سودانايل:
2024-11-15@20:53:31 GMT

المستقبل والضياع

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

الخبر:
نقلاً عن جريدة سودانايل الإلكترونية:
(أكدت رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة {اليونيسيف} في السودان أنه و إذا ما إستمرت الحرب بين ”الجنرالين“ المتنازعين على السلطة ستشهد البلاد ”كارثة جيلية“ أولى ضحاياها ٢٤ مليون طفل سوداني)..

.
الأحداث:
صور ضحايا حرب بلاد السودان المتوفرة بكثافة في الوسآئط الإجتماعية تبينُ أن معظم القتلى من الجانبين المتقاتلين ، إن لم يكن جلهم ، هم من الفئة الشبابية...
حركات نزوح و لجوء غير مسبوقة لملايين السودانيين من سكان العاصمة و أقاليم: دارفور و الجزيرة و كردفان و مناطق أخرى إلى داخل و خارج حدود بلاد السودان...
درجات من المعاناة و الدمار و الخراب لحقت بالأنفس و الممتلكات الخآصة و المرافق العامة يصعب وصفها أو تقديرها...
الواقع:
جميع الساحات: السياسية و الإدارية و الإقتصادية و العسكرية و الأمنية و التعليمية و الصحية و الإجتماعية و الإعلامية و... و... و... يسودها التخبط/الفوضى/الفشل/التدهور/الضعف/الإنهيار/السقوط بسبب الحرب و عقود طويلة من: القمع و سوء الإدارة و التخطيط و غياب التنمية و الفساد العظيم الذي تسببت فيه الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و آخرون من قبلهم/دونهم...
إبتدآءً ، إن الحرب الدآئرة الآن في بلاد السودان ليست بين جنرالين ، و وصفها هكذا فيه إخلالٌ عظيمٌ بالحقيقة ، فجوهر الصراع الحالي و حقيقته هو التنافس المحموم على إخماد و وأد الثورة السودانية الداعية إلى التغيير و الحرية و العدالة و حسن الإدارة و محاربة الظلم و الفساد ، و ما قتل و إبادة شباب ثورة الشعوب السودانية و موت الأطفال إلا من مظاهر و إفرازات ذلك الصراع و التنافس...
أما الجنرالان المتقاتلان و توابعهما فما هم إلا وكلآء لأطراف ضالعة/والغة في الشأن السوداني: الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و جهات خارجية/أجنبية متعددة ، و لهذه الأطراف مصلحة في إشعال و إستدامة الحروب حتى يتسنى لها إستعادة/إمتلاك السلطة و إحتكار/إستغلال موارد بلاد السودان الهآئلة من: المياه العذبة و الأراضي الزراعية المنبسطة الخصبة و الغابات المنتجة و المراعي الطبيعية و بهيمة الأنعام و المعادن...
و قد توافقت أهداف جميع الأطراف على أن أفضل السبل لضمان رعاية/خدمة المصالح يكون عن طريق إسكات صوت الثورة السودانية الداعية إلى التغيير و الإصلاح و العدالة و محاربة الفساد ، بحسبان أن إخماد الثورة سوف يسهل عمليات/إستمرار/إستدامة الإستغلال و نهب الموارد و تدفق ثروات بلاد السودان و إنسيابها بسهولة و دون عوآئق ، و أن عملية الإخماد تتضمن إضعاف الدولة السودانية بصورة ممنهجة عن طريق خلق الأزمات و الحروب و الإرباك و الفوضى ، و إن دعى الحال تشريد السكان و قتلهم و تقسيم بلاد السودان إلى دويلات و سلطات تابعة و خاضعة يسهل توجيهها و التحكم فيها...
الختام:
و إن كان مستقبل الشعوب في إستثمار النشء و الشباب و الموارد فإن الدلآئل و المعطيات تشير إلى أن كارثة عظيمة سوف تحل أو قد حلت ببلاد السودان ، و أن إستمرار الحرب و الأزمة السودانية الحالية يهدد مستقبل/وجود دولة بلاد السودان بصورة مباشرة...
و الشاهد/الظاهر هو أن هنالك غياب تآم للعقل و الحكمة و الرؤى في الوقت الحاضر و تغييب/إنزوآء/تقاعس جماعات القادرين عن المبادرة و العمل و الفعل الإيجابي الذي يُجَوِّدُ و يُنقِّحُ سبل و وسآئل النضال الجماهيري ضد الظلم...
و لا سبيل لمنع الفوضى و الإنهيار التآم و ضياع مستقبل شعوب بلاد السودان إلا عن طريق إفشال كل المخططات الإستغلالية ، و لن يتأتى ذلك إلا عن طريق عودة الوعي للشعوب السودانية و مواصلة أصحاب المصلحة الحقيقية مشوار ثورة التغيير الذي بدأ...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: بلاد السودان عن طریق

