الأسبوع:
2025-01-31@14:41:42 GMT

تشكيليون بمعرض الكتاب: التوثيق يحفظ التراث والهوية

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

تشكيليون بمعرض الكتاب: التوثيق يحفظ التراث والهوية

شهدت قاعة «ديوان الشعر» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، والمقام بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، رابع جلسات برنامج «المؤسسات الثقافية المصرية»، والتي أقيمت تحت عنوان «أهمية التوثيق والنشر في الفن التشكيلي والعمارة»، وأدارها الفنان سعيد عبده.

قالت الدكتورة علية عبد الهادي، إن مجلة الهلال كانت من أوائل المطبوعات العربية التي اهتمت بالنقد الفني، ثم جاءت إصدارات الأهرام وزادت من مساحة الاهتمام بالنقد، وذلك قبل صدور مجلة فنون عام 1924، والتي اهتمت كثيرًا بالفنون بكافة أشكالها، قبل أن يحدث الطفرة الكبيرة فيما يخص تلك المطبوعات، في الخمسينيات والستينيات، موضحة أن أبرز الأسئلة التي كانت تحاول الإجابة عنها الموضوعات النقدية خلال تلك الفترة كانت «الفن التراث والمعاصرة، والفن التشخيص والتجريد، وقضية ومطالب المجتمع»، وهي نفس الموضوعات تقريبًا التي تدور عنها الأبحاث الآن.

تشكيليون بمعرض الكتاب

وتحدثت «عبد الهادي» عن الهوية في الفنون البصرية، مستشهدة بكتاب الدكتور عز الدين نجيب «الفنان المصري وسؤال الهوية»، موضحة أن الهوية الفنية تبدو شاحبة وغائمة في ظل المتغيرات الثقافية، كما تطرقت إلى الحديث عن عدد من المصطلحات الفنية من الكتالوج، والتي أكدت أن له أهمية كبيرة، إذ يقف عائقًا أمام عملية التزوير والسرقة في اللوحات.

وتطرقت «عبد الهادي»، إلى تقنية الذكاء الاصطناعي في مجال الفن التشكيلي، مشيرة إلى أنه كان هناك تخوف من تبديل العقول والخيال لصالح تطبيقات حديثة صنعتها عبقرية العلماء، وتضع الذكاء البشري وذكاء التطبيقات في كفة واحدة.

وقال الفنان حمدي سطوحي، إن التوثيق الفني مر بمراحل متعددة بداية من المعابد، والتي وثق من خلالها مثلًا الحروب مثل معركة قادش عند الفراعنة، مرورًا بالمتاحف التي تقوم بحفظ وجمع التراث الإنساني، وتهدف إلى التنمية الثقافية والتعليم والمعرفة والقيم وإقامة حوار مفتوح بين الحضارات والثقافات المختلفة، وهو ما يعتبر نوعًا من أنواع التوثيق.

اقرأ أيضاًانطلاق مؤتمر «الترجمة من العربية وإليها جسر الحضارات» بمعرض الكتاب

ثقب المفتاح لا يرى.. ترجمة لـ20 شاعرة أمريكية حائزة على نوبل وبولويتزر بمعرض الكتاب

وزارة الأوقاف بمعرض الكتاب: الترجمة الدينية شديدة الحساسية وتحتاج إلى متخصصين

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض الكتاب 2024

إقرأ أيضاً:

معرض الكتاب يسلط الضوء على العلاقات الثقافية بين مصر وتونس والسعودية.. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في قلب معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث يلتقي الفكر بالحوار، شهد الصالون الثقافي ندوة متميزة تناولت العلاقات الثقافية بين مصر وتونس والسعودية، وهي علاقات تمتد لعقود طويلة، قائمة على تبادل الفكر والفن والأدب. لم تكن هذه الروابط وليدة اللحظة، بل هي امتداد لتاريخ حافل من التفاعل الثقافي الذي شكّل الهوية العربية ورسّخ الوعي المشترك بين شعوب المنطقة.
مصر، التي طالما كانت منارة للفكر والإبداع، لم تبخل يوماً بعطائها الثقافي، فامتدت تأثيراتها إلى تونس والمملكة العربية السعودية،في حين أثرى المبدعون التونسيون والسعوديون المشهد الثقافي العربي بإسهاماتهم المتنوعة.

وفي ظل هذا التداخل العميق، تأتي فعاليات مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب لتعزز هذا التقارب، من خلال ندوات وحوارات تجمع المفكرين والمثقفين من مختلف البلدان.

بدأت الجلسة بمداخلة الدكتورة فاطمة الأخضر، الأستاذة الجامعية بكلية الآداب في تونس، التي استعرضت التأثير اللغوي والثقافي العربي في تونس.

وأوضحت أن القيروان، تلك المدينة العريقة، لم تكن مجرد عاصمة سياسية، بل كانت منارة علمية وثقافية، نافست بغداد والبصرة في ازدهارها خلال القرن العاشر الميلادي، وجذبت طلاب العلم من مختلف بقاع العالم لدراسة الطب، الفلك، والعلوم الإنسانية.

