سودانايل:
2024-12-17@03:00:49 GMT

كل طرق البرهان تقوده إلى التعاون مع إيران

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

التطور الظاهر في العلاقات السياسية والعسكرية بين السودان وإيران يندرج ضمن خطط الجيش للبحث عن مصدر سخي للمساعدات.

نقلا عن العرب الدولية:
الخرطوم - تحولت التحليلات المتعلقة بتطور العلاقات بين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان مع إيران إلى معلومات حقيقية بعد أن كشفت وسائل إعلام أميركية أخيرا عن تطورات في التعاون العسكري بين الجانبين لم تفلح في تغيير توازنات القوى بين الجيش وقوات الدعم السريع في الفترة الماضية، حيث تمكنت الأخيرة من تحقيق انتصارات لافتة تجبر البرهان بالبحث عن مساعدات أكبر من طهران.



وذكرت وكالة بلومبرغ معلومات بخصوص إعلان قوات الدعم السريع قبل نحو أسبوعين عن حطام مسيّرة يعود إلى طائرة من طراز "مهاجر 6" يتم تصنيعها في إيران بواسطة شركة القدس للصناعات الجوية، تثبت أن إيران تقوم بتزويد الجيش السوداني بهذه الطائرات وتلقّى منها شحنات فعلا.

وفتحت هذه المعطيات الباب لمعلومات أذاعتها قوات الدعم السريع بشأن وصول شحنات من المعدات العسكرية عبر شرق السودان، وفتحت أيضا المجال لرؤى حذرت من استمرار تلقي الجيش لمساعدات إيرانية يمكن أن تحول الصراع في السودان إلى صراع إقليمي، وأن الاتهامات التي وجهها البرهان إلى دول عربية وإقليمية بمساندة قوات الدعم السريع عسكريا ترمي للتغطية على علاقاته الخفية مع طهران أو تبريرها.

وجرى في السابع من يناير الجاري تداول مقطع فيديو ظهرت فيه عناصر من قوات الدعم السريع وهم يحملون حطام إحدى الطائرات المسيّرة تابعة للجيش في الخرطوم. ومن الأدلة التي تثبت وجود طائرة "مهاجر 6" في السودان صور التقطتها أقمار اصطناعية في التاسع من يناير لها في قاعدة وادي سيدنا الجوية بشمال الخرطوم.

وأعادت المعلومات التي نشرتها بلومبرغ الأربعاء على لسان مصادر وخبراء النقاش حول دور إيران في الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي، وأن التيار الإسلامي القوي داخل الجيش وجد في طهران حليفا يمكن التعاون معه، ضاربا عرض الحائط بشكوك دولية تلازم تحركات إيران وتصوراتها في المنطقة، وسعيها إلى توظيف الصراعات الإقليمية لخدمة مصالحها.

وقال الخبير في الشؤون الإيرانية محمد محسن أبوالنور إن حاجة البرهان للحصول على السلاح من أيّ جهة قادته للاستعانة بإيران، ففي ظل عدم تلقيه مساعدات عسكرية من دول ظن أن علاقاته وطيدة معها منذ سنوات، اعتقد أن ايران قد تكون ملاذا له.

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن طهران تريد القيام بدور متعاظم في الشرق الأوسط، والبحر الأحمر بصفة خاصة، والسودان من الكتل الجغرافية الحيوية المطلة عليه، ووجدت إيران في برنامج الطائرات المسيّرة نتائج إيجابية حققتها مع دول زودتها بطائرات "مهاجر 6" وأثبت نجاحات ميدانية، مثل روسيا وإثيوبيا وفنزويلا وطاجكستان، فضلا عن حركة بوليساريو الانفصالية.

واتهمت إيران من جانب الولايات المتحدة في وقت سابق بتزويد روسيا بمسيّرات “مهاجر 6” واستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، ووسعت واشنطن عقوباتها ضد إيران، مشيرة إلى "نشر طهران المستمر والمتعمد للمسيّرات لتمكين روسيا ووكلائها في الشرق الأوسط والجهات الفاعلة الأخرى المزعزعة للاستقرار".

وأوضح أبوالنور أن اتجاه الجيش السوداني نحو المزيد من التعاون مع إيران ينطوي على مضامين بعيدة تقول إنه يريد أن يتخذها بوابة لأجل تطوير علاقاته مع روسيا والصين، وسط مخاوف كبيرة انتابت قياداته من انحياز الولايات المتحدة وبريطانيا إلى قوات الدعم السريع.