إقرأ أيضاً:

مُستنفَرون من منازلهم

مُستنفَرون من منازلهم
يغيب العقل النقدي عن الوعي، فتنشط غدد الوعي الإثني !.

عزالدين صغيرون
إذا التمسنا العذر للعامة من الناس انخداعهم بما تنشره منصات الكيزان من أكاذيب وادعاءات، فإن السؤال يتجه إلى من نحسبهم نخب البلد المثقفة الفاهمة لما يحدث: كيف صاروا أبواقاً تردد صدى الأكاذيب وتدعمها بما أتيح لها من علم وثقافة ؟!.
إذا كان عن هذا جهل منهم، فما قيمة هذه اللافتة العريضة الواسعة البرَّاقة التي يستظلون بظلها، ويتمتعون بسلطة ومكانة، وبنفوذ سياسي واجتماعي غير مستحق؟.
وإذا كان هذا الدور اللاأخلاقي يتم رغم علمهم، وبمعرفتهم، فما هي قيمة هذا الثمن الذي يستحق التضحية بضميرهم الانساني وبشرف الكلمة ؟!!.
وأياً ما كان هذا الثمن فليعلموا غداً بأنهم كانوا مجرد بيادق تحركهم أصابع تحيك بلؤم وذكاء ومهارة مؤامرة، ليس لتقسيم السودان وحسب، بل لمحوه من خارطة العالم.
ليس ذلك وحسب، بل انهم وباستنفارهم من منازلهم، كانوا لا يقلون جهلاً واستغفالاً عن الصبية الأغرار الذين قادتهم ميديا الكيزان و "انصرافيها" إلى حتفهم في محرقة هذه الحرب. وأنهم مثلهم يستجيبون لدعوة "الطبيب العسكري" طارق الهادي كجاب للقتال نيابة عن الجيش دفاعاً عن أنفسهم واخذ ثأرهم و"تبريد بطنهم"، من عدوهم، كما قال حرفياً (لأن الاسلام ما فيهو جيش) !!.

(2)
يحدث هذا لنخبنا المستنيرة، على سبيل المثال:
حين يسدد الحزب الشيوعي سهامه إلى صدر كل من يسعى لوقف الحرب مصطفاً مع الكيزان ومتناغماً مع هذر الانصرافي وهرطقاته التحشسيدية. ويرفض حتى مبدأ الجلوس مع وفد تقدم في جولته الخارجية لوقف الحرب وإغاثة المنكوبين.
كما ويحدث حين "يتبرع" أمجد فريد الذي كان يتخذ موقعه في كابينة قيادة حكومة الثورة الانتقالية، ومقرباً من ربانها حمدوك، بشيطنة الدعم السريع، ويبعث من موقعه الإسفيري الحقوقي برسالة، مشتركة إلى "اللورد كولينز أوف هايبري"، وزير الدولة البرلماني البريطاني لشؤون أفريقيا، رئيس الإحاطة الوزارية للأمم المتحدة حول السودان، وبنسخة منها إلى: السيدة روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، ويطالب فيها: " بتحرك عالمي جماعي عاجل لمواجهة فظائع قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة"، وفق ما جاء نصاً فيها بتاريخ 11 نوفمبر 2024.

