البلاد : متابعات

استقبلت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، في أول نسخة لمبادرة المملكة العربية السعودية “منتدى الألكسو للأعمال والشراكات” الذي ينعقد اليوم وغداً في تونس أكثر من 7,686 مليون دولار، ويشكل هذا الرقم مجموع قيمة الشراكات التي وقعتها المنظمة مع 31 جهة من 17 دول عربية تمثل 77% من عدد الدول الأعضاء في المنظمة، فيما بلغ عدد مشاريع هذه الشراكات 40 مشروعاً، في مشهد يعكس نجاح المنتدى في السعي لتحقيق أهدافه التنموية.

وشهد منتدى الألكسو للأعمال والشراكات، الذي يعقد لأول مرة في تاريخ منظمة الألكسو منذ تأسيسها قبل 54 عاماً، ويعد الأول من نوعه في عمل المنظمات الإقليمية والدولية المماثلة، تسجيل أرقام غير مسبوقة، حيث بلغت قيمة الشراكات الموقعة 59 ضعف ميزانية المنتدى، فيما تخطت عوائد الشراكات الموقعة 5984% من موازنة المنتدى، في حين أن مجموع قيمة الشراكات الموقعة وهو 7,686 مليون دولار يمثل 84% من ميزانية المنظمة السنوية، حيث يشكل المنتدى نموذج عمل نوعي، ويرتكز على عقد الشراكات وفق مشاريع محددة بأطر زمنية وأهداف واضحة ومخرجات قابلة للتنفيذ والقياس، وهو ما شكل عاملاً بارزاً في جذب الشراكات.

وفي الوقت الذي بلغت فيه عدد المشاريع الموقعة في المنتدى 40 مشروعاً، استحوذت الجهات السعودية على النسبة الأكبر منها بواقع 36%، فيما كان نصيب المغرب 9%، وتونس 7% واليمن 7%، والأردن 4%، وفلسطين 4% والكويت 4%، وجيبوتي 2%، والسودان 2%، وسورية 2%، والصومال 2%، والعراق 2%، وقطر 2%، ولبنان 2%، وليبيا 2%، ومصر 2%، وموريتانيا 2%.

أمام ذلك، أكد رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” ورئيس اللجنة العليا لمنتدى الألكسو للأعمال والشراكات الأستاذ هاني بن مقبل المقبل، أن عدد الشراكات التي وقعتها المنظمة اليوم تعكس النجاح القوي الذي حققه المنتدى، مشيراً إلى أن أرقام هذه الشراكات سواء في عدد الدول أو المجالات، فضلاً عن جودة المشاريع ومحتواها الثري بالبرامج النوعية التي ستعظم الفائدة بين دول عدة في المنطقة العربية على مستوى المؤسسات والأفراد، ستمكن المنظمة والشركاء على حد سواء الدخول في مساحات عمل جديدة تلبي التحديات الحالية وتطلعات الدول العربية.

ورفع المقبل الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة – حفظها الله – على الاهتمام والدعم غير المحدود لتمكين الدور السعودي في “الألكسو”، معرباً عن امتنانه لسمو وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة الذي وفر الدعم والتمكين لإبراز دور المملكة في مختلف مجالات عمل المنظمة وهو ما جعل الكثير من الأفكار والمبادرات ترى النور، ومنها “منتدى الألكسو للأعمال والشراكات”، الذي يأتي بمبادرة من المملكة، وافق عليها المجلس التنفيذي للمنظمة، وتحولت إلى مشروع عربي مشترك، ويشكل امتداداً لمخرجات اجتماع المجلس التنفيذي في العلا المنعقد في شهر يناير من العام 2022م.

وقدم المقبل شكره وتقديره للدول العربية كافة على دعمها وتأييدها ومباركتها لمبادرة المملكة العربية السعودية، مثمناً دور أعضاء اللجنة العليا للمنتدى من 9 دول عربية خلال فترة التحضير للمنتدى طيلة 7 أشهر، بجانب الإدارة العامة للمنظمة.

من جهته قال مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” الدكتور محمد ولد أعمر أن منتدى الشراكات يمثل علامة فارقة في تاريخ العمل العربي المشترك فعليه يعقد رهان التأسيس لرؤية مستقبلية تخدم قضايا التربية والثقافة والتعليم في وطننا العربي وتحقق أهداف التنمية المستدامة، وتقود قاطرة التنمية والشراكة الدائمة.

