نشر موقع "ناشونال إنترست" (The National Interest) الأميركي مقالا -كتبه 3 باحثين هنود بارزين- عما سماه "الإستراتيجية النووية الجديدة لباكستان"، واصفا إياها بالخطيرة والحمقاء.

وكتّاب المقال الثلاثة هم مانبريت سيثي الباحثة في مركز دراسات القوة الجوية، نيودلهي، التي ظلت تقود مشروع الأمن النووي في المركز على مدار العشرين عاما الماضية، ورادم سودارشان شراخاندي الرئيس السابق للاستخبارات البحرية الهندية الأستاذ المساعد في الكلية الحربية البحرية الهندية، والعميد آرون ساهغال الضابط المتقاعد من الجيش الهندي والزميل الأقدم في مجموعة دلهي للسياسة.

أوضح المقال أن الإستراتيجية الباكستانية النووية الجديدة أعلنها الفريق الباكستاني خالد كيدواي، في أحدث خطاب له ألقاه بمناسبة الذكرى الـ25 للتجارب النووية الباكستانية يوم 28 مايو/أيار الماضي، ووصفها بأنها تهدف لضمان ما سماه "الردع كامل الطيف" من ثالوث نووي للقوات البرية والجوية والبحرية.

درع إستراتيجي

وأورد المقال أن كيدواي وصف إستراتيجية "الردع كامل الطيف" بأنها ذات بُعدين: بُعد أفقي يتألف من مخزون قوي للخدمات الثلاثية لمجموعة متنوعة من الأسلحة النووية، وبُعد عمودي يغطي النطاق المناسب لمتجهاته من "صفر متر إلى 2750 كيلومترا"، بما يشمل "العوائد المدمرة المناسبة للمستويات الإستراتيجية والتشغيلية والتكتيكية". وقال كيدواي إن مثل هذه الترسانة المتطورة توفر لباكستان "درعا إستراتيجيا"، مما يحد من عدم التناسق التقليدي القائم مع الهند.

وعلق المقال بأن ما وصفه كيدواي يشير إلى أن باكستان يمكنها أو يجب عليها تطوير أسلحة نووية قصيرة المدى، وربما حتى في الخطوط الأمامية. ويمكن أن تشمل هذه أي شيء من المدفعية النووية حتى الألغام الأرضية النووية.

 

"صفر متر"

وأضاف المقال أن كيدواي صاغ مصطلحا جديدا يسمى "صفر متر" لم يشرح معناه، إلا أنه قد يعني قذائف المدفعية النووية أو ذخائر التدمير الذري أو الألغام الأرضية النووية، ومن خلال تنفيذ الإستراتيجية الجديدة، يبدو أن القيادة العسكرية الباكستانية تعتقد أنها تستطيع التسلسل ببراعة للقتال الحربي إلى 3 مستويات مرتبة، وأن تنوع الرؤوس الحربية ونطاقات أنظمة الإطلاق ستواجه كل خطوة تقوم بها الهند.

وقال إن هذه، باختصار، هي سياسة باكستان المتمثلة في امتلاك القدرات الكافية للرد على مجموعة واسعة من التهديدات التي يُفترض أن مصدرها الهند، مضيفا أنه يبدو أن باكستان غيّرت للتو عقيدتها النووية، وقال إن خطاب الجنرال كيدواي أحدث موجات صادمة في جميع أنحاء المنطقة.

ودعا المقال المجتمع الدولي للانتباه للتطورات التي لا تقل أهمية في شبه القارة الهندية، محذرا من أنه إذا تم تنفيذ هذه التغييرات، فقد تكون مزعزعة للغاية للاستقرار ليس فقط للمنطقة، ولكن أيضا لبقية العالم، كما حذر واشنطن من أن هذا التطور سيؤثر على إستراتيجيتها في المحيطين الهندي والهادي.

خطاب مهم

وأوضح الباحثون الهنود الثلاثة أن خطاب الجنرال كيدواي مهم لسببين: الأول هو أنه جاء من كيدواي نفسه، وهو الرجل الذي كان رئيسا لقسم الخطط الإستراتيجية الذي يدير جميع السياسات والإستراتيجيات المتعلقة بالبرامج النووية والصاروخية في باكستان، وهو مستشار لهيئة القيادة الوطنية في البلاد، ويعد أحد أبرز الجنرالات الباكستانيين، وأنه العقل المدبر للسياسة النووية الباكستانية وعقائد الردع، و"مهندس" برنامج الطاقة النووية في البلاد، وهو المؤلف والمرجع الأول فيما يتعلق بإستراتيجية باكستان النووية. والسبب الثاني هو ما احتواه خطاب كيدواي بالفعل.

