رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، في عددها الصادر صباح اليوم الأحد، أن تصاعد وتيرة العنف في البحر الأحمر يمكن أن يُقوض من استقرار اليمن الهش بالفعل ويُعرضه لمزيد من الأخطار.

وحذر عمال إغاثة في تصريحات نقلتها الصحيفة، في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الالكتروني حول هذا الشأن، من أن المواجهة العسكرية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والمسلحين الحوثيين تهدد بتعميق الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث تكافح منظمات الإغاثة بالفعل لتلبية احتياجات البلاد.

وأدى ما يقرب من عقد من الحرب الأهلية في الدولة الواقعة في شبه الجزيرة العربية إلى طرد ملايين الأشخاص من منازلهم وتفاقم الفقر وانتشار المجاعة. والآن هناك صراع جديد، حيث يطلق المقاتلون الحوثيون الصواريخ على السفن التجارية احتجاجًا على الأوضاع المأساوية في قطاع غزة ما دفع القوات الأمريكية والبريطانية إلى الرد، الامر الذي يهدد بتعطيل الجهود المؤقتة لتحقيق السلام في المنطقة.

وبحسب الصحيفة، فقد تركت سنوات الحرب أكثر من ثلثي السكان في اليمن بنحو حوالي 21 مليون شخص في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمساعدات المنقذة للحياة، وفقًا لما أفادت به 26 منظمة إغاثة هذا الشهر، معربة عن "القلق البالغ إزاء الآثار الإنسانية للتصعيد العسكري الأخير.

وكتبت مجموعات من بينها منظمة «كير» ولجنة الإنقاذ الدولية ومنظمة إنقاذ الطفولة: نحن نحث جميع الجهات الفاعلة على إعطاء الأولوية للقنوات الدبلوماسية على الخيارات العسكرية لتهدئة الأزمة وحماية التقدم في جهود السلام.

وأوضحت «واشنطن بوست» أن أحد المخاوف الرئيسية في هذا الشأن هو قرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الشهر بإعادة إدراج الحوثيين إلى القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، في محاولة منه لعزل المجموعة التي يحذر عمال الإغاثة من أنها قد تتسبب في تعقيد الجهود المبذولة لتقديم الإغاثة في مشهد إنساني هش بالفعل.

واعتبرت الصحيفة أن ثمة سؤالًا جوهريًا يطرح نفسه الأن وهو ما إذا كان الحوثيون سيسمحون لمنظمات الإغاثة بمواصلة العمل في المناطق التي يسيطرون عليها لاسيما مع النظر إلى تاريخهم في فرض قيود مشددة على عمل مثل هذه المنظمات، وأشارت إلى رسالة نشرها الحوثيون في 20 يناير الجاري تحث على ضرورة مغادرة المواطنين الأمريكيين والبريطانيين العاملين في الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية الأخرى أراضي اليمن في غضون 30 يومًا، وفقًا لنسخة أطلعت عليها "واشنطن بوست.

ويعاني اليمن من إرهاق المانحين والتنافس على استقطاب أموال المساعدات نحو أوكرانيا وغزة في حين تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد لعام 2023 بنسبة 39 بالمائة فقط، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية. أما في ديسمبر الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه أوقف التوزيع مؤقتاً في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بسبب "محدودية" التمويل من المانحين والفشل في حل الخلاف طويل الأمد حول تقليل عدد اليمنيين الذين يخدمونهم، مما وجه ضربة مدمرة في بلد يعاني من أعلى معدلات سوء التغذية في العالم.

وقالت بشرى الدخينة، مديرة المنطقة ومنسقة الشئون الإنسانية في منظمة «كير» فرع اليمن، في تصريح خاص للصحيفة: كان الوضع بالفعل صعباً للغاية، وأضافت: القرار الأمريكي الأخير يضيف طبقة أخرى من التحديات لمنظمة كير وجميع الجهات الإنسانية الفاعلة الأخرى العاملة في اليمن، وكافحت منظمات الإغاثة لسنوات لتلبية احتياجات اليمن الهائلة، كما أنهم لعبوا دورًا حيويًا في معالجة أزمة التغذية طويلة الأمد التي أثرت بشكل خاص على الشباب حيث يعاني ما لا يقل عن 2.2 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، حسبما أفادت الصحيفة.

