"علم غريب الحديث وأثره في اختلاف الفقهاء".. أحدث إصدارات الأزهر بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
يقدم جناح الأزهر الشريف بـمعرِض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 55 لزوَّاره كتاب "علم غريب الحديث وأثره في اختلاف الفقهاء.. دراسة تأصيلية تطبيقيَّة"، بقلم الدكتور إسلام نصر السيد سعد، من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.
جناح الأزهر.. «قبول الأخبار ومعرفة الرجال» كتاب جامع للشبهات الواردة حول السُّنَّة جناح الأزهر يفنِّد شبهات ول ديورانت حول الإسلام في كتابه "قصة الحضارة"يؤكد المؤلف أن من ذاق جمال اللفظ النبوي عرف حقيقته، وزاد إيمانًا بقدسيته، وعظم تعلقه به، وهذا لا يكون إلا بتسليط الأضواء على الدراسات البيانيَّة للسنة النبوية، ومحاولة الإحاطة بأدوات فهم النص النبوي، تلك الأدوات المتنوعة بين لغويَّة وأصوليَّة وشرعيَّة.
وتكمن أهمية هذا الموضوع في عدة أمور؛ أبرزها: الأول: أن علم غريب الحديث كاشف عن مُخَبآت المعاني التي دَرَسَتْ في عقول الناس؛ بسبب البعد عن لغة العرب التي نطق بها النبي ﷺ. الثاني: أن علم غريب الحديث هو باب الدراسات التحليليَّة المتعمقة للسنة النبوية، التي نفتقدها في دراساتنا البحثية، وأنَّى للمحدث أو الفقيه فهم كلام النبي ﷺ على مراده، وإدراك جماليات البيان النبوي إلا به؟! الثالث: أنه فن يقبح بأهل الحديث خاصة، وبالعلماء عامة الجهل به. الرابع: توقف فهم كثير من الأحكام الفقهيَّة المستنبطة من السنة النبوية على العلم بغريب الأحاديث. الخامس: التكامل بين العلوم، وأن هذا التكامل يؤدي إلى الوصول لنتيجة تكون الأقرب للصواب.
ويتناول الكتاب بالشرح والتوضيح ضوابط عشرة لفهم غريب الحديث، ومسالك خمسة للعلماء في تناوله وشرحه، ثم وقف على التحديات والعقبات التي تواجه الباحثين في دراسة علم غريب الحديث، وسبل مواجهتها.
كما تميط الدراسة في جانبها التطبيقي اللِّثام عن أثر فهم مدلولات غرائب الألفاظ النبوية، في اختلافات الفقهاء تحليلًا وتحريمًا، وكراهيةً وإباحةً، وترجيحًا وتعليلًا؛ معرجة على المعاجم اللغوية القديمة والحديثة، العامة والقرآنية والحديثية، وكتب الشروح المختلفة؛ للكشف عن كُنه الألفاظ النبوية الغربية والوقوف على مدلولاتها للرَّبط بينها، وتوثيق علاقتها بالنصِّ النبوي الذي وردت فيه.
ويشتمل الكتاب على قسمين: القسم الأول: «علم غريب الحديث تأصيلًا وتحليلًا وبحثًا في المصادر والمناهج"، وفيه تمهيد، وثلاثة أبواب، وخاتمة، حرص فيه على التعريف بالسنة وبيان منزلتها وحجيتها، دَافِعًا لِشُبه القائلين بأنها ليست من مصادر العربية، أما أبواب هذا القسم الثلاثة فقد انتظمت فيما بينها ترتيبًا وعرضًا وتأصيلًا، التزم فيه المؤلف بالمناهج العلمية المناسبة لمثل هذا الجانب من الدراسة، وهذا ما أكَّده الباحث بقوله: "أحاول كشف اللثام عما استتر من هذا العلم، والوقوف على أصوله وضوابطه، ومناهج العلماء في تناوله، ومسالكهم في فهمه، وعرض مؤلفاتهم فيه وتقويمها، مع تتبع الألفاظ الغريبة المؤثرة في الأحكام الفقهية، ودراسة بعضها دراسة حديثية فقهية لغوية؛ آملًا الوقوف على بعض أسرار النص النبوي الأنور، ومنبهًا على ما عداها مما لم أدرسه، ومبينًا أن من أسباب اختلاف الفقهاء: تعدد مدلول الكلمة الواحدة"، معتمدًا في ذلك على عدة مناهج: المنهج التاريخي، المنهج الوصفي، المنهج التحليلي، المنهج الاستنباطي، وكلها مناهج تتوافق مع طبيعة هذا القسم من الرسالة.
أثر غريب الحديث في اختلاف الفقهاءوأمَّا القسم الثاني فكان بعنوان: "أثر غريب الحديث في اختلاف الفقهاء"، وجاء كسابقه منتظمًا في تمهيد، وثلاثة أبواب؛ أما التمهيد فقد أوقفه لبيان أسباب اختلاف الفقهاء، وبيان فقه المحدثين، أما أبوابه الثلاثة فقد جعلها لبيان أثر غريب الحديث على اختلاف الفقهاء في أبواب: العبادات، والمعاملات، والأحوال الشخصية، معتمدًا في هذا القسم على المنهجين: التحليلي والاستنباطي لتناسبهما مع طبيعة هذا القسم، منتهيًا إلى جملة من النتائج المهمة تكشف للباحثين أهمية العناية بهذا الجانب من الدراسات الأكاديمية الحديثة المتخصصة؛ لكونها تصوب فكرًا، أو تصحِّحُ خطأ، أو ترد شبهًا.
ويوصي الباحث في نهاية كتابه بصناعة معاجم لغوية مختلفة متعلقة بغريب الأحاديث؛ خدمةً للنص النبوي الأنور نحو: معجم الألفاظ التي وقع اختلاف في ضبطها بين المحدثين واللغويين، معجم الفروق الدلالية بين مرادفات المفردة النبوية، معجم الألفاظ التي يؤثر اختلاف مدلولها في الحكم العقدي والفقهي، معجم الألفاظ والتراكيب التي سبق النبي ﷺ العرب إليها، معجم الكلمات متطورة المدلولات، معجم شامل لغريب الحديث.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جناح الأزهر البحوث الإسلامية الأزهر السنة النبوية جناح الأزهر هذا القسم ا القسم
إقرأ أيضاً:
خبراء يتحدثون عن "التنافس الدولي على سوريا وأثره على النظامين الإقليمي والدولي"
في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية، تبرز سوريا كأحد أكثر النقاط الساخنة التي تستقطب اهتمام القوى الدولية والإقليمية، قدم مجموعة من الخبراء رؤى تحليلية حول المشهد السوري المعقد.
جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمها مركز "إيجيبشن إنتربرايز" تحت عنوان "التنافس الدولي على سوريا وأثره على النظامين الإقليمي والدولي"، و اعتبر المشاركون أن التنافس الدولي في سوريا لم يعد مجرد صراع بين القوى الكبرى، بل تحول إلى تجاذبات داخلية تتداخل فيها المصالح الإقليمية والدولية.
وأكد الخبراء على أن غياب رؤية عربية موحدة يزيد من تعقيد الوضع، مما يستدعي إجراء حوار أكاديمي معمق لفهم الديناميكيات المتشابكة التي تؤثر على استقرار النظامين الإقليمي والدولي.
التنافس الدولي: من الخارج إلى الداخلافتتح الورشة محمد عبد الحليم، مدير المركز، الذي أكد على أهمية الملف السوري كحالة دراسية للصراعات الدولية. وصرح قائلًا: "ما يحدث في سوريا هو نموذج مصغر للصراعات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، حيث تتداخل المصالح بين الدول الكبرى والفواعل من غير الدول، وهذا يتطلب منا دراسة معمقة لفهم هذه الديناميكيات".
