أكد مدير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‏ "الكسو" في خدمة الطفولة‏ الروائي وكاتب أدب الطفل إيهاب القسطاوي، أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد الواجهة الثقافية الأبرز، واﻟﺈﻃﻼﻟﺔ المعبرة عن تراكم تاريخ مصر ثقافيا عبر حقب متعاقبة؛ الأمر الذي هيأها لتكون من أوائل الأمم التي أدركت أهمية الثقافة؛ وهو ما انعكس على الشخصية المصرية في المعرفة بتاريخها وولدت انتماء بمعنى حقيقي يحمل في جعبته صون لتراثه ومكتسباته الإبداعية الناتجة عن عطاء أفراده.


وأضاف القسطاوي، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، "لذلك سيبقى معرض الكتاب الحدث الثقافي والمعرفي الأبرز في مصر والعالم، مُخلدا لجهود قافلة من الرواد الذين أسهموا في نهضة مصر الثقافية وتجلياتها على العالم على مدى عقود من الزمان".


وتابع الكاتب والروائي إيهاب القسطاوي، في حديثه، "أنه حتى نكون منصفين، لابد من الإقرار بأن مصر تعيش أزهى عصورها، حيث نشهد على أرض الواقع، طفرة ملموسة في مختلف المجالات، ومن بين تلك المجالات الحراك الثقافي، إيمانا من القيادة السياسية بالدور الأساسي الذي تلعبه الثقافة باعتبارها أحد الأدوات المهمة للقوى الناعمة في إعادة تشكيل الوعي وبناء الإنسان".


وحول مكانة مصر المتميزة في مؤشرات القوة الناعمة، قال "إن القاصي والداني بات يدرك أن معيار تقدم الشعوب ورقيها يقاس بمدى إزدهار ونمو قواها الناعمة التي تستخدمها عادة في تحقيق غايات التنمية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، من هذا المنطلق كانت الثقافة، محلا لاهتمام مصر، لأن دور الثقافة كقوة ناعمة لا يمكن أن يعمل بمعزل عن القوى الأخرى، فالثقافة متشابكة بأدوار أخرى، منها تعزيز النمو الاقتصادي، باعتبارها ظهيرا لكل عمليات التنمية الشاملة، والحقيقة إن مصر تشهد زخما وانطلاقة غير مسبوقة في المجالات كافة، انطلاقا من تلك الرؤية".


وأضاف القسطاوي "أن الثقافة هي الوعاء الحاضن للقوة الناعمة، لذلك من المهم التأكيد على أنها ليست مجرد نمط لبناء شخصيات أفراد المجتمع وتنمية وتقوية قدراتهم الشخصية من خلال تحفيز الخيال والإبداع؛ ما يزيد من معدلات قدراتهم، ولكنها أيضا وعاء حاضنا للقوة الناعمة تنضح بالثراء، لأنها بكل بساطة تختزن كنوزا من المعرفة، فضلا عن أنها جزء أصيل من حياتنا اليومية وهويتنا".


وتابع "أن القوة الناعمة تشكل أحد أهم العناصر الداعمة للمساندة في عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتوجيه الرأي العام بطريقة إيجابية، وتتجلى أهمية القوة الناعمة في أنها تسهم إسهاما واسعا في ثقافة المجتمع وإثراء وعيه".


وتعقد الدورة الخامسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، في مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، بالتجمع الخامس، في الفترة من 24 يناير 2024 إلى 6 فبراير 2024، تحت شعار "نصنع المعرفة .. نصون الكلمة"، وتم اختيار دولة النرويج كضيف شرف المعرض هذا العام، ووقع اختيار اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على عالم المصريات، الدكتور سليم حسن، ليكون شخصية المعرض، ورائد أدب الطفل، يعقوب الشاروني، ليكون شخصية معرض الطفل.


ويجتمع تحت سقف معرض القاهرة الدولي للكتاب، الأدباء والكتاب من مصر والوطن العربي، بل والعالم، ويشهد برنامجه الثقافي فعاليات ومؤتمرات عن أقطاب الثقافة المصرية والعربية، من المفكرين والمثقفين، ويطرح قضايا تتماس مع العالم الرقمي الجديد، ويتناول العديد من القضايا الفكرية، والاجتماعية، والوطنية.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

معرض الشارقة الدولي للكتاب.. مجمع اللغة العربية يحتفي بإنجازات "المعجم التاريخي"

نظم مجمع اللغة العربية بالشارقة مؤتمراً صحفياً ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، أعلن خلاله عن إنجاز تاريخي غير مسبوق يتمثل في طباعة 127 مجلداً من « المعجم التاريخي للغة العربية » المعجم الأول من نوعه في العالم العربي، الذي يوثق تطور المفردات والمعاني اللغوية عبر العصور ويهدف إلى الحفاظ على الهوية اللغوية وتعزيز ارتباط الأجيال بلغة أجدادهم.

