ألمانيا: اختبار انتخابي محلي هام لليمين المتطرف بعد مظاهرات واسعة ضده
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
يدخل اليمين المتطرف في ألمانيا اختبارا انتخابيا الأحد في وقت يواجه موجة معارضة غير مسبوقة تنعكس كمظاهرات في مناطق مختلفة من البلاد.
ويأمل حزب "البديل من أجل ألمانيا" خلال هذه الانتخابات المحلية الفوز برئاسة منطقة زاليه-أورلا في مقاطعة تورينغن في شرق ألمانيا. وحصل مرشحه أوفيه ترومه على 45,7 % من الأصوات في الدورة الأولى أمام المرشح المسيحي الديمقراطي الذي حقق نسبة 33 %.
وسيتجاوز صدى النتيجة المستوى المحلي لأن الحركة تواجه تعبئة واسعة النطاق من المجتمع المدني الألماني منذ أسبوعين تقريبا.
ونزل السبت عشرات آلاف الأشخاص إلى الشارع للتنديد ببروز هذا الحزب والخطر الذي يمثله على النظام الديمقراطي. في دوسلدورف في غرب ألمانيا أحصت الشرطة مشاركة مئة ألف متظاهر، و25 ألفا في أوسنابروك شمالا.
تقام هذه التجمعات منذ كشفت وسائل إعلام معلومات أحدثت زلزالا في ألمانيا ومفادها أن أعضاء في حزب "البديل من أجل ألمانيا" ناقشوا نهاية العام الماضي خطة تشمل عمليات طرد جماعية لأجانب و"مواطنين لم يندمجوا" في المجتمع.
وفيما يستمر الحزب المناهض للهجرة وللنظام القائم في التقدم في نوايا التصويت منذ أشهر، أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "إنسا" بعد التظاهرات الأولى المناهضة للحزب، أن النسبة تراجعت من 23 % إلى 21,5 %.
مظاهرات مؤثرةواعتبر مدير "إنسا" هيرمان بينكيرت في صحيفة "بيلد" أن المظاهرات "لها تأثير". لكن يبقى معرفة إن كان هذا التراجع سيتبلور في صناديق الاقتراع الأحد، إذ إن الانتخابات تقام في معاقل لحزب البديل من أجل ألمانيا. ويسجل الحزب عادة نتائج أفضل في مناطق شرق ألمانيا مثل تورينغن.
ويركب حزب "البديل من أجل ألمانيا" موجة يغذيها ارتفاع عدد المهاجرين وعدم شعبية حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس الحاكم منذ كانون الأول/ديسمبر 2021.
ويتولى هذا الحزب إدارة منطقة في ألمانيا منذ فوزه في حزيران/يونيو في سنوبرغ في مقاطعة تورينغن.
عدد متزايد من المنخرطين وشولتز يحذر من "العفريت"وذكرت صحيفة "فرانكفورتر ألغمانييه تسايتونغ" أن 130 إلى 150 عضوا جديدا ينضمون يوميا إلى الحزب اليميني المتطرف الذي قد ينتقل عدد المنتسبين إليه من 40 إلى 50 ألفا بحلول نهاية السنة الحالية.
وقال أولاف شولتز لصحيفة "دي تسايت" خلال الأسبوع الراهن "يجب أن نعترف أن العفريت خرج من القمقم" فيما كان يسعى حتى الآن إلى التقليل من الحجم المتنامي لهذا الحزب.
وتحذر الأوساط الاقتصادية من المخاطر المرتبطة بانتشار نظريات حزب "البديل من أجل ألمانيا" مشددة على أنها بحاجة إلى يد عاملة أجنبية ومبادلات تجارية دولية. وأكد الحزب قبل فترة قصيرة أنه يريد طرح استفتاء حول خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال سيغفريد روسفورم رئيس اتحاد الصناعات الألمانية "يجب على الناخبين أن يطرحوا على أنفسهم السؤال التالي: هل يريدون العيش في بلد تناقش فيه كل هذه المسائل".
ويقدر بيتر أدريان رئيس غرفة التجارة والصناعة في ألمانيا "لن يأتي الناس إلى بلدنا إلا إذا شعروا بالراحة فيه وهكذا يمكننا استقطابهم بشكل دائم".
في ظل هذه الأجواء، يزداد عدد المطالبين بقطع التمويل الرسمي عن حزب البديل من أجل ألمانيا خصوصا وأن الحزب بات مراقبا من أجهزة الاستخبارات. فقد وضعت فروعه المحلية في تورينغن وساكسن انهالت تحت المراقبة بسبب مواقف اعتبرت راديكالية جدا.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج ألمانيا مظاهرات احتجاجات اليمين المتطرف الهجرة أولاف شولتز انتخابات محلية كرة القدم كأس الأمم الأفريقية 2024 للمزيد جنوب أفريقيا فرنسا الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا البدیل من أجل
إقرأ أيضاً:
تركيا تعمل على إطلاق بديل محلي لنظام GPS.. يعتمد على أقمار صناعية تركية
كشفت وسائل إعلام تركية، الاثنين، أن أنقرة تعمل على إنشاء نظام تحديد مواقع وتوقيت إقليمي خاص بها، ليكون بديلا محليا للأنظمة العالمية مثل "جي بي إس" (GPS)، في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى تقليل الاعتماد على الخارج في البنية التحتية الرقمية، وتعزيز الحضور التركي في الفضاء.
وبحسب "استراتيجية الصناعة والتكنولوجيا 2030" التابعة لوزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية، فإن المشروع يشمل تطوير أنظمة ملاحة وتوقيت تعتمد على أقمار صناعية تركية، إلى جانب تعزيز الأمن السيبراني وحماية البنى التحتية الصناعية من التهديدات الإلكترونية.
وأشار موقع "تي آر تي خبر" التركي، إلى أن الاستخدام الواسع للأتمتة في الإنتاج الصناعي وزيادة عدد الأجهزة والأنظمة المتصلة يجلبان معه مخاطر متزايدة على صعيد الأمن السيبراني، مشددا على أن نشر تطبيقات الحماية باستخدام تقنيات محلية أمر أساسي لتأمين البيانات الصناعية الحساسة وضمان استقرار الأنظمة الحيوية.
ولفت الموقع في تقرير له، إلى أن النظام الجديد سيتولى مهام حيوية في مجالات عديدة، من أمن العمليات العسكرية إلى استمرارية شبكات الاتصالات المدنية وأنظمة النقل الذكية، وصولا إلى تطبيقات الزراعة الدقيقة.
وبحسب الموقع، فإن المشروع سيُنفذ على مراحل تشمل دراسة الجدوى الأولية وتطوير الساعة الذرية وتقوية الأنظمة الحالية ودراسات حول أنظمة التحسين عبر الأقمار الصناعية، وصولا إلى بناء نظام تحديد مواقع إقليمي خاص بتركيا.
وأشار الموقع إلى أن تركيا بدأت بالفعل باختبار النماذج الأولية لأحد المكونات الأساسية للنظام، وهو "ساعة روبيديوم ذرية" تم إنتاجها بالتعاون بين وكالة الفضاء التركية ومعهد "توبيتاك" الوطني للمترولوجيا.
ويعد تطوير هذه الأنظمة خطوة محورية نحو امتلاك ساعات ذرية محلية تُستخدم في الأقمار الصناعية التركية المستقبلية، وتدعم أيضا المبادرات التكنولوجية في القطاع الخاص.
وأشار الموقع إلى أن تركيا تعمل على تطوير تطبيق محلي للخرائط والملاحة يكون معروفا ومستخدما دوليا، بهدف تلبية احتياجات النقل والتخطيط الحضري، وحماية البيانات الوطنية.
وشدد على أن التطوير المحلي لمنصات رقمية مثل محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بلغات محلية بات ضرورة استراتيجية، موضحا أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الاستقلال الرقمي، وضمان بقاء العوائد الاقتصادية داخل البلاد، وتأمين بنية تحتية تكنولوجية مستقلة وآمنة.
وختم التقرير بأن المشروع يندرج ضمن رؤية أشمل تشمل تعزيز السيادة الرقمية لتركيا، وحماية مستخدميها المحليين، ودعم ريادة الأعمال الوطنية في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
والعام الماضي، كشف رئيس مجلس إدارة شركة "بايكار" التركية للصناعات الدفاعية، سلجوق بيرقدار، عن عزمهم توسيع برنامج الفضاء الخاص بها، لتشمل نظاما عالميا لتحديد المواقع، خاصا بتركيا.
وقال بيرقدار على هامش فعالية خاصة بـ"تكنوفيست" المهرجان المعني بالطيران والفضاء والتكنولوجيا؛ إن "امتلاك نظام تحديد المواقع العالمي المستقل الخاص بنا أمر مهم للغاية واستراتيجي لسيادتنا".
وأشار إلى أن ذلك يضمن "استقلال تركيا في السماء"، في إشارة منه إلى ضرورة تعزيز البرنامج الفضائي الخاص بالبلاد، وذلك على وقع سعي أنقرة إلى توطين تقنياتها في هذا المجال قدر المستطاع.