كهف أبو الوعول.. معلم جديد لتعزيز السياحة البيئية في السعودية
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
في قلب حرة خيبر البركانية، شمال شرق المدينة المنورة، يكمن كهف "أبو الوعول"، أطول كهف في السعودية من البازلت، الذي تم اعتماده مؤخرا كوجهة جيولوجية سياحية في المملكة.
يعد كهف أبو الوعول وجهة مثالية لمحبي الطبيعة، حيث يتميز بتشكيلاته الصخرية الرائعة وطبيعته الخلابة، ويمتد الكهف لمسافة 5 كيلومترات، ويضم العديد من الممرات والأنفاق والغرف، التي يمكن استكشافها سيرا على الأقدام أو باستخدام الدراجات الجبلية.
ويعد اعتماد كهف أبو الوعول واجهة سياحية جديدة في السعودية خطوة مهمة في تعزيز السياحة البيئية في المملكة، التي تتمتع بإمكانيات كبيرة في هذا المجال، وتمتلك السعودية العديد من المواقع الطبيعية المميزة، مثل الجبال والصحاري والسواحل، التي توفر فرصًا متنوعة للسياحة البيئية.
ومن أبرز الأمثلة للمواقع الطبيعية التي تمتاز بها السعودية وتوفر فرصا متنوعة للسياحة البيئية كل من جبال عسير المعروفة بتضاريسها الجبلية الوعرة وأوديتها العميقة، وصحراء الربع الخالي، التي تعد أكبر صحراء رملية في العالم، وبها العديد من الحيوانات البرية النادرة، إلى جانب سواحل البحر الأحمر التي تتميز بشواطئها.
وتستهدف المملكة رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10%، فضلا عن تحقيق 100 مليون زيارة بحلول عام 2030، لتصبح المملكة من بين أكثر 5 دول تستقبل السياح على مستوى العالم.
وفي السنوات الأخيرة، شهد قطاع السياحة السعودي تطورا ملحوظا، وفقا للأرقام والمؤشرات المتاحة، فإن عدد الزوار الوافدين إلى المملكة قد ارتفع بشكل كبير، كما تم توجيه جهود كبيرة لتطوير البنية التحتية السياحية في المملكة، وتوسيع العروض السياحية وتحسين الخدمات المقدمة للزوار.
وأعلنت وزارة السياحة الشهر الماضي عن وصول إجمالي أعداد السياح، خلال النصف الأول من العام 2023 إلى 53.6 مليون سائح، بواقع 14.6 مليون وافد، و39 مليون سائح محلي، موضحة نمو أعداد الزوار الوافدين في البلاد بنسبة 142%.
وأشارت الوزارة في البيانات الأولية لإحصاءات السياحة التي أصدرتها للنصف الأول من عام 2023، إلى وصول إجمالي الإنفاق السياحي في السعودية إلى 150 مليار ريال (40 مليار دولار)، بواقع 86.9 مليار ريال من السياحة الوافدة، و63.1 مليار ريال من السياحة المحلية، خلال الفترة نفسها، مؤكدة ارتفاع الإنفاق السياحي المحلي بمعدل 16%، وكذلك زيادة معدل الإنفاق السياحي للوافدين بنسبة 132%.
وتسهم السياحة بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، حيث بلغ حجم الإنفاق السياحي في عام 2019 حوالي 193 مليار ريال (51 مليار دولار)، بزيادة قدرها 4.4% عن عام 2018، كما توفر السياحة فرص عمل للكثير من السعوديين، حيث بلغ عدد العاملين في القطاع السياحي في عام 2019 حوالي 600 ألف عامل، بزيادة قدرها 6.6% عن عام 2018.
وتعد السياحة البيئية إحدى القطاعات الرئيسية التي تستهدفها الحكومة السعودية في إطار جهودها لتعزيز السياحة في المملكة، من خلال إنشاء العديد من الوجهات السياحية البيئية الجديدة، وتوفير البنية التحتية اللازمة لممارسة الأنشطة السياحية البيئية.