وأعلنت وزارة الخارجية السودانية في أكتوبر الماضي أن الخرطوم وطهران استعادتا علاقتهما الدبلوماسية رسمياً بعد قطيعة بدأت في يناير 2016 بسبب اقتحام سفارة السعودية لدى طهران، ثم التقى وزير خارجية السودان المكلف علي الصادق نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر أخيرا على هامش قمة دول عدم الانحياز بأوغندا.

وبدأ الجنرال البرهان يلوّح بورقة إيران، صراحة أو ضمنا، بعد أن فقد الثقة في دول كان يعوّل عليها في دعمه عسكريا بعد توالي خسائره الميدانية في مواجهة غريمه قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وعندما لم يجد استجابة قام باستدارة نحو إيران لتمنحه مزيدا من المعدات العسكرية تعينه على الصمود.

◙ اتجاه الجيش السوداني نحو المزيد من التعاون مع إيران ينطوي على مضامين بعيدة تقول إنه يريد أن يتخذها بوابة لأجل تطوير علاقاته مع روسيا والصين

وتوترت علاقة السودان مع عدد من دول الجوار الأعضاء في الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، وقرر تجميد عضويته فيها، ما يمنح المجال لتغليب الحل العسكري الذي تدفع نحوه بقوة عناصر إسلامية لها نفوذ داخل الجيش ووزارة الخارجية، وتعتقد هذه العناصر أن المفاوضات تؤدي إلى تقويض دورها، بينما طريق الحرب يخلط الأوراق ويعيد ترتيبها بما يسمح بظهورها في المشهد العام.

وفسّر مراقبون التطور الظاهر في العلاقات السياسية والعسكرية بين السودان وإيران في سياق خطط الجيش للبحث عن مصدر سخي للمساعدات عقب استيلاء قوات الدعم السريع على حاميات عسكرية ومدن ذات تأثير حيوي. كما أن البرهان فشل خلال جولاته الخارجية في الحصول على السلاح الذي كان هدفاً في زياراته، فاتجه إلى إيران، في حين حققت جولات غريمه حميدتي مكاسب سياسية عدة، ونال شرعية مضاعفة زادت من الضغوط الواقعة على كاهل البرهان.

ويضيف هؤلاء المراقبون أن إيران لن تقدم السلاح للسودان دون مقابل، وتنظر إليه من واقع أهميته الإستراتيجية على البحر الأحمر الذي أصبح مجالا لتجاذبات كبيرة، باتت إيران جزءا منها مع تهديدات جماعة الحوثي في اليمن للأمن في الممر الدولي. وتُعد مساعدات إيران العسكرية للسودان وتطوير التعاون معه تدخلاً سافرًا في دولة أفريقية مهمة، قد تفضي إلى وصول بعض وكلاء إيران لنقاط مؤثرة على البحر الأحمر، ما يسلّط الضوء على أهمية السودان الذي تبلغ طوله سواحله على هذا البحر 400 ميل وتتنافس الصين وروسيا وتركيا لوضع موطئ قدم هناك.

وأزعجت تحركات هذه القوى نحو السودان الولايات المتحدة التي حذرت بوضوح من تمركز روسيا على البحر الأحمر، ومارست ضغوطا على الخرطوم لوقف تنفيذ اتفاق عسكري بينهما، عُقد منذ أيام الرئيس السابق عمر البشير. وإذا كان قيام إيران بتسليح الجيش السوداني سوف يعزز نفوذها العسكري في الشرق الأوسط، فإنه يوجد منغصا جديدا لقوى كبرى تخشى عواقب تمدد طهران في المنطقة.
https://alarab.co.uk/%D9%83%D9%84-%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%82%D9%88%D8%AF%D9%87-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی البحر الأحمر التعاون مع مع إیران مهاجر 6

إقرأ أيضاً:

رايتس ووتش تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب عنف جنسي في السودان

اتّهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الاثنين، قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في السودان، بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد، التي تشهد حربا دامية منذ أكثر من عام ونصف العام.

وأكّدت المنظمة في تقرير أن "عشرات النساء والفتيات، تتراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، تعرّضن للعنف الجنسي، بما في ذلك اغتصاب جماعي واستعباد جنسي في ولاية جنوب كردفان السودانية".

وتخضع ولاية جنوب كردفان بجزء كبير منها لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، وهي مجموعة مسلحة عناصرها إلى حد كبير من الإثنية النوبية وغير ضالعة مباشرة في النزاع الحالي.

منذ نيسان/ أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.

وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف، وشردت أكثر من 11 مليون شخص، وتسبّبت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.

وتواجه قوات الدعم السريع أيضا الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال للسيطرة على المنطقة.



