عربي21:
2025-04-24@10:41:37 GMT

التصعيد في البحر الأحمر وانعكاساته على مستقبل اليمن

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

شيئا فشيئا يتحول نشاط جماعة الحوثي في جنوب البحر الأحمر إلى جزء ملتحم بمعركة إيران لتكريس نفوذها في المنطقة، رغم الأساس الأخلاقي لنشاط الجماعة الذي تركَّز حول منع سفن تابعة للكيان الصهيوني أو لشركة صهيونية أو لأحد الأشخاص المنتمين لهذا الكيان، ثم تطور الأمر ليطال السفن التي تحمل سلعا مستوردة من قبل هذا الكيان وتكون وجهتها موانئ فلسطين المحتلة.



ثمة كلفة جيوسياسية عالية سيدفعها اليمن الذي باسمه تُدير إيران جهدها العسكري في البحر الأحمر عبر جماعة جماعة الحوثي، مستغلة التغييب الخطير للسلطة الوطنية التي يفترض أن تمثل إرادة الشعب اليمني وتتصرف وفقا لهذه الإرادة، في خضم أزمةٍ وحربٍ هيمنتْ عليها الأطرافُ الإقليميةُ المتدخلةُ هيمنة كاملة وخططت من خلالها لإضعاف وتحييد دور الدولة اليمنية ونفوذها في البحر الأحمر وباب المندب.

إن ما يجري اليوم في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن من شأنه أن يحول جهد الحوثيين العسكري الذي يكتنفه الغموض في هذه المنطقة إلى غطاء لتكريس المشروع السياسي ذي الصبعة الطائفية المدمرة لصيغة التعايش الوطني، ولحلم اليمنيين في استعادة الدولة الديمقراطية التي رسموا ملامحها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تم تقويض نتائجه بالتمرد المسلح لهذه الجماعة؛ الذي كان محل ترحيب كبير من جانب الولايات المتحدة الأمريكية التي فوضت الحوثيين بمحاربة الإرهاب ولو على أنقاض الدولة اليمنية.

يجري اليوم في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن من شأنه أن يحول جهد الحوثيين العسكري الذي يكتنفه الغموض في هذه المنطقة إلى غطاء لتكريس المشروع السياسي ذي الصبعة الطائفية المدمرة لصيغة التعايش الوطني، ولحلم اليمنيين في استعادة الدولة الديمقراطية التي رسموا ملامحها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تم تقويض نتائجه بالتمرد المسلح لهذه الجماعة؛ الذي كان محل ترحيب كبير من جانب الولايات المتحدة الأمريكية
لذا لم يكن مستغربا أن يقوم الحوثيون بأول أنشطتهم العسكرية المزعزعة للدولة اليمنية في أعقاب انقلابهم على عملية تغيير ناجحة للشعب اليمني دشن بفضلها عهدا ديمقراطيا مفعما بالأمل، حينها صدَّر الحوثيون شعارات باركها الغرب بشكل واضح، ودارت حول مواجهة الإرهاب المزعوم، وتحت الغطاء الجوي الذي وفرته الولايات المتحدة بطيران الدرونز هاجموا محافظة البيضاء في وسط البلاد، ثم بدأوا إثر ذلك بالزحف نحو الجنوب بذات الذريعة وهي مكافحة الإرهاب.

توسل الغرب تلك الذريعة ليقدموا إسنادهم الكبير لجماعة الحوثي، ما أدى إلى تقويض مكاسب ربيع اليمن وتعظيم الحصة الجيوسياسية للجماعة ذات النفوذ المحدود، ما منحها فرصة كبيرة للوصول إلى أهدافها في تقويض ربيع اليمن وشق طريق "ثوري" منفصل؛ مستلهمة النموذج الإيراني ومستفيدة من الدعم الهائل الذي قدمته طهران تحت أنظار البيت الأبيض الذي كان يحكمه آنذاك الديمقراطيون بقيادة باراك أوباما.

