استخدام الذكاء الاصطناعي لجذب الشباب إلى المتاحف
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
تلجأ المتاحف في العاصمة الفرنسية باريس إلى التجارب الغامرة والذكاء الاصطناعي بهدف استقطاب فئة الشباب، لكن من دون تخلّيها عن التجربة التقليدية للزوّار في الاطلاع على الأعمال الفنية.
في حديث صحفي، تقول كلويه سيغانو، وهي رئيسة قسم العروض الحيّة في "مركز بومبيدو" الذي يشكل متحفاً كبيراً للفن الحديث وجهة ثقافية رائدة في استخدام التقنيات الجديدة، إنها "لغة الأجيال الجديدة، مَن ولدوا في ظل العصر الرقمي ويعتبرون أنّ ثمة نقصاً ما في أي صالة لا تضمّ تكنولوجيا حديثة".
بينما يهتم عدد من المراكز الثقافية الخاصة، على غرار "لاتولييه دي لوميير"، بالتكنولوجيات الحديثة وتنكب على تطوير معارضها الرقمية العملاقة في مختلف أنحاء العالم، لا تُستخدم التقنيات الحديثة بشكل متواصل في المراكز الرسمية.
بدأ متحف اللوفر الشهير يستخدم التقنيات الحديثة بصورة محدودة في العام 2019، مع اعتماد تقنية للواقع الافتراضي جعلت ليوناردو دافينشي يتحدّث عن موناليزا وأعماله الأخرى. ومنذ أكتوبر الماضي، بات بإمكان زوار أكبر متحف في العالم اكتشاف بعض الأعمال المصرية القديمة باستخدام هواتفهم الذكية واستناداً إلى تقنية الواقع المعزز، ما أتاح إضافة معلومات بشكل مباشر إلى العمل الأصلي.
بفضل خوذة الواقع المعزز، تمكّن "مركز بومبيدو" في العام الفائت من توعية الرأي العام الفرنسي والعالمي على قصة الناشطة في الحقوق المدنية بالولايات المتحدة كلوديت كولفين، وهي أول أميركية من ذوي البشرة السوداء ترفض التخلي عن مقعدها في الحافلة لصالح شخص أبيض، قبل روزا باركس.
وتمت رواية قصتها من خلال صور مجسمة أُعيد فيها إحياء شخصيات من حياتها في ولاية ألاباما خلال خمسينات القرن العشرين.
وتقول ماريون كاريه، رئيسة ومؤسسة مشاركة في شركة "أسك مونا" الناشئة والرائدة في الذكاء الاصطناعي الخاص بالثقافة، إن العالم شهد محطة مفصلية يمكن تلخيصها بـ"ما قبل تشات جي بي تي وما بعده".
وتشير إلى أنّ الشركة طوّرت "أول دليل صوتي يجيب مباشرة على أسئلة الزائر"، وهو "متوفر حالياً في المتحف الوطني للفنون الجميلة في كيبيك (كندا)".
يقول فالانتان شميت، المدير العام لـ"أسك مونا"، التي توفر قطعاً مغناطيسية تتيح للشخص التواصل كتابياً أو شفهياً مع نحو 30 شخصية تاريخية من خلال مسح رمز استجابة سريعة عبر هاتفه الذكي، إنّ "التجربة الغامرة والتقنيات الجديدة لا تحل قط مكان المعاينة التقليدية للعمل الفنّي، لكنّها تعزز من تجربة المتاحف وتستقطب جمهوراً جديداً".
في متحف أورسيه، الذي ركّب عدداً كبيراً من الأجهزة خلال معرض مخصص لأيام الرسام فنسنت فان غوخ الأخيرة، يتم التركيز على هدف واحد هو "أن يكون تم التحقق علمياً من كل تجربة غامرة" وأن "يُحترم التوازن المالي للمتحف".
وسيجدّد المتحف التجربة في مارس الماضي من خلال تجربة انغماس مدّتها 45 دقيقة خلال افتتاح المعرض الانطباعي الأول، عبر استخدام خوذات الواقع الافتراضي.
في هولندا، يحذو متحف "هيلفرسوم" حذو المتاحف الأخرى لكن عن طريق تقنية التعرف على الوجه، مقدّماً لزواره تجربة مخصصة لكل واحد منهم.