اقرأ أيضاًفعاليات فنية متنوعة للمواقع الثقافية بالبحر الأحمر احتفالًا بالعيد القومى وعيد الشرطة

موانئ البحر الأحمر تحقق تداول 6 مليون و440 ألف طن بضائع عامة خلال عام 2023

محافظ البحر الأحمر يضع إكليل الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أخبار إسرائيل أخبار إسرائيل اليوم أخبار لبنان أخبار لبنان اليوم احداث فلسطين اخبار فلسطين اسرائيل اسرائيل ولبنان الاحتلال الاسرائيلي البحر الأحمر الحدود اللبنانية الحدود مع لبنان الحوثيون الحوثيين تل ابيب صراع اسرائيل ولبنان طوفان الاقصى عاصمة فلسطين غلاف غزة فلسطين فلسطين اليوم قصف اسرائيل قطاع غزة قوات الاحتلال لبنان لبنان واسرائيل مستشفيات غزة البحر الأحمر واشنطن بوست

إقرأ أيضاً:

ضربات جديدة.. أميركا تدمر قدرات الحوثي لتأمين البحر الأحمر

تمكن الجيش الأمريكي، من تدمير مواقع جديدة تضم أنظمة رادار لمليشيات الحوثي إلى جانب زوارق مسيرة مفخخة كانت تهدد أمن سلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان لها، فجر الجمعة، على منصة إكس: "نجحت القوات الأميركية خلال الـ24 ساعة الماضية، في تدمير سفينتين سطحيتين غير مأهولتين مدعومتين من إيران في البحر الأحمر وموقع رادار للحوثيين في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".

وأضافت إن مواقع الرادار والزورقين التابعين للحوثيين، تمثل تهديدات وشيكة للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة. وأشارت إلى أن "اتخاذ هذا الإجراء لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمانًا".

ومنذ مطلع يوليو الجاري، نجح الجيش الأمريكي في تدمير عدد من مواقع الردارات والزوارق المفخخة التابعة للميليشيات الحوثية وذلك عبر سلسلة من الضربات الدقيقة التي شهدتها مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين المدعومين من إيران في شمال وغرب اليمن.

وبحسب مصادر إعلامية، شنت مقاتلات أميركية ضربات مركزة على مواقع عسكرية حوثية في محافظتي حجة والحديدة. وتمكنت الضربات من إلحاق أضرار بالعتاد العسكري الذي تستخدمه الميليشيات الحوثية لشن هجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر.

وبحسب المصادر، شنت المقاتلات الأميركية غارتين على منطقة بحيص في مديرية ميدي بمحافظة حجة شمال غرب البلاد. كما تم استهداف منطقتي الجاح في مديرية بيت الفقيه ومديرية اللحية في محافظة الحديدة بعدد من الغارات.

وتتكتم ميليشيا الحوثي عن الإعلان عن نتائج الضربات الأخيرة والتي تعد جزءا من عملية ردع مستمرة تقودها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا منذ أشهر لردع إرهاب الحوثي في البحر الأحمر. الغارات المكثفة طالت مواقع عسكرية حساسة تابعة للميليشيات في محافظات: الحديدة وريمة وصنعاء وحجة والمحويت والبيضاء وتعز. وأدت تلك الغارات لتدمير عتاد عسكري يستخدم لضرب الملاحة الدولية؛ إضافة إلى مقتل خبراء أجانب في الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وقيادات رفيعة للمليشيات عاملة في ما يسمى "القوات البحرية" و"القوات الجوية". 

في خطابه الأخير، الخميس، اعترف زعيم ميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن، عبدالملك الحوثي، بتلقي جماعته 19 غارة جوية خلال أسبوع. دون الكشف عن نتائج تلك الضربات التي تسببت في إلحاق خسائر كبيرة بعناصره. زاعماً أن ميليشياته استهدفت خلال أسبوع 6 سفن ليصل إجمالي السفن المستهدفة منذ بداية الهجمات إلى 162 سفينة. وقال إن هجمات هذا الأسبوع نفذت بـ20 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة وزورقاً.

وكانت تقارير أمنية غربية كشفت أن عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضدّ الحوثيين على الأرض، منذ 12 يناير الماضي، وصلت إلى نحو 560 غارة، أدَّت في مجملها، حتى الآن، إلى مقتل 58 عنصراً، وجرح 86 آخرين، وفق ما اعترفت به الجماعة.

مقالات مشابهة

  • الصين تعزز حضورها في اليمن وسفيرها يكشف دورها في جهود السلام
  • واشنطن تنسق مع مسقط بخصوص إعتقالات الحوثيين
  •  البارجة اليونانية “بسارا” تتعرض لهجوم في البحر الأحمر
  • ⭕️ إبراهيم جابر يلتقي رئيس منظمة الإغاثة الدولية السويسرية
  • “اليمن بعدسة سويدية”.. مؤسسة توكل كرمان تنظم معرض صور يوثق حقبة من تاريخ البلاد
  • اليمن والبحر الأحمر على طاولة قمة الناتو المرتقبة
  • الأمم المتحدة: غرق «روبيمار» يؤدي لكارثة بيئية في البحر الأحمر
  • الجيش الأمريكي ينشر صورًا تؤكد مشاركة السعودية في العدوان على اليمن
  • مخاوف دولية من عودة التضخم بسبب تصاعد عمليات الحوثيين
  • ضربات جديدة.. أميركا تدمر قدرات الحوثي لتأمين البحر الأحمر