اليوم نحن تقريبا أمام سيناريو يكاد يتكرر، فالهجمات الحوثية على سفن في البحر الأحمر لا يتبدَّى منها شيئٌ يمكن معاينته عبر مشاهد مرئية كتلك التي يجترحها المقاتلون في قطاع غزة بشجاعة نادرة في تاريخ الحروب التي شهدها ويشهدها عالمنا، كما لا يبدو أن العدوان الصهيوني الإجرامي على قطاع غزة قد تأثر أو أنه سيرتهن بأي قدر كان إلى الضغط الذي يمارسه الحوثيون في البحر الأحمر، خصوصا بعد أن وضعت واشنطن ولندن ثقلهما العسكري لمواجهة هذا الضغط، والذي لا يكاد يتوقف على التعامل العسكري الخشن بل تطور إلى ممارسة حزمة من الإجراءات العقابية ضد جماعة الحوثي شملت إعادة إدراجها في قائمة الإرهاب الأمريكيية وإضافة 4 من القادة العسكريين البارزين للجماعة إلى قائمة العقوبات الأمريكية والبريطانية.

إن أكثر ما يستفز اليمنيين اليوم أن بلدهم أصبح ساحة مستباحة لنفوذ الدول الأجنبية من أمريكا إلى إيران مرورا ببريطانيا والسعودية والإمارات، وما يحدث اليوم يؤشر إلى المخاطر الناجمة عن غياب الدولة اليمنية الذي تتحمل تلك الدول المسؤولية المباشرة عنه، فقد تآمرت على اليمن بمستويات متفاوتة، وهندست المشهد اليمني ليبدو عبثيا بالقدر الذي نراه اليوم والذي سمح للحوثيين بالتحكم بمقدرات دولة والتصرف كتنظيم ما دون الدولة.

أكثر ما يستفز اليمنيين اليوم أن بلدهم أصبح ساحة مستباحة لنفوذ الدول الأجنبية من أمريكا إلى إيران مرورا ببريطانيا والسعودية والإمارات، وما يحدث اليوم يؤشر إلى المخاطر الناجمة عن غياب الدولة اليمنية الذي تتحمل تلك الدول المسؤولية المباشرة عنه، فقد تآمرت على اليمن بمستويات متفاوتة، وهندست المشهد اليمني ليبدو عبثيا بالقدر الذي نراه اليوم
حينما شعرت الصين، وهي مصنع العالم دون مبالغة، بأن ثمة خطرا يهدد تجارتها التي تمر عبر البحر الأحمر نتيجة نشاط الحوثيين ذهبت إلى طهران، وقيل إن الموفدين الصينيين حملوا رسائل تتسم بالحسم بشأن التأثيرات السلبية المحتملة لهذه الهجمات على العلاقات بين بكين وطهران. للصين مبررها القوي، فالبحر الأحمر وموانئه أيضا جزء من مشروع "الطريق والحزام" الصيني، وحضور أمريكا في هذا الممرر بذريعة منع الهجمات الحوثية على السفن التجارية، قد يمنح واشنطن فرصة كبيرة لزيادة سطوتها في هذه المنطقة الحيوية من العالم، خصوصا أنها تتصرف وفقا للقرار رقم (2722) الصادر في العاشر من كانون الثاني/ يناير عن مجلس الأمن الذي قد يرسي قواعد جديدة في القانون الدولي فيما يتعلق بتأثير الدول على أمن البحار الإقليمية، على حساب أدوار الدول المطلة عليه.

فقد أثنى قرار مجلس الأمن على "الجهود التي تبذلها الدول الأعضاء -في إطار المنظمة البحرية الدولية- لتعزيز سلامة السفن التجارية وسفن النقل من جميع الدول ومروها بأمان عبر البحر الأحمر" و" شجع على مواصلة الدول الأعضاء بناء وتعزيز قدراتها، ودعمها لبناء قدرات الدول الساحلية ودول الموانئ في البحر الأحمر وباب المندب بهدف تعزيز الأمن البحري".