وزعم المقال أن التحوّل المقترح في العقيدة النووية لباكستان يعكس نفسية الجيش الباكستاني التي أدت إلى عقلية ترى أن الأسلحة النووية هي الضامن النهائي لأمن البلاد. وبالتالي، فإن الجيش الباكستاني يهدف إلى تقويض التفوق العسكري للهند من خلال النشر السريع للأسلحة النووية.

"فكرة حمقاء"

وقال إن ما تشير إليه الإستراتيجية النووية الجديدة لباكستان بنشر أسلحة نووية تكتيكية في الخطوط الأمامية، على أساس أن الهند لن تستجيب لاستخدامها، هي فكرة حمقاء ومع ذلك، هذا هو بالضبط ما تقترحه القيادة العسكرية الباكستانية.

واستمر المقال يقول إنه مع هذا النوع من الإستراتيجية النووية التي يبدو أن باكستان تتبعها، فإنها تختار الوقوف على حافة الهاوية النووية، وقد يُنظر إلى بيان "النطاق الصفري" في قسم الخطط الإستراتيجية على أنه تحول عقائدي رئيسي، لكنه لا يغير كثيرا بالنسبة للهند.

واختُتم المقال بأن على باكستان أن تفكر بعمق في مفهوم الردع "الخاطئ" هذا، في الوقت الذي يتردد فيه صدى كلمات الرئيس الأميركي جو بايدن: "أعتقد أن باكستان ربما تكون واحدة من أخطر الدول في العالم.. بأسلحة نووية دون أي تماسك".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

المشروعات الزراعية الكبرى.. طفرة في توسيع الرقعة المنزرعة.. وخبراء: تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الإستراتيجية يوفر الأمن الغذائي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

على مدار العقد الأخير.. حققت مصر طفرة زراعية غير مسبوقة عبر إنشاء مشروعات زراعية كبرى من خلال التوسع الأفقي، الأمر الذي يسهم في زيادة الرقعة الزراعية والمساحة المحصولية بما يمكن من تحسين نسب الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الإستراتيجية.

ومن خلال المشروعات الزراعية عملت مصر على إقامة مجتمعات زراعية عمرانية جديدة توفر الكثير من فرص العمل، وإتاحة آفاق جديدة للاستثمار، كما تستهدف الدولة المصرية خلال الفترة القادمة استصلاح واستزراع حوالي 4 مليون فدان بالمناطق الصحراوية.

زيادة الرقعة الزراعية في مصر

استطاعت مصر تحقيق زيادة في الرقعة الزراعية من خلال استصلاح واستزراع الصحراء في مساحة أكثر من 2 مليون فدان بدأت في الاستزراع والإنتاج ، وتقع هذه المساحات ضمن المشروعات القومية للتوسع الأفقي الجاري تنفيذها ومن أهمها: مشروعات جهاز مستقبل مصر بمناطق: الدلتا الجديدة بمساحة 2.2 مليون فدان - شمال ووسط سيناء بمساحة 456 ألف فدان - سنابل سونو بأسوان بمساحة 650 ألف فدان، ومشروع تنمية الريف المصري الجديد بمساحة 1.5 مليون فدان، ومشروع توشكي بمساحة 1.1 مليون فدان، بالإضافة إلى مشروعات القطاع الخاص في الوادي الجديد وشرق العوينات وتوشكى، بحسب بيان صادر عن وزارة الزراعة. 

واستهدفت مصر توفير موارد مائية في ظل نقص الموارد المائية العذبة فقد لجأت الدولة المصرية إلى معالجة وتدوير مياه الصرف الزراعي وإعادة استخدامها في الزراعة بالإضافة إلى مصادر المياه الجوفية، حيث أنفقت الحكومة مليارات الجنيهات على إنشاء محطات المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الزراعي لتوفير مياه الري، فضلاً عن تطبيق الممارسات الحديثة لترشيد استخدام مياه الري عبر تطبيق نظم الري الحديثة في كل مشروعات التوسع الأفقي الجديدة.

ونجحت مصر في تنفيذ عدد 17 تجمع تنموي زراعي جديد بشبه جزيرة سيناء، بواقع 7 تجمعات بجنوب سيناء، و10 تجمعات بشمال سيناء، ويستفيد من هذه التجمعات بطريقة مباشرة حوالي 2122 أسرة من أبناء سيناء والمحافظات الاخرى بواقع 5 أفدنة ومنزل لكل مستفيد وأسرته.

كما تم إنشاء 3 مراكز للخدمات الزراعية تعمل على تقديم الدعم الفني والخدمات الإرشادية للمزارعين بسيناء، وتم اعتماد عدد 2 جمعية تعاونية زراعية جديدة في مركزي الحسنة ونخل لخدمة مزارعي التجمعات الزراعية الجديدة. 