احتفال أُممي
قال الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة، في كلمة مكتوبة وجهها للمشاركين بالمؤتمر:
« إن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء من طباعته هو احتفال للأمتين العربية والإسلامية، إذ تعد اللغة وعاءً حضارياً يحمل تاريخ وثقافة هذه الأمة. إن هذا المعجم يمثل مرجعاً ثقافياً ومعرفياً يوثق تاريخ الألفاظ العربية وتطور دلالاتها، مما يعزز الهوية الثقافية العربية ويجعل لغتنا في متناول الأجيال القادمة. »
وأضاف  قائلاً: « إن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق إلا بفضل التعاون المثمر بين الشارقة ومختلف المؤسسات اللغوية في الوطن العربي. وأكد أن مشروع المعجم هو خطوة أساسية نحو تعزيز اللغة العربية كوعاء حضاري شامل يوثق معارف الأمة وتاريخها. »
دعم إمارة الشارقة
قدمت إمارة الشارقة، بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، دعماً لا محدوداً في تحويل فكرة « المعجم التاريخي للغة العربية » إلى واقع ملموس، من خلال توفير التمويل اللازم والدعم اللوجستي والمعنوي لكافة مراحل المشروع. وبفضل هذه الرعاية المستمرة، بات المعجم مرجعاً لغوياً شاملاً يخدم الباحثين والمهتمين باللغة العربية حول العالم.
حضور متميز
شهد المؤتمر الصحفي حضوراً رفيع المستوى من أبرز الشخصيات الثقافية والأدبية في دولة الإمارات والدول العربية. وشارك في الفعالية عدد من رؤساء وأعضاء اتحادات الكتّاب والمثقفين، إلى جانب شخصيات إعلامية بارزة محلياً وعربياً، ومجموعة من الأكاديميين والباحثين المهتمين باللغة والتاريخ العربي. كما شهد الحدث حضور كبار الشخصيات المهتمة بالشأن الثقافي، مما يعكس أهمية المعجم التاريخي للغة العربية كمشروع حضاري يوحد الجهود العربية في الحفاظ على اللغة والهوية الثقافية.
إحصائيات بارزة
يعد المعجم التاريخي للغة العربية إنجازًا استثنائيًا من حيث الحجم والمحتوى، حيث يتضمن حوالي 73,000 مدخل لغوي، ويغطي أكثر من 21.5 مليون كلمة موزعة على 127 مجلداً. ويعتمد المعجم على نحو 351,000 شاهد تاريخي، مستندًا إلى 11,300 جذر لغوي. ويصل إجمالي صفحات المعجم إلى حوالي 91,000 صفحة. وقد شاركت في إنجاز هذا المعجم أكثر من 20 مؤسسة لغوية وأكاديمية من مختلف الدول العربية، مما يجعله نتاج تعاون عربي مشترك يعكس ثراء وتنوع اللغة العربية عبر العصور.