سيبقى اليمن بالتأكيد خارج هذه الترتيبات بسبب غياب سلطة وطنية قوية وذات سيادة، واستمرار الصراع دون حل ودونما أفق واضح يفضي إلى سلام مبنى على وفاق وطني؛ لا يبدو أن الحوثيين جاهزون للذهاب إليه في ظل تنامي نفوذهم المعنوي على وقع مواجهة استعراضية نادرة بين جماعة مسلحة وإمبراطوريتين؛ إحداهما سابقة والأخرى تمثل القوى الأعظم في العالم. ويا للمفارقة، فجماعة الحوثي مدينة لوجودها في الجزء المثمر من اليمن إلى الضغوطات الأنانية والخبيثة التي مارستها هاتان الإمبراطوريتان لتكريس الانقسام الطائفي، ومنح إيران فرصة نادرة لممارسة النفوذ المادي والمعنوي في مركز ثقل حضاري عربي تاريخي آخر في منطقتنا هو اليمن.

twitter.com/yaseentamimi68

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إيران اليمن الحوثيين إيران اليمن الحوثيين البحر الاحمر مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی البحر الأحمر الدولة الیمنیة جماعة الحوثی

إقرأ أيضاً:

وزيرا الإعلام والصحة يناقشان أوجه التعاون الإعلامي والصحي في ظل التصعيد الأمريكي على اليمن

الثورة نت/..
ناقش اجتماع بصنعاء اليوم، ضم وزيري الإعلام هاشم شرف الدين والصحة والبيئة الدكتور علي شيبان، أوجه التعاون الإعلامي، الصحي في ظل تصعيد العدوان الأمريكي على اليمن.

وتطرق الاجتماع، إلى إجراءات التنسيق بين غرفتي العمليات المركزية التابعتين لوزارتي الإعلام والصحة، فيما يتعلق بتغطية جرائم العدوان الأمريكي واستهدافه للمدنيين والأحياء السكنية والأعيان المدنية والمنشآت الخدمية.

وفي الاجتماع، أكد وزير الإعلام، الحرص على تعزيز التنسيق مع وزارة الصحة في التعاطي والتغطية الإعلامية لأي أحداث تتصل بجرائم العدوان الأمريكي، وفقًا للسياسة الإعلامية المنطلقة من توجيهات القيادة الثورية والسياسية.

وأشار إلى ضرورة اضطلاع وسائل الإعلام الوطنية بمسؤوليتها في فضح جرائم الحرب الأمريكية في اليمن، وكشفها للرأي العام العالمي.

واستعرض الوزير شرف الدين، مهام وسائل الإعلام في تغطية مجازر العدو الأمريكي، وإبراز مظلومية الشعب اليمني الذي يتعرض لعدوان سافر.

وأوضح أن دور وسائل الإعلام، بشأن جرائم العدوان الأمريكي، لا يقتصر على تغطيتها فحسب، وإنما يشمل توثيقها وإبراز ثبات الشعب اليمني، وفضح الصورة القبيحة للإدارة الأمريكية التي تأمر بقصف المدنيين والأحياء السكنية وتدمير الأعيان والمنشآت الحيوية.

وشدد وزير الإعلام على تعزيز التنسيق مع وزارة الصحة فيما يتعلق بالإعلان عن إحصائيات ضحايا جرائم العدوان الأمريكي، لتحري الدقة عند نشر المعلومات والتحلي بالمهنية والمصداقية في نقل الأرقام والإحصائيات.

ولفت إلى أن دور وسائل الإعلام، في تغطية الجرائم الأمريكية، يجب ألا يقتصر فقط على العمل الروتيني والقوالب الخبرية، وإنما يشمل التوثيق للجرائم وإعطائها الأولوية وإضفاء الأبعاد الإنسانية وإنتاج قصص خبرية عنها، مبينًا أن لكل جريمة نوعيتها وملابساتها ومكانها وتداعياتها وآثارها.

