لا أفهم رغبتها في طمس معالم سعادتي.. حماتي النقطة السوداء في حياتي
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
سيدتي، السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته، تحية كبيرة أزفها لك أنت وقراء موقع النهار أونلاين وتحديدا ركن قلوب حائرة، أحمد الله أنه دلني على هذا المنبر حتى أجد لي من خلاله ردا ينير طريقي و يبدد مخاوف أحياها وأتخبط فيها منذ مدة. لست سوى زوجة حائرة في أمري في كيفية الخروج والتملص من عقبة حماتي التي تضيق علي الخناق وتستنزف طاقتي التي رمت أن أحيا بها السعادة.
سيدتي، اليأس والقنوط هما عنوان أيامي التي تعتصر فؤادي في بيت زوجي. البيت الذي زينت عند دخوله نيتي وإرتأيت أن أكون عند حسن ظن الجميع بأخلاقي وطيبة قلبي وإحتوائي. لجأت إليك اليوم عبر هذا المنبر لأعبر عن مدى حزني وشجني.
أنا متزوجة وأم لطفلين، الحمد لله أموري المادية مستقرة والكيمياء التي بيني وبين زوجي تجعل كل من يرانا يقدر هذا التناغم ويركز على نيتي أنا ورفيق دربي في الإستقرار. زد على ذلك فعلاقتي بأهل زوج أيضا طيبة جدا ولا تشوبها شائبة. ما عدا حماتي، المرأة التي رمت عليّ بسهام حقدها وبغضها لدرجة خربت معالم الإستقرار. فهي إنسانة لا تفوت سانحة إلا وتتدخل في حياتي أنا وزوجي. كما أن تعلق كثيرا على ما أقدم عليه من تصرفات وتصحّح من بعض الزلات البسيطة ما تراه هي خطيرا ولا يغتفر.
قد تتساءلين سيدتي عن شخصية حماتي، فأخبرك أنها ذات مستوى راقي. كما أنها عاشت حياة الإستقرار برفقة حماي بعيدا عن تدخل أهل زوجها حماي، إلا أنني ومنذ وطأت قدماي عش الزوجية إلا وأجدها تتدخل في كل أموري من طبخ وهندام وحتى تنظيم لأوقاتي بما يتماشى مع حياتها، وكأني بها أحيا لأجلها، كما أنني أحسّ بأن أموري مرهونة بها، علما أنني أحيا في بيت مستقر بعيد عنها، ولها من المسؤوليات ما يلهيها عن تقصّي خطواتي. لطالما حاولت التحمّل والتحامل إلا أنّني في عديد الأحيان أجد نفسي منهارة، فأنا لست دمية بألة تحكّم تسيّرها حماتي. كما أنني أخبرت زوجي بإمتعاضي مما تقدم عليه أمه فوجدت لا يحرك ساكنا وهو يطلب مني الصبر.
الرد:في كثرة الإهتمام ما يجعلنا نحسّ بالسيطرة أو إقتحام الخطوط الحمراء والخصوصية، وأنا أتفهم أختاه ما تحسين به حيال تصرفات حماتك التي أحسّ من أنها تريد لزواجك أن ينجح على خطى تدابيرها وما عاشته من تجارب.
لم تذكري في رسالتك أن حماتك تمارس نوعها من التضييق عليك بالقدر الذي يجعلك في همّ ومشاكل، حيث أن ملاحظاتها ومحاولتها لتسطير حياتك نابع من حرصها على حياة إبنها وأحفادها ليس إلا، كما أنّه ليس من العيب أيضا أن تتدخل والدتك في بعض أمورك من باب حرصها على أن تكوني كنة مثالية وأما فاضلة لأبنائك وزوجة صالحة لزوجك الذي لو علم أن والدته تمارس عليك نوعا من الغيرة المرضية لكان قد تدخّل لحماية بيته من الإنهيار أو زواجه من الفشل.
التناغم الروحي مع الحياة الزوجية يبدأ أيضا من التناغم مع أهل الزوج، فعل الأقلّ إعتبري ان ما تقدم عليه حماتك ليس بالغيرة أو التدخل في خصوصياتك بقدر ما هو تمتين لكيانك كزوجة وأم، وهي تريد منحك عصارة تجربتها الناجحة لتكملي أنت على نفس الخطى والدرب ويعمّر زواجك الدهر.
كوني في قمة التعقل ولا تدعي لبعض الأفكار السلبية طريقا لتهدّم سعادتك وتنغّص عليك صفو حياتك، وأدركي أن الناجح في حياته من يأخذ من خبرات الناس ويستفيد من تجاربهم، ولا يمكن وصف هوس المقربين منا بمصلحتنا بالغيرة.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: کما أن
إقرأ أيضاً:
على المستوى الداخلي.. حزب الله يحدّد معالم اليوم التالي للحرب!
في كلمته الأخيرة التي جاءت بالتزامن مع ما وُصِف بـ"التقدّم" على خط المفاوضات، ما جعل كثيرين يصنّفونها وكأنّها "تمهّد" لوقف إطلاق النار، وطريقة التعامل معه وربما مقاربته، فيما لو حصل، تعمّد الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الإشارة إلى 4 نقاط، طلب من المستمعين إليه أن "يضعوها عندهم لما بعد وقف العدوان"، وفق تعبيره، وهي ترتبط بمرحلة ما بعد الحرب على المستوى الداخلي، أو ما يصطلح وصفه بـ"اليوم التالي".في هذه النقاط التي عرضها الشيخ قاسم باختصار، ومن دون تفصيل، تطرّق إلى ملف إعادة الإعمار، الذي بدأ الحديث عنه يتصاعد على وقع الدمار الكبير الذي أحدثته الغارات الإسرائيلية في الجنوب، كما في الضاحية الجنوبية، حيث أطلق معادلة "سنبني معًا"، كاشفًا أنّ "حزب الله" سيتولى الملف بالتعاون "مع الدولة وكل الشرفاء والدول والقوى التي ستساعد"، وذلك حتى يعود لبنان "أجمل وأفضل"، وفق توصيفه.
وإلى جانب إعادة الإعمار، حضرت السياسة في ثلاث نقاط عرضها الشيخ قاسم الذي كشف أنّ الحزب سيقدّم "مساهمته الفعّالة" لانتخاب رئيس جمهورية "بالطريقة الدستورية"، وأنّ خطواته السياسية وشؤون الدولة ستكون "تحت سقف الطائف بالتعاون مع القوى السياسية"، ومؤكدًا أنّ الحزب سيكون حاضرًا في الميدان السياسي بقوته التمثيلية والشعبية وحضوره الوازن لمصلحة الوطن، "لنبني ونحمي في آن معًا"، فما الذي أراد قوله عمليًا من كلّ ذلك؟!
"حزب الله" باقٍ...
لعلّ الرسالة الأساسية التي أراد الأمين العام لـ"حزب الله" التأكيد عليها من النقاط الأربع، هي تأكيد الصمود والثبات، خلافًا للسردية التي تحاول الإيحاء بأنّ الحزب "قد انتهى"، وهي سرديّة بدأت بعض القوى السياسية التي تصنّف "خصمة" للحزب في الداخل بتبنّيها، مزايدةً في ذلك حتى على الأميركيين والإسرائيليين، الذين لم يضعوا أساسًا بين أهداف الحرب، "إنهاء" الحزب أو القضاء عليه، ولو أعلنوا القضاء على هيكليته القيادية بالكامل.
