إعداد: ربيع أوسبراهيم تابِع 5 دقائق

دارت في الأيام الأخيرة أخبار عن مرض مجهول، يُسمى المرض X، وعن فيروس كورونا جديد قيل إن مُختبرا صينيا استخرجه من حيوان البنغول وقد يكون فتاكا جدا. وقد تثير هذه المعلومات الرعب بعد مرور أربعة أعوام على تفشي جائحة كوفيد-19 التي أنهكت العالم. فهل نحن مُهددون بسيناريو أكثر خطورة من تلك الجائحة؟ وما حقيقة كل ما يُتداول على النت؟ 

إعلان

"نحن أمام مؤامرة عالمية لإطلاق جائحة جديدة لإرغامنا على شراء لقاح مُعدّ مُسبقا"، هكذا تبدو بعضٌ من الشائعات التي قد نقرأها في مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، خاصة بعد ما دار خلال مؤتمر دافوس العالمي للاقتصاد.

إذ تم عقدُ طاولة مستديرة بحضور شخصيات أبرزها مدير منظمة الصحة العالمية موضوعها الاستعداد لمواجهة "المرض X" والذي قد يكون أكثر فتكا من كوفيد-19 بعشرين مرة. 

لكن، لا شيء مخفيٌّ، إذ نُقلت أطوار النقاش علنا. ويتعلق الأمر بفرضية تتحدث عنها منظمة الصحة العالمية منذ سنوات. وهي فرضية ظهور مرض أو وباء ما، قد ينتقل من الحيوان إلى البشر وقد يشكل خطرا كبيرا علينا. ودار النقاش حول كيفية مواجهة ذلك، بعد ما حصل مع جائحة كوفيد-19. وأطلقت منظمة الصحة العالمية نداء لدول العالم من أجل إرساء برنامج للتعاون الدولي لمواجهة جائحة جديدة إن هي ظهرت. "الوقاية خير من العلاج"، كما يُقال. وأمام كل الشائعات على النت بعد لقاء دافوس، اضطرت وزارة الصحة السعودية مثلا إلى إصدار بيان لطمأنة الرأي العام. 

فيروس كورونا مُتحور وقاتل؟

تزامن هذا مع ظهور أنباء عن تجارب قام بها باحثون صينيون حول مُتحور جديد لفيروس كورونا استُخرج من حيوان البنغول، أو آكل النمل الحرشفي. وقضى هذا الفيروس في المختبر على كل الفئران التي أصيبت به، وهي فئران أضيفت إليها خلايا بشرية. وانطلقت تلك الشائعات من مقال نُشر مؤخرا في موقع BioRXiv يتحدث عن تجارب لباحثين صينيين من الجامعة التكنولوجية للكيمياء في بكين.

أراد الباحثون الصينيون أن يعرفوا هل من الممكن أن يهاجم هذا النوع من فيروس كورونا الإنسان ويؤذيه. لقد استعملوا لذلك فئرانا مُعدلة جينيا عبر جعل خلايا الفئران تحمل على سطحها بروتينا بشريا، هو البروتين ACE2 والذي يُعتبر مفتاح دخول فيروسات كورونا إلى داخل الخلايا البشرية. 

عندما أُصيبت الفئران المُعدلة جينيا بفيروس البنغول تُوفيت كلها، وعددها أربعة فئران. وهاجم الفيروس بشكل خاص الخلايا العصبية في الدماغ، ما قد يعني أنه في حال تعرّض الإنسان لهذا الفيروس، قد يكون فتاكا جدا.

ونقلت صحيفة نيويوك بوست الأمريكية خبر هذه التجارب تحت عنوان : "الصين تلعب بمُتحور جديد وقاتل لكورونا. متى تنتهي هذه الحماقة؟". 

"لا للتهويل"

وتعجّب عدد من المختصين لخروج خبر هذه التجربة للعلن بهذه السرعة عكس ما يحدث عادة في الأوساط العلمية. فما ظهر في موقع BioRXiv ليس مقالا علميا كامل الأوصاف لأنه موقع لما قبل النشر الرسمي، يجرُد مُسودات الأوراق العلمية. لكي يصبح المقال المذكور مقالا علميا مُعترفا به يجب أن يُقبل من أحد المجلات العلمية وأن تُعرض تلك التجربة الصينية ونتائجها على ما يسمى بمراجعة الأقران، Peer Review، لتأكيد صحتها وصلابتها، ما يأخذ وقتا. 

وحسب تقييم المختصين الأوّلي، فإن عدد الفئران التي شملتهم التجرية الصينية، وهم أربعة فئران، هو عدد قليل لاستنباط استنتاجات عامة بحسبهم. كما نقلت عدة صحف، من بينها صحيفة ليبراسيون الفرنسية، عن مختصين قولهم إنها ليست المرة الأولى التي تتم فيها تجارب بهذا الشكل حول فصائل مختلفة من فيروس كورونا. فقبل عام، قام عالم صيني آخر بتجربة مماثلة على الفئران نُشرت في مجلة علمية معترف بها. لم يقض الفيروس في تجربته على كل الفئران، بل إن نسبة الفتك كانت محدودة حسب الدراسة. وكان الفرق بين التجربتيْن هو فصيلة الفئران التي تم اختيارها. ففي التجربة التي مات فيها الفئران الأربعة بالفيروس، تُعرف فصيلتها بكثرة الخلايا المُعدلة جينيا في الدماغ. فحتى فيروس كورونا العادي، كوفيد-19، يقتل كثيرا من الفئران من تلك الفصيلة. وينصح المختصون بعدم التسرع في الحكم بخطورة الفيروس المُستخرج من حيوان البنغول لأن الأمور مُعقدة علميا.

قلق من تعامل الصين مع الفيروسات

لكن جزءً من المختصين قلقون بشأن ظروف إنجاز التجارب على فيروسات كورونا في الصين. إذ لا يُعرف مدى سلامة وجدية مختبر الجامعة التكنولوجية للكيمياء في بكين لضمان عدم خروج العدوى خارج المختبر. والكل يتذكر الاتهامات المُوجهة لمختبر مدينة يوهان الصينية بأنه قد يكون مصدر جائحة كوفيد-19.

وتُعيد هذه الأخبار إلى الواجهة نقاشا علميا قديما : إلى أي مدى يُمكن للعلماء والباحثين التعامل مع فيروسات قد تُشكل خطرا على البشر؟ ألا نمنح الفيروسات الحيوانية إمكانية التحور نحو نموذج فتاك عبر استخراجها وإجراء تجارب عليها؟ أم بالعكس، علينا استباقُ تحوّرها بشكل عادي في الطبعية لمعرفة مدى الخطر من أجل ابتكار حلول تساعدنا في حال حصلت الكارثة؟ لكل رأيُه. ويُطالب عدد من المختصين بنقاش دولي حول المسألة لتحديد ضوابط ومستوى مُعينا من السلامة متوافق بشأنه. 

 

 

 

 

 

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج علوم صحة فيروسات كوفيد 19 فيروس كورونا الصين كرة القدم كأس الأمم الأفريقية 2024 للمزيد جنوب أفريقيا فرنسا الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا فیروس کورونا کوفید 19

إقرأ أيضاً:

كلب روبوت صيني على مسرح أمريكي

قفز روبوت Go2 من إنتاج Unitree إلى عروض التكنولوجيا على المسرح، حيث ظهر لأول مرة في مسرحية The Robot, the Spy, and the Love of AI التي عُرضت خارج برودواي، ويدمج هذا الإنتاج الغريب بين الروبوتات المتقدمة والأداء الحي، ويمزج بين الكوميديا والخيال العلمي الذي يستكشف عالم الذكاء الاصطناعي والتفاعل البشري.

والمسرحية، التي افتُتحت في مسرح Chain وتستمر حتى الأول من مارس (آذار)، كجزء من مهرجان Chain Winter One Act، نشأت من رؤية مبتكرة للكاتب المسرحي جون آرثر لونغ، بإلهام جاءه من مقطع فيديو على YouTube ، حيث يظهر روبوت Unitree Go2 Pro، الذي اشتراه لونغ وصاغ قصة تدمج قدراته بشكل مباشر في السرد. وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".
وقال لونغ، مؤكداً على حداثة نهجه: "لا أعتقد أنه كان هناك روبوت حقيقي على المسرح من قبل".


