عاصم السادة: كليات الإعلام: مخرجات بلا عمل.. وأقسام على وشك الإعلاق
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
أربعة اعوام دراسية يقضيها الطلبة في كليات الإعلام ينهلون من حقولها ثمار المعرفة والعلوم التي تؤهلهم لأن يكونوا قادة للرأي وحملة لمشاعل التنوير الفكري والمعرفي لدى المجتمع، وهذا لن يتأتى ما لم يتم استيعاب هذا الكم الكبير من مخرجات الإعلام في سوق العمل كلاً في مجاله التخصصي بحيث يقدمون ما اكتسبوه من أدبيات نظرية على الواقع العملي، وبالتالي لا معنى لتكديس العلم في ماهيتنا دون الاستفادة منه في حياتنا واستثماره وتحويله إلى طاقات منتجه تصب في الصالح العام.
ما نشهده من أفواج للطلبة الخريجين من أقسام الإعلام في الجامعات اليمنية أمر يستدعي للفخر كونهم رواد المستقبل ومرآة المجتمع في تناول قضاياه وهمومه ومشكلاته وبحث الطرق الناجعة في معالجتها والكشف عن الحقيقة التي تظل غائبة عن أذهان السواد الأعظم من الناس، وهذا الدور لن يستطيع القيام به سوى الإعلاميين الذين يحملون على عواتقهم القيم الإنسانية والشجاعة الأدبية والضمير الحي لتقويم الاعوج أينما وجد باعتبارهم السلطة الرابعة، بيد أن في واقعنا اليمني نلاحظ عدم الاهتمام بهذه المخرجات الإعلامية غير الهينة في الأخذ بيدها من خلال صقل مهاراتها وتدريبها وتطوير قدراتها على الأسس المهنية، وتوفير الفرص المناسبة واتاحة المجال لهؤلاء وتمكينهم من العمل في تقديم ما لديهم من ابداعات كامنة في ذواتهم، وبالتالي إن وجدت تلك المحفزات للإعلاميين لاسيما في بلادنا تبقى للأسف محصورة في نطاق محدود وخاضعة في نطاق الانتماءات المتعددة وهذا أمر مؤسف قد يضع الصحفيين أو الإعلاميين بين خيارين إما الحياد أو الانحياز، وبلا شك أن هذا يؤثر على استقلاليتهم وأدائهم المهني لاسيما إذا كان خيارهم الثاني.
وهنا لا بد أن تضع الدولة ومؤسساتها خطط استراتيجية لاستيعاب هذه المخرجات الإعلامية في وضع برامج علمية وعملية تحدد احتياجات ومتطلبات سوق العمل وذلك من خلال التنسيق مع الجامعات والقطاعين الحكومي والخاص وكذا المنظمات المحلية والإقليمية والدولية المعنية بالإعلام في احتواء تلك المخرجات بدلا من تركها تتسرب نحو أعمال غير تخصصاتها وتخلق حالة من الشعور بالندم لدخولها هذا المجال، ما قد يؤثر بل ويهدد وجود أقسام الإعلام في الجامعات اليمنية برمتها ويؤدي في ناهية المطاف إلى إغلاقها، لأنها لم تعد ذا قيمة لافتقادها البيئة المستقطبة للمخرجات ألا وهو سوق العمل، نتيجة العزوف عنها، لذا يجب التنبه لهذا الأمر قبل فوات الأوان.
صحيح أن اليمن يمر بظروف استثنائية من حرب فرضت عليه سببت إلى انحسار واقع الإعلام بشكل كبير، وأفقدت هذا الحقل المهم حضوره متعدد الاتجاهات، لكن لا يعفي ذلك من الحفاظ على مكانة الإعلام بكل تخصصاته، وهذه مسؤولية الجميع ابتداءً من الجامعة ومروراً بالدولة وانتهاءً بالمؤسسات الصحفية والإعلامية الحكومية والخاصة، في تكريس جل اهتمامها بالإعلام ومخرجاتها وتهيئة ظروف العمل المناسبة لها بحيث تؤدي دورها كما يجب.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الإعلام فی
إقرأ أيضاً:
مكاوي: مواكبة التطورات الدولية ضرورة لحل مشكلات الصحافة في مصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الكاتب الصحفي الدكتور حسن عماد مكاوي أن لقب "صحفي" ينطبق على كل من يعمل في أي مجال صحفي سواء كان مقروءًا أو مطبوعًا أو مرئيًا، مشيرًا إلى أهمية تطوير مناهج الإعلام لتتماشى مع متغيرات سوق العمل الصحفي.
جاء ذلك خلال كلمته في جلسة "مناهج كليات الإعلام وتطورات سوق العمل الصحفي"، المنعقدة اليوم بنقابة الصحفيين، حيث شدد مكاوي على ضرورة تطبيق نظام الساعات المعتمدة بأسلوب مصري يتماشى مع احتياجات السوق المحلي.
وأضاف مكاوي أن كليات ومعاهد وأقسام الإعلام يجب أن تنطلق برؤية واضحة ترتكز على توظيف تقنيات التعليم النشط والمزج بين الخبرات الأكاديمية والخبرات التطبيقية، مع توفير أدوات التدريب والتدريس الحديثة.
وتابع: "لا بد من مواكبة التطورات التي تشهدها الجامعات الدولية والعمل على تقديم حلول عملية للمشكلات التي تواجه الصحافة في مصر، بما يضمن تعزيز دور الإعلام في خدمة المجتمع ومواكبة العصر".
اختتم مكاوي كلمته بتأكيد أهمية تطوير المناهج الإعلامية لتعكس احتياجات السوق المحلي والدولي، مما يسهم في تأهيل أجيال جديدة قادرة على مواجهة تحديات المهنة والابتكار في مجال الإعلام.
وانطلقت السبت الماضي فعاليات المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين بحضور ومشاركة واسعة من المتخصصين والجمعية العمومية.
وعقدت على مدار اليومين العديد من جلسات وورش العمل للحديث حول مستقبل الصخافة الورقية والرقمية، وآليات تطوير وإدارة المؤسسات واقتصاديات الصحف.
وفي وقت سابق أعلنت نقابة الصحفيين المصريين بالتنسيق مع الأمانة العامة للمؤتمر السادس للصحافة المصرية برنامج المؤتمر، الذي ينعقد خلال الفترة من 14 إلى 16 ديسمبر الحالي، ويشارك فيه نخبة واسعة من المتحدثين المصريين والعرب، وممثلو الاتحاد الدولي للصحفيين.
ويتضمن برنامج المؤتمر جلسات لأبرز القضايا والموضوعات الملحة، التي تهم الصحفيين المصريين، وأوضاع الصحافة المصرية، بالإضافة لإعلان نتائج الاستبيان الخاص بالمؤتمر، الذي شارك فيه أكثر من 1500 صحفي.
ودعت الأمانة العامة للمؤتمر جموع الصحفيين المصريين للمشاركة في المؤتمر، ومناقشة كل القضايا المتعلقة بمهنة الصحافة، وأوضاعها وتحدياتها للوصول لتوصيات معبرة عن الصحافة المصرية وأوضاع الصحفيين.