فيمكن لكل شخص إنشاء ملفه الخاص. وتقول مديرة المتحف كارن دروست، في حديث صحفي، "يتم التقاط صورة للزائر مع توفيره عنوان بريده الإلكتروني وتاريخ ميلاده واهتماماته الخاصة، من أجل إتاحة زيارة مخصصة بالكامل له" عبر هاتفه الذكي. أخبار ذات صلة المستشار الألماني يؤكد الحاجة إلى فهم أوسع للذكاء الاصطناعي تسليط الضوء على شركات ناشئة قائمة على حلول الذكاء الاصطناعي المصدر: آ ف ب
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: متاحف الذكاء الاصطناعي الشباب الواقع المعزز الواقع الافتراضي تقنية الواقع الافتراضي
إقرأ أيضاً:
بيل غيتس يلقي محاضرة عن الذكاء الاصطناعي
التقى طلبة أكاديمية CNN أبوظبي، وعدد من الجامعات الإماراتية بيل غيتس أحد أبرز روّاد التكنولوجيا وأقطاب العمل الخيري في العالم، رئيس مؤسَّسة بيل وميليندا غيتس واستمعوا إلى أفكاره عن مستقبل الذكاء الاصطناعي خلال محاضرة ألقاها ضمن فعاليات البرنامج التدريبي السنوي للأكاديمية.
وفي إطار سلسلة من الفرص التدريبية التي تنظِّمها هيئة الإعلام الإبداعي، أتاحت المحاضرة التفاعلية على مدى 30 دقيقة للطلاب المتدربين، فرصة فريدة للتعرُّف إلى آراء غيتس بشأن التطوُّرات المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال المشاركة في مناقشات هادفة ومحفِّزة للتفكير خلال الجلسة.
وأدارت بيكي أندرسون، مديرة تحرير شبكة CNN أبوظبي ومذيعة برنامج «كونيكت ذا وورلد مع بيكي أندرسون»، الحوار الذي تناول تأثير التقنيات الناشئة في عالم اليوم، وكيفية توظيفها خاصة الذكاء الاصطناعي، لمعالجة التحديات العالمية، وأهمها تحديات القضاء على الأمراض، وتغيُّر المناخ والأمن الغذائي في المناطق المحرومة.
وتعرَّف الطلاب خلال اللقاء إلى المعايير التي تحدِّد من خلالها مؤسَّسة بيل غيتس أهمَّ التحديات، وآليتها في البحث عن الحلول المبتكرة لإحداث التغيير على أرض الواقع.
وأكد محمد ضبيع، المدير العام لهيئة الإعلام الإبداعي بالإنابة، الحرص عاماً بعد عام على توسيع نطاق الفرص المتاحة للمواهب الشابة في الصناعات الإبداعية في أبوظبي، وقال إن فرصة التحدُّث إلى أحد أكثر المبتكرين وروّاد التكنولوجيا المرموقين في العالم يؤكِّد التزامنا ونهجنا الثابت بتقديم أفضل التجارب التعليمية للجيل الشاب من أبناء الوطن، بالتعاون مع شركائنا في أكاديمية CNN أبوظبي.
وعبرت ريم المزروعي، طالبة في أكاديمية CNN أبوظبي عن سعادتها بهذه التجربة الفريدة التي قدمتها لهم أكاديمية CNN أبوظبي وقالت: «التقينا بشخصيتين مؤثرتين في مجالاتهما، بيل غيتس في التكنولوجيا وبيكي أندرسون في الصحافة والإعلام الجزء القيِّم في هذه الحصص التعليمية يتمثل في الاطلاع على إدارة بيكي أندرسون لهذه الجلسة الفريدة مع شخصية رائدة، إلى جانب فهم أهمية البحث عن الضيف والإعداد المسبق لأي حوار».
ومنذ عام 2011، تتعاون مؤسَّسة بيل غيتس مع دولة الإمارات في مجموعة من المبادرات الهادفة إلى تحسين مستوى الصحة في العالم، والاستجابة للأخطار الفورية والآثار السلبية طويلة المدى الناجمة عن تغيُّر المناخ، إلى جانب تسريع الابتكار.
وإضافة إلى عمل المؤسَّسة، يهتم بيل غيتس أيضاً بمجموعة من المشاريع التي تعالج قضايا عالمية مُلِحَّة، مثل توفير الطاقة النظيفة، وتوسيع نطاق الحلول التي تسهم في تحقيق الحياد المناخي.
ويتمحور عمل المؤسَّسة حول فلسفة العمل الخيري التحفيزي، أي الاستثمار في الابتكارات التي تحسِّن حياة مَن هم في أمَسِّ الحاجة إليها.
يُذكَر أنَّ أكاديمية CNN كانت قد أُطلِقَت في أبوظبي في عام 2020، وهي برنامج تدريبي شامل يمتد 12 أسبوعاً ويقوده مذيعو ومراسلو CNN، ومتخصِّصون من مختلف العالم، ويكتسب خلاله المشاركون المهارات الأساسية اللازمة للعمل في غرفة الأخبار، والفهم العميق لأخلاقيات العمل الصحفي وتقنيات التحقُّق من الأخبار، والسرد القصصي وكتابة السيناريو، وغيرها من المهارات، من خلال ورش عمل تفاعلية ودورات تدريبية متخصِّصة ودروس رقمية مصمَّمة حسب الطلب.
(وام)