عربي21:
2024-07-06@01:23:18 GMT

هدم ألف مسجد في قطاع غزّة!

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

ماذا لو تم المساس بكنيس يهودي (وهذا بالطبع ليس من أخلاقنا ولا ندعو لذلك، ولكن من باب الافتراض)؟ هذا الأمر يستدعي من كل دول العالم أن تشجب وتستنكر وتدين هذا العمل الجبان بأقذع العبارات والأوصاف. ستوصف الجهة المعتدية بالإرهاب واللا ساميّة والتوحّش والانحطاط الإنساني والحضاري، وما إلى ذلك من أوصاف صعبة وقاسية.

لكن كيف تمرّ أخبار تدمير مساجد غزّة وكأنهم يدمّرون أوكارا للصوص وتجّار المخدرات؟ كيف أدمنّا وأدمن الناس على مرور مثل هذه الأخبار التي تعلن عن تدمير مسجد، وبعضها بالصوت والصورة وتظهر الجندي الذي يتشفّى ويتلذذ ويعرب عن بهجته وغاية سروره وهو ينظر إلى المسجد يهوي ويخرّ صريعا على الأرض؟

وبالطبع يأتي تدمير المساجد في سياق تدمير كلّ مقومات الحياة البشرية في غزّة: المستشفيات والمدارس والجامعات والكنائس والأبراج السكنيّة ومنازل الناس والدوائر الحكومية والبنى التحتيّة من شبكات المياه والكهرباء والهاتف، لم يبق شيء لم تطله أيديهم المجرمة، حتى المقابر تم الاعتداء عليها بتجريفها ونبشها.

ضرب المساجد هو مقصود بذاته لما كانت تقوم به في زراعة القيم الدينية التي تنتج حريّة وثورة وتنتج الإنسان الحرّ الممتلئ عزّة وكرامة، وبالتالي الإنسان الحرّ القادر على التحرير والوقوف في وجه طغيان المحتلّ وفجوره
وضرب المساجد هو مقصود بذاته لما كانت تقوم به في زراعة القيم الدينية التي تنتج حريّة وثورة وتنتج الإنسان الحرّ الممتلئ عزّة وكرامة، وبالتالي الإنسان الحرّ القادر على التحرير والوقوف في وجه طغيان المحتلّ وفجوره. المساجد في غزّة كانت تقوم بدورها خير قيام وكانت مفعّلة بشكل كبير، المساجد محاضن تربوية لإنتاج الإنسان الصالح المصلح، إنسان التغيير الحقيقي في مجتمعه نحو الصلاح والمثل العليا. والمساجد منارة للتنوير المعرفي والفكري، والمساجد تنضج فيها الثورة وتخرج للناس بأبهى الصور وأقواها، تخرج للناس إنسان الحرية والكرامة والثورة في وجه الظلم وجبروت الاحتلال والبغي والفساد، الإنسان الذي لا يرضى الدنيّة في دينه ودنياه.

ويعبر تدميرهم لألف مسجد -هذا الرقم المهول- عن غيظ صدورهم وأنهم قد فقدوا ما تبقى من عقولهم، أناس أصبحوا متوحّشين بلا عقل ولا خلق ولا حتى أي صلة بصورة يريدون أن يصدّروها للعالم عن أنفسهم، ولو تمثيلا يخالف ما انطوت عليه صدورهم من غيظ وغلّ وحقد.. عندما يُظهرون فرحهم على مشهد المسجد وهو يهوي بفضل متفجّراتهم فإنهم يصدّرون بذلك للناس أبشع صورة ممكن أن يحملها إنسان على ظهر هذه الأرض، كذلك كما فعلوا وهم يفجّرون المشفى المعمداني ومجمّع الشفاء وجامعة الإسراء والمربّعات السكنية الكاملة.

ماذا علينا أن نفعل بعد أن دُقّ ناقوس الخطر أكثر من ألف مرة، ألف مسجد وآلاف المشافي والمدارس والجامعات والكنائس والمربعات السكنية والأبراج وما يزيد عن الثلاثين ألف شهيد ومفقود وقرابة ستين ألفا من الجرحى والمقعدين؟ أليست كفيلة بتحريك المياه الراكضة الآسنة لتحدث إعصارا يأكل الأخضر واليابس ويسير خلف غزة لنهضة وقيامة الأمة؟؟
لكن للمساجد قداسة خاصة ولها رمزية ذات دلالات عميقة وعظيمة في نفوس المسلمين وكل أحرار العالم، إنهم بذلك يوصلون رسالة لكلّ مسلم بأنك أيها المسلم؛ أنت وما تقدّس لا تساوي عندنا ما يزن جناح بعوضة، أنت ومساجدك لا يليق بكم إلا الموت والدمار والهلاك، أنتم ودينكم لستم على شيء، لا تستحقّون أية مكانة ولا احترام، لا وزن لكم ولا قيمة تذكر، مساجدكم ودينكم وعقائدكم وتاريخكم وقيمكم وإنسانيّتكم لا وجود لها في قاموسنا، أنتم بالنسبة لنا هباء منثورا، أنتم هدف لقنابلنا وصواريخنا وكلّ أدوات قتلنا وإبادتنا لكم ولكل مكوّناتكم، أنتم ليس لكم منا إلا أن نقتلعكم من جذوركم، من بلدكم ومن تاريخكم، لن نبقي ولن نذر من آثاركم شيئا، تدميرنا قادم لكل تفاصيلكم.

وإنّ صمت الأمّة ذات الدول الكثيرة والثروات العظيمة والأعداد البشرية التي تجاوزت المليار ونصف المليار على هذه الجريمة التي بلغت ألف مسجد؛ مقدّمة سيئة جدا فيما لو أقدم الاحتلال على هدم المسجد الأقصى، ماذا لو فعلوها؟ هل ننتظر بعض المظاهرات والغضب الجماهيري العاطفي هنا وهناك دون التحوّل إلى فعل حقيقي مواز لحجم الجرمية؟

هذا سؤال كبير على النخب السياسية والثقافية في أمة العرب والإسلام أن تجيب عنه. هل هي قادرة على تحريك الجماهير بعد هذا الحال الذي تمرّ به الحكومات العربية والإسلامية من موت سريري منذ فترة طويلة أرست قواعد الهزيمة وأناخت راحلتها على أعتابها دون حراك؟ ماذا علينا أن نفعل بعد أن دُقّ ناقوس الخطر أكثر من ألف مرة، ألف مسجد وآلاف المشافي والمدارس والجامعات والكنائس والمربعات السكنية والأبراج وما يزيد عن الثلاثين ألف شهيد ومفقود وقرابة ستين ألفا من الجرحى والمقعدين؟ أليست كفيلة بتحريك المياه الراكضة الآسنة لتحدث إعصارا يأكل الأخضر واليابس ويسير خلف غزة لنهضة وقيامة الأمة؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مساجد الاحتلال غزة غزة الاحتلال دمار مساجد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإنسان الحر ألف مسجد

إقرأ أيضاً:

ماذا قدم كريم بدوي لقطاع البترول قبل توليه حقيبة الوزارة؟

قالت وزارة البترول والثروة المعدنية في بيان اليوم، إن المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، له العديد من المساهمات والإنجازات لقطاع البترول المصري، فقد شارك في تنفيذ عدد من المشروعات المهمة.

إنجازات وزير البترول كريم بدوي

ساهم بدوي في تنفيذ منصة مصر الرقمية Egypt Upstream Gateway (EUG)، لتشجيع وتسهيل الاستثمار في قطاع البترول، وإتمام المزايدات العالمية رقميا، ووضع الأساس لتشجيع الاستثمار في قطاع الطاقة الجديدة.

وتعد منصة مصر الرقمية نموذجا فريدا فى العالم، حيث تشمل رقمنة جميع البيانات الخاصة للطبقات الباطنية وإمكانية تحديث بياناتها بما يسمح بتعظيم الاستفادة منها لجذب الاستثمار وتقليل المخاطر بالنسبة للمستثمرين، وطرح مناطق جديدة لاستكشاف وإنتاج البترول، وتنفيذ عمليات سيزمية بتقنيات حديثة لتسهيل نجاح عمليات البحث والاستكشاف في خليج السويس.

كما تم استخدام التكنولوجيا الحديثة لدمج البيانات القديمة مع تلك المستحدثة لعمل رسومات أرضية أكثر دقة لزيادة فرص نجاح عمليات الاستكشاف و زيادة الإنتاج من حقول خليج السويس.

وشارك بدوي في برنامج تطوير وتحديث قطاع البترول في محاور جذب الاستثمار وتنمية الكوادر في القطاع واستخدام أحدث المعدات العالمية في عمليات البحث والاستكشاف وتنمية الحقول.

وعمل من خلال شركته في مشاركة قطاع البترول المصري كشريك تكنولوجي في تنفيذ مشروع تنمية حقل ظهر للغاز الطبيعي.

خبرة 27 عاما لوزير البترول

وعلى مدار 27 عاماً بمناطق العمل البترولي المختلفة قضاه كريم بدوي، فإن خبرة العمل الدولية الممتدة تمثل ركيزة أساسية فى وضع استراتيجيات فنية وإدارية وتنمية بشرية، والتعامل مع شركات الطاقة، والوزارات والمؤسسات الدولية بما يدعم المزيد من بناء جسور للتواصل وتشجيع الاستثمارات.