(3)
مضمون ومطالب الرسالة التي زيلَّها أمجد إلى جانب موقعه " فكرة للدراسات والتنمية (Fikra for Studies and Development) بتوقيع (12) جهة ومنظمة حقوقية وتنموية، لا يعلم إلا الله وحده كيف استطاع انتزاع تواقيعها، فهي تضم خليطاً من السودان، و أوغندا، وبريطانيا على النحو االتالي: المبادرة الاستراتيجية للمرأة في القرن الأفريقي ((SIHA، و (منتدى السودان وجنوب السودان) و(مؤتمر الجزيرة!) و (مجموعة الدعم لدارفور) و(منظمة عوافي السودانية) و(منظمة التنمية الاجتماعية السودانية - المملكة المتحدة) و(منظمة التنمية الاجتماعية السودانية – السودان) و (حقوق من أجل السلام) و(التيار الوطني) و (منظمة التعليم الريفي للتنمية – اوغندا) و(المبادرة السودانية لوقف الحرب وبناء السلام) و (منظمة محفزات السلام – أوغندا).

(4)
لك أن تسأل: كيف استطاع التواصل مع كل هذه الجهات واقناعها بوجهة نظر موقعه، وهل بذلوا أي جهد للإلمام بتفاصيل تعقيدات الأزمة وأسبابها ومجريات الأحداث على الأرض ليوقعوا على مسؤولية الدعم السريع عن الجرائم والانتهاكات وحده منفرداً، ثم ليوقعوا على الرسالة التي تخاطب اللورد، وتدعوه في احاطته الوزارية لمجلس الأمن الدولي حول السودان، باعتبار أنهم: " ائتلاف من منظمات المجتمع المدني السودانية والدولية، ببالغ الرجاء والإلحاح (لقيادة) استجابة دولية حاسمة إزاء الكارثة الانسانية المستعرة في ولاية الجزيرة". وذلك لأن قوات الدعم السريع قادت حملتها الإرهابية في ولاية الجزيرة بسبب انشقاق كيكل "وهذه الهجمات الانتقامية تُرتكب ضد مدنيين عزل، باستخدام أسلحة متقدمة وتقنيات عسكرية عالية الدقة".

(5)
حسناً ربما تسأل: "ليه إنت "مُدَّحِّشْ/ حارِنْ"، بكل هذا التركيز في رسالة موقع "فكرة" رغم علمك بمحدودية تأثيره ؟!.
هناك عدة نقاط تستوقفك في هذه الرسالة:
- أولها: هذا التركيز القوي على أحداث "شرق الجزيرة"، وكأنها المأساة الوحيدة لهذه الحرب البشعة في السودان. و كأنها الأكثر بشاعة ومأساوية فيها، بما يصرف النظر عن المذابح الدموية التي ارتكبها الجيش الرسمي ومليشيات فلول النظام البائد ومستفريه في الدندر على سبيل المثال، والتي تم فيها ذبح المئات من المدنيين العُزَّل واحراق جثثهم، أو تلك التي ارتكبت بحق المدنيين في الحلفايا ببحري ووفق قوائم بالأسماء، أو تلك الجثث التي تناثرت في سوق أمبده بقصف الطيران لأطفال ونساء ورجال، أو ضحايا قصف الأسواق في قرى ومدن دارفور وكردفان وجنوب الحزام الأخضر في العاصمة بالطيران ... الخ.

(6)
- ثانيها: العناية التي رُسمت بها لوحة المشهد المأساوي في قرى السريحة وأزرق، لتستجيش المشاعر وتستثير حمية الثأر لفظاعتها، رغم أن أغلب تفاصيلها كاذبة وزائفة من نسج الخيال:
" وقد لجأت العائلات اليائسة إلى المساجد بحثاً عن ملاذ آمن، لكنها وجدت نفسها محاصرة في بيوت العبادة التي تحولت إلى ساحات قتل. نفذت قوات الدعم السريع عمليات إعدام جماعي في مساجد التقوى والمشرف وأبو صباح في الهلالية، مدنسة هذه الأماكن المقدسة بسلب حياة العديد من الأبرياء".
ومما له دلالاته الكاشفة عن مقاصد الرسالة وأهدافها، أن كاتبها ضمَّنْ شهادة جهة يُفترض مصداقيتها، مضيفاً: "ووصفت نقابة أطباء السودان مشهداً أكثر فظاعة للأزمة الجارية، حيث تشير تقاريرها إلى وفاة شخص واحد كل نصف ساعة في شرق الجزيرة بسبب الجوع وتدهور الأوضاع الصحية. وتلوح مخاطر المجاعة في الأفق، مهددة بوفاة عدد لا يحصى من الأرواح".

