إلي جماعة الفلم السوداني واي جماعة متخصصة في الفن السابع بالاقليم أو بالعالم الخارجي أو حتي هوليود شخصياً . لماذا عجزتم حتي اللحظة عن فتح ملفات فظائع السودان وآلات تصويركم ظلت خاوية تسبح في وادي العدم !!..
تحدثت الي خبير سينمائي يشغل منصبا رفيعاً في هذا المجال الحيوي بدولة خليجية عن احجام أهل الاختصاص السينمائي عندنا أو قربنا أو من علي البعد عن عكس النكبة التي أطاحت ببلادنا الحبيبة فاردتها أما قتيلة أو نزيفة أو موجوعة أشد الوجع مرمية بين سقوف منهارة وحجارة واسمنت وسيخ ووحل وطين في مشهد لم تسجل له سابقة في التاريخ القريب والبعيد !!.
أجابني هذا الاختصاصي المعروف والذي صارت له شهرة عالمية لدرجة أن طلابا من دول كبري يزورونه في مقره من أجل مزيد من الصقل والتدريب وكان لا يبخل عليهم بالمعلومات الوافرة لديه ويزودهم بالجديد المواكب للتطور المذهل الذي صاحب صناعة الفلم بكافة تقنياته وتعقيداته ومتطلباته من علم غزير ومال وفير وذكاء حاد وعقل وقاد يفترض أن يتوفر في كامل ال ( Cast ) من أعلي السلم وحتي الكومبارس ) !!..
قال لي أن هم السودان ليس همهم وحدهم كمواطنين رضعوا من نيله وحملتهم أرضه واظلتهم سماؤه بل يجب أن يكون هم العالم بأسره لأن الفجيعة كانت من الوزن الثقيل تنوء بحملها الجبال الراسيات ... ولكنه تعلل بأن صناعة الفلم ليست بالشيء الهين وتحتاج الي تمويل خرافي وميزانية ليس لها حدود !!..
في زمان مضي اذكر أن طلبة يدرسون مادة السينما في جامعة لندن طلب منهم اعداد فلم كمشروع للتخرج ، طالب اماراتي يملك المال استأجر طائرة هليكوبتر وعدد من السيارات الفخمة وكاميرا اخر موديل ومعه جمهرة من المساعدين طفق يطوف هنا وهنالك وعاد بفيلم يريد أن يتخرج به عله ينال الحظوة عند المشرفين ... وطالب اخر من بلد افريقي فقير ليس عنده لا درهم ولا دينار حمل علي كتفه آلة تصوير عتيقة وخرج الي الشارع العريض يلتقط كل إشارة شاردة وواردة من أطفال الشوارع والمتسولين والمجانين والباعة الجائلين وكان يرصد النفايات المكدسة في الزوايا واي طفح للمجاري هنا وهنالك وصادفته مشاجرات مع مهاجرين وقعوا في براثن الشرطة وعاد بفيلمه الخطير للكلية ونال العلامة الكاملة علي مجهوده الضخم والقيمة الكبيرة لهذا الأداء الرائع ... في حين أن الاماراتي كان فلمه أكثر من عادي ولم يحظي بأي تقدير !!..
كانت الإنقاذ وعبر طائراتها الحربية تلقي بحممها علي رؤوس الأهالي في جنوب كردفان ... راينا لقطة من فلم تم صنعه في امريكا بواسطة سوداني مقيم هنالك لم يعرف عنه أنه من أهل العلم والدراية في دنيا الاخراج والتصوير أو التمثيل ... كانت اللقطة تظهر شيخ خلوة جالسا مع حيرانه الصغار طلبة القران الكريم وهو ممسك بمسبحته ويردد ( لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ) وغير بعيد منه في الحقل المجاور كانت هنالك بقرة إصابتها قذيفة للتو أشعلت فيها النيران ومازالت حية متشبثة بالأرض تاكل بإصرار من الحشائش كزاد اخير قبل أن تتوارى عن دنيانا الفانية بأسرها !!..
نطق شيخ الخلوة بل تمتم وهو يري هذا المنظر الفظيع والمنطقة بها خلوي لتحفيظ القران الكريم :
( الناس ديل ما مسلمين ولا شنو ) ؟!
ياجماعة الفلم السوداني ويامختصي السينما في الإقليم وفي الخارج وحتي في هوليوود لم نري آلات تصويركم تنبث ببنت شفة... لعل الداعي خير ( ونعل مافي عوجة ) !!..
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً: