مقال بناشونال إنترست: إستراتيجية باكستان النووية الجديدة أزمة في طور التكوين
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
نشر موقع "ناشونال إنترست" (The National Interest) الأميركي مقالا -كتبه 3 باحثين هنود بارزين- عما سماه "الإستراتيجية النووية الجديدة لباكستان"، واصفا إياها بالخطيرة والحمقاء.
وكتّاب المقال الثلاثة هم مانبريت سيثي الباحثة في مركز دراسات القوة الجوية، نيودلهي، التي ظلت تقود مشروع الأمن النووي في المركز على مدار العشرين عاما الماضية، ورادم سودارشان شراخاندي الرئيس السابق للاستخبارات البحرية الهندية الأستاذ المساعد في الكلية الحربية البحرية الهندية، والعميد آرون ساهغال الضابط المتقاعد من الجيش الهندي والزميل الأقدم في مجموعة دلهي للسياسة.
أوضح المقال أن الإستراتيجية الباكستانية النووية الجديدة أعلنها الفريق الباكستاني خالد كيدواي، في أحدث خطاب له ألقاه بمناسبة الذكرى الـ25 للتجارب النووية الباكستانية يوم 28 مايو/أيار الماضي، ووصفها بأنها تهدف لضمان ما سماه "الردع كامل الطيف" من ثالوث نووي للقوات البرية والجوية والبحرية.
درع إستراتيجيوأورد المقال أن كيدواي وصف إستراتيجية "الردع كامل الطيف" بأنها ذات بُعدين: بُعد أفقي يتألف من مخزون قوي للخدمات الثلاثية لمجموعة متنوعة من الأسلحة النووية، وبُعد عمودي يغطي النطاق المناسب لمتجهاته من "صفر متر إلى 2750 كيلومترا"، بما يشمل "العوائد المدمرة المناسبة للمستويات الإستراتيجية والتشغيلية والتكتيكية". وقال كيدواي إن مثل هذه الترسانة المتطورة توفر لباكستان "درعا إستراتيجيا"، مما يحد من عدم التناسق التقليدي القائم مع الهند.
وعلق المقال بأن ما وصفه كيدواي يشير إلى أن باكستان يمكنها أو يجب عليها تطوير أسلحة نووية قصيرة المدى، وربما حتى في الخطوط الأمامية. ويمكن أن تشمل هذه أي شيء من المدفعية النووية حتى الألغام الأرضية النووية.
"صفر متر"
وأضاف المقال أن كيدواي صاغ مصطلحا جديدا يسمى "صفر متر" لم يشرح معناه، إلا أنه قد يعني قذائف المدفعية النووية أو ذخائر التدمير الذري أو الألغام الأرضية النووية، ومن خلال تنفيذ الإستراتيجية الجديدة، يبدو أن القيادة العسكرية الباكستانية تعتقد أنها تستطيع التسلسل ببراعة للقتال الحربي إلى 3 مستويات مرتبة، وأن تنوع الرؤوس الحربية ونطاقات أنظمة الإطلاق ستواجه كل خطوة تقوم بها الهند.
وقال إن هذه، باختصار، هي سياسة باكستان المتمثلة في امتلاك القدرات الكافية للرد على مجموعة واسعة من التهديدات التي يُفترض أن مصدرها الهند، مضيفا أنه يبدو أن باكستان غيّرت للتو عقيدتها النووية، وقال إن خطاب الجنرال كيدواي أحدث موجات صادمة في جميع أنحاء المنطقة.
ودعا المقال المجتمع الدولي للانتباه للتطورات التي لا تقل أهمية في شبه القارة الهندية، محذرا من أنه إذا تم تنفيذ هذه التغييرات، فقد تكون مزعزعة للغاية للاستقرار ليس فقط للمنطقة، ولكن أيضا لبقية العالم، كما حذر واشنطن من أن هذا التطور سيؤثر على إستراتيجيتها في المحيطين الهندي والهادي.
خطاب مهموأوضح الباحثون الهنود الثلاثة أن خطاب الجنرال كيدواي مهم لسببين: الأول هو أنه جاء من كيدواي نفسه، وهو الرجل الذي كان رئيسا لقسم الخطط الإستراتيجية الذي يدير جميع السياسات والإستراتيجيات المتعلقة بالبرامج النووية والصاروخية في باكستان، وهو مستشار لهيئة القيادة الوطنية في البلاد، ويعد أحد أبرز الجنرالات الباكستانيين، وأنه العقل المدبر للسياسة النووية الباكستانية وعقائد الردع، و"مهندس" برنامج الطاقة النووية في البلاد، وهو المؤلف والمرجع الأول فيما يتعلق بإستراتيجية باكستان النووية. والسبب الثاني هو ما احتواه خطاب كيدواي بالفعل.
