رغم إعطائهما الأمان.. تحقيق للجزيرة يتتبّع قنص إسرائيل لشقيقين نازحين بخان يونس
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
تتبع تحقيق للجزيرة، حادثة تعرض شقيقين فلسطينيين طفل وفتى، لاستهداف مباشر من قناصة الجيش الإسرائيلي بمنطقة حي الأمل غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة، على الرغم من حمل أحدهم للراية البيضاء، إلا أنها لم تشفع لهم، واستشهدا في مشهد مروع وقاس، خلال محاولتهما النزوح مع عائلتهما باتجاه مسار حددته إسرائيل للنازحين على أنه "آمن".
ويستند التحقيق، على شهادات حصرية، حصلت عليها الجزيرة من عائلة الشهيدين، إضافة إلى تحديد توقيت ومكان الجريمة ورسم صورة الحدث وتحديد أقرب موقع لنشاط آليات للجيش الإسرائيلي من مكان استهداف الطفل والفتى اللذان لقيت صورتهما وهما ملقيان على الأرض فوق بعضهما تفاعلا وتعاطفا واسعين.
وصباح الأربعاء الماضي، قررت عائلة بربخ إخلاء منزلها الواقع في منطقة حي الأمل غرب خان يونس، استجابة لمنشورات ألقتها الطائرات الإسرائيلية وتغريدات نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي طالب فيها الأهالي في أحياء بخان يونس بينها الأمل بالإخلاء إلى منطقة المواصي عن طريق شارع البحر.
#عاجل ???????? الى سكان منطقة خان يونس في أحياء النصر، الأمل، مركز المدينة والمخيم (المعسكر) في بلوكات 107-112: من أجل سلامتكم عليكم الانتقال فورًا إلى المنطقة الإنسانية في المواصي عن طريق شارع البحر pic.twitter.com/K4MtDeKMSR
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) January 24, 2024
لم تشفع لهما الراية البيضاء
ويقول محمد عادل بربخ، والد الشهيدين ناهض الذي يبلغ من العمر (13 عامًا) ورامز صاحب الـ20 عامًا "حينما قررنا المغادرة، خرج ابني ناهض يحمل الراية البيضاء ولم يبتعد سوى أمتار قليلة عن البيت حتى تعرض لإطلاق نار في قدمه، ثم باغتته رصاصات في بطنه ورقبته".
وأضاف أن شقيقه الآخر رامز حاول إنقاذه، وما إن وصل إليه حتى تعرض لإطلاق نار في قلبه وسقط فوق شقيقه، ولم تشفع لهم الراية البيضاء.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي نشر على منصة إكس تغريدتين يومي 23 و24 يناير، قبل يوم وفي يوم حادثة قنص ناهض ورامز، طالب سكان حي الأمل بالإخلاء، بما في ذلك سكان "بلوك 109" على الخريطة الإسرائيلية، ووفق تحديد الموقع الجغرافي لمنزل عائلة بربخ فإن المنزل ومكان الحادثة يقع في نفس البلوك المشار إليه.
توقيت وموقع الاستهداف
تمكن التحقيق من تحديد الموقع الجغرافي لموقع تعرض رامز وناهض لنيران القناصة الإسرائيلية، ويقع المكان بجوار مدرسة هارون الرشيد في حي الأمل، وهي المنطقة التي تقع في "بلوك 109 في الخريطة الإسرائيلية" وفق تحديد جغرافي وشهادات العائلة.
ووفق شهادات العائلة فقد حددت توقيت استهداف الشقيقين بحوالي الساعة العاشرة والنصف صباحا من يوم 24 يناير/كانون الثاني الحالي، فيما التقطت الصورة بعد استشهادهما بين الساعة الواحدة، والواحدة والنصف ظهرًا وفق تحديد اتجاه الشمس والظل وما ورد في الشهادات الحصرية.
موقع الجريمة التي ارتكبها الاحتلال بحسب المعطيات التي تتبعتها الجزيرةوروى أحمد بربخ شقيق الشهيدين، تفاصيل التقاطه للصورة الوحيدة التي توثق الجريمة وقال "صورت أخواي الشهيدين حتى لا أنساهما، ولكي أوثق هذه الجريمة؛ جريمة قتل طفل يحمل راية بيضاء وشقيقه الذي حاول إنقاذه وقتل أيضًا".
وتظهر صورة الشقيقين بعد استشهادهما آثار الدماء والراية البيضاء التي كانا يحملانها لدى تحركهما باتجاه منطقة النزوح في المواصي غرب خان يونس، لكنهما لم يرافقا عائلتهما بسبب استشهادهما، وواصلت العائلة المهمة القاسية التي روتها لمحاولة حماية نفسها من نيران القناصة وعبور طريق آخر أجبرتها على تكسير حائط للعبور من شوارع فرعية ومنازل أخرى، وتابعت سيرها حتى وصلت إلى منطقة الطريق الساحلي بخان يونس واستقرت في خيمة هناك.
ناهض (يمين) ورامز استشهدا برصاص قناصة إسرائيليين خلال محاولتهما النزوح بطريق حدده جيش الاحتلال على أنه "آمن" (الجزيرة) نشاط الجيش الإسرائيليووفق صور أقمار صناعية حصلت عليها الجزيرة، فقد رصدت آثار العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي بمنطقة الكتيبة بمسافة تبعد 400 متر عن موقع استهداف الشقيقين، حيث التقطت الصور يوم 19 يناير/تشرين الأول الجاري.
وتبعد الآليات الإسرائيلية عن موقع الحدث بمسافة حوالي 900 متر.