ويعتبر اعتماد كهف أبو الوعول واجهة سياحية جديدة في السعودية خطوة مهمة في تحقيق هذه الأهداف، حيث يمكن أن يسهم الكهف في جذب المزيد من السياح إلى المملكة، وخاصة من محبي الطبيعة، كما يمكن أن يسهم في تطوير الاقتصاد المحلي في المنطقة، حيث سيوفر فرصًا جديدة للعمل والأنشطة التجارية.
وتعمل السعودية على الترويج للسياحة البيئية والاستفادة من الموارد الطبيعية الوفيرة التي تتمتع بها، كما تسعى إلى تطوير السياحة الثقافية والتاريخية، لاستقطاب الزوار من جميع أنحاء العالم.
كما تعمل السعودية على تطوير هذه الموارد الطبيعية والثقافية وجعلها متاحة للزوار المحليين والدوليين، من خلال تنفيذ مشاريع ضخمة مثل مشروع البحر الأحمر، ومشروع نيوم، ومشروع قدية، ومشروع أمالا، ومشروع العلا، وغيرها.
وتعليقا على اعتماد كهف أبو الوعول واجهة سياحية جديدة في السعودية يقول الخبير الاقتصادي السعودي فهد بن فريحان إن ذلك يعكس رؤية المملكة الهادفة لتنويع مصادر الدخل وتطوير قطاع السياحة، معتبرا أن هذه الخطوة تعكس أيضا التزام السعودية بتسويق مواردها الطبيعية والثقافية الفريدة، وتعزز مكانتها كوجهة سياحية عالمية.
ويؤكد بن فريحان، في حديث للجزيرة نت، أهمية السياحة البيئية في السعودية "لا سيما أن المملكة تتمتع بإمكانيات هائلة في هذا المجال"، لافتا إلى أن الطبيعة الخلابة والتنوع البيئي الذي تتمتع به المملكة يوفران فرصًا فريدة لتطوير السياحة البيئية واستدامتها.
وأشار إلى أن هذا النوع من السياحة يجذب فئة محددة من السياح المهتمين بالمحميات الطبيعية والاستكشاف والتجربة البيئية، مشددا على أن تطوير القطاع السياحي في السعودية وتعزيز السياحة البيئية سيسهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد المحلي.
فبالإضافة إلى توفير فرص عمل جديدة وتنشيط الاستثمار، ستتحقق العديد من النتائج الاقتصادية المتوقعة، مثل زيادة الإيرادات السياحية وتحسين ميزان المدفوعات.
وذكر بن فريحان أن تطوير السياحة البيئية في السعودية سيعزز الوعي البيئي وحماية الثروات الطبيعية للبلاد، حيث ستسهم هذه الجهود في تعزيز التنمية المستدامة والحفاظ على التوازن البيئي، مما يعود بالفائدة على الأجيال الحالية والمستقبلية.
وأكد الخبير الاقتصادي السعودي أن السياحة البيئية تعد قطاعا مستقبليا ومجالا مربحا للاستثمار، موضحا أنه باستغلال الإمكانيات الكبيرة المتاحة يمكن للمملكة جذب المزيد من السياح وتوفير فرص اقتصادية مستدامة وتنمية مجتمعية في المناطق السياحية.
وأشار بن فريحان إلى أن الاستثمار في السياحة البيئية يعد فرصة ذهبية للسعودية لتحقيق التنمية المستدامة والتنوع الاقتصادي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السیاحة البیئیة فی الإنفاق السیاحی القطاع السیاحی فی السعودیة فی المملکة ملیار ریال السیاحی فی العدید من من السیاح
إقرأ أيضاً:
مسؤول أممي: المغرب أصبح وجهة متميزة للمستثمرين في القطاع السياحي
أكد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، زوراب بولوليكاشفيلي، أن المغرب يعد وجهة متميزة للمستثمرين في قطاع السياحة.
وأوضح بولوليكاشفيلي، في تقرير صادر عن المنظمة الأممية التي تتخذ من مدريد مقرا لها، اليوم السبت، أن « المغرب يوفر آفاقا جذابة للغاية للمستثمرين، بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي، وبيئته الاقتصادية القوية، وسياسته الطموحة لتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر ».