وزعم المقال أن التحوّل المقترح في العقيدة النووية لباكستان يعكس نفسية الجيش الباكستاني التي أدت إلى عقلية ترى أن الأسلحة النووية هي الضامن النهائي لأمن البلاد. وبالتالي، فإن الجيش الباكستاني يهدف إلى تقويض التفوق العسكري للهند من خلال النشر السريع للأسلحة النووية.
"فكرة حمقاء"وقال إن ما تشير إليه الإستراتيجية النووية الجديدة لباكستان بنشر أسلحة نووية تكتيكية في الخطوط الأمامية، على أساس أن الهند لن تستجيب لاستخدامها، هي فكرة حمقاء ومع ذلك، هذا هو بالضبط ما تقترحه القيادة العسكرية الباكستانية.
واستمر المقال يقول إنه مع هذا النوع من الإستراتيجية النووية التي يبدو أن باكستان تتبعها، فإنها تختار الوقوف على حافة الهاوية النووية، وقد يُنظر إلى بيان "النطاق الصفري" في قسم الخطط الإستراتيجية على أنه تحول عقائدي رئيسي، لكنه لا يغير كثيرا بالنسبة للهند.
واختُتم المقال بأن على باكستان أن تفكر بعمق في مفهوم الردع "الخاطئ" هذا، في الوقت الذي يتردد فيه صدى كلمات الرئيس الأميركي جو بايدن: "أعتقد أن باكستان ربما تكون واحدة من أخطر الدول في العالم.. بأسلحة نووية دون أي تماسك".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
"الجارديان": تورط كوريا الشمالية في حرب أوكرانيا يشكل تصعيدا خطيرا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن تورط كوريا الشمالية في الحرب بين القوات الروسية والأوكرانية يشكل تصعيدا خطيرا في الصراع الذي بدأ في فبراير عام 2022.
وأشارت الصحيفة في مقال، شارك في كتابته إيمي هوكنز وهيلين دافيدسن، إلى أن الولايات المتحدة أعلنت الشهر الماضي أن لديها أدلة واضحة لإرسال كوريا الشمالية لآلاف من الجنود إلى روسيا من أجل الانضمام لصفوف القوات الروسية في حرب أوكرانيا.
وأشار المقال إلى تأكيد الإدارة الأمريكية أن ما يقرب من 10،000 جندي كوري وصلوا بالفعل إلى منطقة كورسيك تمهيدا للانضمام إلى صفوف القوات الروسية، موضحا أن تلك الخطوة من جانب كوريا الشمالية تدعو للقلق، حيث أن انخراط القوات الكورية في الحرب تنذر باقتراب قارة آسيا من ساحة القتال الذي يدور في القارة الأوروبية.
وأضاف المقال أن توسيع دائرة الصراع ليشمل قارتي آسيا وأوروبا ينذر بعواقب وخيمة لا تحمد عقباها، كما أنه يعتبر مشكلة كبيرة لدولة مثل الصين التي تسعى لاستقرار المنطقة للحيلولة دون دخول الولايات المتحدة وحلفائها للمنطقة.
ولفت المقال إلى أنه في الوقت الذي تؤكد فيه الصين أنها ليست طرفا في العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية - والتي تشهد تطورا ملموسا منذ يونيو الماضي - إلا أن بكين تعتبر الحليف الأقرب والأقوى لروسيا والداعم الأكبر لها في حربها في أوكرانيا، مشيرا إلى تصريحات المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الماضي التي أكد فيها أن مسألة إرسال كوريا الشمالية لقوات إلى روسيا يعتبر شأن داخلي يخص موسكو وبيونج يانج فقط.
وأشار المقال إلى تصريحات المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر الأسبوع الماضي التي أكد فيها أن واشنطن ألمحت لبكين أن انضمام قوات من كوريا الشمالية لصفوف القوات الروسية في حرب أوكرانيا يجب أن يكون مدعاة لقلق الجانب الصيني.
ونوه الكاتب في سياق متصل إلى تقديرات عميد معهد الدراسات الدولية في جامعة نانجيج الصينية جو فينج التي يقول فيها أن التقارب بين كوريا الشمالية وروسيا ينذر بتكوين تكتل جديد سوف يشمل بشكل حتمي الصين في مواجهة تكتل مماثل يضم الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.
وأضاف جو فينج أنه من المؤكد أن الصين لا ترغب في تكوين مثل هذه التحالفات التي تشكل أحد ملامح مرحلة الحرب الباردة حيث أن تلك التحالفات تتعارض مع مصالح الصين الوطنية.