لم تقتصر مساهمات تونس على حدودها، بل امتدت إلى مصر والمغرب، حيث انتقلت كتب "بيت الحكمة" إلى القاهرة في العصر الفاطمي، كما ساهمت جامعة القرويين في فاس، التي أسستها القيروانية فاطمة الفهرية، في تعزيز النهضة العلمية في المغرب العربي.

وتطرقت الدكتورة فاطمة إلى أسماء بارزة من الفلاسفة والعلماء الذين خرجوا من القيروان، مؤكدة أن تونس لم تكن فقط مركزًا ثقافيًا، بل محطة رئيسية في نقل العلوم والمعارف إلى بقية أنحاء العالم الإسلامي.

من تونس إلى السعودية، حيث سلطت الدكتورة آمنة بوخمسين، مديرة المعهد العالي "يعقلون"، الضوء على التحولات الثقافية التي شهدتها المملكة. 

وأوضحت أن الثقافة السعودية لم تكن وليدة اليوم، بل تمتد جذورها إلى آلاف السنين، إذ كانت المملكة مهدًا لكبار العلماء والمفكرين منذ العصور الإسلامية المبكرة.

لكن المشهد الثقافي في السعودية شهد قفزة نوعية في العصر الحديث، مع إطلاق مشاريع ضخمة لدعم الفنون، الفلسفة، والموسيقى.

 وأشارت الدكتورة آمنة إلى معهدها "يعقلون"، الذي يُعد أول مؤسسة سعودية متخصصة في تدريس الفلسفة والموسيقى والفنون، كدليل على التوجه الجديد الذي تتبناه المملكة نحو الثقافة والفكر الحر.
تطرقت أيضًا إلى المجالس الثقافية في الأحساء، التي ظلت لسنوات طويلة منابر للحوار والتبادل الثقافي، مؤكدة أن السعودية تشهد نهضة ثقافية غير مسبوقة، تتجلى في مشاريع مثل رؤية 2030، التي تسعى إلى تعزيز الفنون والآداب وحفظ التراث الوطني.

وخلال النقاش، طرح الناقد د. حسام نايل تساؤلًا حول دور التيار النسوي في الثقافة السعودية، لتوضح الدكتورة آمنة أن الحركات النسوية نشأت في بدايتها للمطالبة بحقوق لم تكن متاحة، لكن اليوم، بعد حصول المرأة السعودية على كافة حقوقها، أصبح مفهوم النسوية بحاجة إلى إعادة تعريف، مؤكدة أنه لا يوجد فرق جوهري بين الأدب الذي يكتبه الرجال أو النساء، فالمهم هو قيمة النص وليس جنس كاتبه.

أما المؤرخ السعودي الدكتور منصور الدعجاني، عضو اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة، فقد تناول الجذور الثقافية للمملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن الخط العربي نشأ في المدينة المنورة تحت اسم "الخط المدني"، قبل أن يتطور لاحقًا إلى "الخط الكوفي" في العصر العباسي.
كما تحدث عن الرحلات العلمية من بلاد المغرب العربي، وتحديدًا تونس، التي ساهمت في تعزيز التبادل الثقافي بين المشرق والمغرب، مؤكدًا أن السعودية لم تكتفِ بالحفاظ على تراثها، بل تسعى اليوم لتوثيقه عالميًا. وأشار إلى أن وزارة الثقافة السعودية، التي تأسست عام 2018، أطلقت خططًا طموحة لتسجيل 9000 موقع تراثي ضمن هيئة التراث الوطنية، مما يعكس التزام المملكة بالحفاظ على هويتها الثقافية.

اختتمت الندوة بتأكيد المشاركين على أن التواصل الثقافي بين الدول العربية، ولا سيما بين تونس والسعودية، يمثل نموذجًا حقيقيًا لقدرة الثقافة على توحيد الشعوب. فالثقافة ليست مجرد كتب ومؤلفات، بل هي جسور تمتد عبر الزمن، تعبر الحدود الجغرافية، وتخلق فضاءً مشتركًا للحوار والإبداع.

وسط عالم سريع التغير، تبقى الثقافة العربية بمختلف تنوعاتها قادرة على مد الجسور بين الشعوب، ومثل هذه الندوات ليست إلا خطوة جديدة نحو مستقبل أكثر إشراقًا للحوار الثقافي العربي.

مقالات مشابهة

  • معرض الكتاب يسلط الضوء على العلاقات الثقافية بين مصر وتونس والسعودية.. صور
  • كتب التراث الأكثر مبيعا في جناح دار الكتب بمعرض الكتاب
  • وحي القلم.. توقيع الخط الديواني المصري بمعرض القاهرة الكتاب
  • الآثار والمتاحف تعلن فتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا
  • رويترز: طائرة بلاك هوك العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت في رحلة تدريبية
  • ندوة بمعرض الكتاب حول دور المتاحف المتخصصة في تعزيز الهوية
  • خبراء يناقشون بمعرض الكتاب الدور العماني والمصري في دعم الثقافة والإنتاج الفكري
  • خبراء يناقشون الدور العماني والمصري في دعم الثقافة والإنتاج الفكري بمعرض الكتاب
  • مناقشة "تاريخ الدول والملوك" بمحور التراث الحضاري بمعرض الكتاب
  • أم كلثوم التي لا يعرفها أحد.. ندوة تكشف أسرار كوكب الشرق بمعرض الكتاب