًا ومتوافقًا مع ما تمَّ طرحه دون تجريح أو إنقاص من الآخرين. فالاحترام هو أساس أي حوار أو نقاش؛ فعندما نحترم آراء الآخرين، فإننا نظهر لهم أن لدينا اهتمامًا حقيقيًا بما يقولونه، وأننا نرغب في فهم وجهة نظرهم، وإن كنت لا تُريد احترامهم كان من الأفضل لك عدم الرد والسكوت، ففن الرد يعني القدرة على قول الشيء الصحيح في الوقت المناسب بطريقة فعالة.

ما لاحظناه في الفترة الماضية من ردود البعض من الأشخاص حول موضوع منتخبنا الوطني لكرة القدم، وحول رأي أحد نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي حول موضوع إحدى منافع الحماية الاجتماعية لأمر يدعو للخجل؛ إذ نتفق جميعًا على أن بعض الآراء التي تُطرح قد تُغضب البعض وقد تثيرهم، وقد يكون الرد عليهم بطريقة محترمة أمرًا صعبًا في بعض الأحيان، خاصةً عندما نختلف معهم. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أنَّ الاحترام لا يعني أن نتفق مع ما يقوله الآخرون؛ بل يعني أننا نحترم حقهم في التعبير عن آرائهم، حتى لو لم نتفق معها.

والتركيز على الأفكار بدلاً من الأشخاص، يمثل خطوة مُهمة نحو التفاهم والحوار البناء؛ فعندما نُركِّز على الأفكار، يُمكننا مناقشة النقاط الفعَّالة والاختلافات بشكل هادئ ومفيد، دون اللجوء إلى الهجوم الشخصي أو التجاوز للنقاشات السلبية، فالأفكار هي التي يمكن أن تثري الحوار وتفتح الباب لفهم وتبادل الآراء.

وأخيرًا.. إذا كنَّا نتعامل مع الآراء والأفكار بفعالية، يمكننا تحقيق تقدم في فهم قضايا معقدة والوصول إلى حلول مستدامة، وعليه بتبني هذا النهج، يصبح بإمكاننا تحسين جودة الحوارات والتواصل بشكل عام، وتعزيز التعاون والفهم المتبادل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قرار مفاجئ من محكمة العدل الدولية بشأن دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل

أصدرت محكمة العدل الدولية، يوم الخميس، أمرًا بتمديد مهلة رد إسرائيل على ادعاءات جنوب أفريقيا بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، لمدة ستة أشهر، حتى 12 يناير 2026، بدءًا من 28 يوليو من هذا العام.

ووفقًا للأمر، طلبت إسرائيل التمديد لثلاثة أسباب رئيسية: الأول أن مشاكل إجرائية وموضوعية تتعلق بتوقيت وطريقة تقديم جنوب أفريقيا لأدلتها، حيث لا تزال العديد من هذه القضايا مفتوحة للمحكمة للبت فيها.

والسبب الثاني هو الإجراءات الموازية الجديدة التي ستواجهها إسرائيل قريبًا في محكمة العدل الدولية للرد على ادعاءات المجاعة وقطع المساعدات الإنسانية؛ وثالث الأسباب العدد الهائل من المطالبات الإضافية المقدمة من دول أخرى، مثل أيرلندا، ضد إسرائيل، والتي يتعين على إسرائيل الآن الرد عليها أيضًا، إلى جانب جنوب أفريقيا.

علمت صحيفة جيروزالم بوست العبرية أن جنوب أفريقيا تعمل حاليًا على إعداد آلاف الوثائق لإثبات قضيتها المتعلقة بالإبادة الجماعية ضد إسرائيل.

ومن المرجح أن تطعن إسرائيل في العديد من هذه الوثائق والإجراءات قبل أن تصل العملية حتى إلى القضايا التي يجب على القدس الرد عليها بمزيد من التفصيل.

مقالات مشابهة

  • قرار مفاجئ من محكمة العدل الدولية بشأن دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل
  • الرأي العام يهزم اصحاب الأحلام …..!!
  • شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين.. قرار يُقسم الآراء
  • حماس: نعد الرد على المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار و سلاح المقاومة لن يخضع لأي مفاوضات
  • أحمد عزمي: تعلمت احترام العمل من يحيى الفخراني
  • أمين عام البحوث الإسلامية: النبي قدّم نموذجا واقعيا لتطوير الذات
  • لا سيادة للعراق ولا احترام لإرادة الشعب في ظل سلطة رشيد والسوداني
  • فلسفة كتابة الرأي في حياتي
  • سجن عمدة إسطنبول يكبد حزب أردوغان خسائر باستطلاعات الرأي
  • حماس: الرد على مقترح التهدئة الإسرائيلي خلال 48 ساعة