ارتفاع معدلات تحصيل مستحقات الدولة

كما شهدت الفترة الماضية ارتفاع معدلات تحصيل مستحقات الدولة إلى أرقام غير مسبوقة حيث وصلت قيمة المتحصلات إلى 550 مليون جنيه خلال الثلاث شهور الماضية ونأمل في تحقيق أعلى معدلات التحصيل خلال العام المالي الحالي، وقد بلغ عدد طلبات تقنين أوضاع واضعي اليد حوالى 300 طلب تقنين بإجمالي متحصلات تبلغ أكثر من 90 مليون جنيه لهيئة الإصلاح الزراعي. 

زيادة الصادرات الزراعية

واسهم  التوسع في الرقعة الزراعية في زيادة الإنتاج الزراعي وتوفير المتطلبات المتزايدة من الغذاء نتيجة الزيادة السكانية ، وتحسين نسب الاكتفاء الذاتي من بعض المحاصيل الإستراتيجية، وتوفير فائض من محاصيل الفاكهة والخضر والنباتات الطبية والعطرية للتصدير مما يدعم زيادة القدرة التنافسية للإنتاج الزراعي المصري وقد نجحت الوزارة في الثلاث شهور الماضية في افتتاح أسواق جديدة، مثل السوق الصيني أمام الرومان المصري وأخيرا سوق كوستاريكا أمام البصل الطازج، علماً بأنه يتم تصديـر أكثر مـن 405 منتج زراعي إلى أكثر من 160 دولة ، مما ترتب عليه حدوث تقدم كبير في مجال الصادرات الزراعية. 

وفي هذا الشأن، قال الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن الهدف الأهم لزيادة الرقعة الزراعية هو تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية الرئيسية والتي تمثل ركن أساسي في تحقيق الأمن الغذائي المصر، بالإضافة إلى تحقيق فائض للتصدير للخارج.

وأكد كمالي أن المشروعات الزراعية نجحت في تحقيق طفرة كبيرة في الصادرات الزراعية والغذائية المصرية، الأمر الذي يدعم بشكل رئيسي النمو الاقتصادي لمصر. 

وتابع خبير الاقتصاد الزراعي: "الزراعة نشاط اقتصادي رئيسي للاقتصاد القومي وتساهم بـ15% من الناتج المحلي الإجمالي، و25% من قوة العمل، و20% من الصادرات، وقد كانت الصادرات الزراعية هذا العام قصة نجاح، إذ تجاوزت حاجز 7 ملايين طن بقيمة صادرات 4 مليارات دولار.

توفير فرص عمل بالمشروعات الزراعية 

ولعل توفير فرص عمل يعد أبرز أهداف المشروعات القومية والزراعية الكبرى، حيث أكد "كمال" أن مشروعات توشكى ومستقبل مصر والدلتا الجديدة نجحت في توفير فرص عمل بشكل كبير الأمر الذي يسهم في الحد من البطالة، حيث وفرت تلك المشروعات مئات الآلاف من فرص العمل".

من جهته، قال الدكتور أحمد أبو اليزيد، أستاذ الاقتصاد الزراعى، إن السبب الحقيقي لنجاح المشروعات الزراعية المصرية هو وجود رغبة من القيادة السياسية للنهوض بالقطاع الزراعي عبر تبني استراتيجية واضحة للتوسع ف الرقعة الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي لمصر. 

وأضاف " أبواليزيد " في تصريحات تليفزيونية، أن إقامة مشروعات مثل الدلتا الجديدة ومستقبل مصر إلى جانب إحياء مشروع توشكى نجحت في زيادة كبيرة في المساحات المنزرعة منحتنا فائض من الخضروات والفاكهة يتم تصديره، كما أن الحكومة تنتهج كل ما له علاقة بأساليب تحديث العمليات الزراعية، فى المقاومة والتسميد والرى.

مقالات مشابهة

  • تايمز: عندما يتعلق الأمر بالقيم البريطانية الأمر جد معقد
  • لاعبو كرة القدم: تعبنا من كثرة المباريات.. وبطولة الفيفا الجديدة هي القشة التي قصمت ظهر البعير
  • ما ملامح الإستراتيجية التركية في سوريا؟
  • التكوين الجيولوجي لجزر البحر الأحمر | ثروة طبيعية واستراتيجية فريدة
  • الحكومة الباكستانية تتعهد باستئصال الإرهاب من البلاد
  • "الجارديان": انتصار روسيا في حرب أوكرانيا يفتح الباب لسباق تسلح نووي بين موسكو والغرب
  • من هي أبرز الشخصيات التي تدير المشهد في سوريا الجديدة؟.. وزراء ومحافظون
  • «جغرافية سفر التكوين» في دورة تدريبية بدير «المحرق»
  • المشروعات الزراعية الكبرى.. طفرة في توسيع الرقعة المنزرعة.. وخبراء: تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الإستراتيجية يوفر الأمن الغذائي
  • هجوم لطالبان الباكستانية يسفر عن مقتل 16 جنديا