وبحسب "هيومن رايتس ووتش"، تعرّضت الكثير من الضحايا للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن وغالبا أمام عائلاتهن، بينما اختطفت بعضهن واستُعبدن.

وروت امرأة نوبية عمرها 35 عاما أن ستة مقاتلين من قوات الدعم السريع "يرتدون زيا باللون الكاكي اقتحموا مسكن" عائلتها، "وقال أحد الرجال: يا نوبية، اليوم يومك". ثم اغتصبها الرجال جماعيا. وأضافت "حاول زوجي وابني الدفاع عني، فأطلق أحد مقاتلي الدعم السريع النار عليهما وقتلهما. ثم استمروا في اغتصابي، الستة جميعهم" بحسب التقرير.

وقالت امرأة ثانية عمرها 18 عاما إن "مقاتلي قوات الدعم السريع أخذوها في شباط/فبراير مع 17 امرأة وفتاة أخريات من فايو إلى قاعدة عسكرية، حيث احتُجزن مع مجموعة من 33 امرأة وفتاة كن هناك أصلا".

وتابع التقرير "تحت السيطرة الكاملة لخاطفيهن من قوات الدعم السريع، احتُجزت النساء والفتيات في ظروف استعباد، وفي بعض الأحيان رُبطن بالسلاسل"، وأضاف "كل يوم لثلاثة أشهر، اغتصب المقاتلون النساء والفتيات وضربوهن، ومن بينهن الضحية البالغة من العمر 18 عاما، وهي جرائم تشكل أيضا استعبادا جنسيا".

وروى التقرير كذلك قصة هبة (22 عاما) التي فرت من منزلها في كادقلي التي اجتاحها القتال أيضا أواخر العام 2023. وبينما كانت عائلتها تمر عبر ضواحي بلدة قريبة، "اقترب منهم أفراد قوات الدعم السريع بزيهم الرسمي وأجبروهم على الركوع على الأرض، ثم أمروا الأسرة باتباعهم. رفضت عائلة هبة، فبدأ المقاتلون إطلاق النار، فقتلوا والدها ووالدتها وزوجها".

وروت هبة "بعد ذلك قالوا +إلى أين أنت ذاهبة؟ سنستخدمك ثم نتخلص منك+ (...) اغتصبني الخمسة جميعهم، واحدا تلو الآخر. كان أطفالي بجواري مباشرة، يشاهدون ويبكون. قالوا لأطفالي أن يصمتوا ثم اغتصبوا أختي أيضا".

انتهاك للقانون الانساني
واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي هي "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، وجريمة حرب" داعية "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة".

ولفتت إلى أن "أعمال العنف الجنسي هذه (...) تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات دولية جادة لحماية المدنيين وتحقيق العدالة".

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر حذّر الشهر الماضي خلال زيارة للسودان من وباء عنف جنسي تتعرض له النساء في البلد الغارق في الحرب، محذّرا من أن نطاق هذه الاعتداءات الجنسية "غير مقبول".

وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر، قالت الأمم المتحدة في تقرير إنّ جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة".



وأوضحت المنظمة الأممية أنّها أجرت تحقيقا أكّد أنّ معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.

وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان محمد شاندي عثمان في بيان "لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان. إن وضع المدنييّن الأكثر حاجة، ولا سيما النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد ويتطلّب معالجة عاجلة".

وقال عثمان الذي يرأس هذه البعثة التي أُسِّست أواخر العام الماضي من جانب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ بدء الصراع في نيسان/أبريل 2023، "لا يوجد مكان آمن في السودان الآن".

مقالات مشابهة

  • رايتس ووتش تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب عنف جنسي في السودان
  • تصعيد ميداني بين الجيش و الدعم السريع و تحشيد كبير حول الفاشر ومدني
  • ارتفاع حصيلة هجوم لقوات الدعم السريع بغرب السودان إلى 38 قتيلًا
  • الجيش السوداني يحبط هجوما على الفاشر للدعم السريع
  • العلاقات السودانية الإماراتية.. هل تنجح وساطة أردوغان في إصلاحها؟
  • واشنطن تحذر من تفكك السودان أو تحوله إلى “دولة فاشلة”
  • الوساطة التركية.. ماوراء مهاتفة (البرهان – أردوغان)؟
  • «الدعم السريع» تتهم استخبارات الجيش بفبركة فيديوهات وخطابات لقادتها
  • معارك طاحنة في الخرطوم والفاشر بين الجيش السوداني والدعم السريع
  • مسؤول: قوات الدعم السريع تهاجم المستشفى الرئيسي في الفاشر بالسودان