سودانايل:
2025-04-17@11:36:16 GMT

كل طرق البرهان تقوده إلى التعاون مع إيران

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

التطور الظاهر في العلاقات السياسية والعسكرية بين السودان وإيران يندرج ضمن خطط الجيش للبحث عن مصدر سخي للمساعدات.

نقلا عن العرب الدولية:
الخرطوم - تحولت التحليلات المتعلقة بتطور العلاقات بين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان مع إيران إلى معلومات حقيقية بعد أن كشفت وسائل إعلام أميركية أخيرا عن تطورات في التعاون العسكري بين الجانبين لم تفلح في تغيير توازنات القوى بين الجيش وقوات الدعم السريع في الفترة الماضية، حيث تمكنت الأخيرة من تحقيق انتصارات لافتة تجبر البرهان بالبحث عن مساعدات أكبر من طهران.



وذكرت وكالة بلومبرغ معلومات بخصوص إعلان قوات الدعم السريع قبل نحو أسبوعين عن حطام مسيّرة يعود إلى طائرة من طراز "مهاجر 6" يتم تصنيعها في إيران بواسطة شركة القدس للصناعات الجوية، تثبت أن إيران تقوم بتزويد الجيش السوداني بهذه الطائرات وتلقّى منها شحنات فعلا.

وفتحت هذه المعطيات الباب لمعلومات أذاعتها قوات الدعم السريع بشأن وصول شحنات من المعدات العسكرية عبر شرق السودان، وفتحت أيضا المجال لرؤى حذرت من استمرار تلقي الجيش لمساعدات إيرانية يمكن أن تحول الصراع في السودان إلى صراع إقليمي، وأن الاتهامات التي وجهها البرهان إلى دول عربية وإقليمية بمساندة قوات الدعم السريع عسكريا ترمي للتغطية على علاقاته الخفية مع طهران أو تبريرها.

وجرى في السابع من يناير الجاري تداول مقطع فيديو ظهرت فيه عناصر من قوات الدعم السريع وهم يحملون حطام إحدى الطائرات المسيّرة تابعة للجيش في الخرطوم. ومن الأدلة التي تثبت وجود طائرة "مهاجر 6" في السودان صور التقطتها أقمار اصطناعية في التاسع من يناير لها في قاعدة وادي سيدنا الجوية بشمال الخرطوم.

وأعادت المعلومات التي نشرتها بلومبرغ الأربعاء على لسان مصادر وخبراء النقاش حول دور إيران في الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي، وأن التيار الإسلامي القوي داخل الجيش وجد في طهران حليفا يمكن التعاون معه، ضاربا عرض الحائط بشكوك دولية تلازم تحركات إيران وتصوراتها في المنطقة، وسعيها إلى توظيف الصراعات الإقليمية لخدمة مصالحها.

وقال الخبير في الشؤون الإيرانية محمد محسن أبوالنور إن حاجة البرهان للحصول على السلاح من أيّ جهة قادته للاستعانة بإيران، ففي ظل عدم تلقيه مساعدات عسكرية من دول ظن أن علاقاته وطيدة معها منذ سنوات، اعتقد أن ايران قد تكون ملاذا له.

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن طهران تريد القيام بدور متعاظم في الشرق الأوسط، والبحر الأحمر بصفة خاصة، والسودان من الكتل الجغرافية الحيوية المطلة عليه، ووجدت إيران في برنامج الطائرات المسيّرة نتائج إيجابية حققتها مع دول زودتها بطائرات "مهاجر 6" وأثبت نجاحات ميدانية، مثل روسيا وإثيوبيا وفنزويلا وطاجكستان، فضلا عن حركة بوليساريو الانفصالية.

واتهمت إيران من جانب الولايات المتحدة في وقت سابق بتزويد روسيا بمسيّرات “مهاجر 6” واستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، ووسعت واشنطن عقوباتها ضد إيران، مشيرة إلى "نشر طهران المستمر والمتعمد للمسيّرات لتمكين روسيا ووكلائها في الشرق الأوسط والجهات الفاعلة الأخرى المزعزعة للاستقرار".

وأوضح أبوالنور أن اتجاه الجيش السوداني نحو المزيد من التعاون مع إيران ينطوي على مضامين بعيدة تقول إنه يريد أن يتخذها بوابة لأجل تطوير علاقاته مع روسيا والصين، وسط مخاوف كبيرة انتابت قياداته من انحياز الولايات المتحدة وبريطانيا إلى قوات الدعم السريع.

وأعلنت وزارة الخارجية السودانية في أكتوبر الماضي أن الخرطوم وطهران استعادتا علاقتهما الدبلوماسية رسمياً بعد قطيعة بدأت في يناير 2016 بسبب اقتحام سفارة السعودية لدى طهران، ثم التقى وزير خارجية السودان المكلف علي الصادق نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر أخيرا على هامش قمة دول عدم الانحياز بأوغندا.

وبدأ الجنرال البرهان يلوّح بورقة إيران، صراحة أو ضمنا، بعد أن فقد الثقة في دول كان يعوّل عليها في دعمه عسكريا بعد توالي خسائره الميدانية في مواجهة غريمه قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وعندما لم يجد استجابة قام باستدارة نحو إيران لتمنحه مزيدا من المعدات العسكرية تعينه على الصمود.

◙ اتجاه الجيش السوداني نحو المزيد من التعاون مع إيران ينطوي على مضامين بعيدة تقول إنه يريد أن يتخذها بوابة لأجل تطوير علاقاته مع روسيا والصين

وتوترت علاقة السودان مع عدد من دول الجوار الأعضاء في الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، وقرر تجميد عضويته فيها، ما يمنح المجال لتغليب الحل العسكري الذي تدفع نحوه بقوة عناصر إسلامية لها نفوذ داخل الجيش ووزارة الخارجية، وتعتقد هذه العناصر أن المفاوضات تؤدي إلى تقويض دورها، بينما طريق الحرب يخلط الأوراق ويعيد ترتيبها بما يسمح بظهورها في المشهد العام.

وفسّر مراقبون التطور الظاهر في العلاقات السياسية والعسكرية بين السودان وإيران في سياق خطط الجيش للبحث عن مصدر سخي للمساعدات عقب استيلاء قوات الدعم السريع على حاميات عسكرية ومدن ذات تأثير حيوي. كما أن البرهان فشل خلال جولاته الخارجية في الحصول على السلاح الذي كان هدفاً في زياراته، فاتجه إلى إيران، في حين حققت جولات غريمه حميدتي مكاسب سياسية عدة، ونال شرعية مضاعفة زادت من الضغوط الواقعة على كاهل البرهان.

ويضيف هؤلاء المراقبون أن إيران لن تقدم السلاح للسودان دون مقابل، وتنظر إليه من واقع أهميته الإستراتيجية على البحر الأحمر الذي أصبح مجالا لتجاذبات كبيرة، باتت إيران جزءا منها مع تهديدات جماعة الحوثي في اليمن للأمن في الممر الدولي. وتُعد مساعدات إيران العسكرية للسودان وتطوير التعاون معه تدخلاً سافرًا في دولة أفريقية مهمة، قد تفضي إلى وصول بعض وكلاء إيران لنقاط مؤثرة على البحر الأحمر، ما يسلّط الضوء على أهمية السودان الذي تبلغ طوله سواحله على هذا البحر 400 ميل وتتنافس الصين وروسيا وتركيا لوضع موطئ قدم هناك.

وأزعجت تحركات هذه القوى نحو السودان الولايات المتحدة التي حذرت بوضوح من تمركز روسيا على البحر الأحمر، ومارست ضغوطا على الخرطوم لوقف تنفيذ اتفاق عسكري بينهما، عُقد منذ أيام الرئيس السابق عمر البشير. وإذا كان قيام إيران بتسليح الجيش السوداني سوف يعزز نفوذها العسكري في الشرق الأوسط، فإنه يوجد منغصا جديدا لقوى كبرى تخشى عواقب تمدد طهران في المنطقة.
https://alarab.co.uk/%D9%83%D9%84-%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%82%D9%88%D8%AF%D9%87-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی البحر الأحمر التعاون مع مع إیران مهاجر 6

إقرأ أيضاً:

اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”

دبي- الشرق/ تجددت المعارك بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في عدة مناطق، الأربعاء، مع دخول الحرب عامها الثالث، وسط إدانات دولية إزاء ما يُوصف بأنه انتهاك للقانون الدولي والإنساني، فيما أعلن قائد "الدعم السريع" تشكيل ما سمَّاها "حكومة السلام والوحدة" الموازية.

وأفاد مراسل "الشرق" في السودان بأن المعارك المستعرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" تتركز في 3 مناطق هي محور غرب وجنوب أم درمان، إضافة إلى محور شمال دارفور.

وقال إن الجيش السوداني أحرز تقدماً ميدانياً على جبهات جنوب وغرب أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، مضيفاً أنه عقب استرداده سوق "قندهار" غربي أم درمان نفَّذ عمليات تمشيط واسعة ونشر قواته في المنطقة التي كانت تُشكّل أحد أكبر معاقل "الدعم السريع".

وأشار إلى أحياء واسعة من العاصمة الخرطوم تعيش أزمة إنسانية مضاعفة؛ نتيجة انقطاع خدمات المياه والكهرباء منذ أكثر من أسبوع عقب استهداف محطة توليد سد مروي شمال السودان من قبل قوات "الدعم السريع".  

مقالات مشابهة

  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”
  • عاجل - الجيش السوداني يعلن تطهير مناطق غرب أم درمان من الدعم السريع ومأساة نزوح جديدة تضرب الفاشر
  • الإمارات تقطع بعدم قدرة الجيش السوداني والدعم السريع على تحقيق الاستقرار في البلاد
  • الجيش السوداني يكشف عن حصوله على غنائم كبيرة من الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن القضاء على 8 أفراد من قوات الدعم السريع
  • حميدتي يكشف عن حل وحيد يطرحه البرهان ويتهم الجيش بإغلاق كل الطرق السلمية
  • الجيش السوداني: نفذنا ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات الدعم السريع شمال شرق الفاشر
  • الجيش السوداني: نفذنا ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات الدعم السريع
  • عبد العزيز الحلو يعلن استعداده للجلوس والتصالح مع البرهان بشرط ويعِد بمحاكمة قوات الدعم السريع على جرائمها
  • إيران تشاور روسيا وتطالب بضمانات قبل جولة التفاوض الثانية مع أميركا