من هنا، يمكن فهم تعمّد "حزب الله" الحديث عن حضوره في "اليوم التالي" في الخطاب نفسه، الذي حرص فيه على نفي منطق "الهزيمة" في التسوية الموعودة، فيما لو تحقّقت، بناءً على مفهومه للانتصار، الذي يقوم على "منع العدو من تحقيق أهدافه المُعلنة"، وهو ما تمّ طالما أنّ إسرائيل عجزت عن إعادة مستوطني الشمال إلى بيوتهم بأمان من دون اتفاق، وطالما أنّ الاتفاق يلتزم بسقفي وقف الحرب الإسرائيلية بالكامل، وحفظ السيادة اللبنانية.
ولعلّ حديث الشيخ قاسم في هذا الخطاب عن إعادة الإعمار، بل استعادته لمقولة "نحمي ونبني" التي كانت بالمناسبة الشعار الانتخابي الذي خاض "حزب الله" على أساسه الانتخابات النيابية الأخيرة، ينطوي هنا على أهمية خاصة، فـ"حزب الله" يقول إنّه بعد الحرب كما كان قبلها، بخلاف كل الرهانات على إضعافه، وهو سيكون حاضرًا ليس في عملية إعادة الإعمار، بل في حماية كلّ ما تحقّق، وضمنًا الدماء التي سالت دفاعًا عن لبنان.
رسالة "طمأنة"؟!
إذا كان "حزب الله" في رسائله المقتضبة، التي سيكون لها تتمّة بعد انتهاء العدوان، يحاول أن يؤكد على صموده وثباته كما هو واضح، ردًا على سردية انتهائه، فإنّه يوجّه في الوقت نفسه، رسائل من نوع آخر إلى سائر الأطراف، ولا سيما الشركاء في الوطن، عنوانها أنّ أداءه بعد الحرب سيكون وازنًا بما ينسجم مع قوته التمثيلية والشعبية، ولكنه سيكون ملتزمًا سقف الدستور والطائف، ولعلّ في هذه الإشارة رسالة "طمأنة" حرص الحزب على إيصالها.
في هذا السياق تحديدًا، يمكن قراءة حديث الأمين العام للحزب عن استحقاق الانتخابات الرئاسية، سواء لجهة أنّ الحزب سيقدّم "مساهمته الفعّالة" على خطّه، ولكن أيضًا بحديثه عن الانتخاب "بالطريقة الدستورية"، ولا سيما أنّ الحزب كان متّهَمًا طيلة الفترة الماضية، بأنّه من يعطّل الاستحقاق الرئاسي، من أجل "فرض" مرشح محدّد، في حين أنّ كلامه هنا يبدو كمن يفتح "نافذة" تجاه إنجاز الاستحقاق "بالطريقة الدستورية"، وهنا بيت القصيد.
وإذا كان هناك من يعتبر أنّ مثل هذا الكلام قد يكون "حمّال أوجه"، ولا سيما أنّ الحزب كان يعتبر أصلاً أنّ مقاطعته جلسات الانتخاب وتطيير النصاب "ممارسة ديمقراطية ودستورية"، فإنّ حديثه عن الالتزام بسقف الطائف يبدو رسالة أساسية للشركاء، ولا سيما أنّ هناك من بدأ الحديث في الآونة الأخيرة عن "إمكانية" تغيير دستور الطائف، بل يدعو إلى فتح النقاش حول هذا الأمر على طاولة الحوار، بعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
صحيح أنّ النقاط الأربع التي ذكرها الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير، جاءت مقتضبة، وكعناوين ليس إلا، لكنّ الصحيح أيضًا بحسب ما يقول العارفون، إنّ الرجل تعمّد طرحها على الطاولة في هذا التوقيت بالتحديد، وبالتزامن مع بلوغ مفاوضات وقف إطلاق النار مرحلة قد تكون "الأكثر جدّية". فمن خلالها، أراد الحزب توجيه أكثر من رسالة، لعلّ أهمّها أنّه سيكون حاضرًا في "اليوم التالي" للحرب، بعيدًا عن كل رهان على "نهايته"! المصدر: خاص "لبنان 24"