وأشار التقرير، الذي يحمل عنوان « الاستثمار في المغرب »، إلى أن جاذبية المملكة للمستثمرين تنعكس في تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة، التي بلغت في المتوسط 3,5 مليارات دولار سنويا خلال السنوات الخمس الماضية، في مختلف القطاعات.
كما استفاد قطاع السياحة من استثمارات متراكمة بقيمة 2,2 مليار دولار بين عامي 2014 و2023، بينما بلغت الاستثمارات في تطوير البنية التحتية الفندقية 2,6 مليار دولار بين عامي 2015 و2024، وفق المصدر ذاته.
وأضاف التقرير أن المغرب استقبل خلال سنة 2024 ما مجموعه 17.4 مليون سائح، مسجلا ارتفاعا بنسبة 35 في المائة مقارنة بعام 2019، مما ساهم في مضاعفة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، حيث ارتفعت من 3,7 في المائة في 2020 إلى 7,3 في المائة في 2023.
وفي هذا السياق، أبرزت المنظمة الأممية أن المغرب تميز كوجهة إفريقية حققت أعلى نمو في العائدات السياحية، حيث سجل ارتفاعا بنسبة 43 في المائة مقارنة بعام 2019، لتصل العائدات إلى 10,5 مليارات دولار في 2023، أي بزيادة قدرها 28 في المائة عن نفس السنة.
من جهتها، أشادت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، ناتاليا بايونا، بالحركية الاقتصادية التي يشهدها المغرب، مبرزة أن المملكة فرضت نفسها كخامس قوة اقتصادية في إفريقيا من حيث الناتج المحلي الإجمالي، بمعدل نمو سنوي بلغ 2,5 في المائة خلال العقد الأخير.
وسجل التقرير أن المغرب شهد نموا اقتصاديا متوسطا بلغ 2,5 في المائة بين عامي 2015 و2024، مع توقعات بارتفاعه إلى 4 في المائة في 2025 و3,6 في المائة في 2026، مضيفا أن التحكم في التضخم يعزز أيضا القدرة التنافسية للمملكة كوجهة استثمارية مستقرة وجذابة.
وعند استعراض العوامل التي تجعل المغرب وجهة مفضلة للمستثمرين، سلط التقرير الضوء على قرب المملكة الجغرافي من أوربا، وإمكانية الوصول إلى سوق يضم 2,5 مليار مستهلك، بالإضافة إلى تراثها الثقافي والطبيعي الغني.
كما أشار التقرير إلى امتلاك المغرب لمجموعة من المؤهلات الرئيسية لتنمية السياحة، من بينها تسعة مواقع مصنفة ضمن التراث العالمي لليونسكو، و11 حديقة وطنية، وبنية تحتية متقدمة تشمل 19 مطارا، و27 ميناء تجاريا، و2000 كيلومتر من الطرق السيارة.
ولفت المصدر إلى أن القدرة الإيوائية في المغرب ارتفعت بأكثر من 60 في منذ عام 2012، مما ساهم في ازدهار القطاع السياحي. كما أن الاستثمارات في المجال تحظى بدعم الشركة المغربية للهندسة السياحية، التي توفر مواكبة مخصصة لحاملي المشاريع الاستثمارية.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للسياحة أن المغرب، بفضل مؤهلاته الاقتصادية، واستقراره السياسي، وإطاره المحفز للاستثمار، يرسخ مكانته كوجهة لا غنى عنها للمستثمرين الراغبين في الاستفادة من الدينامية التي يشهدها القطاع السياحي.
كما شدد التقرير على الدور الرئيسي الذي يلعبه قطاع السياحة في الأداء الاقتصادي للمغرب، مستفيدا من سياسات مالية ونقدية قوية، وبيئة سياسية واجتماعية مستقرة، إلى جانب إجراءات تحفيزية لفائدة القطاع.
وفي الختام، أشار التقرير إلى خارطة الطريق السياحية 2023-2026، التي حدد المغرب من خلالها تسع أولويات استراتيجية تهدف إلى تعزيز السياحة الدولية والمحلية على حد سواء.