المعجم في خدمة المجتمعات العربية
يخدم المعجم التاريخي للغة العربية شريحة واسعة من الباحثين والمتخصصين والطلاب وحتى عامة الناس الذين يرغبون في معرفة جذور كلماتهم وتطور دلالاتها. من خلال تقديم شواهد تاريخية دقيقة، يعزز المعجم الفهم العميق للتراث اللغوي العربي، مما يسهم في حماية الهوية الثقافية العربية من التأثيرات الأجنبية. فهذا المعجم ليس مجرد أداة بحث علمي، بل هو أيضاً بوابة ثقافية تسمح للأجيال القادمة بربط لغتهم بالتراث الحضاري للعالم العربي، مما يعزز الانتماء والاعتزاز بالهوية العربية.
وصرح محمد حسن خلف، عضو مجلس أمناء مجمع اللغة العربية بالشارقة خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر قائلاً: « إن مشروع المعجم التاريخي للغة العربية يمثل خطوةً رائدة في حفظ الإرث الثقافي واللغوي للأمة العربية. هذا المشروع الطموح ليس مجرد مجلدات أو موسوعات تجمع الكلمات ومعانيها، بل هو جسر يربط بين ماضي الأمة وحاضرها، ويوفر للأجيال القادمة فهماً أعمق لتطور لغتهم عبر العصور. نحن في مجمع اللغة العربية بالشارقة نرى أن المعجم التاريخي يُعد إنجازاً حضارياً لا يخدم دولة واحدة فقط، بل هو إرث لجميع الدول الناطقة بالعربية، وأداة توحيد ثقافي تثبت أن التعاون العربي قادر على إنتاج مشروعات هادفة تمتد آثارها لقرون قادمة. »
من جانبه شدد د. امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، المدير التنفيذي للمعجم، على أهمية هذا الإنجاز الحضاري قائلاً: « إن المعجم التاريخي للغة العربية هو نتاج رؤية علمية وثقافية عميقة تتجاوز التوثيق اللغوي، حيث يعكس هذا المعجم طموح مجمع اللغة العربية بالشارقة إلى تقديم مرجع شامل يوثق مراحل تطور لغتنا العربية منذ بداياتها وحتى يومنا هذا. إن هذا المعجم يقدم للعالم العربي دليلاً حياً على أن اللغة العربية هي أكثر من أداة للتواصل، بل هي وعاءٌ للمعرفة وحافظة للثقافة والتاريخ. وبدعم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أصبحنا قادرين على تحويل هذا الحلم إلى حقيقة. »
وأوضح الأستاذ الدكتور محمد السعودي، مقرر عام الفريق الأردني، والأستاذ الجامعي، الدور الذي لعبته التقنيات الحديثة في هذا المعجم، قائلاً: « يمثل المعجم التاريخي للغة العربية نقلة نوعية في مجال البحث اللغوي، حيث يوفر للباحثين والعلماء والعامة مصدراً موثوقاً يمكنهم من تتبع تطور الكلمات العربية ودلالاتها عبر العصور المختلفة. فهذا الإنجاز لم يأتِ بسهولة؛ فقد تطلب جهدًا كبيرًا وتعاونًا بين المؤسسات اللغوية من مختلف الدول العربية. ليتيح للمستخدمين تتبع تطور كل كلمة ضمن سياقاتها التاريخية المتعددة، مع تقديم شواهد دقيقة من الأدب العربي القديم والحديث، والنصوص الدينية، والفلسفية، والعلمية. »


تعزيز الهوية الثقافية والتاريخية
يُجسّد المعجم التاريخي للغة العربية التزام إمارة الشارقة، بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بالحفاظ على التراث العربي والهوية الثقافية. هذا المعجم ليس مجرد سجل لتاريخ اللغة، بل أداة تعزز من قدرة اللغة العربية على مواكبة مستجدات العصر، مع الحفاظ على جوهرها الثقافي الذي يجعلها لغة علم وفكر وثقافة.
ولا يقتصر دور المعجم على التوثيق اللغوي، بل يتجاوز ذلك ليصبح جسرًا بين الأجيال الشابة وجذور لغتهم. من خلال تتبع تطور المفردات عبر العصور، يسهم المشروع في تعزيز الانتماء الثقافي، مما يجعل اللغة العربية أكثر قربًا وحيوية للأجيال الحالية والمستقبلية. وقد أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على أهمية هذا الدور بقوله: “نحن هنا لخدمة اللغة العربية ودعم مجامعها في الوطن العربي، وهدفنا أن يكون المعجم شاهداً على غنى هذه اللغة وقدرتها على استيعاب مستجدات العصر، مع المحافظة على أصولها وقيمتها الحضارية. »
ومن خلال هذا الإنجاز، تقدم الشارقة للأمة العربية مشروعًا ثقافيًا غير مسبوق يضع اللغة العربية في مكانة علمية وتاريخية رفيعة. ليمثل المعجم التاريخي للغة العربية، إلى جانب الموسوعة العربية الشاملة، ركيزتين ثقافيتين تعززان الروابط الثقافية بين الشعوب العربية، وتوثقان تاريخ الأمة وتراثها المشترك.

كلمات دلالية الشارقة معجم اللغة العربية

مقالات مشابهة

  • معرض الشارقة الدولي للكتاب.. مجمع اللغة العربية يحتفي بإنجازات "المعجم التاريخي"
  • سلطنةُ عُمان تشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024
  • حاكم الشارقة يفتتح الدورة الـ 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب
  • حاكم الشارقة يتفقد "جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب" في "معرض الشارقة الدولي للكتاب" ويثني على إصدارات وزارة الثقافة
  • 22 دار نشر مصرية تشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024
  • 22 دار نشر مصرية تشارك في “معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024”
  • حاكم الشارقة يتفقد جناح الهيئة المصرية بـ"معرض الشارقة للكتاب"
  • بالفيديو| سلطان يفتتح معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ 43
  • سلطان يفتتح معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ 43
  • مجلس الإمارات للإعلام يشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب