أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن تضامنه مع أهالي القرى الحدودية في الجنوب وسط الحرب الدائرة مع العدو الإسرائيلي. وفي عظة الأحد من بكركي، قال الراعي: "يعرب لنا أهالي القرى الحدوديّة في الجنوب عن وجعهم لتخلّي الدولة عنهم وعن واجباتها ومسؤوليّاتها تجاههم. فهم بكبارهم وصغارهم يعيشون وطأة الحرب المفروضة عليهم والمرفوضة منهم إذ يعتبرون ان لا شأن للبنان واللبنانيّين بها".

وأردف: "تصلنا رسائل من الأهالي يقولون فيها: نعيش ضغوطات الحرب النفسيّة وتسحق أعصابنا أهوال الغارات اليوميّة وأصوات القذائف المدويّة. أطفالنا محرومون من وسائل الترفيه ولا يتلقون تعليماً مدرسيًا منتظمًا إلا عن بُعْد بسبب الإقفال القسري لمدارسنا الذي فرضته الحرب الحالّية. ويتابعون: بإمكانكم أن تتصّوروا مدى الفشل والفوضى والإخفاق والقلق الذي يترتّب على هذا الواقع المرير، وتداعياته على المستقبل التعليميّ والنفسيّ لأولدنا. ويضيفون: اسمحوا لي أن أقولها بالفم الملآن - ليس تخليًّا عن القضايا الوطنيّة ولا العربية، بل انطلاقاً من صدقي مع ذاتي - أرفض أن أكون وأفراد أسرتي رهائن ودروع بشريّة وكبش محرقة لسياسات لبنانية فاشلة، و لثقافة المو ت التي لم تجّر على بلادنا سوى الإنتصارات الوهميّة والهزائم المخزية". وتابع الراعي قائلاً: "إنّنا نسمعهم وقلبنا ينزف دمًا. ونعمل كلّ ما بوسعنا لمساعدتهم بشتى الوسائل بالتعاون مع ذوي الإرادات الحسنة". وفي سياق آخر، تساءل الراعي عن سبب إستمرار إغلاق الداوئر العقارية في لبنان بحجة توقيف بعض موظفيها، معتبراً أن هذا الواقع أدى إلى تعطيل أعمال المواطنين كما أنه ساهم في "عدم دخول الأموال الصافية للخزينة في دولة مفلسة". وأضاف: "إنّنا نطالب وزارة المال بمعالجة التقصير الفادح في تسيير أمور الدوائر العقارية المعطّلة في جبل لبنان وحده منذ ما ينيف على السنة حتى الآن بما يحرم الخزينة من عائدات طائلة وينذر بتمدّد وضعيات غير قانونية في ظلّ الشغور الرئاسيّ وعدم الانتظام العام. لماذا أيّها السؤولون في الدولة تهدمون مؤسسات الدولة عمدًا؟ ولصالح من؟ ولأي هدف أو مشروع؟".    

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

رسالتان اساسيتان لزيارة ميقاتي الثانية الى الجنوب واستحقاقات انتخابية تؤثر على المشهد اللبناني