وقدم ولد أعمر شكره وتقدير إلى المملكة العربية السعودية ممثلة بقيادتها الحكيمة على المبادرة الطيبة في إطلاق هذا المنتدى فكرةً وهدفاً لتعميق العمل العربي المشترك، مضيفاً: “والشّكر أيضا  لسمو الأمير بدر بن فرحان آل سعود وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم لدعمه لمبادرة إقامة هذا المنتدى،  وكذلك سعادة الأستاذ هاني بن مقبل المقبل، رئيس اللجنة العليا للمنتدى وأعضائها  الأكارم السادة أصحاب السعادة رؤساء اللجان الوطنية المشاركة.

وتوزعت مجالات الشراكات الموقعة بين منظمة الألكسو والدول العربية على جميع مجالات عمل المنظمة في التربية والثقافة والعلوم والاتصال، لتقدم مشاريع نوعية بين الدول العربية في تطوير ودعم المكتبات في الدول الأكثر حاجة، وإقامة ملتقيات ثقافية، ومعارض افتراضية، وبرامج تدريب وبرامج إعداد المدربين، وبرنامج لتمكين الشباب، وندوات تراثية، ومشاريع أخرى متخصصة في البرمجة وتقنية المعلومات، وتعزيز المهارات الرقمية والتكنولوجية وتعريب للمصطلحات، وبرامج قياس علمية، ودعم مجالات الذكاء الاصطناعي في التعليم؛ وتعزيز المهارات الرقمية لدى الطفل العربي؛ توحيد جهود التحول الرقمي في الجامعات العربية عبر تطوير إطار عمل قابل للتطبيق في مختلف السياقات الجامعية، وتنمية الثقافة التكنولوجية لدى الشباب العربي.

واستعرض المنتدى محطات رحلة المنتدى منذ أن كان فكرة مكتوبة قبل 7 أشهر حتى أصبح واقعاً، وجميع المراحل التي مر بها، بعد إقراراه من المجلس التنفيذي برئاسة المملكة العربية السعودية وتأييد ومباركة الدول في يونيو 2023م، ومن ثم بدء عمل اللجنة العليا التي عقدت نحو 14 اجتماعاً حتى قبل المنتدى بأيام، وذلك لتحقيق أعلى مستويات النجاح في تقديم هذا النموذج العربي الفريد من نوعه والثري في محتواه، فيما تضمنت أعمال اليوم الأول جلسة للتعرف على مشاريع الشراكات الفنية الموقعة من قبل الشركاء، ومن ثم تكريم أعضاء اللجنة العليا للمنتدى.

يذكر أن الدول الـ17 التي وقعت شراكات خلال المنتدى هي: (السعودية، الكويت، المغرب، الأردن، تونس، الكويت، جيبوتي، سورية، الصومال، العراق، قطر، لبنان، ليبيا، مصر، موريتانيا، السودان، فلسطين واليمن)

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الألكسو المملکة العربیة السعودیة للتربیة والثقافة والعلوم المجلس التنفیذی اللجنة العلیا رئیس اللجنة

إقرأ أيضاً:

أمين اللجنة العليا للدعوة: الأزهر الحارس اليقظ للدّين والثقافة والمُؤتمَن على التراث الإسلامي

شارك الدكتور حسن يحيى، الأمين المساعد للجنة العليا للدعوة بالأزهر نيابة عن الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أ.د. محمد الجندي في فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لكلية (أصول الدِّين) بالمنصورة، حول جهود الأزهر الشريف جامعًا وجامعة في النهوض بالعلوم الإسلاميَّة والعربية والإنسانيَّة، وذلك في إطار جهود الأزهر الشريف العلمية برعاية فضية الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب – شيخ الأزهر، وفضيلة أ.د. محمد الضويني – وكيل الأزهر.

وقال د. حسن يحيى، إنَّ شخصيَّة الأمَّة الإسلاميَّة قد ظلَّت بسماتِها وعناصرِها وملامِحها تنتقل من جامعٍ في الكوفة لآخر في دمشق لآخر في الأندلس؛ حتى حطَّت رحالها في مصر المحروسة، ويَمَّمت وجهها نحو الجامع الأزهر؛ فارتبط اسم الأزهر في وعي الأمَّة الإسلاميَّة بكنوز ثرية من الدلالات والمعاني والمعطيات التي تتجاوز ملامحه المعماريَّة ذات الأثر التليد ومآذنه الشامخة، إلى معنًى عميقٍ في نفوس الأمَّة فاق الجمال المعماري، والموقع الجغرافي، وبنى شخصيَّة أُمَّة، ورسم ملامحَ مستقبلها، وحفظ الله به للأُمَّة دِينها؛ عقيدةً وشريعةً وأخلاقًا.

وأضاف يحيى أنَّ الجامع الأزهر هو الذي حمل هُويَّةً معنويَّةً وصورةً ذهنيَّةً انطبعت في قلوب المسلمين رغم تباعُد الديار، واختلاف اللغات، وتبايُن الأجناس، وتعدُّد الثقافات، مشيرًا إلى أنَّ منهج الأزهر الشريف معتدل لا يعرف الميوعة، وبه مرونة لا يتخللها تحلل، وأنَّ هذه الصورة الذهنيَّة التي رسخت في وعي الأمَّة قد رفعت الأزهر مكانًا عليًّا دون ادِّعاءٍ منه ولا استجداء؛ فصار المرجعيَّة التي تنتظر الأمَّة كلمتها في كلِّ أمر من أمور المسلمين، دون قداسه زائفة، أو ولاية مدَّعاة.

وأكَّد الأمين المساعد للجنة العليا للدعوة أنَّ قدرة الأزهر على التأثير في شخصيَّة الأًّمَّة الإسلاميَّة تنبثق من وراثته التاريخَ الفكريَّ للعالَم الإسلامي بأسْره، فتقرأ في صحنه وعلومه ونتاجه العلمي التنوُّع الذي لا يؤدي إلى فُرقة، والوَحدة التي لا تنقلب إلى شموليَّة متوحشة، والمعايير التي تضبط النتائج، والأصول التي تضمن سلامة الوصول، وأنَّ هذا الأفق الفكري الواسع الذي استوعب حركة التاريخ الإسلامي على كلِّ الأصعدة دراسةً وتحقيقًا وإنتاجًا لمزيد من المعطيات والدلالات التي تحتاجها الأمة الإسلاميَّة لمواصلة بنائها الحضاري والحفاظ على مكانتها بين الأمم؛ جعل الأمَّة الإسلاميَّة  تنظر إلى الأزهر على أنَّه الحارسُ اليقظ للدِّين والهُويَّة والثقافة من جهة، والحفيظ المؤتمن على تراثها العريق المتفرد بارتباطه بالوحي من جهة أخرى. 

وتابع: الأزهرُ رصيدٌ ملأ الأفاق فهمًا عميقًا لأصول الإسلام، مصحوبًا بقوة الحُجَّة، وسلامة الاستدلال، وبراعة الاستنباط، وجمال اللغة، وصحة تراكيبها، وهذا هو الذي بنى شخصية الأمَّة، ورسم ملامح مستقبلها، وحافظ على صبغتها الإسلاميَّة بعيدًا عن ظلاميَّة التنوير المزعوم، وشكلانيَّة المظهر المنافي لروحانيَّة الدين؛ ليتحقَّق فيها قول الله تعالى :{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}.

واختتم الدكتور حسن يحيى بأنَّ تحديات الواقع الذي نعيشه اليوم تفرض علينا مزيدًا من الجهود التي نخدم بها أمَّتنا الإسلاميَّة، خاصة في هذا التوقيت الذي تُهدَّد فيه الأمَّة بسلخ هُويَّتها، وتزييف وعيها، وتدنيس مقدَّساتها، واغتصاب أرضها، والعبث بثوابتها، والطعن في تراثها؛ الأمر الذي يقتضي أن تضاعف الجهود لمواجهة حملات التغريب، وتيَّارات الإلحاد، وهذيان الحداثة، وأن تكون أطروحاتنا العلمية منصبَّة على تحقيق الأمن الفكري بكل أنواعه: (الشرعي، واللغوي، والإنساني)، الذي تُصان به الأوطان، وتتحقَّق به الغايات.

طباعة شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية مجمع البحوث الإسلامية محمد الجندي

مقالات مشابهة

  • المركز الوطني للمنشآت العائلية ينظم منتدى الأعمال للشركات العائلية في أبوظبي
  • توقيع استثمارات استراتيجية في ختام منتدى "أدفانتج عُمان".. و"الطاولة المستديرة" تستكشف فرص الاستثمار في القطاعات الحيوية
  • منتدى أدفانتج عُمان يختتم فعالياته بتوقيع اتفاقيات استثمار في الطاقة النظيفة
  • صقر غباش يترأس وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية في منتدى «جنوب - جنوب» بالرباط
  • منتدى أدفانتج عُمان يستعرض الفرص الاستثمارية في التحولات الاقتصادية والابتكار
  • صقر غباش يترأس وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية في منتدى الحوار «جنوب - جنوب»
  • أمين اللجنة العليا للدعوة: الأزهر الحارس اليقظ للدّين والثقافة والمُؤتمَن على التراث الإسلامي
  • مشاركة ليبية في منتدى الطاقة الأمريكي الأفريقي في هيوستن.. أغسطس القادم
  • السيد شهاب يرعى افتتاح أعمال منتدى "أدفانتج عُمان"
  • الخارجية الروسية: الجانب الأمريكي يشارك بانتظام في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي بشكل غير رسمي