صور أقمار صناعية رصدت آثار العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي بمنطقة تبعد 400 متر عن موقع استهداف الشقيقين (الجزيرة) مصير مجهول للجثتينوحصلت الجزيرة أيضا على شهادات حصرية للعائلة، حيث تحدث والد ووالدة وأشقاء الشهيدين عن تفاصيل الجريمة بشكل مفصل، كما تحدثوا عن وقع وصعوبة الجريمة عليهم خاصة أنهم يفتقدون لأية معلومات بشأن مصير جثتي الشهيدين ناهض ورامز لعدم تمكنهم من انتشالهما ومغادرتهم المنطقة تحت القصف وإطلاق النار.
ويروي محمد عادل بربخ والد الشهيدين اللحظات الصعبة التي عاشها مع عائلته بعد قنص ابنيه وكيف أنه لجأ إلى الصليب الأحمر الدولي بعد الحادثة عدة مرات لمعرفة مصير جثتيهما لكن لم يتوصل إلى نتيجة ليتركهما وراءه والحسرة لا تفارق قلبه.
بينما قالت والدة الشهيدين إنها شاهدت ابنيها وهما يستشهدان أمام عينيها وحاولت الخروج من المنزل واستدعاء الإسعاف أملا في أن يكونا ما يزالان على قيد الحياة إلا أن كثافة النيران منعتها وأصيبت في معصمها بطلق ناري أيضا.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى اليوم 26 ألفا و422 شهيدا، و65 ألفا و87 مصابا إضافة إلى دمار هائل بالبنية التحتية والأحياء السكنية والمستشفيات وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حی الأمل خان یونس
إقرأ أيضاً:
مقتل 7 مدنيين في قصف للدعم السريع على مخيم نازحين بالفاشر
الفاشر– أفادت مصادر محلية بمقتل 7 مدنيين وجرح 47 آخرين مساء السبت، نتيجة قصف مدفعي مكثف شنته قوات الدعم السريع على سوق مخيم أبو شوك للنازحين شمالي مدينة الفاشر، غرب السودان.
وشهدت المدينة خلال يومي الجمعة والسبت تبادلا للقصف المدفعي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما اضطر عشرات المواطنين، معظمهم من الأطفال والنساء، للفرار من منازلهم إلى أماكن أكثر أمانا.
وقال مدير عام الصحة بشمال دارفور الدكتور إبراهيم خاطر، للجزيرة نت، إن وزارته سجلت 7 شهداء مدنيين و47 جريحا نتيجة القصف الذي استهدف سوق المخيم مساء السبت، مشيرا إلى أن جميع الضحايا من النساء، وأكد أن المستشفى السعودي الوحيد الذي لا يزال يعمل في المدينة يواصل تقديم خدماته بكفاءة عالية، مع حرصه على دعم السكان المحتاجين.
وقالت قيادة الفرقة السادسة مشاة بالجيش السوداني، في منشور على صفحتها بفيسبوك، إن قوات "الدعم السريع قصفت سوق الخضار في المخيم بثلاث قذائف هاوزر".
وأوضحت أنها "أحصت 15 قتيلا وعشرات الجرحى، مؤكدة بلهجة ساخرة "أن مليشيا التمرد لم تستهدف القوات المسلحة أو القوات المشتركة أو المستنفرين (قوات مساندة) أو المقاومة الشعبية، بل كانت تسعى لتحقيق الديمقراطية على حساب أرواح المواطنين العزل من خلال قصف الأسواق وموارد المياه في المدينة".
وفي السياق، وجّه قائد الفرقة السادسة مشاة في الفاشر اللواء محمد أحمد الخضر رسالة عبر فيديو نُشر على صفحة القيادة، دعا فيها قادة الدعم السريع في المدينة إلى وضع السلاح والانضمام إلى صفوف القوات المسلحة قبل فوات الأوان، وأكد على ضرورة الالتزام بمناشدات الحكماء وقادة الإدارة الأهلية، محذرا من الانجرار وراء "الفتن التي يثيرها قادتهم في الخارج".
ويعيش الآلاف من النازحين في مخيم أبو شوك، شمالي مدينة الفاشر، حالة من الخوف المستمر بعد أن تعرضت أسواقهم ومنازلهم لقصف مدفعي مميت من قِبل قوات الدعم السريع.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه هؤلاء النازحون أوضاعا إنسانية صعبة للغاية، في ظل غياب المنظمات والهيئات الدولية التي تقدم المساعدات الغذائية والخدمات الصحية والمياه الصالحة للشرب.
قلق متزايدووفق مصادر محلية، تواصل قوات الدعم السريع استهداف منازل المدنيين في وسط مدينة الفاشر باستخدام المدفعية الثقيلة، حيث تركز قصفها على بعض الأحياء الجنوبية والغربية.
واليوم الأحد، شُوهدت طائرة حربية للجيش السوداني تحلّق في سماء المدينة، في حين عزز الجيش وحلفاؤه دفاعاتهم في الأحياء الشرقية تحسبا لأي هجوم محتمل.
وفي حديثه للجزيرة نت، عبّر سليمان الطاهر، أحد سكان حي الرديف بمدينة الفاشر، عن قلقه الكبير على أرواح المدنيين العزل في ظل تصاعد القتال والقصف، وقال للجزيرة نت "لا نريد رؤية المزيد من الأبرياء يسقطون ضحايا لهذه المواجهات".
وناشد جميع الأطراف لوقف إطلاق النار فورا، والعمل على إيجاد حل سياسي ينهي هذا النزاع الدامي الذي أصبحت تكلفته باهظة على المدنيين.
وقالت المواطنة أفراح آدم، من مخيم أبو شوك للجزيرة نت، "نعيش في أجواء من الخوف والقلق. الأطفال لا يعرفون ما يحدث، ونعاني من نقص في الغذاء والمياه. نريد أن نعيش بسلام، ونطالب الجميع بإنهاء الحرب".