عبدو العقل المدبر لتأهل موريتانيا التاريخي بكأس أفريقيا على حساب الجزائر
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
قد لا يكون اسم أمير عبدو معروفا في عالم التدريب لكنه بات العقل المدبر لمفاجئتين لم تكونا في الحسبان ببطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، بعد أن قاد جزر القمر وموريتانيا إلى أدوار خروج المغلوب في نسختين متتاليتين.
ولم تكن الدولتان قريبتين حتى من تحقيق ذلك قبل تولي عبدو (51 عاما) للمهمة، لكن قدرته على تشكيل وحدة متماسكة والاستفادة من اللاعبين المغتربين لتحسين حظوظهم جعل من المدرب الفرنسي المولد أشبه بأيقونة في كأس الأمم.
وفي المناسبتين، فاز المنتخبان تحت قيادته على عمالقة القارة السمراء، إذ تغلبت جزر القمر 3-2 على غانا في النسخة التي أقيمت في الكاميرون قبل عامين، وفي النسخة الحالية المقامة في ساحل العاج فازت موريتانيا 1-صفر على الجزائر، وفي الحالتين ودعت غانا والجزائر البطولة مبكرا.
???? أبــيــدجــان
الـمـرابطون ???????? يصلون صباح اليوم الخميس إلى العاصمة الإيفوارية؛ حيث سيواجهون منتخب الرأس الأخضر ???????? يوم الاثنين المقبل، لحساب الدور ثمن النهائي من كأس أفريقيا للأمم 2023. pic.twitter.com/amo9vLmXE4
— FFRIM – عربي (@ffrim_AR) January 25, 2024
وستكون مهمته التالية مع موريتانيا في دور الـ 16 من كأس الأمم أمام الرأس الأخضر في أبيدجان الأحد، وهي المواجهة التي ينظر إليها باعتبارها فرصة للتقدم أكثر في البطولة.
وقال عبدو لمحطة "كنال بلوس" التلفزيونية الفرنسية بعد الفوز على الجزائر "ما نشهده أمر غير عادي، قلت للاعبين إنهم كتبوا التاريخ لموريتانيا".
وأضاف "فزنا على أمة عظيمة للغاية في كرة القدم، تمكنا من الفوز على الجزائر التي تفوقنا بشدة على المستوى الفردي. لكن على المستوى الجماعي، أظهر الفريق رغبة كبيرة وكان منضبطا للغاية. انتصارنا مستحق جدا".
???? | صور الحصة التدريبية الأولى للمنتخب الوطني ???????? في أبيدجان، استعداداً لمباراة الرأس الأخضر ???????? في ثمن نهائي "كـان 2023". pic.twitter.com/F8h1ihhCfW
— FFRIM – عربي (@ffrim_AR) January 25, 2024
صفات مميزةوواحدة من أبرز صفات عبدو هي قدرته على أخذ مجموعة من اللاعبين المغمورين وصهرهم في بوتقة فريق واحد يمكنه على أقل تقدير أن يكون قادرا على المنافسة.
فعل ذلك مع جزر القمر في ظهوره الأول بكأس الأمم قبل عامين، حين كان ثالث أدنى فريق تصنيفا من بين 24 منتخبا في البطولة، لكنه تأهل إلى دور الـ16 قبل أن يخسر 2-1 أمام الكاميرون البلد المضيف.
وقد نقل الروح نفسها إلى موريتانيا، التي لم يسبق لها حتى التعادل في مباراة بكأس الأمم الأفريقية قبل الفوز على منتخب الجزائر بطل 2019 يوم الثلاثاء الماضي.
هدف للتاريخ! ⚽️
???????? هدف موريتانيا عن قُرب في مرمى الجزائر والذي كتب للمرابطين أول فوز لهم في #أمم_إفريقيا_2023 ????#TotalEnergiesAFCON2023 | @ffrim_AR pic.twitter.com/W4hJeWUCDT
— CAF – عربي (@caf_online_AR) January 24, 2024
ولم تكن مسيرته التدريبية اعتيادية، إذ بدأ في تدريب الأطفال بعدما أنهت إصابتان في الرباط الصليبي للركبة مسيرته كلاعب مبكرا.
وارتقى بهدوء في مصاف كرة القدم الفرنسية للهواة، بداية في أجين ثم في غولفيش قبل أن يتولى تدريب جزر القمر في 2014.