(7)
- ثالثها: بسهولة يمكنك أن ترى أن هذه السردية، وبكل تفاصيل جزئياتها، وبالانطباع العام لتأثيراتها شكَّلت على نحو غريزي وعفوي ردود الأفعال عند مختلف الاتجاهات، الفاعلة والمنفعلة بالأحداث المروعة لهذه الحرب الاجرامية البشعة، لتتجه الأنظار جميعها بالتالي إلى الدعم السريع فتشيطنه ليصبح مكب نفاياتها، ويتحمل وحده وزر مسؤوليتها.
وسترى أن ظلال هذه السردية الزائفة الكثيفة، والتي تم ترويجها بكثافة في كل الاتجاهات، قد انتشر دخانها الكثيف السام وانتشر من أسنة كل الأقلام التي قاربت وقائع الحرب وفظائعها، لتقطع بإدانة الدعم السريع وتجريمه. وكل ذلك بناء على سردية أطلقها في الهواء "لايفاتية" إسفيريون، لم يكلف أحداً من مستقبلي هراءهم نفسه جهد النظر إلى اللوحة في كليتها، وكأنهم منومون مغنطيسياً.

(8)
يستطيع الواحد أن يراجع كل المقالات التي دبجها الكاتبون من مختلف مواقعهم الفكرية والأيديولوجية والاجتماعية ليستبين له كثافة الضباب الأعمى الذي يتخبطون فيه، لتجد بأنهم وقد ولغوا في هذا الجدال بوعي أحادي، تعاملوا مع القوتين المتقاتلتين بعقلية: هلال/ مريخ.
فمن يناصر الجيش المتكوزن يستميت في كشف انتهاكات الدعم السريع. ويفعل الشيء نفسه من يناصر الدعم السريع في رفع الغطاء عن انتهاكات الجيش وميليشياته. وكل منهما يبرئ صاحبه، وينافق نفسه !!.
وحين يغيب العقل النقدي عن الوعي، ويروح في غيبوبة الأدلجة الظلماء، تنشط غدد الوعي الإثني، وكل غدد الوعي ما قبل الحداثي (القبيلة، الطائفة الدينية، الجهة ... الخ). ويتحول الصراع السياسي السلمي الديمقراطي إلى اقتتال دموي.
وهذا ما يحدث الآن.
لقد اصطفت نخبنا السياسية والاجتماعية والثقافية في فسطاطين إثنيين !.
وما من أحد يستطيع أن يصف الاقتتال الذي يدور في السودان اليوم بأنه صراع سياسي، فهو اقتتال عصبيات إثنية، ولن تجدي معه آليات معالجة الصراعات السياسية.

(9)
وليت الأمر توقف هنا وعند هذا الحد. فقد انخرطت القوى الدولية في هذه الرقصة الدموية، وأخذت تدوزن آلاتها الموسيقية لتشارك في العزف على ذات النوتة.
فهل تكوزن المجتمع الدولي هو أيضاً ... أم أنه مؤلف السيمفونية ؟!.
سنرى ذلك.

izzeddin9@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • شهادات نازحين من ولاية الجزيرة السودانية لمكتب الأمم المتحدة: اضطررنا للفرار بسبب القتل والاغتصاب والنهب
  • تعقيدات الأزمة السودانية والمخرج الممكن من النفق المظلم
  • الحكومة السودانية تنضم الى تحالف دولي جديد
  • أسياس أفورقي: خارطة طريق ترعاها إريتريا لتحقيق السلام الشامل في السودان
  • تقرير: مقتل 61 ألف شخص بولاية الخرطوم السودانية في 14 شهرا
  • يخص الطلاب.. إعلان مهم للسفارة السودانية في القاهرة
  • مصر: ندعم بقوة جهود تسوية الأزمة السودانية
  • القنصل السوداني يطالب بفتح القنصلية السودانية في الكفرة لتسهيل الإجراءات للنازحين بشكل أسرع
  • 9 نقاط لفهم تغيير الفئات الكبيرة من العملة السودانية وآثارها الاقتصادية
  • مُستنفَرون من منازلهم