وساهم بدوي في وضع هياكل تنظيمية جديدة، ودمج خطوط أعمال، وخدمات دعم، ومحتوى رقمي، وإدارة التغيير، ومهارات التواصل، وهى كلها عناصر مهمة لإعادة هيكلة المؤسسات.

وكما ساهمت أعماله في جمع كم هائل من المعلومات بشأن أفضل الممارسات في مجالات نزع الكربون ونظم الطاقة الجديدة والحلول الكربونية والعمل مع شركات الكهرباء والعديد من وزارات الطاقة والثروة المعدنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وكذلك النظر في الحوافز والأطر التنظيمية المؤثرة على خريطة مصادر الطاقة في مصر وتأثيرها الإيجابي على قطاع الإنتاج في مصر، وزيادة إنتاج الطاقة الخضراء.

شغل مدير الطاقة الجديدة بشركة شلمبرجير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعد أن كان مدير الأداء الرقمي لشركة شلمبرجير بالمقر العالمي للشركة في هيوستون، وشَغلَ قبلهما منصب رئيس الشركة في مصر والسودان وشرق المتوسط، وقضى فيها مسيرة متنوعة الخبرات ضمت القطاع الهندسي والخبرة العملية والإدارية في قطاع الاستكشاف والإنتاج للبترول والغاز UPSTREAM، وقطاعات التسويق والتدريب وتكنولوجيا المعلومات وإدارة الموارد البشرية، فشملت، فيما شملته، مجالات تحسين الهياكل التنظيمية، وإدارة التغيير ووضع الاستراتيجيات المحققة للنتائج والتمويل وضمان فاعلية الأداء العملياتي.

أدار مشروعات مهمة أدت إلى تحسين الإدارة والكفاءة في مجال البترول والغاز، وخفض الانبعاثات الكربونية، والتمهيد لنظم الطاقة الجديدة والنظيفة، بمراعاة التوازن في مجال البيئة، ومواصلة تدعيم وتنمية العلاقات مع الشركاء بما في ذلك الوزارات والمطورين وشركات EPC والجهات المعنية بتحديث التكنولوجيا والصناعات المختلفة، بما في ذلك، صناعات البترول والغاز ووزارة الكهرباء وشركاتها وشركات الحديد والأسمنت والمطورين، لتقليل الانبعاثات وتحقيق الطموحات المتعلقة بالطاقة الجديدة.

شارك في العديد من المؤتمرات الدولية في قطاع الطاقة، مثل مؤتمر Ceraweek في هيوستن في مارس 2023، منتدى السعودية للاستثمار في قطاع البتروكيماويات في هيوستن في مارس 2023، المؤتمر العالمي لشركات الكهرباء World Utilities Congress في أبوظبي في مايو 2023، أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الرياض في سبتمبر 2023، مؤتمر ADIPEC بالامارات العربية المتحدة في أكتوبر 2023، ورشة عمل منتدى شرق المتوسط للغاز حول نزع الكربون في أكتوبر 2023 في القاهرة وفي مؤتمر COP28 بدبي، وفي ندوة حول التطور التكنولوجي في تخفيض الانبعاثات في قطاع البترول في مصر، بجناح مصر خلال مؤتمر COP28 ، وقمة عمان للهيدروجين الأخضر في مسقط في ديسمبر 2023.

مقالات مشابهة

  • كلنا واحد .. توزيع عبوات غذائية على المواطنين فى الإسماعيلية
  • الداخلية تواصل فعاليات مبادرة «كلنا واحد.. معك في كل مكان»
  • خريطة افتتاحات المساجد في الجمعة الأولى من العام المالي الجديد.. تفاصيل
  • محافظ السويس: الصحة والتعليم وبناء الإنسان على رأس أولويات عملي
  • توحيد خطبة الجمعة بالمغرب.. تضييق على الخطباء أم ترشيد لوظيفتهم؟
  • حرب غزة والغرب.. ماذا تبقى من شعارات حقوق الإنسان؟!
  • العدو الصهيوني يدمر مسجد “ابن عثمان” ثاني أكبر المساجد التاريخية بغزة
  • ماذا قدم كريم بدوي لقطاع البترول قبل توليه حقيبة الوزارة؟
  • مشادة حادة بين مصلين ونائب مسلم من العمال البريطاني داخل مسجد بسبب غزة (شاهد)
  • حل لغز انقراض الحيوانات العملاقة.. ماذا فعل الإنسان قبل ملايين السنين؟