ومع جزر القمر، عمل ليس فقط على تدريب اللاعبين وإنما على تنظيم سفر الفريق وحتى ملابسه.
وأحيانا كان عليه أن ينفق من ماله الخاص لمساعدة الفريق، وكان لا يزال يعمل بدوام جزئي حتى 2017 عندما حصل على عرض براتب شهري قدره 2000 دولار ليترك وظيفته في أجين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: کأس الأمم جزر القمر
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته
كشفت الأمم المتحدة، أن الاقتصاد السوري بحاجة لـ55 عاما للعودة إلى المستوى الذي كان عليه في 2010 قبل اندلاع النزاع، إذا ما واصل النمو بالوتيرة الحالية، مناشدة الأسرة الدولية الاستثمار بقوة في هذا البلد لتسريع عجلة النمو.
وقال أخيم شتاينر، رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في تقرير إنه « بالإضافة إلى مساعدات إنسانية فورية، يتطلب تعافي سوريا استثمارات طويلة الأجل للتنمية، من أجل بناء استقرار اقتصادي واجتماعي لشعبها ».
وشدد المسؤول الأممي خصوصا على أهمية « استعادة الانتاجية من أجل خلق وظائف والحد من الفقر، وتنشيط الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي، وإعادة بناء البنى الأساسية للخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والطاقة ».
وفي إطار سلسلة دراسات أجراها لتقييم الأوضاع في سوريا بعد إسقاط الرئيس بشار الأسد في ديسمبر، قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الخميس، ثلاثة سيناريوهات للمستقبل الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.
وبحسب معدل النمو الحالي (حوالي 1,3% سنويا بين عامي 2018 و2024)، فإن « الاقتصاد السوري لن يعود قبل عام 2080 إلى الناتج المحلي الإجمالي الذي كان عليه قبل الحرب ».
وسلطت هذه التوقعات « الصارخة » الضوء على الحاجة الملحة لتسريع عجلة النمو في سوريا.
وما يزيد من الضرورة الملحة لإيجاد حلول سريعة للوضع الراهن، هو أنه بعد 14 عاما من النزاع، يعاني 9 من كل 10 سوريين من الفقر، وربع السكان هم اليوم عاطلون عن العمل، والناتج المحلي الإجمالي السوري هو اليوم أقل من نصف ما كان عليه في 2011، وفقا للتقرير.
وتراجع مؤشر التنمية البشرية الذي يأخذ في الاعتبار متوسط العمر المتوقع ومستويي التعليم والمعيشة إلى أقل مما كان عليه في 1990 (أول مرة تم قياسه فيها)، مما يعني أن الحرب محت أكثر من ثلاثين عاما من التنمية.
وفي هذا السياق، نظر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى وتيرة النمو اللازمة لعودة الناتج المحلي الإجمالي إلى المستوى الذي كان عليه قبل الحرب، وكذلك إلى الوتيرة اللازمة لبلوغه المستوى الذي كان يمكن للبلاد أن تبلغه لو لم تندلع فيها الحرب.
وفي السيناريو الأكثر « واقعية » والذي يتلخص في العودة إلى الناتج المحلي الإجمالي لعام 2010 فقط، فإن الأمر يتطلب نموا سنويا بنسبة 7,6% لمدة عشر سنوات، أي ستة أضعاف المعدل الحالي، أو نموا سنويا بنسبة 5% لمدة 15 عاما، أو بنسبة 3,7% لمدة عشرين عاما، وفقا لهذه التوقعات.
أما في السيناريو الطموح، أي بلوغ الناتج المحلي الإجمالي المستوى الذي كان يفترض أن يصل إليه لو لم تندلع الحرب، فيتطلب الأمر معدل نمو بنسبة 21.6% سنويا لمدة 10 سنوات، أو 13.9% لمدة 15 عاما، أو 10.3% لمدة 20 عاما.
وقال عبد الله الدردري، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية، إنه لا يمكن سوى لـ »استراتيجية شاملة » تتضمن خصوصا إصلاح الحكم وإعادة بناء البنى التحتية في البلاد أن تتيح لسوريا « استعادة السيطرة على مستقبلها » و »تقليل اعتمادها على المساعدات الخارجية ».
كلمات دلالية الاقتصاد الامم المتحدة التنمية الحرب تقرير سوريا