في واقعة غريبة من نوعها، اعترفت الكاتبة اليابانية ري كودان، بعدما فازت بإحدى الجوائز الأدبية، بحصولها على مساعدة من روبوت الذكاء الاصطناعي للمحادثة «شات جي بي تي»، ولكن ذلك أثرى الإعجاب والاختلاف لدى الكثيرين في الوقت ذاته.

استخدام الذكاء الاصطناعي

كشفت الكاتبة الفائزة بالجائزة الأدبية اليابانية «أكوتاغاوا»، عن استخدامها للذكاء الاصطناعي، وذلك عبر المؤتمر الصحفي للكتاب، إذ قالت: «استخدمت الذكاء الاصطناعي في روايتي، وقمت بالتعبير عن كتابي «The Tokyo Tower of Sympathy»، وهو ما أشاد به أعضاء اللجنة أنه أُنتِج بواسطة الذكاء الاصطناعي بشكل احترافي وذكي.

قصة الكتاب الفائز 

وعبر أعضاء اللجنة، أنه أفضل عمل روائي لكاتب جديد واعد، ويدور موضوع الرواية حول حكاية المهندس المعماري المكلّف ببناء سجن في طوكيو، ويعرض الذكاء الاصطناعي القصة، وساعدها «شات جي بي تي»، في معرفتها لمعلومات لم تعرفها من قبل: «عكس مشاعري في سطور، لم أستطع أن أعبر كيف فهمني وعبر عن ما بداخلي».

وعبر منصة «إكس»، ذكر كيشيرو هيرانو، عضو لجنة الجائزة، أن لجنة الاختيار لا ترى معضلة كبيرة في استخدام الكاتبة اليابانية للذكاء الاصطناعي: «قد يكون هناك مشاكل مستقبلًا مع الذكاء الاصطناعي، ولكنه ليس في رواية «ري»، هذا يدل على أنها أكثر اهتمامًا بعملها، ويحبذ الكتابة بمساعدة هذه التقنية».

المؤلفة ليست الأولى التي استعانت بالذكاء الاصطناعي، إذ كشف بوريس إلداغسن المصور الفوتوغرافي، أثناء حصوله على جوائز سوني العالمية، أنه استخدم تقنية الذكاء الاصطناعي، مما جعله ينسحب من جائزة الإبداع المفتوح.

مستقبل الذكاء الاصطناعي 

ولكن رأى الناس أن هناك سبل باتت مهددة بسبب هذه التقنية، ويجب الحصول على موافقة المؤلفين عند استخدام أعمالهم لتقنية الذكاء الاصطناعي، وهو ما عبر عنه المهندس أحمد السخاوي، خبير تكنولوجيا المعلومات، خلال حديثه، لـ«الوطن»، قائلا «يتعلم الذكاء الاصطناعي كيفية بناء معلومات جديدة من البيانات التي يتم إدخالها له، وهو ما قد يكون خطرًا على استمرارية بعض الوظائف، ولكن لا يوجد شيء بديل عن شيء، فهو أحد الطرق التي سيتم اتباعها لإكمال مهام معينة، وهناك أشياء بالفعل لا يستطيع فعلها».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي جائزة الأدب الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي والعاطفي

 

 

 

د. سعيد الدرمكي

الذكاء الاصطناعي (AI) هو قدرة الأنظمة الحاسوبية على محاكاة الذكاء البشري، مثل التعلم واتخاذ القرار، ويُستخدم في مجالات عدة كالصحة، والصناعة، والتكنولوجيا، مما يعزز الكفاءة والإنتاجية. في المقابل، يشير الذكاء العاطفي (EI) إلى القدرة على فهم وإدارة العواطف، مما يسهم في تحسين التواصل، والقيادة، واتخاذ القرارات الفاعلة. ورغم اختلاف مجاليهما، فإن تكاملهما أصبح ضروريًا لتعزيز الفاعلية في مختلف المجالات.

كان يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي على أنهما كيانان منفصلان، إذ ارتبط الذكاء الاصطناعي بالقدرات الحسابية والمنطقية، حيث يركز على تحليل البيانات واتخاذ القرارات بناءً على الخوارزميات، دون أي بُعد عاطفي. في المقابل، اعتُبر الذكاء العاطفي مهارة بشرية بحتة، تتمحور حول إدارة المشاعر والتفاعل الاجتماعي، مما جعله وثيق الصلة بالقيادة والتواصل. الفرق الأساسي أن الذكاء الاصطناعي يُعامل كأداة تقنية، بينما يُنظر إلى الذكاء العاطفي كجزء من الذكاء البشري يصعب محاكاته بالتقنيات.

يُعد كل من الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي مكملًا للآخر، حيث يواجه كل منهما تحديات دون الآخر؛ فالذكاء الاصطناعي، دون الذكاء العاطفي، يعاني من ضعف في فهم المشاعر البشرية واتخاذ قرارات تتسم بالتعاطف، مما قد يؤثر على جودة التفاعل مع البشر. في المقابل، يواجه الذكاء العاطفي صعوبات في تحليل البيانات الضخمة، والتنبؤ بالاتجاهات، وتحسين الإنتاجية، واتخاذ القرارات المعقدة دون الاستعانة بقدرات الذكاء الاصطناعي. لذلك، أصبح التكامل بينهما ضروريًا لتعزيز الكفاءة البشرية والتقنية معًا.

ويمكن تحقيق هذا التكامل من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل المشاعر عبر النصوص، والصوت، وتعبيرات الوجه، مما يتيح فهمًا أعمق للتفاعل البشري. في المقابل، يسهم الذكاء العاطفي في تحسين الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير برمجيات تجعله أكثر استجابة للمشاعر البشرية، مما يساعد في إنشاء واجهات مستخدم أكثر إنسانية وتفاعلية، تعزز تجربة المستخدم وتجعل التقنيات الذكية أكثر توافقًا مع الاحتياجات الاجتماعية.

ويسهم تكامل الذكاءين في تحسين العديد من المجالات. ففي قطاع الأعمال، يُستخدم الذكاء الاصطناعي العاطفي لتعزيز تجربة العملاء من خلال تحليل مشاعرهم والاستجابة لها بذكاء. وفي مجال الطب، تُوظَّف الروبوتات لدعم المرضى نفسيًا وعاطفيًا، مما يسهم في تحسين رفاهيتهم. أما في الموارد البشرية، فتعتمد الشركات على أدوات متطورة لتحليل رضا الموظفين وتعزيز تفاعلهم، مما يساعد في خلق بيئات عمل أكثر استجابة ومرونة.

ورغم الفوائد الكبيرة لهذا التكامل، فإنه يواجه تحديات تتعلق بالخصوصية والانحياز الخوارزمي وتأثيره على التفاعل البشري. فالذكاء الاصطناعي لا يمتلك وعيًا حقيقيًا، بل يعتمد على تحليل الأنماط والاستجابات المبرمجة، مما يجعله غير قادر على الإحساس الحقيقي. كما إن هناك مخاوف بشأن جمع البيانات الشخصية دون إذن، والانحياز في تحليل المشاعر، ومخاطر التلاعب النفسي بالمستخدمين. ويبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والعنصر البشري، بحيث لا يحل الذكاء الاصطناعي محل الذكاء العاطفي، بل يكمله لتعزيز الفاعلية دون المساس بجوهر التفاعل الإنساني.

أما فيما يتعلق بدور الأبحاث والتكنولوجيا في تحقيق التكامل، فيجب تطوير أنظمة قادرة على فهم المشاعر البشرية باستخدام تقنيات التعلم العميق وتحليل اللغة الطبيعية. كما ينبغي تعزيز الذكاء العاطفي الاصطناعي ليكون أداة داعمة للتجارب البشرية، بحيث يساعد في تحسين التفاعل والتواصل دون أن يحل محل المشاعر الإنسانية.

المستقبل يعتمد على التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي، مما يؤدي إلى ثورة في مجالات العمل والتعليم والتفاعل الاجتماعي، مع ضرورة وضع ضوابط أخلاقية تضمن التوازن البشري. يسهم هذا التكامل في تحسين بيئات العمل من خلال تحليل مشاعر الموظفين وتعزيز الإنتاجية، كما يتيح التعليم التكيفي الذي يستجيب لعواطف الدارسين، مما يعزز تجربة التعلم. وفيما يتعلق بالعلاقات البشرية، فإنه يدعم التواصل الفاعل، لكنه قد يؤدي إلى تراجع المهارات الاجتماعية إذا أُسيء استخدامه، مما يستدعي توجيه هذا التطور بما يحقق أقصى فائدة دون الإضرار بالجوانب الإنسانية.

من هنا، يمكن الاستنتاج أن التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي ضروري لتحقيق توازن فاعل بين الكفاءة التقنية والبعد الإنساني. فالذكاء الاصطناعي يُسهم في تعزيز الإنتاجية والدقة، بينما يضمن الذكاء العاطفي اتخاذ قرارات تتماشى مع القيم الإنسانية. وعلى الرغم من أن التكنولوجيا لا تستطيع محاكاة المشاعر البشرية بشكل كامل، إلا أنها قادرة على دعم الفهم العاطفي وتعزيز التفاعل البشري.

لذا.. فإنَّ تحقيق أقصى استفادة من هذا التكامل يتطلب توجيه التطور التكنولوجي نحو تعزيز القيم الإنسانية، وضمان الاستخدام الأخلاقي للابتكارات التقنية، بما يسهم في رفاهية المجتمعات واستدامة التطور ودعم مستقبل أكثر ذكاءً وإنسانيةً.

مقالات مشابهة

  • الخبرات النادرة والمعادلة الجديدة في الذكاء الاصطناعي
  • مدير تعليم الفيوم يفتتح البرنامج التدريبي"الذكاء الاصطناعي في التعليم"
  • عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي والعاطفي
  • الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي
  • مصر تدخل عالم منع حوادث القطارات باستخدام الذكاء الاصطناعي.. قريبا
  • حَوكمة الذكاء الاصطناعي: بين الابتكار والمسؤولية
  • الأمم المتحدة تندد باستخدام الجيش الإسرائيلي للأسلحة في الضفة الغربية
  • ثورة الذكاء الاصطناعي في الصين.. DeepSeek يثير جدلا في القطاع الطبي
  • معارض وشركات الذكاء الاصطناعي في ملتقى الشارقة الرياضي
  • عاجل| «الصحة» تُعلن بدء استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن الأورام