تعليق من البرلمان على لجنة اخراج الأمريكان: يجب أن يكون الأمر بيد هؤلاء - عاجل
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
علق النائب المستقل في البرلمان العراقي سجاد سالم، اليوم الأحد (28 كانون الثاني 2024)، على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة بين العراق والولايات المتحدة الامريكية من أجل اخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية.
وقال سالم، لـ"بغداد اليوم"، انه" بحسب اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، هناك لجان مشتركة ما بين الطرفين، وهذه اللجان تبحث الاستعدادات الأمنية والعسكرية وتبحث التهديدات، وانهاء عمل التحالف الدولي وإخراج القوات الأجنبية من عمل واختصاص القوات الأمنية العراقية، فهي الاقدر على تحديد العراق مازال بحاجة الى وجود قوات التحالف الدولي وتقدير حجم المخاطر والتهديدات التي يواجهها العراق".
وأضاف ان "تشكيل لجنة عسكرية مشتركة ما بين العراق والولايات المتحدة الامريكية، جاءت بسبب الاحداث الأخيرة التي شهدها العراق من تصعيد ما بين بعض الفصائل والامريكان وعمليات القصف المتبادلة، لكن بقاء القوات الامريكية من عدمها يجب ان يكون وفق تقديرات القوات العراقية، فهذا جانب فني وامني يجب ان يكون بعيدا عن الاهواء والاجندة السياسية".
وانطلقت أمس السبت (27 كانون الثاني 2024)، الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة لإنهاء مهمة التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش، والتي تأمل بغداد أن يؤدي إلى خفض تدريجي لقوات التحالف على أراضيها.
رعاية رسمية
ونشر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني صورة للاجتماع الأول، والذي ضم كبار قادة الجيش العراقي والأجهزة الأمنية وقادة التحالف الدولي الذي يضم عشرات الدول الأجنبية.
وذكر البيان أن السوداني رعى انطلاق أعمال "اللجنة العسكرية العليا المشتركة بين العراق والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لمراجعة مھمة التحالف الدولي لمحاربة داعش، بعد انتصار العراق على الإرهاب".
وأضاف البيان أن متخصصين عسكريين سيتولون "إنھاء المھمة العسكرية للتحالف الدولي ضد داعش، بعد عقد من بداية ھذه المھمة، والنجاح الكبير في تحقيقها، بالشراكة مع القوّات الأمنية والعسكرية العراقية".
علاقات أمنية
وأوضح البيان أن أعمال اللجنة العسكرية العليا، ستكون على مستوى ثلاث مجموعات عمل هي "مستوى التهديد الذي يمثله تنظيم داعش، والمتطلبات العملياتية والظرفية، وتعزيز القدرات المتنامية للقوات الأمنية العراقية".
وذكر البيان أنه في ضوء ھذه المراجعة، "سيتم التوصل إلى صياغة جدول زمني محدد لإنھاء المھمة العسكرية للتحالف، والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية بين العراق والولايات المتحدة والدول الشريكة في التحالف، وإلى علاقات ثنائية شاملة مع ھذه الدول، مع الالتزام باتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقّعة بين العراق والولايات المتحدة عام 2008، وأيضاً الالتزام بسلامة مستشاري التحالف الدولي أثناء مرحلة التفاوض في كل أرجاء البلاد، والحفاظ على الاستقرار ومنع التصعيد".
وعبّر رئيس الوزراء عن "تثمينه للتحالف الدولي بما قدمه من مساعدة للعراق في حربه ضد داعش، وعن رغبة العراق بالانتقال إلى علاقات ثنائية مع جميع دول التحالف".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: بین العراق والولایات المتحدة التحالف الدولی البیان أن
إقرأ أيضاً:
كاد «ترامب» أن يكون..!
لا أظنّ أن راصداً لتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، منذ استقلالها في العام 1776م، سيجد في أضابير سجلاتها رئيساً جلس على الكرسي الكبير في البيت الأبيض، وحرّر في أسبوعه الأول فقط (350) أمراً تنفيذياً «مثيراً ومستفزاً» لكافة دول العالم بلا استثناء، غير دونالد ترامب، الذي حرّر كل هذه الأوامر في زمن قياسيّ غير مستثنٍ فيها الإنسان، والحيوان، والطبيعة، والجغرافيا، ومتعقباً بها سلفه بايدن، بالمسح والمحو، فما أبقى له من قرار سابق إلا وطمس عليه، ولا مخطط مرسوم إلا ونسفه نسفاً، في مشهد يعد «سابقة» في السياسة الأمريكية، التي ظل الحزبان، الديمقراطي والجمهوري، يتناوبان في إنزالها على أرض الواقع بهامش اختلافات لا يفارق الثوابت، أو يخرج على الإطار المرسوم، حتى جاء الرئيس ترامب، في عودته الثانية، ليجعل من كل ذلك هباءً منثوراً، مواصلاً سيرته «المثيرة» إبان رئاسته الأولى.
وبالنظر إلى الأوامر التنفيذية التي أصدرها، والرسائل «الحامضة» التي تضمنتها، ووصلت بريد من تخصه، جاءت ردود الأفعال سريعة، متراوحة بين «صمتِ مترقبٍ»، و«همسِ متوجّسٍ» و«مؤاخذة ناقدة»، و«خروج عن العرف الدبلوماسي» المتوارث، كما في حال العضو الدنماركي بالبرلمان الأوروبي، أندرس فيستيسن، الذي تفوّه بعبارة «صاعقة»، ردّاً على ترويج ترامب لفكرة شراء غرينلاند، بينما كان الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو أكثر اتزاناً في رده على تغيير ترامب لجغرافيا المنطقة بتسمية «خليج بنما» بالخليج الأمريكي.
