سودانايل:
2025-04-27@22:10:23 GMT

المستقبل والضياع

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

الخبر:
نقلاً عن جريدة سودانايل الإلكترونية:
(أكدت رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة {اليونيسيف} في السودان أنه و إذا ما إستمرت الحرب بين ”الجنرالين“ المتنازعين على السلطة ستشهد البلاد ”كارثة جيلية“ أولى ضحاياها ٢٤ مليون طفل سوداني)..

.
الأحداث:
صور ضحايا حرب بلاد السودان المتوفرة بكثافة في الوسآئط الإجتماعية تبينُ أن معظم القتلى من الجانبين المتقاتلين ، إن لم يكن جلهم ، هم من الفئة الشبابية...
حركات نزوح و لجوء غير مسبوقة لملايين السودانيين من سكان العاصمة و أقاليم: دارفور و الجزيرة و كردفان و مناطق أخرى إلى داخل و خارج حدود بلاد السودان...
درجات من المعاناة و الدمار و الخراب لحقت بالأنفس و الممتلكات الخآصة و المرافق العامة يصعب وصفها أو تقديرها...
الواقع:
جميع الساحات: السياسية و الإدارية و الإقتصادية و العسكرية و الأمنية و التعليمية و الصحية و الإجتماعية و الإعلامية و... و... و... يسودها التخبط/الفوضى/الفشل/التدهور/الضعف/الإنهيار/السقوط بسبب الحرب و عقود طويلة من: القمع و سوء الإدارة و التخطيط و غياب التنمية و الفساد العظيم الذي تسببت فيه الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و آخرون من قبلهم/دونهم...
إبتدآءً ، إن الحرب الدآئرة الآن في بلاد السودان ليست بين جنرالين ، و وصفها هكذا فيه إخلالٌ عظيمٌ بالحقيقة ، فجوهر الصراع الحالي و حقيقته هو التنافس المحموم على إخماد و وأد الثورة السودانية الداعية إلى التغيير و الحرية و العدالة و حسن الإدارة و محاربة الظلم و الفساد ، و ما قتل و إبادة شباب ثورة الشعوب السودانية و موت الأطفال إلا من مظاهر و إفرازات ذلك الصراع و التنافس...
أما الجنرالان المتقاتلان و توابعهما فما هم إلا وكلآء لأطراف ضالعة/والغة في الشأن السوداني: الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و جهات خارجية/أجنبية متعددة ، و لهذه الأطراف مصلحة في إشعال و إستدامة الحروب حتى يتسنى لها إستعادة/إمتلاك السلطة و إحتكار/إستغلال موارد بلاد السودان الهآئلة من: المياه العذبة و الأراضي الزراعية المنبسطة الخصبة و الغابات المنتجة و المراعي الطبيعية و بهيمة الأنعام و المعادن...
و قد توافقت أهداف جميع الأطراف على أن أفضل السبل لضمان رعاية/خدمة المصالح يكون عن طريق إسكات صوت الثورة السودانية الداعية إلى التغيير و الإصلاح و العدالة و محاربة الفساد ، بحسبان أن إخماد الثورة سوف يسهل عمليات/إستمرار/إستدامة الإستغلال و نهب الموارد و تدفق ثروات بلاد السودان و إنسيابها بسهولة و دون عوآئق ، و أن عملية الإخماد تتضمن إضعاف الدولة السودانية بصورة ممنهجة عن طريق خلق الأزمات و الحروب و الإرباك و الفوضى ، و إن دعى الحال تشريد السكان و قتلهم و تقسيم بلاد السودان إلى دويلات و سلطات تابعة و خاضعة يسهل توجيهها و التحكم فيها...
الختام:
و إن كان مستقبل الشعوب في إستثمار النشء و الشباب و الموارد فإن الدلآئل و المعطيات تشير إلى أن كارثة عظيمة سوف تحل أو قد حلت ببلاد السودان ، و أن إستمرار الحرب و الأزمة السودانية الحالية يهدد مستقبل/وجود دولة بلاد السودان بصورة مباشرة...
و الشاهد/الظاهر هو أن هنالك غياب تآم للعقل و الحكمة و الرؤى في الوقت الحاضر و تغييب/إنزوآء/تقاعس جماعات القادرين عن المبادرة و العمل و الفعل الإيجابي الذي يُجَوِّدُ و يُنقِّحُ سبل و وسآئل النضال الجماهيري ضد الظلم...
و لا سبيل لمنع الفوضى و الإنهيار التآم و ضياع مستقبل شعوب بلاد السودان إلا عن طريق إفشال كل المخططات الإستغلالية ، و لن يتأتى ذلك إلا عن طريق عودة الوعي للشعوب السودانية و مواصلة أصحاب المصلحة الحقيقية مشوار ثورة التغيير الذي بدأ...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: بلاد السودان عن طریق

