على أنغام فيروز وأم كلثوم.. جورج حبيقة يستعرض مجموعة صيف 2024
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
طغى الجو العربي الأصيل على أجواء عاصمة الموضة باريس في أول أيام أسبوع الموضة، تصاميم راقية أطلقها المصمم اللبناني العالمي جورج حبيقة، بلفتة تكريمية منه واضحة للمرأة العربية الأنيقة والراقية، وتمجيدا لثقافة المنطقة العربية الشرق أوسطية.
اقرأ ايضاً المبدع جورج حبيقة، رفقة إبنه الذي يسير على خطاه جاد حبيقة، نسجا سويا هذه المجموعة المخصصة لنساء العالم، والتي أتت بروح عربية أصيلة، تثبت للعالم أجمع، أهمية الموضة في عالمنا العربي، وتبرز أناقة المرأة العربية، العاشقة للتصاميم الراقية، الفخمة، والتي تتميز عن سائر التصاميم، بفخامة التطريز، الأقمشة المختارة، والنقشات العريقة المعتمدة بروح الزخارف المستوحاة من العمارة العربية الأصيلة.
أجواء خيالية، نقلها حبيقة من باريس إلى العالم، من تصاميم، أجواء موسيقية، روح شرقية عربية تتطاير في كل مكان، مما أثر بشكل واضح وكبير في كل الحاضرين، وكان لهذه المجموعة طابعا خاصا، منفردا، ومميزا، سرد فيه حبيقة قصة عربية بإخراج عالمي عبقري.
اليوم هذه المجوعة يتررد صداها عالميا، على أنها مجموعة إبداعية، تجسد روح المرأة الشرقية العربية، التي تشتهر بأناقتها، وفخامة إختياراتها. كل قطعة من هذه المجموعة، تتميز عن الأخرى، من ناحية الألوان المختارة والمتنوعة، ومن ناحية كيفية التطريز، كما النقشات المعتمدة، التصاميم المتنوعة، من فساتين، بدل رسمية، وغيرها أيضا.
طبعا، عندما يأتي ذكر، تصاميم بلمسة عربية، تلقائيا يخطر في بالنا، التطريز الدقيق، والقماش المزخرف، والتفاصيل الكثيرة المعقدة أحيانا، والتي تكون فخمة جدا، بالإضافة طبعا إلى النقشات البارزة، الإحتشام أحيانا في بعض التصاميم، بالإضافة طبعا إلى الألوان البارزة والقوية. هذه التفاصيل جميعها تجسد في هذه المجموعة المميزة للأزياء الراقية، لربيع وصيف 2024.
طبعا لبيروت الحصة الأكبر، بيروت عاصمة الأناقة العربية، تجسدت بتصاميم أنيقة، تبرز العارضات بكامل أناقتهنَّ، تذكرنا بحقية الستينيات، كما لو هذه النساء تخرجنَّ فوراً من الصالونات بتسريحات شعر مميّزة، بكامل أناقتهنَّ، بطريقهنَّ إلى الحفلات، والسهرات. شعور مليء بالطاقة الإيجابية، وكأنها رساملة إلى العالم، بأن عالمنا العربي، قبه ينبض حباً وسعادة، يعشق الحياة، ويعيشها بصعابها، بفرحٍ وسعادة وأمل.
اقرأ ايضاًتصاميم مستوحاء من أكسسوارات عربية، نقشات السجاد، التطريز الفخم، الشراريب المختلفة، التصاميم المستوحاء من بدل الرقص الشرقية، جميع هذه التفاضيل إستوحيناها من هذه المجموعة، وكانت ظاهرة لنا تذكرنا بعالمنا المميّز، وتلفت نظر العالم بكامله لثقافة حيةّ لا تموت.
فنجان القهوة هو أقراط الأذنين في عرض جورج حبيقةالمجموعة مليئة فعلا بالإشارات المرحة إلى الثقافة العربية، على سبيل المثال، فنجان القهوة ، الذي يعد محوريا في المناسبات الاجتماعية، ورمزاً متواضعا لثقافة هذا البلد، فهو موجود في كل منزل لبناني، هذا الفنجان وجدناه مجسداً بأقراط فنية مميّزة ولافتة.
بالإضافة إلى ذلك، تم تحويل النسيج والسجاد، وهما عنصران متكاملان من ديكور الشرق الأوسط، ببراعة إلى فساتين وتنانير، بتصاميم تذكرنا تلقائيا بثقافة منطقتنا وحضارتها.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: إطلالات أسبوع الموضة أسبوع الموضة الباريسي أسبوع الموضة في باريس أسبوع الأزياء الراقية أم كلثوم فيروز تصميم الأزياء موضة باريس جورج حبيقة هذه المجموعة
إقرأ أيضاً:
السلاح الأمريكي في السودان: رقصة الموت على أنغام السياسة
في زمنٍ تتداعى فيه الأوطان كأوراق الخريف، وتتساقط الشعوب تحت وطأة الحديد والنار، يقف السودان شاهداً على مأساةٍ تكتب فصولها بمداد الدم، وترسم مشاهدها بأشلاء الأبرياء. ليس هذا المشهد وليد الصدفة، بل هو ثمرة تخطيطٍ مدروس، ومؤامرةٍ تُحاك خيوطها في دهاليز السياسة العالمية. وفي قلب هذه المأساة، تبرز الإدارة الأمريكية كبطلٍ مأجورٍ في مسرحيةٍ عنوانها “إبادة السودانيين و تهجيرهم”، تؤدي دورها ببراعةٍ عبر وسيطها الإماراتي المُطيع، وأدواتها من مرتزقةٍ اشترتهم من جوار السودان وأطراف الأرض البعيدة.
