اختتام أعمال مختبر الابتكار لمبادرة “ود” العالمية في أبوظبي
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
برعاية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء في ديوان الرئاسة رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، اختتم مختبر الابتكار لمبادرة “ود” العالمية لتنمية الطفولة المبكرة، التي تترأسها معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي فعالياته التي استمرت على مدار خمسة أيام وشارك فيها أكثر من 30 خبيراً ومتخصصاً محليا وعالمياً.
واجتمع المشاركون في المختبر تحت منصة هذه المبادرة، التي تقودها هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، حيث عملوا معاً على تحديد أبرز تحديات تنمية الطفولة المبكرة واستشراف الحلول وتطوير نماذج مبتكرة ليتم دراسة جدواها واختبارها على أرض الواقع خلال الأشهر المقبلة بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في قطاع الطفولة المبكرة في إمارة أبوظبي.
وفي كلمة خلال اليوم الأخير للمختبر، شددت معالي ريم الهاشمي على أهمية معالجة هذه النماذج والحلول الواعدة التي تهدف إلى إحداث تغيير إيجابي لمواجهة التحديات التنموية لقطاع الطفولة المبكرة.
وقالت معاليها : “نجحت مبادرة ود العالمية في استقطاب نخبة رائدة من الخبراء والمختصين من مختلف القطاعات والمجالات الذين خاضوا العديد من جلسات العصف الذهني والتجارب والنقاشات لتحديد التحديات الجذرية للطفولة المبكرة استناداً إلى محاور المبادرة الثلاث المتمثلة بالتربية الفعالة، والثقافة والهوية، والمدن المستدامة والصديقة للأسرة ما يعكس التزامنا في ضمان بيئة مستدامة وصحية وداعمة للأطفال تمكنهم من تطوير قدراتهم ومهاراتهم والنمو؛ فأطفالنا هم قادة المستقبل”.
وأضافت أن مخرجات مختبر الابتكار ليست سوى بداية الطريق في مسيرتنا في مبادرة ود؛ فالنماذج الأولية التي تم إعدادها من قبل الخبراء تمثل حجر الأساس لخلق منظور مختلف ومبتكر لتنمية الطفولة المبكرة في إمارة أبوظبي والإمارات عموماً وصولاً إلى العالمية”.
من جهتها، أكدت سعادة سناء محمد سهيل مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة أن استقطاب الخبراء المحليين والعالميين من الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات القطاع الثالث يعزز جهود تطوير أفضل الحلول الشاملة والمستدامة التي تعزز بناء الجسور بين جميع الأطراف بهدف تحسين جودة ورفاهية حياة الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة.
وأضافت : “عملنا من خلال مختبر الابتكار على خلق بيئة داعمة للنقاشات ومحفزة للتعاون والتفكير المبدع عبر العديد من الفعاليات والنشاطات والحوارات والزيارات الميدانية، وما لمسناه من التفاعل الإيجابي والجهد المشترك والإصرار من الخبراء خلال هذا الأسبوع، والنماذج الأولية المتميزة التي نتجت عن ذلك والتي سيتم اختبارها على أرض الواقع، ستمهد الطريق بشكل فعّال لمنتدى ود الثاني والذي من المقرر انعقاده في أكتوبر المقبل.”
وارتكزت فعاليات اليوم الأول لمختبر الابتكار على بناء أسس واضحة للخبراء المشاركين حول المبادرة لتمكينهم من فهم أعمق لرؤية وأهداف مبادرة ود العالمية لتنمية الطفولة المبكرة، ما خلق روابط مشتركة بينهم وعزز شغفهم بقطاع تنمية الطفولة المبكرة.
واستكملوا يومهم في استكشاف المحاور الاستراتيجية الثلاث: التربية الفعالة، والثقافة والهوية، والمدن المستدامة والصديقة للأسرة في بيئة ملهمة وداعمة للنقاشات المثمرة والمحفزة.
وكان اليوم الثاني مخصصاً لقيام الخبراء المشاركين بزيارات ميدانية إلى المدارس ومناطق اللعب المخصصة ومراكز الراعية الصحية، والمراكز والمتاحف الثقافية والأنشطة التراثية حيث قاموا بزيارة مدرستي الريانة والمعمورة، وحديقتي أم الإمارات ومنطقة الريف السكنية ومركز المشرف التخصصي للأطفال ومهرجان الشيخ زايد، ما أتاح لهم فرصة التعرف بشكل أفضل على السلوكيات والعادات والروابط الاجتماعية والثقافية للمجتمع الإماراتي والثقافات المختلفة الموجود على أرض دولة الإمارات وآثارها على تنمية الطفولة المبكرة والجمهور المستهدف، ومنحهم فهماً واضحاً لمنظومة التنمية المتاحة حالياً بما يتعلق بمرحلة الطفولة المبكرة. وتمكنوا بعدها من تحديد التجارب التي يودون التركيز عليها ودراستها والانتقال بعدها إلى تطوير السؤال المحوري لعملية التفكير البناء والمبتكر.
وتم تخصيص اليوم الثالث للمشاركين في مختبر الابتكار لمبادرة “ود” لتطوير السؤال المحوري الذي قاموا بتحديده عبر جلسة نقاشية مع المتخصصين والمستشارين من هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، للعمل على تصور الحلول المبتكرة، وتحديد مدى ملاءمتها على أرض الواقع لتحديد السياسات والبرامج المطلوبة لاعتمادها. كما أتيحت لهم الفرصة للتعامل مع العديد من الشركاء والأطراف المعنية من خلال المقابلات مع الخبراء وأولياء الأمور والشركاء وممثلي الهيئة.
وفي اليوم الرابع، قام المشاركون بتطوير مخرجاتهم بشكل فعال واستكملوا بناء أفكارهم المبدعة، ثم عملوا بعد ذلك على تطوير النماذج الأولية من خلال بناء مجسم من الورق يمثل رؤيتهم وقاموا بعدها باختبار هذه المخرجات مع المستخدمين والشركاء المشاركين في المختبر.
وقام المشاركون خلال اليوم الخامس والأخير، بتقديم نماذج الحلول المبتكرة التي طوروها للجنة مختصة حيث ناقش أعضاء اللجنة المشاريع والمبادرات التي تم استعراضها من قبل المشاركين لاختيار النماذج التي سيتم اختبارها على أرض الواقع قبل انعقاد منتدى ود في أكتوبر المقبل.
ويمثل المختبر الذي يعقد كل عامين حدثا مهماً يركز على إيجاد سبل جديدة ومبتكرة وفعالة لتنمية الطفولة المبكرٍة والنهوض بها، فضلاً عن كونه بمثابة منصة لصناع السياسات والخبراء والممارسين والشركاء الاستراتيجيين من مختلف القطاعات لمناقشة الاتجاهات والاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في تعزيز تنمية الطفولة المبكرة، والاستفادة من النتائج المبتكرة التي يتم التوصل إليها من خلال أنشطة مختبر الابتكار من قبل خبراء “ود” المشاركين من كافة التخصصات ذات الصلة.
ويمكن المختبر الخبراء المشاركين من تطوير أفكار مبتكرة، وقائمة على معرفة عميقة، لضمان تطوير منظومة فعالة في تنمية الطفل على مختلف المستويات، واكتشاف كيفية التعامل مع التحديات والفرص المستقبلية لقطاع تنمية الطفولة المبكرة، والتعرف على ما تبذله هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة لتعكس الثقافة الإماراتية في هذا المجال مع إمكانية الاستفادة من تجربتها لتعزيز الوعي العالمي طوال مراحل التفكير والنماذج الأولية للمختبر.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: هیئة أبوظبی للطفولة المبکرة تنمیة الطفولة المبکرة لتنمیة الطفولة مختبر الابتکار على أرض الواقع من خلال
إقرأ أيضاً:
أبوظبي للطفولة المبكرة تنظم ملتقى حول استخدام الأطفال للتكنولوجيا
نظمت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، اليوم الثلاثاء، "ملتقى الرفاهية الرقمية"، بمشاركة نخبة من رواد قطاع التكنولوجيا، من بينهم ممثلون عن "ميتا"، و"جوجل"، و"تيك توك"، و"إكس"، و"يانغو"، و"سامسونج"، و"إيه آند"، و"دو"، وذلك بهدف تسليط الضوء على الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا في مرحلة الطفولة المبكرة.
وجاء تنظيم الملتقى، المصاحب لأسبوع أبوظبي العالمي للصحة، الذي تنظمه دائرة الصحة، كجزء من مشروع بحثي يمتد لثلاث سنوات، بتمويل من هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، تحت عنوان "استخدام التكنولوجيا والوسائط الرقمية في حياة الأطفال"، ويشارك في تنفيذه عدد من المؤسسات الأكاديمية المرموقة، من بينها جامعة نيويورك أبوظبي، وجامعة نيويورك الأميركية، وجامعة مدينة نيويورك.
