حزب الله إتخذ قراراً حاسماً.. عملية ستقلبُ الموازين وهذا مكانها!
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
بشكلٍ خاص قبل يومين، انتقلَ "حزب الله" إلى مرحلة جديدة من العمل العسكريّ ضد إسرائيل. المعطيات الميدانية تؤكد ذلك، وما حصل خلال الـ48 ساعة الماضية يؤكد تماماً رفع الحزب مرحلة المواجهة لتُصبح في مستويات متقدمة جداً باتت ترهب الإسرائيليين كثيراً.. فما الذي حصل؟ وما هي الأساليب التي استخدمها الحزب خلال مواجهاته الجديدة؟
قبل أيام، أعلنت إسرائيل قصف مطارٍ لـ"حزب الله" في جنوب لبنان وتحديداً في منطقة الجبور – إقليم التفاح.
ما ظهر إثر ذلك هو أن الحزب "صعّد" عملياته بشكلٍ كبير إبان الإستهداف المذكور، وأول إشارة منه في هذا الإطار كانت في الكشف عن إستخدامه صاروخين أساسيين هما "ألماس" و "فلق 1". بالنسبة للصاروخ الأول، تبين أنه مُوجه ويحمل كاميرا مثبتة ضمنه تنقل فيديو يوثق عملية إطلاقه وصولاً إلى الهدف. أما الصاروخ الثاني فكان إدخاله إلى المعركة من قبل الحزب بمثابة دليلٍ على أن هناك صواريخ "لاذعة" تُستخدم، وبالتالي على الإسرائيلي أن يحترس كثيراً.
المفارقة أن الحزب لم يقل إنه "يستخدم" هذين الصاروخين للمرة الأولى في بيانات العمليات التي نفذها بواسطتهما، فالحقيقة بمكانٍ آخر. عملياً، ما ظهر هو أن الحزب أراد أن يكشف أنه يستخدم هذه الصواريخ حالياً، وبحسب مصادر معنية بالشؤون العسكرية، فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن الحزب كان يلجأ إلى هذين الصاروخين منذ بداية المعارك مع إسرائيل يوم 8 تشرين الأول الماضي، لكنه لم يكشف عن ذلك أو يعلن عن تفاصيلها أو أسمائها ولا حتى عن مهامها إلا في اليومين الماضيين.. فما السبب وراء ذلك؟
بحسب المصادر، فإنّ ذهاب الحزب نحو الكشف عن إستخدام "فلق 1" و "ألماس" يتمحور في إيفاد رسالة علنية لإسرائيل بشقين: الأول وهو قول الحزب إن لديه قدرة تقنية وصاروخية متطورة وعالية الدقة. أما الشق الثاني فيقول الحزب من خلاله إنّ جميع المواقع الإسرائيلية مرصودة بالإحداثيات والخصائص، وبالتالي فإن كل المعلومات عنها مكشوفة ومرصودة من الجو.
قبل يومين، قال نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم إنه "إذا وسعت إسرائيل استهدافاتها للبنان سنرد بالتوسعة بالمدى الرابع والقوّة المؤثّرة، والكيان الإسرائيلي يفهم ما نقول". هنا، كلام قاسم يأتي من الناحية العسكرية، ومفادها إن الحزب قد يفتح الباب أمام استخدام صواريخ جديدة ستكون ذات قوة تدميرية وتأثيرية هائلة من دون إغفال العنصر التقني المرتبط بها. الدليل على ذلك هو ما حصل مساء الجمعة – السبت، حينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن "ليلة حامية" عند الحدود مع لبنان وعن حصول إنفجارات قوية جداً وضخمة. هنا، ما يمكن استشرافه، بحسب المصادر العسكرية، هو أن "حزب الله" بدأ يكثف من "غزارة الصواريخ"، كما أنه راح بعيداً باتجاه استخدام صواريخ ثقيلة جداً تحدث انفجارات مدوية. وعليه، يمكن القول إن حديث قاسم عن "المدى الرابع" قد يرتبط بالكشف عن الصواريخ الجديدة من جهة وعما يمكن أن يأتي لاحقاً من إستهدافات موجعة بسبب صواريخ ثقيلة.
الحرب بدأت قبل 18 عاماً
المغزى الأساسي أيضاً من إستخدام الحزب تلك الصواريخ الموجهة والكشف عنها علناً، تصعيد الحرب النفسية ضد إسرائيل. فمن جهة، أراد الحزب أولاً إبلاغ الإسرائيليين بأن لديه تقنيات متطورة، وثانياً القول لهم إن أسلحته ستصل إلى أي مدى يريد وإلى أي موقع أو أي زاوية يتواجد فيها إسرائيلي. إضافة إلى ذلك، فإن "حزب الله" سعى خلال اليومين الماضيين لإحراج الجيش الإسرائيلي أمام جمهوره، فالأخير حينما يضرب مركزاً أو منزلاً في جنوب لبنان، لا يوثق تفاصيل الإستهداف بشكل دقيق بل يكتفي بتصوير جوي، لكن الحزب فعل عكس ذلك مؤخراً عبر صاروخ "ألماس"، ووثق بالصورة المتحركة كيفية الإستهداف ولحظة حصوله والأمكنة التي يطالها في ظل وجود "قبة حديدية".
إذاً، فإنّ قصف إسرائيل مطار الجبور كان المساهم في النقلة النوعية على صعيد الإستهدافات.. ولكن، ماذا عن القصف الذي طال بلدة دير عامص حيث سقط شهداء لـ"حزب الله" هناك؟ هل يُعتبر قصف ذاك المكان بمثابة تمهيد لتصعيد العمليات؟ بحسب المصادر، فإن موقع دير عامص الذي طالته إسرائيل، مثله مثل المواقع الأخرى التابعة للحزب، فالأخير يستخدم بعض المنازل للرصد وتخزين المعلومات وإدارة العمليات، ومكان دير عامص كان واحداً منها.
قد يُقال هنا إن إسرائيل تكشف غرف العمليات التابعة للحزب وتعمد إلى تدميرها. فعلياً، الأمر هذا محسوب، وذلك بسبب "بنك الأهداف" الموجود لدى إسرائيل بشأن أماكن "حزب الله" ونقاطه.
بحسب المصادر، فإنّ الحرب الإستخباراتية بدأت قبل 18 عاماً بين "حزب الله" وإسرائيل وتحديداً بعد حرب تموز عام 2006. منذ ذلك الحين، فإن إسرائيل تسعى لتجميع المعلومات عن الحزب ومواقعه، وما يحصل اليوم من استهدافات هو نتيجة عمل تراكمي شكّل بنك الأهداف الذي لم يجرِ طبعاً تكوينه لدى الإسرائيليين بين ليلة وضحاها خلال الحرب الحالية. الأمر نفسه أيضاً بالنسبة للحزب، حيث عملَ طيلة الفترة والسنوات الماضية على التحضير إستخباراتياً لرصد مواقع الإسرائيليين وقدراتهم العسكرية، والدليل الأوضح على ذلك هو الإحداثيات التي يقدمها عن المواقع التي يجري قصفها، فضلاً عن الصور المنقولة إليه بواسطة الطائرات المسيرة.
إذاً، في خلاصة القول، يتبين أن التصعيد بات يأخذ منحى واضحاً ميدانياً، وما حصل خلال اليومين الماضيين قابله سكوت من المسؤولين الإسرائيليين، إذ لم يأت أي تعليق واضح على مسألة الإستهدافات التي نفذها الحزب ولا حتى على نوعية الصواريخ التي تم الحديث عنها.. فهل من الممكن أن تشكل المعطيات الميدانية الجديدة التي كشفها الحزب حافزاً لتغيير المعادلات وإبعاد الحرب؟ ما يمكن قوله هنا هو إنه علينا المراقبة والإنتظار...
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بحسب المصادر حزب الله أن الحزب
إقرأ أيضاً:
عضو كبار العلماء: القرآن معجزة علمية معنوية تُدرك بالبصيرة.. وهذا تشريف للأمة
نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان "البلاغة القرآنية.. الإعجاز ورد الشبهات"، شارك فيها كل من فضيلة الأستاذ الدكتور محمود توفيق سعد، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، والدكتور عبدالحميد مدكور، أمين عام مجمع اللغة العربية، وأدارها الإعلامي عاصم بكري، وسط حضور لافت من رواد المعرض.
أكد الدكتور محمود توفيق سعد، أن معجزة القرآن الكريم تختلف جوهريًّا عن معجزات الرسل السابقين، التي اقتصرت على أحداث حسية مؤقتة، بينما جاء القرآن معجزةً علميةً معنويةً خالدةً، تُدرك بالبصيرة لا البصر، قائلًا: "من تشريف الله لهذه الأمة أن جعل معجزة نبيها كتابًا باقيًا إلى قيام الساعة، يُؤخذ علمه بالتفكر والتدبر، لا بمجرد المشاهدة".
وأوضح أن العرب – وهم أهل الفصاحة – كانوا الأقدر على إدراك بلاغة القرآن، الذي نزل بلغتهم في عصر ذروة بيانهم، مشيرًا إلى أن دراسة بلاغة القرآن تنقسم إلى نوعين: دراسة للاقتناع بأنه كلام الله، ودراسة بعد الإيمان به لاستشراف معانيه والترقي في مدارج الإيمان، التي تبدأ بــ "الذين آمنوا" وتصل إلى "المؤمنين" عبر الجهاد الروحي والعلمي.
من جانبه، سلّط الدكتور عبدالحميد مدكور الضوء على العلاقة الفريدة بين القرآن واللغة العربية، مؤكدًا أن الله أعدَّ العربية عبر عدة قرون لتكون قادرةً على حمل أعظم النصوص بلاغةً وعمقًا، قائلًا: "تهيأت اللغة بثرائها ومرونتها عبر العصور لتعبِّر بدقة عن مكنونات النفس الإنسانية وجمال الكون، وتحمل أنوار القرآن التي لا تُسعها لغة أخرى".
وأشار أمين مجمع اللغة العربية إلى أن العربية ظلت – بفضل القرآن – لغةً حيةً قادرةً على استيعاب كل جديد، مع الحفاظ على رصانتها، ما يجعلها جسرًا بين الأصالة والمعاصرة، ووعاءً لحضارة إسلامية امتدت لأكثر من ألف عام.
ويشارك الأزهر الشريف – للعام التاسع على التوالي – بجناح خاص في الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ضمن قاعة التراث رقم (4)، على مساحة ألف متر، تشمل أقسامًا متنوعة: قاعة ندوات، ركن للفتوى، ركن الخط العربي، وآخر للمخطوطات النادرة وورش عمل للأطفال، في إطار استراتيجيته لنشر الفكر الوسطي وتعزيز الحوار الحضاري.