القرن الأفريقي… حرب الإرادات والطموح
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
كتب الأستاذ الجامعي د. محمد عبد الحميد
في العلاقات الدولية تنشب الحروب عادة عندما تتعارض المصالح القومية للدول بشكل يصعب فيه التوفيق بين تلك المصالح، لا سيما عندما يُعبر عن المصالح بالإرادة السياسية political will وهذه الأخيرة تمثل الدافع الرئيس لسلوك الدول... و تتحقق المصالح القومية عادة وفقاً لقدرات الدولة في ممارسة نفوذها في المسرح الدولي بإستخدام الإرادة السياسية وإملائها على الخصوم حتى يذعنوا سلمياً أو بالحرب بممارسة القوة الخشنة في ميدان المعركة وإجبار الخصم على فعل ما يريد صاحب الإرادة.
على عموم الأمر، يمكن وصف إتفاق أديس أبابا مع أرض الصومال بأنه إتفاق لا يخلو من نفس انتهازي، ويعبر عن حالة يأس State of disparity مفرط يعتري الطرفين.. فأثيوبيا من جانبها تريد منفذاً على البحر لتمارس عليه سيادتها وتستغله للأغراض العسكرية بأي ثمن. وأرض الصومال تريد مَن يتعرف بها بأي ثمن، لذلك فإن كلا الطرفين مدفوعاً بحالة يأس مفرط في تبادل هذه المصلحة المستحيلة... فأرض الصومال لم تهبط فجأة للوجود من السماء، وإنما كانت موجودة منذ العام 1991 لم تعترف بها إثيوبيا طوال هذه الفترة إلا عندما حان الوقت بعد أن فرغت نسبياً من قضية السد الذي إستنزف منها الكثير من الجهد الفني والدبلوماسي، فهي الآن تخطو وئيداً نحو هدفها في استعادة أمجادها الإمبراطورية وتحقيق مقولة احد جنرالاتهم أن حدود أثيوبيا هي البحر الأحمر.. غير أن الأمر بالنسبة لدولة الصومال وفيما عبرت عنه وزارة الخارجية بأنه انتهاك لسيادتها ووحدة أراضيها. وبالنسبة لمصر فإنه تجاوز من قبل إثيوبيا لحقائق الجغرافيا السياسية ومحاولة للتمدد في منطقة حيوية بالنسبة لها "وتغول" على دورها الريادي في المنطقتين العربية والأفريقية.. لذلك كان تصريح الرئيس المصري واضحاً وإن جاء تحت ستار الدفاع عن دولة عربية شقيقة ووحدة أراضيها. وقد ينطوي على تهديد تكاد تتردد في نبراته لغة الأخ الأكبر حيث ذكر في المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع الرئيس الصومالي (ما حدش يجرب مصر، ويهدد اشقاءها) والمعنى واضح وما قد ينطوي عليه من وعيد... وهكذا انتصب عود صراع الإرادات في القرن الأفريقي والبحر الأحمر .. وهكذا احتضنت مصر كرة النار الملتهبة على حين لن تتراجع إثيوبيا عما تعتبره حق لها في الإطلال على البحر مهما كان حجم التهديد والوعيد ومصدره.. كما لن تفتأ جمهورية الصومال بتذكير مصر بواجبها والتزامها بالوقوف الي جانبها وهكذا ستشهد منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر سُعار حرب لا أحد يدعي أنها فُرضِت عليه.
د.محمد عبد الحميد
wadrajab222@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القرن الأفریقی البحر الأحمر بعد أن
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مستعمرة مرجانية ضخمة من نوع بافونا بوجهة أمالا .. صور
الرياض
أعلنت شركة البحر الأحمر الدولية اكتشاف مستعمرة مرجانية ضخمة من نوع بافونا في وجهة أمالا.
وأوضحت الشركة أن هذه المستعمرة تُعد الأكبر في البحر الأحمر، ويقدر عمرها بنحو 800 عام.
وأضافت الشركة أنه من المقرر أن تصبح هذه المستعمرة نقطة جذب رئيسية للسياح في وجهة أمالا.
ونوهت بأن وجود هذه المستعمرة سيعزز السياحة البيئية ويستقطب عشاق الغوص.