هل هو المرض X.. ما قصة ظهور فيروس كورونا جديد وقاتل في مختبر صيني ؟
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
إعداد: ربيع أوسبراهيم تابِع 5 دقائق
دارت في الأيام الأخيرة أخبار عن مرض مجهول، يُسمى المرض X، وعن فيروس كورونا جديد قيل إن مُختبرا صينيا استخرجه من حيوان البنغول وقد يكون فتاكا جدا. وقد تثير هذه المعلومات الرعب بعد مرور أربعة أعوام على تفشي جائحة كوفيد-19 التي أنهكت العالم. فهل نحن مُهددون بسيناريو أكثر خطورة من تلك الجائحة؟ وما حقيقة كل ما يُتداول على النت؟
إعلان"نحن أمام مؤامرة عالمية لإطلاق جائحة جديدة لإرغامنا على شراء لقاح مُعدّ مُسبقا"، هكذا تبدو بعضٌ من الشائعات التي قد نقرأها في مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، خاصة بعد ما دار خلال مؤتمر دافوس العالمي للاقتصاد.
لكن، لا شيء مخفيٌّ، إذ نُقلت أطوار النقاش علنا. ويتعلق الأمر بفرضية تتحدث عنها منظمة الصحة العالمية منذ سنوات. وهي فرضية ظهور مرض أو وباء ما، قد ينتقل من الحيوان إلى البشر وقد يشكل خطرا كبيرا علينا. ودار النقاش حول كيفية مواجهة ذلك، بعد ما حصل مع جائحة كوفيد-19. وأطلقت منظمة الصحة العالمية نداء لدول العالم من أجل إرساء برنامج للتعاون الدولي لمواجهة جائحة جديدة إن هي ظهرت. "الوقاية خير من العلاج"، كما يُقال. وأمام كل الشائعات على النت بعد لقاء دافوس، اضطرت وزارة الصحة السعودية مثلا إلى إصدار بيان لطمأنة الرأي العام.
فيروس كورونا مُتحور وقاتل؟
تزامن هذا مع ظهور أنباء عن تجارب قام بها باحثون صينيون حول مُتحور جديد لفيروس كورونا استُخرج من حيوان البنغول، أو آكل النمل الحرشفي. وقضى هذا الفيروس في المختبر على كل الفئران التي أصيبت به، وهي فئران أضيفت إليها خلايا بشرية. وانطلقت تلك الشائعات من مقال نُشر مؤخرا في موقع BioRXiv يتحدث عن تجارب لباحثين صينيين من الجامعة التكنولوجية للكيمياء في بكين.
أراد الباحثون الصينيون أن يعرفوا هل من الممكن أن يهاجم هذا النوع من فيروس كورونا الإنسان ويؤذيه. لقد استعملوا لذلك فئرانا مُعدلة جينيا عبر جعل خلايا الفئران تحمل على سطحها بروتينا بشريا، هو البروتين ACE2 والذي يُعتبر مفتاح دخول فيروسات كورونا إلى داخل الخلايا البشرية.
عندما أُصيبت الفئران المُعدلة جينيا بفيروس البنغول تُوفيت كلها، وعددها أربعة فئران. وهاجم الفيروس بشكل خاص الخلايا العصبية في الدماغ، ما قد يعني أنه في حال تعرّض الإنسان لهذا الفيروس، قد يكون فتاكا جدا.
ونقلت صحيفة نيويوك بوست الأمريكية خبر هذه التجارب تحت عنوان : "الصين تلعب بمُتحور جديد وقاتل لكورونا. متى تنتهي هذه الحماقة؟".
"لا للتهويل"
وتعجّب عدد من المختصين لخروج خبر هذه التجربة للعلن بهذه السرعة عكس ما يحدث عادة في الأوساط العلمية. فما ظهر في موقع BioRXiv ليس مقالا علميا كامل الأوصاف لأنه موقع لما قبل النشر الرسمي، يجرُد مُسودات الأوراق العلمية. لكي يصبح المقال المذكور مقالا علميا مُعترفا به يجب أن يُقبل من أحد المجلات العلمية وأن تُعرض تلك التجربة الصينية ونتائجها على ما يسمى بمراجعة الأقران، Peer Review، لتأكيد صحتها وصلابتها، ما يأخذ وقتا.
وحسب تقييم المختصين الأوّلي، فإن عدد الفئران التي شملتهم التجرية الصينية، وهم أربعة فئران، هو عدد قليل لاستنباط استنتاجات عامة بحسبهم. كما نقلت عدة صحف، من بينها صحيفة ليبراسيون الفرنسية، عن مختصين قولهم إنها ليست المرة الأولى التي تتم فيها تجارب بهذا الشكل حول فصائل مختلفة من فيروس كورونا. فقبل عام، قام عالم صيني آخر بتجربة مماثلة على الفئران نُشرت في مجلة علمية معترف بها. لم يقض الفيروس في تجربته على كل الفئران، بل إن نسبة الفتك كانت محدودة حسب الدراسة. وكان الفرق بين التجربتيْن هو فصيلة الفئران التي تم اختيارها. ففي التجربة التي مات فيها الفئران الأربعة بالفيروس، تُعرف فصيلتها بكثرة الخلايا المُعدلة جينيا في الدماغ. فحتى فيروس كورونا العادي، كوفيد-19، يقتل كثيرا من الفئران من تلك الفصيلة. وينصح المختصون بعدم التسرع في الحكم بخطورة الفيروس المُستخرج من حيوان البنغول لأن الأمور مُعقدة علميا.
قلق من تعامل الصين مع الفيروسات
لكن جزءً من المختصين قلقون بشأن ظروف إنجاز التجارب على فيروسات كورونا في الصين. إذ لا يُعرف مدى سلامة وجدية مختبر الجامعة التكنولوجية للكيمياء في بكين لضمان عدم خروج العدوى خارج المختبر. والكل يتذكر الاتهامات المُوجهة لمختبر مدينة يوهان الصينية بأنه قد يكون مصدر جائحة كوفيد-19.
وتُعيد هذه الأخبار إلى الواجهة نقاشا علميا قديما : إلى أي مدى يُمكن للعلماء والباحثين التعامل مع فيروسات قد تُشكل خطرا على البشر؟ ألا نمنح الفيروسات الحيوانية إمكانية التحور نحو نموذج فتاك عبر استخراجها وإجراء تجارب عليها؟ أم بالعكس، علينا استباقُ تحوّرها بشكل عادي في الطبعية لمعرفة مدى الخطر من أجل ابتكار حلول تساعدنا في حال حصلت الكارثة؟ لكل رأيُه. ويُطالب عدد من المختصين بنقاش دولي حول المسألة لتحديد ضوابط ومستوى مُعينا من السلامة متوافق بشأنه.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج علوم صحة فيروسات كوفيد 19 فيروس كورونا الصين كرة القدم كأس الأمم الأفريقية 2024 للمزيد جنوب أفريقيا فرنسا الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا فیروس کورونا کوفید 19
إقرأ أيضاً:
اكتشاف نسخ جديدة من فيروس SparrowDoor تستهدف مؤسسات في أمريكا والمكسيك
في تطور جديد يسلط الضوء على التهديدات السيبرانية المتزايدة من قبل مجموعات قرصنة مدعومة من الصين، كشفت تقارير أمنية أن مجموعة FamousSparrow نفذت هجومًا إلكترونيًا معقدًا استهدف مجموعة تجارية في الولايات المتحدة ومعهدًا بحثيًا في المكسيك، مستخدمة برمجيات خبيثة متطورة مثل SparrowDoor وShadowPad
استغلال أنظمة تشغيل قديمة لتنفيذ الهجومبدأ الهجوم بزرع ويب شل على خادم IIS، مما سمح للمتسللين بتنزيل وتشغيل أوامر خبيثة على أجهزة الضحايا، ومن ثم تثبيت SparrowDoor وShadowPad، مستغلين أنظمة تشغيل قديمة غير محدثة، مثل Windows Server وMicrosoft Exchange Server، وهو ما ساعدهم في تنفيذ الاختراق دون مقاومة كبيرة.
وفقًا لتقرير صادر عن شركة الأمن السيبراني ESET، فإن المجموعة نشرت نسختين جديدتين من SparrowDoor، إحداهما تعتمد على مكونات إضافية (موديولر)، مما يجعلها أكثر تعقيدًا من الإصدارات السابقة، حيث أصبحت قادرة على تنفيذ أوامر متعددة بشكل متزامن، مثل تشغيل بروكسي، وإدارة الملفات، وجمع معلومات عن الضحية، والتقاط لقطات شاشة، وتسجيل ضغطات لوحة المفاتيح
آلية عمل البرمجية الخبيثةتحمل إحدى النسخ الجديدة من SparrowDoor تشابهًا كبيرًا مع برمجية Crowdoor المستخدمة في عمليات قرصنة سابقة، لكنها شهدت تطورات ملحوظة تجعلها أكثر خطورة، حيث أصبح بإمكانها فتح قنوات اتصال متعددة مع خوادم التحكم والسيطرة (C&C) لتلقي وتنفيذ الأوامر بسرعة وكفاءة، مما يسمح للمتسللين بسرقة البيانات أو التجسس على المستخدمين أو حتى السيطرة على الأنظمة بالكامل
تصاعد تهديدات القرصنة الصينيةيؤكد هذا التطور أن مجموعة FamousSparrow لا تزال نشطة وتواصل تطوير أدواتها الهجومية، مما يعزز المخاوف بشأن تصاعد الهجمات المدعومة من جهات حكومية، وهو ما يستدعي تعزيز تدابير الأمن السيبراني وتحديث الأنظمة بشكل دوري للحماية من هذه الهجمات