وقال سعادة الدكتور يوسف الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع المعرفة والريادة في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، إن الهيئة تهدف إلى مساعدة أولياء الأمور للشعور براحة أكبر عند استخدام أطفالهم الوسائط الرقمية، خصوصا في ظل الدور الكبير الذي تلعبه التكنولوجيا في حياة وتطور الأطفال.
وأعرب عن أمله في مواصلة العمل على الدوام مع أولياء الأمور لإعطاء رفاهية الطفل الرقمية الأولوية، وضمان موازنة حياته اليومية بين الأنشطة الرقمية والتقليدية.
من جانبها قالت جواهر عبد الحميد، رئيسة السياسات العامة لشركة "سناب" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عضو ميثاق جودة الحياة الرقمية للأطفال، إن الشركة تسعى لبناء تجارب رقمية تضع سلامة مستخدميها في المقام الأول، وخصوصاً الأطفال، وتعمل على تمكين الوالدين عبر تزويدهم بالموارد والأدوات التي يحتاجون إليها لتعزيز سلامة استخدام الإنترنت.
وتضمن الملتقى جلسات نقاشية شارك فيها عدد من القادة والخبراء في مجالات التكنولوجيا، من بينهم سعادة الدكتور يوسف الحمادي، وجواهر عبد الحميد، والبروفيسورة سوزان دانبي، الأستاذة في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا ومديرة ورئيسة الباحثين في مركز التميز للطفل الرقمي، ومريم الشحي، مديرة مشروعات رئيسية في مجلس الإمارات للإعلام، والدكتور مايكل بريستون، النائب الأول لرئيس ورشة "سمسم" والمدير التنفيذي لمركز جوان جانز كوني، والبروفيسور جان بلاس، أستاذ كرسي "بولييت غودارد" في الإعلام الرقمي وعلوم التعلم بجامعة نيويورك.
وتناول الحدث مجموعة من القضايا المهمة المتعلقة برفاهية الأطفال في العالم الرقمي، مثل تطوير إرشادات قائمة على الأدلة حول الوسائط الرقمية والذكاء الاصطناعي، وإستراتيجيات إنشاء محتوى رقمي عالي الجودة يركز على تعلم الأطفال الصغار وتنميتهم، إلى جانب استكشاف متطلبات إطلاق إطار تقييم ثقافي للوسائط الرقمية.
وارتكز تنظيم "ملتقى الرفاهية الرقمية" على التزام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة في الشراكة مع "ميثاق جودة الحياة الرقمية" في دولة الإمارات الذي يُعد الأول من نوعه في المنطقة، لضمان بيئة رقمية آمنة ومتوازنة للأطفال والأسر.
ويعد الملتقى متابعة لجهود مبادرة ود العالمية لتنمية الطفولة المبكرة التابعة للهيئة، وهي مبادرة تجمع نخبة من الخبراء والشركاء والمبتكرين العالميين لتعزيز الابتكار في تنمية الطفولة المبكرة داخل أبوظبي وخارجها، إلى جانب بناء مستقبل أفضل للأطفال حول العالم عبر تبادل وجهات النظر، وتعزيز التعاون، وإطلاق مبادرات ذات تأثير واسع.
وكشف الملتقى عن نتائج دراسة ميدانية أجرتها جامعة نيويورك أبوظبي، بدعم من هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، شملت 10 آلاف من أولياء الأمور في أبوظبي، وأَظهرت أن 55% من أولياء الأمور يعتقدون أن الوسائط الرقمية تسهم في تعلم أطفالهم وتطورهم الاجتماعي.
وبينت نتائج الدراسة أن 70% من أولياء الأمور راضون عن مقدار الوقت الذي يقضيه أطفالهم في استخدام الوسائط الرقمية، وأن 86% من الأطفال يستخدمون الوسائط الرقمية بانتظام، فيما 75% من الأطفال دون سن الثانية لا يستخدمونها على الإطلاق.
وعن أهمية هذه الدراسة، قالت الدكتورة أنتجي فون سوشودلتز، الأستاذ المشارك لعلم النفس في جامعة نيويورك أبوظبي، إن الدراسة تقدم بيانات ذات قيمة عالية حول اتجاهات تعامل أولياء الأمور في إمارة أبوظبي مع تجارب أطفالهم الرقمية، وإنها أظهرت أن مشاركة أولياء الأمور أطفالهم في التجارب الرقمية تعود بفوائد أكبر على تنمية الطفل مقارنة بالاستخدام الفردي للوسائط الرقمية، معتبرة أن هذه البيانات يمكن أن تكون أساساً قوياً لبناء سياسات تعزز الرفاهية الرقمية للطفولة المبكرة.