مسئول بـالالكسو": القاهرة للكتاب حدث بارز يخلد جهود مساهمي نهضة مصر الثقافية
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
أكد مدير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الكسو" في خدمة الطفولة الروائي وكاتب أدب الطفل إيهاب القسطاوي، أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد الواجهة الثقافية الأبرز، واﻟﺈﻃﻼﻟﺔ المعبرة عن تراكم تاريخ مصر ثقافيا عبر حقب متعاقبة؛ الأمر الذي هيأها لتكون من أوائل الأمم التي أدركت أهمية الثقافة؛ وهو ما انعكس على الشخصية المصرية في المعرفة بتاريخها وولدت انتماء بمعنى حقيقي يحمل في جعبته صون لتراثه ومكتسباته الإبداعية الناتجة عن عطاء أفراده.
وأضاف القسطاوي، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، "لذلك سيبقى معرض الكتاب الحدث الثقافي والمعرفي الأبرز في مصر والعالم، مُخلدا لجهود قافلة من الرواد الذين أسهموا في نهضة مصر الثقافية وتجلياتها على العالم على مدى عقود من الزمان".
وتابع الكاتب والروائي إيهاب القسطاوي، في حديثه، "أنه حتى نكون منصفين، لابد من الإقرار بأن مصر تعيش أزهى عصورها، حيث نشهد على أرض الواقع، طفرة ملموسة في مختلف المجالات، ومن بين تلك المجالات الحراك الثقافي، إيمانا من القيادة السياسية بالدور الأساسي الذي تلعبه الثقافة باعتبارها أحد الأدوات المهمة للقوى الناعمة في إعادة تشكيل الوعي وبناء الإنسان".
وحول مكانة مصر المتميزة في مؤشرات القوة الناعمة، قال "إن القاصي والداني بات يدرك أن معيار تقدم الشعوب ورقيها يقاس بمدى إزدهار ونمو قواها الناعمة التي تستخدمها عادة في تحقيق غايات التنمية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، من هذا المنطلق كانت الثقافة، محلا لاهتمام مصر، لأن دور الثقافة كقوة ناعمة لا يمكن أن يعمل بمعزل عن القوى الأخرى، فالثقافة متشابكة بأدوار أخرى، منها تعزيز النمو الاقتصادي، باعتبارها ظهيرا لكل عمليات التنمية الشاملة، والحقيقة إن مصر تشهد زخما وانطلاقة غير مسبوقة في المجالات كافة، انطلاقا من تلك الرؤية".
وأضاف القسطاوي "أن الثقافة هي الوعاء الحاضن للقوة الناعمة، لذلك من المهم التأكيد على أنها ليست مجرد نمط لبناء شخصيات أفراد المجتمع وتنمية وتقوية قدراتهم الشخصية من خلال تحفيز الخيال والإبداع؛ ما يزيد من معدلات قدراتهم، ولكنها أيضا وعاء حاضنا للقوة الناعمة تنضح بالثراء، لأنها بكل بساطة تختزن كنوزا من المعرفة، فضلا عن أنها جزء أصيل من حياتنا اليومية وهويتنا".
وتابع "أن القوة الناعمة تشكل أحد أهم العناصر الداعمة للمساندة في عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتوجيه الرأي العام بطريقة إيجابية، وتتجلى أهمية القوة الناعمة في أنها تسهم إسهاما واسعا في ثقافة المجتمع وإثراء وعيه".
وتعقد الدورة الخامسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، في مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، بالتجمع الخامس، في الفترة من 24 يناير 2024 إلى 6 فبراير 2024، تحت شعار "نصنع المعرفة .. نصون الكلمة"، وتم اختيار دولة النرويج كضيف شرف المعرض هذا العام، ووقع اختيار اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على عالم المصريات، الدكتور سليم حسن، ليكون شخصية المعرض، ورائد أدب الطفل، يعقوب الشاروني، ليكون شخصية معرض الطفل.
ويجتمع تحت سقف معرض القاهرة الدولي للكتاب، الأدباء والكتاب من مصر والوطن العربي، بل والعالم، ويشهد برنامجه الثقافي فعاليات ومؤتمرات عن أقطاب الثقافة المصرية والعربية، من المفكرين والمثقفين، ويطرح قضايا تتماس مع العالم الرقمي الجديد، ويتناول العديد من القضايا الفكرية، والاجتماعية، والوطنية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
معرض جدة للكتاب يسلط الضوء على علاقة الفن بالفلسفة والقراءة المتخصصة والكتابة الروائية
جدة – صالح الخزمري
شهد معرض جدة للكتاب على مدى أيامه السابقة، مع اقتراب ختام فعالياته لهذا العام، إقبالاً كبيراً من الزوار وضيوف البرنامج الثقافي، الذين تفاعلوا مع فعاليات ثرية، شملت ندوات وورش عمل وأمسيات شعرية وحديث كتاب.
هذا التفاعل أسهم في إبراز المعرض بوصفه منصة ثقافية، تجمع بين الأدب والفن والفكر، وسط حضور مميز لأسماء بارزة من داخل المملكة وخارجها.