أما الرئيس الكولومبي فقد جاء بـ«خريدة» أدبية في رسالة متداولة في الأسافير، إن صحة نسبتها إليه، فيما يتصل بالأمور الاقتصادية وترحيل المهاجرين غير الشرعيين..
ولو نظرنا لردة الفعل تجاه «الأوامر الترامبية» المثيرة، فالدهشة تعقد اللسان من انتياش ترامب لحلفائه في الاتحاد الأوروبي، وتكرار أسطوانته «الزانة» منذ ولايته الأولى، والآمرة بدفع «الإتاوات» وفرض الضرائب، لكل من تشملهم «الرعاية والحماية العسكرية والأمنية الأمريكية»، بزعمه، في صورة أقرب ما تكون درامياً إلى مشهد «الفتوة» في رواية «الحرافيش» للروائي العالمي نجيب محفوظ،
والمدهش أن المبرر لهذه الأوامر على لسان ترامب «لمنع استغلالنا ولن أسمح لأي دولة أن تستغل أمريكا»، فما كان أسرع الرد من المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية، فالديس دومبروفسكيس، بالتأكيد على أن «الاتحاد الأوروبي مستعد للدفاع عن مصالحه إذا اقتضت الضرورة»، مبقياً على «شعرة معاوية»، بالقول «الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حليفان استراتيجيان، ونحتاج إلى العمل معاً، خصوصاً في هذا السياق الجيوسياسي المضطرب»، محذّراً من أن أي نزاع تجاري ستكون «كلفته الاقتصادية كبيرة على الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة، غير أن رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، لم يتحرّز في إبداء مخاوفه من سياسة ترامب الاقتصادية تجاه حلفائه الأوروبيين بالقول «فرنسا والاتحاد الأوروبي قد تُسحقان بسبب السياسة المعلنة لدونالد ترامب، إذا لم يتحركا لمواجهتها». ومضى أبعد من ذلك بقوله إن «الولايات المتحدة قررت اتباع سياسة مهيمنة على نحو لا يصدق من خلال الدولار، ومن خلال السياسة الصناعية، ومن خلال الاستيلاء على كل الأبحاث والاستثمارات وإذا لم نفعل شيئاً فسوف نخضع للهيمنة ونتعرض للسحق والتهميش، والأمر مناط بنا نحن الفرنسيين والأوروبيين لاستعادة زمام الأمور».
على أن الأخطر من ذلك حملته مسؤولة البنك المركزي الأوروبي إيزابيل شنابل بعدم استبعادها نشوب حرب تجارية مع الولايات المتحدة، مؤكدة أنه أمر محتمل جداً في ظل رئاسة دونالد ترامب، محذّرة من أن هذا الأمر ستكون له عواقب سلبية على الحركة التجارية والأسعار.
على أن أوامر ترامب التنفيذية تجاوزت أهل السياسة والاقتصاد حتى بلغت أهل الدين، حيث تفاعل البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، مع خطط دونالد لطرد أكثر من (88) ألف مهاجر غير شرعي من الولايات المتحدة، واصفاً ذلك بأنه «عار» إذا تحقق، وعلل ذلك بالقول إن ترامب سيجعل الفقراء الذين لا يملكون أي شيء يدفعون الفاتورة.
إن كل هذه القرارات المثيرة والمستفزّة حجبت عن الناس في الغالب النظر إلى قرار مهم وتاريخي لترامب، بإلغاء الأوامر التي أتاحت حقوقاً مستفزة للمثليين والمتحولين جنسياً، وتعهد حكومته بالاعتراف فقط بجنسين هما الذكر والأنثى، وعزمه على إيقاف «جنون التحول الجنسي»، وإخراج المتحوّلين جنسياً من الجيش ودور التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وأردف ذلك بأمر طريف قضى بأن تقضي «المتحوّلات جنسياً» عقوبتهن في سجون الرجال، ليدفعن بذلك ضريبة الخروج الطوعي من «نون النسوة»، إلى «واو الجماعة».
ولا شك عندي أنهن سيجدن من عنت هذه «الواو» ما يحرقهن ندماً على مفارقة «النون» ولات حين مندم أو سبيل للرجوع.
على العالم أجمع أن يوطّن نفسه لسنوات أربع لن يخلو يوم منها عن إثارة وقرار يرجّ أركان البسيطة رجّاً،
وهو ما سيفتح باب الاحتمالات واسعاً لبروز أقطاب جديدة، وتحالفات بديلة، ربما تعيد شيئاً من التوازن المطلوب والتدافع الحميد بوصفه واحداً من سنن الله الأصيلة في خلقه، والمستفيد الأكبر في هذه الحالة الدول المتوثبة بقدراتها لبلوغ ما تستحقه من مكانة، كفاء ما لها من قدرات وإمكانيات، بشرية ومادية قادرة بها على إحداث الفارق، والخروج من دوامة التبعية والارتهان لسطوة القطب الواحد في العصر الحالي،
ولست أومئ إيماءً بل أشير يقيناً إلى أن المملكة العربية السعودية برؤيتها المستشرفة (رؤية 2030) ستمثل رقماً مهماً في معادلة العالم المتغيّر، والمتحرّك بشكل فوّار ومائج، تبعاً لعهد «ترامب» الجديد، الذي سيدفع بالأمور إلى حواف المواجهة بصورة من الصور، بما يقتضي وعياً جديداً، وفهماً مغايراً واستعداداً بصيراً.