________

ما بين إستمرار التعليم وإيقاف الحرب في السودان

د. الفاتح يس

alfatihyassen@gmail.com

لا يخفى عليكم حال وإغلاق الجامعات والمدارس في السودان منذ أبريل الماضي؛ والوقت يمضي ولم تتوقف الحرب، وزاد الإرتحال والنزوح والهجرة.
في مقالات سابقة نادينا بضرورة إستئناف الدراسة في الجامعات عن طريق التعليم الإلكتروني بالتزامن مع نظام الطالب الزائر ونظام الأستاذ المُعار، والآن ننادي بضرورة إستئناف الدراسة المدرسية بنظام التعليم المنزلي (homeschooling)، وهو نظام مُتبَع في دول متقدمة ليس بها حروب؛ ناهيك عن السودان الذي يعاني من ويلات الحروب والنزوح، وهو لا يُغني بتاتاً عن التعليم المدرسي الرسمي؛ وإنما نظام مُكمِل له.


نظام التعليم المنزلي أو الدراسة المنزلية يعتمد على أن يدرس التلميذ في منزله بواسطة أحد والديه أو أحد أفراد الأسرة أو بإستجلاب معلم مختص في المنزل، ودور الأسرة يكمن في توفير الكتب المدرسية.
نظام التعليم المنزلي يكون بنفس منهج المدرسة، وبين الحين والآخر يذهب التلميذ إلى المدرسة؛ ليُتابِع موقفه الأكاديمي من التحصيل الدراسي ويجلس للإختبارات والامتحانات.
نظام التعليم المنزلي فوائده عديدة وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ يعطي دافع للوالدين لمتابعة أطفالهم والوقوف على عملية تعليمهم وتقوية علاقاتهم والألفة والاتصال والصداقة بين الطفل ووالديه؛ بجانب أن الوالدين سيكون لديهم دوافع للقراءة والإطلاع واخذ العلم والمعرفة؛ حتى يستطيعوا مواكبة التطور والتكنولوجيا وتعليم أبنائهم أحسن تعليم؛ بجانب أنه يُعطي للوالدين فرصة لتعليم أبنائهم مهارات ومناهج متطورة غير موجودة في المنهج المدرسي الرسمي.

أما من النواحي المعيشية وتخفيف آثار الحرب؛ ف إستئناف الدراسة المدرسية؛ سيعطي إحصائية للمحليات والمعتمديات؛ ليتعرفوا ويحصروا أعداد النازحين (عدد الأسر والأطفال) الذين دخلوا هذه الولاية منذ بدء الحرب، وهذا سيوفر للمحليات قاعدة بيانات وإحصائيات؛ يُسَهِّل عليها عملية توزيع الإغاثات والمساعدات والمعونات لهؤلاء النازحين.

أما من الناحية الأمنية؛ ف إستئناف الدراسة الجامعية سيوفر قاعدة بيانات ومعلومات وإحصائيات لهذه الجامعات عن عدد الطلاب الزوار وعدد الأساتذة المعاريين لهذه الولاية؛ وهذا سيساعد في الناحية الإحصائية؛ لتستفيد المحليات والأجهزة الأمنية وتتعرف على أعداد وهوية وعناوين هؤلاء الطلاب وهؤلاء الأساتذة، وكل منسوبي التعليم وأسرهم.

الجدير بالذكر أن عملية إستئناف التعليم بشقية المدرسي والجامعي؛ يتطلب التنسيق بين المعتمديات ممثلة في المحليات مع وزارة التربية والتعليم ممثلة في المدارس؛ لتستفيد المحليات من إحصائيات المدارس؛ لتوزيع الإغاثات والمساعدات، وأيضا يتطلب التنسيق بين الجهات الأمنية مع وزارة التعليم العالي (إدارة الجامعة مع الأجهزة الأمنية في الولاية)؛ وهذا سيساعد في عملية الرقابة الأمنية على الولاية ومعرفة أعداد وهوية هؤلاء الشباب والطلاب والأساتذة النازحين وعناوينهم وجامعاتهم ومساكنهم عن طريق أوراقهم الثبوتية (إن وُجدت)، وكل هذا سيساعد في عملية الحصر والرقابة الأمنية والإستخباراتية (معرفة الداخل والخارج من وإلى الولاية) والحفاظ على أمن واستقرار الولاية.

د. الفاتح يس
أستاذ جامعي وباحث في البيئة والإقتصاد الأخضر

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: إستمرار الفاتح بين ما يس إستئناف الدراسة

إقرأ أيضاً:

لجنة امن ولاية الخرطوم تودع مدير هيئة امن الولاية وتشيد باسهاماته

وقفت لجنة تنسيق شئون أمن ولاية الخرطوم في إجتماعها اليوم برئاسة والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة على مجمل الأوضاع الأمنية في ظل الانخفاض في الجرائم وتحسن الوضع الجنائي وطالبت اللجنة بعدم الانسياق وراء الشائعات والرسائل التي تروج لها مصادر مجهولة عن تدهور الأوضاع الأمنية وأكدت اللجنة أن هذه الشائعات هي جزء من المخطط الذي يسعى لتخويف المواطن وتحريضه لعدم الاستجابة الدعوات العودة الطوعية واشاد الإجتماع بخطوة البدء في إجلاء الأجانب حفاظاً على أرواحهم في ظل الحرب.كما وقف الإجتماع على التطورات الراهنة على صعيد العمليات العسكرية وذلك بتطهير أجزاء واسعة من الولاية ودحر المليشيا المتمردة وتوقعت اللجنة أن تشهد الأيام القادمة توسعا في المناطق الآمنة كما قررت اللجنة تقديم دعم غذائي عاجل لمواطني شرق النيل الذين كانوا يعيشون تحت حصار المليشيا كما قررت اللجنة الدفع بمزيد من القوات لتأمين بحري ومكافحة الظواهر السالبة فيما قرر الاجتماع إعادة انتشار الشرطة في جميع المناطق الآمنة.في الأثناء اشادت اللجنة المجهود المشترك الذي أثمر عن ضبط شبكة في الحاج يوسف تعمل في تزييف العملة. فيما أطمأنت اللجنة على استقرار الخدمات وثبات اسعار السلع وتوفرها في شهر رمضان.في سياق آخر ودعت لجنة أمن ولاية الخرطوم اليوم وبحضور وزير الصحة الاتحادي دكتور هيثم محمد إبراهيم مدير هيئة أمن ولاية الخرطوم اللواء الحسن علي محمد صالح الذي انتقل للعمل في موقع آخر.والي الخرطوم قال أن اللواء الحسن ظل يعمل ضمن منظومة القوات النظامية التي تدير حرب الكرامة وتعمل على تأمين الولاية لافتاً أن عهده شهد عودة الجهاز بكافة صلاحياته وبعوده أسهم في تحقيق الانتصارات ضمن سلسلة المعارك التي خاضتها القوات النظامية لتطهير ولاية الخرطوم من المليشيا المتمردة.فيما كشف وزير الصحة الاتحادي عن الخدمات الجليلة التي قدمها اللواء الحسن لقطاع الصحة في السودان.المتحدثون في الوداع وأشادوا بهدوء وصبر وثبات اللواء الحسن في أحلك الظروف التي مرت بها الولاية خلال فترة الحرب.من جهته عبر اللواء الحسن عن اعتزازه بفترته التي قضاها بولاية الخرطوم وبكل الجهات التي تعاونت معه وقال انه فخور للغاية بأن جهاز المخابرات كان جزءا من الانتصارات التي تحققت بولاية الخرطوم.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «التعليم العالي» توضح شروط الاعتراف بشهادات الانتساب والتعليم المفتوح والإلكتروني
  • «صمود» يؤكد ضرورة تضمين قضايا النساء في أي عملية لوقف الحرب
  • هل تقرر تعطيل الدراسة في المدارس خلال امتحانات شهر مارس؟|التعليم تحسم الجدل
  • على طريقِ الانعتاقِ من الهيمنةِ المصرية (5 – 20)
  • رحمة الله على أستاذنا دكتور جعفر بن عوف سليمان – بروفيسور طب الأطفال في السودان
  • على طريقِ الانعتاقِ من الهيمنةِ المصرية (4 – 20)
  • على طريقِ الانعتاقِ من الهيمنةِ المصرية (3 – 20)
  • غوتيريش يعرب علن قلقه إزاء التوترات الأمنية في الساحل السوري
  • لجنة امن ولاية الخرطوم تودع مدير هيئة امن الولاية وتشيد باسهاماته
  • على طريقِ الانعتاقِ من الهيمنةِ المصرية (4 – 20)