روح على صوت


ويُظهِر Go2 Pro مهارات متنوعة، من حركات الكلاب الأساسية مثل التمدد والجلوس إلى حركات أكثر تعقيداً مثل الشقلبة والرقص.
وأدى الممثل ديفيد راي صوت الروبوت بشكل مباشر، وتم دمج تفاعلاته بشكل ديناميكي في المسرحية.
وقال كيرك غوستكوفسكي، مخرج المسرحية والمدير الفني لمسرح تشين: "لقد أصبح ذلك ممكناً بفضل مهارات داريل جارسيا في تشغيل الروبوت وتنوع ديفيد راي كممثل لإضفاء روح على صوته".
و كان جوستكوفسكي يفكر في الأصل في تسجيل حوار الروبوت مسبقاً ولكنه قرر عدم القيام بذلك للحفاظ على العفوية والاستجابة التي يتطلبها المسرح الحي، وأشار إلى أن "هناك الكثير من الكوميديا في هذا، إذا كان هناك ضحك، فسيتعين على الممثل التوقف، يعرف الممثل كيفية التعامل مع الجمهور بطريقة مختلفة، هذه هي متعة المسرح الحي".

 


ما القصة؟


تستكشف قصة The Robot, the Spy, and the Love of AI موضوعات الخيال العلمي الكلاسيكية، وتتأمل طبيعة البشرية في عصر يهيمن عليه الذكاء الاصطناعي.
والحبكة هي استكشاف كوميدي لمصائد التكنولوجيا، وجاءت بأداء غابرييل ريسدال من The Better Sister، ومونيكا بارك من SIMPATICO، إلى جانب Unitree G2 Pro .
ولقد أثارت هذه التجربة الغامرة التي لم يسبق لها مثيل مع الممثلين والروبوتات التي تؤدي معاً على خشبة المسرح اهتمام الجماهير، حيث قدمت منظوراً جديداً لدمج الروبوتات المتقدمة في الأنشطة البشرية اليومية، بما في ذلك الفنون.
وأضاف غوستكوفسكي، مسلطاً الضوء على التفاعل المبتكر بين البشر والآلات الذي يحدد الإنتاج، "سيُذهَل الجمهور بما يمكن أن يفعله كلب Unitree G2 Pro الرباعي، سيترك بصمته على العالم المسرحي، إنه يمنحنا لمحة عن كيفية تأثير التكنولوجيا على الأداء الحي بطرق جديدة ومثيرة".
ويعد هذا العرض الأول خارج برودواي مجرد بداية لما يمكن أن يصبح اتجاها جديداً في صناعة الترفيه، حيث تعمل الروبوتات خلف الكواليس وتتقاسم الأضواء.
 

مقالات مشابهة

  • رئيس المبادرة الرئاسية للأورام: مصر أصبحت خالية من فيروس "سي"
  • كلب روبوت صيني على مسرح أمريكي
  • شرطة أبوظبي تعرض مختبر الابتكار التطبيقي في آيدكس 2025
  • سلطان ينشئ مختبر الشارقة لتطوير الأزياء
  • سلطان القاسمي يصدر مرسوماً بإنشاء وتنظيم مختبر الشارقة لتطوير الأزياء
  • العمل عن بُعد في أوروبا: هل انحسرت شعبيته بعد جائحة كورونا أم لا يزال صامدًا؟
  • تحذير من انتشار فيروس اللسان الأزرق.. كيف ينتقل من الحيوانات للإنسان؟
  • بعد تقرير شفق نيوز.. الزراعة العراقية تستنفر لمواجهة فيروس غامض يفتك بالجاموس
  • وزير الخارجية التركي: “بي كي كي” فيروس يجب القضاء عليه
  • جائحة أم سم؟ لغز مميت يثير الرعب في قرية صغيرة