د.ابراهيم الصديق على: ضجيج التفاوض
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
(1)لا معنى للضجيج حول مفاوضات البحرين أو جيبوتي ، هى إمتداد لما سبق وطريق على ذات النسق وجزء من محاولات دولية وإقليمية لتحقيق إختراق وحلول ، هذه قضايا لا تتوقف ، مع كل الدمار فى غزة فإن هناك محادثات تمت بين حماس والاسرائيلين ، وأطلق سراح أسرى وادخلت مساعدات ، وبالتأكيد هناك إستقطاب دولي وضغوط وأجندة وتنازلات ومناورات ويعتمد كل ذلك على صلابة موقف المفاوض ووضوح أجندته وقوة حجته ومتغيرات الواقع السياسي (الإلتفاف الشعبي) والميداني (العسكري) ، و هذا أمر طبيعي.
فى تسعينيات القرن الماضى فاوض دكتور على الحاج فصيل دكتور لام اكول من حركة التمرد فى عز عمليات صيف العبور ، ووقع إتفاق استكهولم ، وكان محل انتقاد كبير ، وقاد مفاوضات اخري عام 1997م ووقع فى يوغندا اتفاقا آخرا لم ينل رضاء الحكومة ، وتم إرسال وفد للإيقاد برئاسة دكتور غازي صلاح الدين ودكتور نافع واستغرق الإجتماع ربع ساعة وتم خلاله رفض الإتفاق ، وبعد ذلك ابعد دكتور على الحاج عن التفاوض..
وذهب الشهيد الزبير محمد صالح وهو نائب الرئيس الى الغابة للتفاوض مع استمرار المفاوضات..
وطيلة مفاوضات ميشاكوس ونيفاشا كانت العمليات مستمرة ولم تتوقف ، هذه قضايا بديهة ومعلومة..
(2)
والمعلوم – أيضا – أن:
– هناك مصالح دولية وتقاطعات وضغوط وتهديدات مبطنة وعلنية ووعود ، للوصول إلى نقاط تقارب ، مع تقديم مقترحات..
– قد تشترط جهة الوساطة السرية فى المفاوضات ، لمسببات تراها هي..
كل ذلك بديهي..
والحنكة السياسية والخبرة التفاوضية تقتضى ، قوة الموقف التفاوضي كما اسلفنا اعلاه ، وحماية ظهرك الدبلوماسي من خلال تحالفات دولية وإقليمية واشتراط مشاركة اطراف وابعاد أطراف اخري ، ومن خلال التمسك باجندة ذات قيمة قانونية وانسانية كبيرة ، ومراعاة توقيت التفاوض والظرف السياسي والميدانى ..
إن قاعدة اتفاق جدة (مايو 2024م) تشكل مرجعية مهمة وهو ما أشار إليه الفريق اول عبدالفتاح البرهان وكذلك الفريق اول الكباشي فى تصريحات واضحة..
لا أملك تفاصيل عما جرى فى المنامة بالبحرين ، وما يهمنى أن الوفد المفاوض تمسك برؤيته ولم يرضخ للمساومات مع شدتها ، وهذا ما يهم وهو مربط الفرس..
اما الهياج واعتبار مجرد التفاوض هو تخاذل أو تنازل فهو تصور بعيد عن الواقعية ، ستجرى اليوم مفاوضات وفى الغد والاتصالات مستمرة وكل الحروب تنتهى باتفاقات وهذه الحرب تتداخل فيها أطراف كثيرة ومن الضرورى مزيد من الإنخراط فى الحوار دون ان تتوقف التعبئة العامة ، فمن الواضح أن احد عناصر الترجيح فى المعادلة..
