سودانايل:
2024-11-16@04:05:29 GMT

كل طرق البرهان تقوده إلى التعاون مع إيران

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

التطور الظاهر في العلاقات السياسية والعسكرية بين السودان وإيران يندرج ضمن خطط الجيش للبحث عن مصدر سخي للمساعدات.

نقلا عن العرب الدولية:
الخرطوم - تحولت التحليلات المتعلقة بتطور العلاقات بين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان مع إيران إلى معلومات حقيقية بعد أن كشفت وسائل إعلام أميركية أخيرا عن تطورات في التعاون العسكري بين الجانبين لم تفلح في تغيير توازنات القوى بين الجيش وقوات الدعم السريع في الفترة الماضية، حيث تمكنت الأخيرة من تحقيق انتصارات لافتة تجبر البرهان بالبحث عن مساعدات أكبر من طهران.



وذكرت وكالة بلومبرغ معلومات بخصوص إعلان قوات الدعم السريع قبل نحو أسبوعين عن حطام مسيّرة يعود إلى طائرة من طراز "مهاجر 6" يتم تصنيعها في إيران بواسطة شركة القدس للصناعات الجوية، تثبت أن إيران تقوم بتزويد الجيش السوداني بهذه الطائرات وتلقّى منها شحنات فعلا.

وفتحت هذه المعطيات الباب لمعلومات أذاعتها قوات الدعم السريع بشأن وصول شحنات من المعدات العسكرية عبر شرق السودان، وفتحت أيضا المجال لرؤى حذرت من استمرار تلقي الجيش لمساعدات إيرانية يمكن أن تحول الصراع في السودان إلى صراع إقليمي، وأن الاتهامات التي وجهها البرهان إلى دول عربية وإقليمية بمساندة قوات الدعم السريع عسكريا ترمي للتغطية على علاقاته الخفية مع طهران أو تبريرها.

وجرى في السابع من يناير الجاري تداول مقطع فيديو ظهرت فيه عناصر من قوات الدعم السريع وهم يحملون حطام إحدى الطائرات المسيّرة تابعة للجيش في الخرطوم. ومن الأدلة التي تثبت وجود طائرة "مهاجر 6" في السودان صور التقطتها أقمار اصطناعية في التاسع من يناير لها في قاعدة وادي سيدنا الجوية بشمال الخرطوم.

وأعادت المعلومات التي نشرتها بلومبرغ الأربعاء على لسان مصادر وخبراء النقاش حول دور إيران في الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي، وأن التيار الإسلامي القوي داخل الجيش وجد في طهران حليفا يمكن التعاون معه، ضاربا عرض الحائط بشكوك دولية تلازم تحركات إيران وتصوراتها في المنطقة، وسعيها إلى توظيف الصراعات الإقليمية لخدمة مصالحها.

وقال الخبير في الشؤون الإيرانية محمد محسن أبوالنور إن حاجة البرهان للحصول على السلاح من أيّ جهة قادته للاستعانة بإيران، ففي ظل عدم تلقيه مساعدات عسكرية من دول ظن أن علاقاته وطيدة معها منذ سنوات، اعتقد أن ايران قد تكون ملاذا له.

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن طهران تريد القيام بدور متعاظم في الشرق الأوسط، والبحر الأحمر بصفة خاصة، والسودان من الكتل الجغرافية الحيوية المطلة عليه، ووجدت إيران في برنامج الطائرات المسيّرة نتائج إيجابية حققتها مع دول زودتها بطائرات "مهاجر 6" وأثبت نجاحات ميدانية، مثل روسيا وإثيوبيا وفنزويلا وطاجكستان، فضلا عن حركة بوليساريو الانفصالية.

واتهمت إيران من جانب الولايات المتحدة في وقت سابق بتزويد روسيا بمسيّرات “مهاجر 6” واستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، ووسعت واشنطن عقوباتها ضد إيران، مشيرة إلى "نشر طهران المستمر والمتعمد للمسيّرات لتمكين روسيا ووكلائها في الشرق الأوسط والجهات الفاعلة الأخرى المزعزعة للاستقرار".

وأوضح أبوالنور أن اتجاه الجيش السوداني نحو المزيد من التعاون مع إيران ينطوي على مضامين بعيدة تقول إنه يريد أن يتخذها بوابة لأجل تطوير علاقاته مع روسيا والصين، وسط مخاوف كبيرة انتابت قياداته من انحياز الولايات المتحدة وبريطانيا إلى قوات الدعم السريع.

وأعلنت وزارة الخارجية السودانية في أكتوبر الماضي أن الخرطوم وطهران استعادتا علاقتهما الدبلوماسية رسمياً بعد قطيعة بدأت في يناير 2016 بسبب اقتحام سفارة السعودية لدى طهران، ثم التقى وزير خارجية السودان المكلف علي الصادق نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر أخيرا على هامش قمة دول عدم الانحياز بأوغندا.

وبدأ الجنرال البرهان يلوّح بورقة إيران، صراحة أو ضمنا، بعد أن فقد الثقة في دول كان يعوّل عليها في دعمه عسكريا بعد توالي خسائره الميدانية في مواجهة غريمه قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وعندما لم يجد استجابة قام باستدارة نحو إيران لتمنحه مزيدا من المعدات العسكرية تعينه على الصمود.

