سودانايل:
2025-04-24@11:33:27 GMT

تغييرات الجيوبوليتيكا-من القانون إلى العدالة (١-٥)

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

قال رئيس جنوب أفريقيا الدولة المدعية في اتهام دولة الكيان الصهيوني بممارسة الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة يوم ٢٦ يناير ٢٠٢٤ ان صدور قرار محكمة العدل الدولية انتصار للعدالة. هذه المقالات سوف تتناول هذا الانتصار باعتباره نقلة مفصلية في تغيرات الجيوبوليتيكا الدولية في مرحلتها حالياً ومواصلة لست لمقالات بعنوان جيوبوليتيكا القرن الحادي والعشرين في موقعي في سودانايل.

كان النطق باتخاذ عدد من التدابير الخاصة بعدم ارتكاب جرائم التطهير العرقي من قبل محكمة العدل الدولية، تحولاً تاريخياً في العلاقات الدولية وموازين القوى وسوف نحاول متابعة اثرها في تغييرات الجيوبوليتيكا وقضايا الحرب السودانية.

ورغم الجدل القانوني حول عدم النص على قرار صريح بايقاف اطلاق النار، وهو من ضرب توقع حدوث التغيير الشامل الفوري من القانون للعدالة الدولية، لان وقوف دولة الكيان متهمة بالتطهير العرقي والعقاب الجماعي والعنصرية، برغم ما حدث من تدافع كل الدول الكولونيالية العالمية، لهو حدث غير مسبوق وعسير وكان بعيداً عن اي خيال جامح. لم يكن هذا ليحدث لولا صمود مقاتلين شباب وأهل غزة وتضحيتهم الأسطورية والتي احدثت التغييرات الكبيرة في التوجهات الإنسانية في ارجاء العالم وتيقظ الشعوب، بفضل التغييرات في سبل الاتصالات العالمية، والتي بفضلها كانت حرب غزة منقولة صوتاً وصورة.

محكمة العدل الدولية كغيرها من منظمات النظام الدولي المحتضر، تتعرض لضغوط هائلة من الكولونيالية الدولية للانحياز للكيان. كان هذا الموقف طوال مابعد الحرب العالمية الثانية والتي جعلت دولة الكيان تتجاهل ببرود واحتقار وغطرسة، لأكثر من مائة قرار دولي، غير التي رفضت بفعل الفيتو الأمريكي الجاهز في اي قرار يمس الكيان. ان مجرد وقوف دولة الكيان متهمة لتحاكم باتفاقية كانت هي سبباً في اقرارها،ضد المانيا النازية، يساويها بالنازية. ورغم الدعم الكبير والضغوط من الدول الكولونيالية، صوتت المنظمة باجماع الأعضاء الأساسيين على كل التدابير. ان ارتباط ذلك بجنوب افريقيا، دولة الفصل العنصري القبل الأخيرة في العالم، ذو دلالات سوف نرصد مسبباتها في مقالاتنا اللاحقة.

استعمل سلاح المعاداة للسامية، والتي تعني مساواة الدين اليهودي مع الأيديولوجية الصهيونية، وتعتبر اليهودية جنساً لا ديناً من يهود دول الغرب ودول الشرق وحتى الفلاشا، والتي يرفضها اعداد كبيرة من اليهود من أجناس مختلفة اثنياً. هذا السلاح استعملته الصهيونية بتوسع لارهاب المثقفين والفنانين والسياسيين وحتى الامين العام للأمم المتحدة الذين حاولوا توضيح الحقيقة عن الصراع الفلسطيني الصهيوني. وكان ضمن أسلحة لجنة الشئون العامة الأمريكية الاسرائيلية (ايباك) العاملة كلوبي في الأوساط السياسية والثقافية ومؤثرة في رسم السياسات لصالح الكيان، ويستعمل الان في قطع الدعم عن منظمة الأونروا لزيادة حصار قطاع غزة.

رفضت المحكمة الاستجابة لادعاء الكيان الصهيوني بالدفاع عن النفس، باعتبار الكيان محتلاً للأراضي الفلسطينية، ويعترف القانون الدولي والأمم المتحدة "بشرعية كفاح الشعوب الرازحة تحت السيطرة الاستعمارية والأجنبية…وبشرعية الكفاح بما فيها المقاومة والكفاح المسلح….. وكنس الاستعمار بشكليه التقليدي والاستيطاني".

سوف اتناول في المقال الثاني كيف سيؤثر هذا على الحرب السودانية باعتبار الجنجويد قوات استيطانية اجنبية بالتعاون مع قوى داخلية.

Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: دولة الکیان

إقرأ أيضاً:

شويجو: نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا يشعل الحرب العالمية الثالثة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حذر سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرجي شويجو، من أن أي نشر لقوات حفظ السلام على الأراضي الروسية التاريخية قد يشعل حربا عالمية ثالثة.

وأشار شويجو - في تصريحاته لوكالة أنباء "تاس" الروسية، اليوم الخميس - إلى خطط "تحالف الراغبين" لنشر قوات برية في أوكرانيا تحت ستار قوات حفظ السلام، قائلا "إن السياسيين العقلاء في أوروبا يدركون أن تنفيذ هذا السيناريو قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين حلف الناتو وروسيا، أو يسبب حربا عالمية ثالثة فيما بعد".

وذكر سكرتير مجلس الأمن الروسي أن مفهوم "قوات حفظ السلام" يخفي السعي للسيطرة على أوكرانيا ومواردها المعدنية، مؤكدا أنه "الأصح وصف هذه القوات بالغزاة أو المحتلين"، بحسب قوله.

وأوضح شويجو، أن هذه القوات من دول حلف الناتو التي عارضت روسيا وجودها قبل بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، مضيفا "لن تكون هذه مهمة حفظ سلام، وهذا قد يكون سبب عدم رغبة الأغلبية العالمية الحقيقية في الانضمام إلى مبادرات حفظ سلام مماثلة".

مقالات مشابهة

  • شويجو: نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا يشعل الحرب العالمية الثالثة
  • منصور بن زايد: العدالة أساس الثقة بين المواطن والدولة
  • النيابة العامة الاتحادية تحتفل بيوبيلها الذهبي
  • مكتوم بن محمد يستعرض مع رئيسة الأسواق العالمية في «PayPal» آفاق التعاون بمجال التكنولوجيا المالية
  • واشنطن: أكثر من 100 دولة تواصلت معنا لإعادة توازن التجارة العالمية
  • منصور بن زايد: النيابة العامة الاتحادية نموذج للعمل الوطني المشرّف
  • مكتوم بن محمد: مبادرة «كوادر الإمارات العالمية» تمكن الشباب الإماراتي من التأثير الدولي
  • مكتوم بن محمد: تمكين الكفاءات للمشاركة في صناعة القرارات العالمية
  • رغم إجماع الإطار.. دولة القانون: كتل سياسية مع تغيير قانون الانتخابات ونقاش الموازنة
  • مخاطر الحرب الاقتصادية العالمية الثالثة