كنتُ أجلس أمس، أتأمل خريطة السودان الممزقة، وأتساءل: كيف وصلت أسلحةٌ أمريكية متطورة إلى أيدي الجنجويد، تلك الميليشيا التي جعلت من القتل مهنةً، ومن التشريد فناً؟ الجواب ليس عصياً، فبعد هزيمتهم المذلة وفرارهم من الخرطوم، تركوا خلفهم آثار جرائمهم، ومعها دلائل دامغة: بنادق هجومية من طراز “M4” و”AR-15”، قاذفات صواريخ “جافلين” المضادة للدبابات، و اخطر اجهزة التشويش و الدانات بعيدة المدي وقنابل يدوية متطورة تحمل بصمات المصانع الأمريكية. هذه الأسلحة لم تأتِ عبر نسمات الريح، بل وصلت بقنواتٍ رسمها البيت الأبيض، ونفذتها أبوظبي بالتعاون من عملاء سودانيين ، ووزعتها على مرتزقةٍ من تشاد وليبيا وجنوب السودان، بل وحتى من أقاصي أوكرانيا وكولومبيا.
الإدارة الأمريكية، التي ترفع شعار حقوق الإنسان كرايةٍ مزيفة، تتحمل المسؤولية المباشرة عن كل قطرة دمٍ سودانية أُريقت، وعن كل طفلٍ شردته قذائفها. لقد سلّحت الجنجويد بأدوات الموت المتقدمة، وأطلقت العنان لغزوٍ وحشيٍ على أرض السودان، مستخدمة الإمارات كوكيلٍ مخلص، ومرتزقةً اشترتهم بثمنٍ بخسٍ لتنفيذ أجندتها. أيُّ عدوانٍ هذا الذي يُدار من وراء ستار الدبلوماسية، وأيُّ كذبٍ يُسوَّق تحت مسمى “الديمقراطية”؟ إنها لعبةٌ قذرة، تُلطخ أيادي واشنطن بدماء شعبٍ أعزل، وتكشف زيف دعواتها لحقوق الإنسان التي تتهاوى أمام مصالحها الاستراتيجية.
أدعو الإدارة الأمريكية اليوم، أن ترسل وفداً من صانعي قراراتها إلى السودان، ليقفوا بأعينهم على أنقاض المدن التي دمرها سلاحهم، وعلى جثث الأطفال التي حصدتها قنابلهم و داناتهم. فليروا كيف حولت “جافلين” بيوت الطين إلى ركام، وكيف أصبحت “M4” أداةً لقطع أواصر الحياة في الأسواق والقرى. لعلهم يدركون، ولو للحظة، أن شعاراتهم الجوفاء لا تُعيد أماً فقدت وليدها، ولا تُطعم جائعاً شردته نيرانهم.
لكن المسؤولية لا تقع على عاتق الخارج وحده. على الحكومة السودانية أن تتحرك فوراً، وفق خطواتٍ واضحة:
• جمع الأسلحة الأمريكية المتطورة التي تركها الجنجويد، وتوثيقها كدليلٍ ماديٍ على العدوان.
• رفع دعوى عاجلة أمام محكمة العدل الدولية ضد الولايات المتحدة، تُدينها بتوفير السلاح لمرتزقةٍ نفذوا إبادةً جماعية.
• دعوة المجتمع الدولي لزيارة السودان، ليشهد بأم عينه الدمار الشامل الذي خلّفه السلاح الأمريكي.
• رفض أي صفقةٍ أو ضغطٍ دبلوماسيٍ من واشنطن لاستعادة هذه الأسلحة، التي بدأت تحركاتها لاستردادها بعدما عجز الجنجويد عن فتح بعضها أو استخدامها.
إن تمسّك واشنطن باستعادة هذه الأسلحة هو اعترافٌ ضمنيٌ بجريمتها، وسخريةٌ مريرةٌ من ادعاءاتها الأخلاقية. أيُّ حقوق إنسانٍ تتحدث عنها أمريكا، وهي تُسلح القتلة وتُشرّد الملايين؟ إنها دعواتٌ كاذبة، تتهاوى أمام جثث السودانيين وصرخات أمهاتهم. فلترفع الحكومة السودانية صوتها، ولتحفظ هذه الأسلحة كشاهدٍ على عدوانٍ لن يُنسى، ولتُشرك العالم في محاسبة المجرم الحقيقي، الذي يقف وراء هذا الخراب، بكل ما أوتي من قوةٍ وقانون.
عزيز سليمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب