تقرير لـThe National: هل تتجه أميركا الى حرب أخرى في الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
ذكرت صحيفة "The National" الإماراتية الناطقة بالإنكليزية في تقرير لها أنه "خلال الأسبوعين الماضيين، قصف الجيش الأميركي مواقع الحوثيين في اليمن تسع مرات على الأقل، مما أثار مخاوف من انتقال البنتاغون إلى صراع طويل الأمد آخر في الشرق الأوسط من دون مخرج واضح. إن الهدف المعلن للولايات المتحدة، الحامية الفعلية للعديد من الممرات المائية الدولية، هو "إضعاف" قدرات الحوثيين ومنع المتمردين المدعومين من إيران من إطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ على السفن في البحر الأحمر في هجمات أجبرت بالفعل سفن الشحن على إعادة توجيه مسارها حول جنوب إفريقيا".
وبحسب الصحيفة، "لطالما سعت واشنطن إلى تحويل تركيزها عن الشرق الأوسط بعد عقود من التدخل العسكري في العراق وسوريا وأماكن أخرى، ويسلط الوضع في اليمن الضوء على مدى الصعوبة التي ستواجهها الولايات المتحدة في إخراج نفسها من المنطقة. وقال المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ للصحيفة إن الولايات المتحدة ستواصل القيام بكل ما يلزم لإحباط الحوثيين. وأضاف: "تهدف هذه الضربات إلى ضرب قدرات الحوثيين لشن هجمات على السفن، بما في ذلك منشآت الأسلحة تحت الأرض والصواريخ التي يستخدمونها لضرب السفن التجارية والمدنية". وتابع قائلاً: "يجب أن تتوقف الهجمات. سنواصل القيام بما يجب علينا لحماية سفننا وبحارتنا، وكذلك التدفق الحر للتجارة الدولية". وأضافت الصحيفة، "يقول الحوثيون إنهم يهاجمون السفن المبحرة باتجاه إسرائيل أو المرتبطة بها رداً على الحرب في غزة، والتي تحاول الولايات المتحدة وقف انتشارها وتوسها إلى صراع إقليمي، لكن لا يبدو أن الضربات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة تغير نوايا الحوثيين، على الأقل في الوقت الحالي، خاصة وأن الجماعة تعهدت بمواصلة مهاجمة السفن. واعترف الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي بأن الضربات لم يكن لها تأثير رادع لكنه قال إنها ستستمر. في غضون ذلك، يضغط كبار أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين على إدارة بايدن بشأن ما إذا كانت قد انتهكت متطلبات الكونغرس من خلال شن الضربات دون موافقة تشريعية". وتابعت الصحيفة، "كتب أعضاء مجلس الشيوخ تيم كين وكريس مورفي وتود يونغ ومايك لي: "لا يوجد تفويض حالي من الكونغرس للقيام بعمل عسكري أميركي هجومي ضد الحوثيين". وأضافوا: "مع تصاعد التوترات في المنطقة، نعتقد أن المشاركة الأميركية في حرب أخرى في الشرق الأوسط لا يمكن أن تحدث في غياب تفويض من الكونغرس، بعد نقاش مفتوح يمكن من خلاله إطلاع الرأي العام الأميركي على فوائد ومخاطر وعواقب مثل هذا الصراع". ويقول الخبراء إن هناك القليل من الخيارات السهلة أمام الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الحوثيين، الذين تؤدي هجماتهم على البحر الأحمر إلى تعقيد الجهود الأميركية الطويلة الأمد للتوسط من أجل وضع نهاية دائمة للحرب الأهلية المستمرة منذ تسع سنوات في اليمن". وبحسب الصحيفة، "قال مايكل نايتس، الخبير في شؤون الشرق الأوسط: "لا تستطيع الولايات المتحدة أن تفعل شيئاً، خاصة بعد أن أصدرت تحذيرات صارمة". وقال نايتس إن "مكافأة" الضربات التي قادتها الولايات المتحدة، والتي ساعدت فيها المملكة المتحدة في مناسبتين، هي أنها ستقلل من القدرات الهجومية للحوثيين في البحر الأحمر، وقدرتهم على استهداف المملكة العربية السعودية أو شن هجمات صاروخية دقيقة داخل اليمن. وأضاف: "إننا نقوم ببعض التدمير المفيد بشكل معقول لمخزونات الأسلحة التقليدية المتقدمة لدى الحوثيين". من جانبه، اعتبر ليندركينغ أن أولوية الولايات المتحدة هي حماية مصالحها في المنطقة، بما في ذلك السلام في اليمن. وقال: "نود الحفاظ على المكاسب التي حققناها منذ عامين تقريبًا من الهدنة في اليمن وتجنب توسع الصراع في شبه الجزيرة العربية". وتابعت الصحيفة، "قالت "أولويات الدفاع"، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن تدعو إلى تقليص التواجد العسكري الأميركي، إن حملة جوية أكثر شمولاً ضد الحوثيين من شأنها أن تعرض محادثات السلام المستمرة في اليمن للخطر وتعزز الدعم المحلي للمتمردين. وقالت المجموعة إنه ينبغي بذل المزيد من الجهود لحل الأزمة من خلال الدبلوماسية، ودعت الصين والاتحاد الأوروبي إلى القيام بدور