د.ابراهيم الصديق على
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
هذا ما ترفضه إسرائيل... التفاوض على البارد
قد يبدو الرئيس نبيه بري أكثر الأشخاص استعجالًا للوصول إلى اتفاق نهائي على وقف النار. وقد يكون من بين هذه الأسباب ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه، وهو الذي بدأ يشعر بعد استشهاد السيد حسن نصرالله بأنه بات وحيدًا في الساحة الشيعية. وما يراه من خلال ما يتجمّع لديه من معطيات ومعلومات تجعله مستعجلًا أكثر من غيره. فبيئة "الثنائي الشيعي" هي المستهدفة الأولى، سواء في الجنوب أو في البقاع أو في الضاحية الجنوبية لبيروت وامتدادًا إلى حيث لجأ النازحون. وما تتعرّض له هذه البيئة من قتل وتدمير وتهجير يتخطّى القدرة الفردية على تحمّل أوزارها. ولكن هذا الاستعجال لا يعني القبول بالشروط التي تضعها إسرائيل لوقف مجازرها. فالشروط الإسرائيلية تتعارض حكمًا مع مبدأ السيادة. صحيح أن التسويات تفرض التنازل عن بعض المطالب، ولكن هذا التنازل يجب ألاّ يكون فقط على حساب لبنان ومن حسابه ورصيده. هذا ما فهمه الموفد الأميركي آموس هوكشتاين من خلال ما تجمّع لديه من معطيات في بيروت، وهو الذي لم يخفِ مدى تقديره للموقف اللبناني المتجاوب مع ما ورد في الورقة الأميركية من أفكار قد تمّت مناقشتها مع الرئيسين بري ونجيب ميقاتي.
وعلى رغم حرصه على إظهار تفاؤله الحذر بقرب الوصول إلى تسوية قريبة فإن الرئيس بري ينظر بعين قلقة إلى ما يحاول رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو فرضه بالمفاوضات من خلال الميدان. وقد يكون من بين الأسباب التي أحاطت بالكتمان التام عمّا دار بين هوكشتاين والمسؤولين في تل أبيب أن نتنياهو قد يكون قد طلب مهلة أسبوعين علّه يستطيع أن يفرض بعدها على لبنان شروطه بعد أن يكون جيشه قد حقّق تقدمًا على المحاور الثلاثة في الجنوب وصولًا إلى فرض أمر واقع جديد في المنطقة الواقعة جنوب الليطاني، وذلك من خلال ما تتعرّض له القرى المنتشرة في القطاعات الغربية والشرقية والوسطى من استهدافات مصحوبة بتقدّم بطيء نظرًا إلى المواجهة الشرسة التي تلقاه الالوية المهاجمة على أيدي عناصر "المقاومة الإسلامية"، التي تستبسل في دفاعها المستميت عن القرى والبلدات المستهدفة.
فالرئيس بري الذي يبدي تفاؤلًا حذرًا يتحصّن بموقف لبناني جامع برفض الشروط الإسرائيلية غير المنطقية، والتي لا يمكن القبول بها لا "على الحاطط ولا على الطاير". فبعد كل هذه الخسائر التي مني بها، بشريًا وماديًا، من غير المنطقي أن يقبل لبنان، وإن كان شكل التفاوض غير مستحب لدى بعض اللبنانيين، بأن تُعطى إسرائيل حرية التدّخل لمنع "حزب الله" من استعادة قدرته القتالية في جنوب الليطاني. ما يطالب به لبنان هو أن يكون أمن تلك المنطقة بعهدة الجيش بالتنسيق مع قوات "اليونيفل"، وما يقبل به هو فقط تعزيز لجنة الرقابة بدول أخرى غير الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا باستثناء المانيا، التي لا تحظى بقبول من قِبل "حزب الله".
وفي انتظار ما يمكن أن يسفر عن المشاورات التي يجريها هوكشتاين في واشنطن مع المعنيين في الإدارة الأميركية الحالية يبقى لبنان عرضة للاعتداءات الإسرائيلية، التي تضاعف عنفها في اليومين الأخيرين في شكل هستيري. ومردّ هذا العنف المفرط، وفق خبراء عسكريين، أن نتنياهو يصرّ على رفض إجراء أي تفاوض على "البارد"، وذلك اعتقادًا منه أن ما يمكن أن ينجزه ميدانيًا، وبالأخص في مجالي توغّله برًّا وفي قصفه الكثيف والمدمر جوًّا، قد يدفع بلبنان الرازح تحت هول الضربات الجوية إلى القبول مضطّرًا بما لا يتوافق مع أبسط مبادئ السيادة.
ولكن ما تقوم به إسرائيل من تصعيد غير مسبوق في أعقاب زيارة هوكشتاين لتل أبيب لا يوحي بأنها على استعداد لوقف حربها المدّمرة والقاتلة في لبنان. المصدر: خاص "لبنان 24"