ووسط أجواء ثرية بالإبداع والتفكير النقدي، سلَّط معرض جدة للكتاب 2024 الضوء على العلاقة المتشابكة بين الفن والفلسفة من خلال ورشة عمل مميزة قدَّمها الدكتور بدر الدين مصطفى.
الورشة التي كانت جزءاً من البرنامج الثقافي للمعرض جمعت تحت سقفها نخبة من الفنانين التشكيليين المهتمين بالمجال الأدبي والفلسفي، وصُنَّاع الأفلام، في نقاش فكري ممتع وملهم.
وفي حديثه أشار الدكتور مصطفى إلى أن الفلسفة تُعنى بفهم العالم عبر التفكير النقدي والتحليل العقلي المجرد. وأوضح أن القوانين التي تحكم المجتمع هي ذاتها التي تُشكِّل لغته وإدراكاته ومفاهيمه وقيمه وفنونه، وقال: “على ضوء هذه القوانين برزت ثقافتنا مثالاً على وجود نظام متكامل، وجميع معارفنا وفنوننا تدين لهذا النظام”.
وأضفى مصطفى بُعداً عملياً على الورشة من خلال عرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، بما في ذلك الرسومات والصور والأفلام، وناقش كيفية تناول الفلسفة لهذه الأعمال لخلق مفاهيم متعددة، وعلَّق: “الفن دائمًا مجال للتأويل؛ إذ تتعدد وجهات النظر حوله. لا يمكننا محاكمة الفن فلسفياً، ولكن من المشروع قراءة الفن من زاوية فلسفية”.
* فيما استعرضت ورشة عمل “القراءة المتخصصة” الأسس التي تجعل من القراءة المتخصصة أداة فعالة لتطوير الفكر والمعرفة.
وركزت الورشة على أربعة عوامل رئيسية، هي: التأسيس، والتركيز، والتراكم، والتكامل، التي تقود القارئ إلى خلاصة التجربة الفكرية.
وأوضح المتحدث في الورشة عبدالرحمن الطارقي أن القراءة ليست مجرد نشاط اعتيادي، بل هي فعل وجودي، يعكس حالة من الانبعاث الفكري.
وأشار إلى دور القراءة الدقيقة في فك رموز النصوص، والوصول إلى أعماقها، مستشهدًا بمقولات الجاحظ التي تؤكد أن القراءة تجربة تفاعلية مع النصوص.
وأضاف الطارقي بأن فهم النصوص يتطلب توظيف المعارف السابقة؛ إذ تصبح القراءة مهارة لغوية، تسهم في بناء بيئة معرفية متكاملة. كما أشار إلى أن الكتابة منذ نشأتها، كانت وسيلة للتطور الفكري، موضحًا أن الكتب الجيدة لا تكتفي بإشباع فضول القارئ، بل تفتح أمامه أبواب تساؤلات جديدة، تعزز البحث المستمر.
وأكَّد أن القراءة المتخصصة تُعد بوابة لفهم أعمق للعالم والعلوم المختلفة؛ إذ تجمع بين تحليل المعرفة المكتسبة وإضافة أبعاد جديدة من خلال التساؤل والبحث، ولفت إلى أن هذه العملية تُفضي إلى تكامل فكري يدفع القارئ إلى استكشاف المزيد.
* وكشفت ندوة (من الهواية إلى الاحتراف: الكتابة الروائية) عن تجارب ملهمة لثلاثة كُتَّاب: رزان العيسى، وغدير هوساوي، وناصر السنان، الذين شاركوا قصصهم عن مواجهة التحديات وتحقيق النجاح بدعم الحاضنات الأدبية.
وقد أجمع المشاركون على أهمية الورش الإبداعية والإرشاد الشخصي في صقل مواهبهم وتوجيههم نحو الاحتراف.
وأوضحت رزان العيسى أن البدايات كانت متعثرة، لكنها تمكنت من تجاوز الصعوبات بفضل الدعم المستمر والرغبة في التطوير، مؤكدة أن الإصرار كان المفتاح للوصول إلى مراحل متقدمة في الكتابة.
أما غدير هوساوي فقد أشارت إلى أن شغفها بالكتابة بدأ منذ الطفولة؛ إذ كانت حصص التعبير المدرسي نافذة لاكتشاف موهبتها، مؤكدة أن القراءة وتوسيع آفاق البحث كان لهما دور كبير في تطوير قدراتها الأدبية.
من جانبه، تحدث ناصر السنان عن التحدي الذي واجهه في تحقيق التوازن بين حياته المهنية كونه مهندساً وحياته الأسرية وشغفه بالكتابة، مشيرًا إلى أنه كان يضطر للاستيقاظ مبكراً لكتابة رواياته.
وأكَّد السنان أن الحاضنة الأدبية لعبت دوراً كبيراً في تطوير شخصيات رواياته وأفكارها، بفضل الإرشاد المستمر والمراجعات التفصيلية.
وأجمعت هوساوي والسنان على أن الدعم الذي قدمته الحاضنات الأدبية كان حاسماً في تخطي التحديات وتحقيق التقدم؛ إذ عمل المرشدون معهم خطوة بخطوة لتطوير أفكارهم وتخطيط رواياتهم بشكل احترافي.