قدم د. مصطفى صلاح، الباحث في العلاقات الدولية، مداخلة تناولت كيفية انتقال التنافس الدولي إلى داخل سوريا. وأشار إلى أن "الفراغ الاستراتيجي الذي تركه غياب رؤية عربية مشتركة ساهم في تفاقم الصراع". وتابع: "تركيا، الولايات المتحدة، روسيا وإيران تتصارع على الأرض السورية، مما يجعل من الصعب الوصول إلى حل شامل". وأكد على أهمية التفاهمات بين القوى الدولية في إدارة الملفات الحيوية مثل الحدود واللاجئين، مشددًا: "إن غياب التنسيق العربي يزيد الأمور تعقيدًا".
استعرض أحمد سلطان، مسؤول برنامج الدراسات التطرف، الفواعل الأكثر تأثيرًا في الصراع السوري، مع التركيز على دور تنظيمات مثل هيئة تحرير الشام وقسد. وقال: "الخطاب السياسي للجولاني شهد تحولات كبيرة، من التطرف إلى الاعتدال، وهذا يعكس مدى التغيرات في المشهد السوري". وأضاف أن التحالفات غير الرسمية التي تتشكل بين هذه الفصائل والقوى الدولية تعكس واقعًا جديدًا يجب مراعاته في أي استراتيجية مستقبلية.
تحديات مكافحة الإرهابفيما د. حمادة شعبان مشرف وحدة الرصد بمرصد الأزهر، التحديات المستقبلية لمكافحة الإرهاب في سوريا. وأشار إلى أن "التصريحات الأمريكية بأن مفاتيح الحل تبدأ من أنقرة تثير تساؤلات حول مستقبل سوريا". وتابع: "التحديات الأمنية كبيرة، خاصة في مخيم الهول، وإعادة تشكيل القوات المسلحة السورية، ما يجعل المهمة معقدة جدًا". واعتبر أن "التنسيق الدولي ضروري لمواجهة هذه التحديات".
وتناول درويش خليفة، الكاتب والمحلل السياسي، عبر سكايب، خطوات إعادة بناء سوريا، مؤكدًا: "لا بد من تشكيل برلمان مؤقت وإعداد دستور جديد يشمل جميع أطياف الشعب السوري". وأشار إلى أن التوجه نحو إعادة تشكيل المحليات على أساس جغرافي بدلاً الاعتبارات الإثنية أو الطائفية. يعد خطوة مهمة لتجاوز الفوضى الحالية.
وأوضح خليفة أن هذا النهج يهدف إلى تقليل التوترات الناتجة عن الانقسامات الإثنية والطائفية، حيث يعيد توزيع السلطات المحلية بطريقة تعزز الوحدة الوطنية، من خلال التركيز على الجغرافيا بدلاً من الإثنية، يمكن أن تساعد هذه الخطوة في تعزيز مفهوم المواطنة المشتركة، مما يدعم الهوية الوطنية السورية بشكل أوسع.
تأثير سقوط نظام الأسدأوضح د. أحمد الشحات، أستاذ العلوم السياسية، أن سقوط نظام الأسد قد يؤدي إلى تحولات جذرية في التوازنات الإقليمية والدولية. وصرح: "سقوط النظام يعني انتهاء الهيمنة الروسية والإيرانية على سوريا، وقد يؤدي إلى فوضى جديدة في المنطقة". وأكد على ضرورة الانتباه إلى "الالتفاف الشعبي حول شخصيات مثل الجولاني، حيث يمكن أن يعيد إحياء الجماعات الجهادية"
في ختام الورشة، أكد هاني الاعسر، المدير التنفيذي للمركز الوطني للدراسات، على أهمية العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي قد تترتب على سقوط نظام الأسد. وقال: "رغم تحفظاتي الأخلاقية على نظام الأسد، إلا أن سقوطه قد يدخل المنطقة في مرحلة جديدة من الفوضى". وشدد على أن هذه اللحظة التاريخية تتطلب رؤية استراتيجية واضحة للتعامل مع الوضع المتغير في سوريا، قائلًا: "يجب أن نكون مستعدين لمواجهة الأزمات الناجمة عن هذا التحول".