إقرأ أيضاً:

جنوب السودان على شفا الحرب الأهلية

ينسب للدكتور فرنسيس دينق، المثقف والدبلوماسي السوداني - الجنوب سوداني المعروف، أنه مَن اقترح فكرة «دولة واحدة بنظامين»... حلاً لإنهاء النزاع في السودان قبل انفصال جنوب السودان. ينتمي فرنسيس دينق إلى منطقة آبيي الحدودية المتنازع عليها بين الدولتين؛ ولأن أبناء هذه المنطقة نشأوا في أجواء التداخل بين البلدين، فقد كان حريصاً على بقاء السودان موحداً؛ لهذا طرح صيغة دولة واحدة كونفدرالية تُحكَم بنظامين لكل جزء من البلاد. وعندما انفصل جنوب السودان وصار دولة مستقلة تحمل كل أدواء الدولة السودانية القديمة من فساد ونزاعات وحرب أهلية، صار الشعار الجديد الذي يصف الأوضاع في البلدين... «دولتان بنظام واحد».

الآن، وبينما تمزّق الحرب الدولة السودانية، فإن دولة جنوب السودان تسير في الطريق نفسها، وتقف على شفا الحرب الأهلية بعد اعتقال الرئيس سلفا كير ميارديت نائبه الدكتور رياك مشار ومعه عدد من قادة حركته، بعد تجدد النزاع المسلح في منطقة الناصر.

الحقيقة أنه ومنذ استقلال دولة جنوب السودان في عام 2011، لم تتوقف النزاعات بين الرجلين، فقد بدأت مبكراً في عام 2013 باتهام الرئيس سلفا كير نائبه مشار بتدبير محاولة انقلاب ضده، وخرج مشار ليكوّن انشقاقاً من التنظيم الذي كان يجمعهما، الحركة الشعبية لتحرير السودان (SPLM)، وكوّن مشار تنظيم الحركة الشعبية في المعارضة (SPLM-IO).

وتكررت النزاعات أكثر من ثلاث مرات خلال الفترة من 2013 وحتى 2025، ودائماً ما تمر بمرحلة خروج رياك مشار أو عزله من جانب الرئيس، ثم تتوسط دول الجوار والمنظمات الإقليمية والدولية ليوقّع الرجلان على اتفاقية سلام، سرعان ما يتم خرقها. تكرر هذا أكثر من مرة، وتم التوقيع على اتفاق سلام في 2018، وتم تفعيله في عام 2020 وتشكيل الحكومة.

ولأن العامل القبلي هو الأكثر تأثيراً؛ فإن سلفا كير يعتمد على تأييد ودعم الدينكا، أكبر المجموعات القبلية في جنوب السودان، بينما ينتمي مشار إلى قبيلة النوير، ثاني أكبر القبائل التي تملك مقاتلين أشداء.

وقد تفجَّرت الأزمة الأخيرة بصدام عسكري في منطقة الناصر بين وحدات من قوة دفاع شعب جنوب السودان، الجيش الرسمي، ومجموعات من الجيش الأبيض، وهي ميليشيا من قبيلة النوير التي ينتمي إليها رياك مشار، وليست جزءاً من جيش مشار، لكنها تقاتل إلى جانبه في كل صدام مع الحكومة. وقد تصاعد القتال لدرجة اغتيال قائد حامية الناصر اللواء ماجور داك بإسقاط طائرة تابعة للأمم المتحدة كانت تحاول نقله خارج المنطقة المحاصرة.

رأى سلفا كير أن نائبه الأول مشار مسؤول عن هذه الحادثة، وأخضعه لاعتقال منزلي بحراسة مشددة، وقرر تقديمه للمحاكمة. وقد تقاطر الوسطاء من «الإيغاد» والاتحاد الأفريقي على العاصمة جوبا للتوسط لحل النزاع، لكن لم يُسمح لهم بمقابلة نائب الرئيس المعتقل مشار.

تزامن ذلك مع تغييرات أجراها الرئيس سلفا كير في طاقم نوابه الخمسة، المعينين طبقاً لاتفاق تقاسم السلطة في عام 2020؛ إذ أقال النائب الممثل لحزبه الحركة الشعبية، جيمس واني أيقا، وعيَّن مكانه الرجل الغامض والقادم بقوة بنيامين بول ميل، كما أقال حسين عبد الباقي، ممثل أحد فصائل المعارضة وعيَّن مكانه جوزفين لاقو.

ومن الواضح أن هناك ارتباطاً كبيراً بين هذه التعيينات والأوضاع السياسية في البلاد. فالسيد بول ميل الذي تقدم ليشغل منصب نائب الرئيس ليس من القيادات التاريخية المعروفة للحركة الشعبية، ومعظم نشاطه لم يكن سياسياً، وإنما في مجال الاقتصاد والاستثمار، وهو من المقربين للرئيس سلفا كير وموضع ثقته. وهناك اعتقاد شائع في جنوب السودان أن سلفا كير يؤهّله ليخلفه في منصب الرئيس؛ ولهذا فإن قرار إقالة ومحاكمة رياك مشار الغرض منه إزاحته من أي سباق محتمل على الرئاسة. ومشار، رغم أنه يقف في المعارضة، ولا ينتمي إلى قبيلة الدينكا التي غالباً سيأتي الرئيس من صفوفها، فإنه في حال ترشحه للرئاسة قد يضعف حظوظ بول ميل بحكم أنه من القيادات التاريخية للحركة الشعبية وله خبرات طويلة في العمل السياسي والتنفيذي.

يقف الجنوب الآن على شفا حرب أهلية، يبدو ظاهرها الصراع السياسي على السلطة، لكن بحكم الجذر القبلي القوي للسياسة في جنوب السودان فستتحول صراعاً إثنياً دموياً يهدّد وحدة جنوب السودان. وهو صراع لن تتحمله بنية الدولة الوليدة المثقلة بالصراعات والفقر والفساد والمهدَّدة بالمجاعات، وستتقاطع مع الحرب الدائرة في السودان، فتشتعل كل المنطقة.

فيصل محمد صالح

نقلا عن القدس العربي  

مقالات مشابهة

  • السلطات السودانية تقبض على 2 طن في أكبر عملية بعمق البحر الأحمر
  • تصاعد استخدام المسيّرات في الحرب السودانية .. «قوات الدعم السريع» تواصل قصف مواقع مدنية وعسكرية
  • الخارجية السودانية تستدعي القائم بأعمال السفارة الصينية في السودان لاستيضاحه حول كيفية امتلاك الدعم السريع مُسيّرات صينية استراتيجية
  • البرهان يلتقي السيسي في القاهرة الاثنين القادم ويفتتح مباني السفارة السودانية الجديدة
  • من أشعل الحرب في السودان؟ ما الذي حدث قبل 15 أبريل؟
  • أمير القصيم: خارطة طريق طموحة لرسم المستقبل
  • الحركة الإسلامية السودانية… المأزق والغنيمة
  • جنوب السودان على شفا الحرب الأهلية
  • يجب حظر الحركة الإسلامية السودانية
  • الخارجية السودانية تبلغ البعثات الدبلوماسية بإجراءات استلام مقارها في الخرطوم