تتجه الأنظار إلى لقاء سيجمع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بالموفد الفرنسي جان إيف لودريان الأسبوع المقبل في باريس، حيث سيتم البحث بين الطرفين في ملف لبنان بشقيه الرئاسي والأمني العسكري، في وقت تستعد "اللجنة الخماسية" العربية والدولية لاستئناف تحركها الاسبوع الثاني من الشهر الحالي في شأن الانتخابات الرئاسية بالتوازي مع زيارة الموفد القطري أبو فهد بيروت قريباً للبحث في الملف الرئاسي وما يمكن القيام به لإحداث خرق جدي في هذا الشأن، والعمل من أجل تفادي اتساع رقعة الحرب.
مصادر مطلعة قالت "من الواضح ان المسار الحالي الذي يفرض نفسه على الحياة السياسية اللبنانية، ان كان المرتبط بالازمة الداخلية والفراغ الرئاسي او الحرب العسكرية والجبهة الجنوبية مستمر لعدة اشهر اضافية، لكن هناك ظروف محيطة سيكون لها تأثير كبير على المشهد.
وبحسب المصادر فإن استحقاقات انتخابية عديدة ستلعب دور في رسم توازنات المرحلة المقبلة في لبنان، اهمها الانتخابات الرئاسية الايرانية التي من المتوقع ان يفوز بها الجناح المحافظ. كما ان الانتخابات الفرنسية ستحدد كيفية تعامل فرنسا مع الاستحقاقات الداخلية وما اذا كانت ستدخل في ازمة سياسية داخلية، فيما الانتخابات الاميركية  ستحسم امكانية توسع الحرب في المنطقة.
في المقابل، جددت اوساط رسمية معنية التأكيد ان البيانات التحذيرية التي اطلقتها دول غربية وعربية لرعاياها لعدم المجيء الى لبنان تشكل ضغوطات اضافية على لبنان"، مشيرة الى ان الاتصالات الحكومية المستمرة مع هذه الدول وسواها ايجابية، وافضت الى تأكيدات بأن هذه البيانات روتينية الطابع، ولا تعكس مخاطر مستجدة، رغم انها جاءت متلازمة مع بعضها البعض".
واشارت الاوساط الى ان الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الجنوب السبت الفائت شكلت رسالة داخلية تعبر عن دعم الحكومة الكامل لاهل الجنوب في وجه العدوان الاسرائيلي وعن تضامن اللبنانيين مع بعضهم البعض. كما ان الزيارة تشكل رسالة خارجية تؤكد ان اي توسيع للعدوان الاسرائيلي على لبنان سيقابل بموقف لبناني موحّد وان تداعيات هذا العدوان ستطال المنطقة كلها.
وكان رئيس الحكومة قال في ختام جولته الجنوبية: نتمنى  في هذا الظرف الصعب أن تمر الأمور بخير على هذا البلد وإن يبتسم الجنوب وكل لبنان وباذن الله سيبتسم. يقولون لنا حرب.. نحن نرى.. لدينا دمار وشهداء ونتمنى ألا تتوسع الحرب وبإذن الله لن تتوسع وننظر إلى استقرار طويل الأمد في جنوبنا الحبيب".
‎وقال: "نحن دائما دعاة سلم وخيارنا خيار السلام وتطبيق القرار 1701، وعلى اسرائيل أن توقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان وتوقف الحرب في غزة وان يطبق الجميع القرار الدولي رقم 2735".
‎وقال رداً على سؤال قال: "لا ننتظر هذه الزيارة للتضامن مع الجنوب واهله، فنحن متضامنون معهم بالكامل ونتابع اوضاعهم دائما. نحن الى جانب اهلنا.المقاومة  تقوم بواجبها، والحكومة اللبنانية تقوم بواجبها وهدفنا ان نحمي البلد بكل ما للكلمة من معنى".
يذكر ان زيارة رئيس الحكومة الى الجنوب هي الثانية منذ اندلاع العدوان الاسرائيلي، عاما ان الزيارة الاولى تمت في 24 تشرين الاول 2023، وشملت زيارة قيادة قطاع جنوب الليطاني في الجيش ومقر قيادة لواء المشاة الخامس وقيادة اليونيفيل.
ومما جاء في تصريح رئيس الحكومة في زيارته الاولى:" اتينا الى جنوبنا الحبيب، الذي يدفع اليوم، كما دفع دوماً، ضريبة دفاعه عن كامل اراضي الوطن بوجه كيانٍ غاصب لا يعرف الرحمة، لنؤكد احترام لبنان، هذا البلد المحب للسلام، ولكافة قرارات الشرعيّة الدوليّة، والتأكيد على الإلتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن الدّولي الرقم 1701، الذي تتولى اليونيفيل مسؤولية تطبيق بنوده، وارساء الامن والاستقرار ومساعدة الحكومة اللبنانية ممثلة بالجيش في بسط سلطة الدولة حتى حدوده الدولية".
وقال "اننا، نجدد المطالبة بوقف اطلاق النار في فلسطين ووقف الجرائم الاسرائيلية. كما نطالب بوقف الانتهاكات الاسرائيلية الدائمة للسيادة اللبنانيّة، ونحن نرى اليوم بأم العين اجرامها وبطشها، ضاربةً بعرض الحائط كافة القرارات والمواثيق الدولية".
وختم "ان خيارنا هو السلام وثقافتنا هي ثقافة سلام ترتكز على الحق والعدالة والقانون الدولي وقرارات الامم المتحدة".





المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • المعارضة: ندعو إلى عقد جلسة مناقشة نيابية لموضوع الحرب الدائرة في الجنوب
  • رسالتان اساسيتان لزيارة ميقاتي الثانية الى الجنوب واستحقاقات انتخابية تؤثر على المشهد اللبناني
  • حرب الجنوب تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة
  • صلوات للسلام ضد الحرب.. والراعي: في الحرب الكلّ خاسرون وضعفاء.
  • بعد تصريحات البطريرك الماروني.. «تلاسن» شيعي- مسيحي في لبنان.. وغياب «الحريري» يهدّد السُنة
  • إيران تحذر من حرب إبادة.. وقطر تتحرك بتكليف أميركي للتهدئة
  • مساع بين بكركي والمجلس الشيعي الاعلى.. الخازن عن الراعي: يرفض وصف حزب الله بالارهاب
  • مُحاولة أميركيّة - فرنسيّة مُشتركة لإطار حلّ في الجنوب.. ميقاتي من الجنوب: التهديدات نوع من الحرب النفسية
  • رئيس الحكومة اللبنانية يعرب عن أمله في عدم توسع الحرب في الجنوب
  • ميقاتي: نحن في حالة حرب في الجنوب