كما أكد الوزير شرف الدين، أهمية إطلاع الرأي العام المحلي والعالمي بوقائع الجرائم الأمريكية وضحاياها وآثارها المترتبة، من خلال عقد مؤتمرات صحفية أسبوعية أو دورية، لافتًا إلى أهمية توعية المواطنين بكيفية التصرف والتعامل أثناء حدوث القصف على المدنيين والأحياء السكنية والمنشآت المدنية.

بدوره أشاد وزير الصحة والبيئة، الدكتور شيبان، بدور وسائل الإعلام في تغطية كافة الأنشطة المتصلة بوزارة الصحة وقطاعاتها ومكاتبها، وإسهامها في نقل المأساة الإنسانية الناتجة عن العدوان الأمريكي واستهدافه للمدنيين وتدمير البنية التحتية للشعب اليمني.

وشدد على ضرورة تحري الدقة من قبل وسائل الإعلام في تغطية جرائم العدوان الأمريكي سواء أثناء النزول إلى أماكن الجريمة أو المستشفيات والمرافق الطبية التي يتم إسعاف الجرحى والمصابين إليها.

وأكد الوزير شيبان، أهمية تعزيز التعاون الإعلامي، الصحي في ظل تصعيد غارات العدوان الأمريكي واستهدافه للمناطق الآهلة بالسكان، لما من شأنه تفويت الفرصة على إعلام العدو وأبواقه المأجورة وعملائه ومرتزقته، ودحض الشائعات والأراجيف والأخبار المضللة، مؤكدًا اهتمام قيادة وزارة الصحة والبيئة بتزويد وسائل الإعلام بالأرقام والإحصائيات عن كل حدث طارئ، خاصة ما يتعلق بجرائم العدوان الأمريكي على البلاد.

وأبدى استعداد وزارة الصحة، عقد مؤتمرات صحفية وإحاطات إعلامية لاطلاع الرأي العام المحلي والدولي بالتفاصيل الكاملة عن جرائم أمريكا في اليمن، والتي تستهدف المدنيين والأحياء السكنية والأعيان المدنية.

حضر الاجتماع الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور أنيس الأصبحي، ومدراء مكتب وزير الإعلام محمد الصعفاني وقناة اليمن الوثائقية الفضائية شوقي أسعد والإعلام بالوزارة عبده الخولاني والعمليات المركزية بوزارة الصحة عبدالله البناء.

مقالات مشابهة

  • مستقبل وطن: تقرير صندوق النقد شهادة دولية بصلابة الاقتصاد المصري
  • صفقة البحر الأحمر.. السفير الأمريكي يفجّر مفاجأة بشأن التسوية الشاملة في اليمن
  • الكشف عن تفاصيل جديدة في حرب اليمن ..بعد تعهّد ترمب بإسقاط الذراع الإيرانية في اليمن وموقف الشرعية من التدخل البري
  • وزيرا الإعلام والصحة يناقشان أوجه التعاون الإعلامي والصحي في ظل التصعيد الأمريكي على اليمن
  • وزيرا الإعلام والصحة يناقشان أوجه التعاون في ظل التصعيد الأمريكي على اليمن
  • اجتماع يناقشان أوجه التعاون الإعلامي والصحي في ظل التصعيد الأمريكي على اليمن
  • اليوم.. مباحثات مصرية جيبوتية لتعزيز العلاقات ومناقشة أوضاع البحر الأحمر
  • ماذا وراء التصعيد في حضرموت شرقي اليمن؟.. احتقان ينذر بانفجار عسكري
  • اليمن وكسر الردع الأمريكي: البحر الأحمر نموذجًا لفشل الهيمنة
  • تقرير صيني : عمليات اليمن في البحر الأحمر “حرب استخباراتية مفاجئة”