◙ اتجاه الجيش السوداني نحو المزيد من التعاون مع إيران ينطوي على مضامين بعيدة تقول إنه يريد أن يتخذها بوابة لأجل تطوير علاقاته مع روسيا والصين

وتوترت علاقة السودان مع عدد من دول الجوار الأعضاء في الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، وقرر تجميد عضويته فيها، ما يمنح المجال لتغليب الحل العسكري الذي تدفع نحوه بقوة عناصر إسلامية لها نفوذ داخل الجيش ووزارة الخارجية، وتعتقد هذه العناصر أن المفاوضات تؤدي إلى تقويض دورها، بينما طريق الحرب يخلط الأوراق ويعيد ترتيبها بما يسمح بظهورها في المشهد العام.

وفسّر مراقبون التطور الظاهر في العلاقات السياسية والعسكرية بين السودان وإيران في سياق خطط الجيش للبحث عن مصدر سخي للمساعدات عقب استيلاء قوات الدعم السريع على حاميات عسكرية ومدن ذات تأثير حيوي. كما أن البرهان فشل خلال جولاته الخارجية في الحصول على السلاح الذي كان هدفاً في زياراته، فاتجه إلى إيران، في حين حققت جولات غريمه حميدتي مكاسب سياسية عدة، ونال شرعية مضاعفة زادت من الضغوط الواقعة على كاهل البرهان.

ويضيف هؤلاء المراقبون أن إيران لن تقدم السلاح للسودان دون مقابل، وتنظر إليه من واقع أهميته الإستراتيجية على البحر الأحمر الذي أصبح مجالا لتجاذبات كبيرة، باتت إيران جزءا منها مع تهديدات جماعة الحوثي في اليمن للأمن في الممر الدولي. وتُعد مساعدات إيران العسكرية للسودان وتطوير التعاون معه تدخلاً سافرًا في دولة أفريقية مهمة، قد تفضي إلى وصول بعض وكلاء إيران لنقاط مؤثرة على البحر الأحمر، ما يسلّط الضوء على أهمية السودان الذي تبلغ طوله سواحله على هذا البحر 400 ميل وتتنافس الصين وروسيا وتركيا لوضع موطئ قدم هناك.

وأزعجت تحركات هذه القوى نحو السودان الولايات المتحدة التي حذرت بوضوح من تمركز روسيا على البحر الأحمر، ومارست ضغوطا على الخرطوم لوقف تنفيذ اتفاق عسكري بينهما، عُقد منذ أيام الرئيس السابق عمر البشير. وإذا كان قيام إيران بتسليح الجيش السوداني سوف يعزز نفوذها العسكري في الشرق الأوسط، فإنه يوجد منغصا جديدا لقوى كبرى تخشى عواقب تمدد طهران في المنطقة.
https://alarab.co.uk/%D9%83%D9%84-%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%82%D9%88%D8%AF%D9%87-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی البحر الأحمر التعاون مع مع إیران مهاجر 6

إقرأ أيضاً:

واشنطن تفرض عقوبات على أحد قادة قوات الدعم السريع في السودان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت وكالة "رويترز" بأن واشنطن فرضت عقوبات على عبد الرحمن جمعة بارك الله، أحد قادة قوات الدعم السريع، متهمة إياه بالضلوع في انتهاكات لحقوق الإنسان بولاية غرب دارفور السودانية.

قائد قوات الدعم السريع في قطاع غرب دارفور، عبد الرحمن جمعة.

ونقلت الوكالة عن القائم بأعمال وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية برادلي سميث قوله: "إن بارك الله قاد حملة قوات الدعم السريع في غرب دارفور، اتسمت بادعاءات يعتد بها عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تشمل استهداف المدنيين والعنف الجنسي المرتبط بالصراع والعنف بدوافع عرقية".

وأضاف سميث للوكالة: "إجراء اليوم يؤكد التزامنا بمحاسبة الساعين إلى تسهيل أعمال العنف المروعة هذه بحق السكان المدنيين الضعفاء في السودان".

يأتي هذا الإجراء فيما تزيد واشنطن الضغوط بسبب الحرب الدائرة هناك، وبعد العقوبات، التي فرضتها لجنة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على بارك الله الأسبوع الماضي.

ويعتبر هذا التحرك الأحدث من الولايات المتحدة بعد الحرب التي اندلعت في السودان في أبريل 2023، حيث يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، قتالا خلف نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 11 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

ويشار إلى أن الأطراف المتحاربة كانت قد عقدت سلسلة مشاورات في جدة عام 2023، فيما تم الإعلان مرارا وتكرارا عن وقف لإطلاق النار بين الجيش وقوات الرد السريع، إلا أنه لم يتم تنفيذ أي من الاتفاقات التي تم التوصل إليها بالكامل.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.

مقالات مشابهة

  • تجدد الإشتباكات بين الجيش والدعم السريع في العاصمة الخرطوم
  • عقب اجتياحها بواسطة قوات الدعم السريع وفرض الحصار عليها .. تعرف على مدينة الهلالية
  • بي بي سي: مناشدات للإفراج عن مصريين محتجزين لدى قوات الدعم السريع
  • لماذا تقوم الدول الأوروبية بحماية الدعــم الســريع؟
  • لماذا تحمي أوروبا الدعم السريع؟
  • ما سر خلاف الجيش السوداني و«الدعم السريع» حول معبر «أدري»؟
  • دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني: بين الواقع والمأمول
  • الجيش السوداني يسقط طائرات مسيرة لميليشيا الدعم السريع في الفاشر
  • ناشطون: 450 قتيلا إثر هجوم الدعم السريع على "الهلالية" وسط السودان
  • واشنطن تفرض عقوبات على أحد قادة قوات الدعم السريع في السودان