قانونيون: تفشي الرشوة عقبة أمام التنمية
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
أكد عدد من الأكاديميين والقانونيين أن للرشوة نتائج وخيمة على الأفراد والمجتمع، موضحين أن تفشيها يشكل عقبة أمام التنمية وتعطيل للمصالح العامة، كما تؤدي إلى تدمير القيم والأخلاق، وتنمي الجشع والاستغلال، داعين إلى ضرورة محاربتها واستئصالها بتشديد الرقابة وتغليظ العقوبة، ونشر الوعي لدى أفراد المجتمع بمخاطرها.
قال الأستاذ الدكتور سعيد بن راشد الصوافي أستاذ علوم القرآن والتفسير بجامعة السلطان قابوس: هناك العديد من الأسباب المختلفة التي تدفع إلى استخدام أسلوب الرشوة، بعضها أسباب رئيسية، وأسباب فرعية، وتتمثل أهم الأسباب الرئيسية ضعف الوازع الديني، والتربية، وعدم الأمانة والنزاهة في تحمل المسؤولية من جهة الراشي والمرتشي، إلى جانب ضعف الرقابة على أعمال الموظف، أما الأسباب الفرعية فهي كثيرة، أهمها بطء إنجاز المعاملات، وعدم المساواة، وتنمي الجشع مع بعض الموظفين في الحصول على المال، فهذه الأشياء إن لم يحالفها الإيمان والخُلق من جهة وعدم الرقابة والمتابعة من جهة أخرى تصبح عادة متفشية في المجتمع.
استقرار المجتمع
وحول العلاقة بين المحسوبية والرشوة وضح بقوله: كلها تصب في قالب واحد، وهي من الأمور السيئة التي يجب محاربتها واستئصالها من المجتمع، للمحافظة على نظافته وأمنه واستقراره، مشيرًا إلى أن لانتشار الرشوة آثارا خطيرة على المجتمع، فهي تدمر القيم والأخلاق وتنمي الجشع والاستغلال، كما أن فيها ضياعا لحقوق الآخرين، مما ينتج عنه الكراهية بين أفراد المجتمع التي قد تصل إلى حد العدوانية، بالإضافة إلى أن الموظف الذي يقبل الرشوة قد لا ينجز عمله إلا بها مما ينتج عنه تعطيل العمل ومصالح الناس.
وأضاف: يمكن تغيير فكر بعض الأفراد الذين يعتبرون أن الرشوة حل سهل وسريع لقضاء أمور إدارية بطريقتين تتمثل في نشر الوعي لدى أفراد المجتمع ببيان خطورة انتشارها وتفشيها، إلى جانب تشديد الرقابة من الجهة المسؤولة وتنفيذ العقوبة الرادعة لمن تسول له نفسه من الموظفين في استغلال منصبه وخيانة الأمانة الملقاة على عاتقه.
تدمير الموارد
من جانبه، قال الدكتور محمد سعيد المجاهد من قسم العلوم الإسلامية بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس: إن للرشوة آثارًا خطيرةً على الفرد والمجتمع والدولة، وأخطرها يتمثل في تدمير الموارد المالية للدولة، وكثيرًا ما يقوم أحد الناس بتقديم الرشوة للحصول على ترخيص لعمل مشروع ما، وغالبًا لا يكون لهذا المشروع نفع حقيقي للمجتمع، وإنما هو فقط يجلب الربح الوفير لأصحابه، وإن الحصول على ترخيص لمثل هذه المشروعات التي لا فائدة منها للمجتمع يعني إهدار لموارد الدولة التي تتمثل في توصيل المرافق والخدمات الأساسية لأفراد المجتمع.
وقال: تؤدي مثل هذه التصرفات إلى تدمير حياة أفراد المجتمع، عندما تتعلق بإنتاج دواء أو غذاء، فيتجه الأثر مباشرة إلى تدمير صحة أفراد المجتمع، وقد يتعدى هذا الأثر إلى موت بعضهم، ويظهر الأثر المدمر في المباني الكبيرة برشوة مهندس مشرف ونحو ذلك، فتسقط على من فيها نتيجة مخالفتها لقواعد البناء السليم، وكم من منتجات مستوردة وهي فاسدة دخلت إلى الأسواق نتيجة الرشوة، فكانت وبالًا على حياة جميع أفراد المجتمع.
إضافة إلى أنها تسهم في تدمير الأخلاق، وتفشي الإهمال واللامبالاة، مما يشكل عقبة أمام التنمية، وما تتطلبه من جهد بشري مكثف وأمين.
الجزاء العماني
وقالت منى المصلحية متخصصة في القانون: إن عقوبة المرتشي في قانون الجزاء العماني تتمثل في المادة (٢٠٧)" يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن (٣) ثلاث سنوات، ولا تزيد على (٥) خمس سنوات، وبغرامة تساوي على الأقل ما أعطي له أو وعد به، وبعزله عن الوظيفة، والحرمان من تولي الوظائف العامة بصورة مطلقة، وكل موظف عام طلب أو قبل لنفسه أو لغيره أي مقابل كان أو أخذ وعدا بذلك من أجل القيام بعمل من أعمال وظيفته أو بواجب من واجباتها، أو الامتناع عن القيام بعمل واجب عليه الامتناع عنه، ويسري حكم هذه المادة، ولو كان العمل المنصوص عليه في الفقرة السابقة لا يدخل في أعمال وظيفة الجاني.
كما أشارت المادة (٢٠٨)" يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن (٣) سنوات، ولا تزيد على (١٠) سنوات، وبغرامة تساوي على الأقل ما أعطي له أو وعد به، وبعزله عن الوظيفة، والحرمان من تولي الوظائف العامة بصورة مطلقة، كل موظف عام طلب أو قبل لنفسه أو لغيره أي مقابل كان أو أخذ وعدا بذلك ليقوم بعمل مناف لواجبات الوظيفة أو للامتناع عن عمل كان واجبا عليه القيام به بحكم الوظيفة.
وفي المادة (٢٠٩) "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن سنة، ولا تزيد على (٣) سنوات، وبغرامة تساوي على الأقل ما أعطي له، كل موظف عام قبل من شخص مالا أو منفعة بقصد المكافأة وبغير اتفاق سابق بعد أن أدى لذلك الشخص عملا من أعمال وظيفته أو امتنع عن أداء عمل من أعمالها أو أخل بواجب من واجباتها.
وأضافت المصلحية: وتنص عقوبة الراشي في قانون الجزاء العماني في المادة (٢١١) "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن سنة، ولا تزيد على (٣) سنوات كل من عرض رشوة على موظف عام ولم تقبل منه"، وفي المادة (٢١٢)" يعاقب الراشي والوسيط بالعقوبة المقررة للمرتشي، ومع ذلك يعفى الراشي أو الوسيط من العقوبة إذا بادر بإبلاغ السلطات المختصة بالجريمة أو اعترف بها قبل اكتشافها، ولو بعد تمامها، وإذا حصل الاعتراف بعد اكتشاف الجرم جاز اعتبار الاعتراف عذرا مخففا".
ولفتت المصلحية إلى أن هناك نتائج وخيمة لانتشار الرشوة أهمها أنها تقضي على مبدأ المساواة بين المواطنين، وتولد الحقد والكراهية في المجتمع بسبب تفاوت الفرص في الحصول على الحقوق، بالإضافة إلى أنها تسهم في إنشار الفساد الذي تحاول الدول القضاء عليه من خلال سن القوانين الداخلية أو الانضمام إلى الاتفاقيات الدولية لمكافحته، كما دعت إلى ضرورة توعية أفراد المجتمع كافة بالآثار الوخيمة للرشوة عن طريق التوعية في المساجد والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أفراد المجتمع ولا تزید على فی المادة موظف عام إلى أن
إقرأ أيضاً:
اليوم.. "التنمية" تحتفل باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة
مسقط- الرؤية
تحتفل وزارة التنمية الاجتماعية مساء اليوم الأحد بـ"اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة"، وذلك تحت رعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، وبحضور معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، وجمعٌ من المدعوين؛ وذلك في قاعة المناسبات الكبرى بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.
ويتضمن الاحتفال عرضًا مرئيًا إلهاميًا عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وتدشين "المبادرة التمكينية" للجنة شؤون الأشخاص ذوي الإعاقة بمحافظة الظاهرة والتي تهدف للارتقاء بالبرامج الموجهة لهم في كافة المحافظات وفقًا لاحتياجاتهم، وأيضًا تدشين مبادرة توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع السياحي، وتدشين "مسابقة الإبداع" للأشخاص ذوي الإعاقة، والتي تُعنى باكتشاف الموهوبين والموهوبات من الأشخاص ذوي الإعاقة، والجهات الداعمة لبرامجهم، ومراكز تأهيلهم، وكذلك الأفراد مّمن لهم إسهامات إبداعية في مجال تطوير خدمات وبرامج الأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي السياق ذاته، تُنظِّم وزارة التنمية الاجتماعية، اليوم الأحد، الحلقة النقاشية حول "التمكين الاقتصادي للأشخاص ذوي الإعاقة"، تحت شعار "معًا لمجتمع أكثر شمولًا في سوق العمل بسلطنة عُمان"، وبالشراكة مع وزارتي العمل، والإسكان والتخطيط العمراني، وجامعة السلطان قابوس، والبنك المركزي العُماني، وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، واللجنة العُمانية لحقوق الإنسان، والشركة العُمانية القطرية للاتصالات "أوريدو". ويرعى افتتاح الحلقة سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الروّاس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، وحضور عدد من ممثلي مؤسسات القطاع الحكومي، والقطاع الخاص، والقطاع الأكاديمي، ومؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب حضور عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتهدف الحلقة إلى تعزيز الوعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتسليط الضوء على جهود الجهات الحكومية والأهلية والخاصة لتمكينهم، ومشاركة قصص النجاح لهذه الفئة، وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الخاصة لدعم مبادرات تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب الخروج بتوصيات عملية تسهم في تحسين حياتهم وضمان مشاركتهم الكاملة في المجتمع.
وتبدأ الحلقة بكلمة وزارة التنمية الاجتماعية، يعقبها عرضين مرئيين حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ثم تتوالى جلستا العمل النقاشية، وتقدم خلالهما 8 أوراق عمل.