أكبر في المساهمة في الأمن العالمي. وقال نايتس إن الحوثيين حققوا "الكثير" من الهجمات على السفن في البحر الأحمر من خلال إظهار استعدادهم لمواجهة الولايات المتحدة. لكنه أضاف أن أزمة البحر الأحمر ستحل على الأرجح من تلقاء نفسها عندما ينتهي الهجوم الإسرائيلي على غزة، وهو ما توقع حدوثه خلال شهر. وقال: "إنه رهان جيد جدًا على أن الحوثيين، مثل بقية محور المقاومة، سوف يتراجعون على الأرجح عندما نصل إلى مرحلة إعادة إعمار غزة"، في إشارة إلى التحالف المناهض لإسرائيل بقيادة طهران". وأضافت الصحيفة، "من جانبه، كرر ليندركينغ أن هجمات الحوثيين "تتعارض" مع عملية السلام في الحرب الأهلية في اليمن، لكن واشنطن تظل ملتزمة بالحفاظ على التقدم المطرد. وقال: "على الناس أن يضعوا في اعتبارهم أن شيئًا مهمًا للغاية قد حدث في الشهر الماضي، وهو التقدم الهائل الذي تم إحرازه نحو استكمال خريطة الطريق بين السعوديين والحوثيين". في غضون ذلك، دقت هيئة التجارة والتنمية التابعة للأمم المتحدة يوم الخميس ناقوس الخطر بشأن هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر وتأثيراتها على طرق التجارة العالمية، وبحسب تقديراتها، انخفض حجم التجارة التي تمر عبر قناة السويس بنسبة 42 في المائة خلال الشهرين الماضيين". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الشرق الأوسط فی الیمن من خلال
إقرأ أيضاً:
ترامب: سأوقف الفوضى في الشرق الأوسط وسأمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة
أطلق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب اليوم الأحد عددا من التصريحات المثيرة للجدل والتي تعكس بوضوح مدى الاختلاف في السياستين الداخلية والخارجية للولايات المتحدة مع الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته جو بايدن.
فعلى صعيد السياسة الخارجية قال ترامب إنه سيوقف ما وصفها بالفوضى في الشرق الأوسط، كما سيوقف الحرب في أوكرانيا ويمنع اندلاع الحرب العالمية الثالثة، وذلك من دون أن يوضح كيف سيقوم بكل ذلك.
وأعاد ترامب التذكير بكلامه السابق بأن أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول (عملية طوفان الأقصى) والحرب بين روسيا وأوكرانيا لم تكن لتحدث لو كان رئيسا للولايات المتحدة.
وتشن إسرائيل -بدعم أميركي مطلق- منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول حرب إبادة جماعية على قطاع غزة استشهد وأصيب فيها أكثر من 153 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، كما خلفت أزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وكان ترامب هدد في وقت سابق هذا الشهر بأنه إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة قبل تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، فسيكون هناك "جحيم" في الشرق الأوسط، وقال إن المسؤولين سيتلقون "ضربات أشد من أي ضربات تلقاها شخص في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية الطويل والحافل.. أطلقوا سراح الأسرى الآن".
إعلانكما ذكر ترامب في تصريحاته اليوم أنه عندما يتولى السلطة سيتوقف عن "الدخول في الحروب الخارجية التي دخلتها الولايات المتحدة بشكل سخيف"، كما سيوجه الجيش لإنشاء منظومة قبة حديدية لحماية السماء الأميركية، من دون أن يحدد الطرف الذي قد يهدد البلاد.
وعن تصريحاته الأخيرة المتعلقة بقناة بنما، أعاد ترامب القول بأنه من غير المقبول فرض رسوم عالية على البحرية الأميركية والسفن الأميركية عند مرورها في قناة بنما، وقال إنه يطالب بإعادة قناة بنما للولايات المتحدة بشكل كامل ومن دون أي أسئلة، معتبرا أن أميركا تتعرض للسرقة في قناة بنما وأن تأمينها أمر مهم للتجارة الأميركية.
وفي موضوع المهاجرين قال الرئيس الأميركي المنتخب إنه سيبدأ بعد توليه السلطة أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، وأضاف أنه أبلغ المسؤولين في المكسيك أن ما يجري على حدودهم غير مقبول.
وعلى الصعيد الداخلي قال ترامب إنه سيقوم بتغييرات كبيرة في واشنطن والأغلبية الجمهورية في الكونغرس تدعم ترشيحاته للمسؤولين.
وكان ترامب أعلن الشهر الماضي اختياراته لأعلى 20 منصبا داخل حكومته، حيث اختار مجموعة من المسؤولين التقليديين وغير التقليديين للمناصب العليا خلال أقل من 3 أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية.
وجمعت اختيارات ترامب بين شخصيات عدة ذات خلفيات أيديولوجية متناقضة، إلا أنهم يتحدون في دعم إطار حركته الشعبوية "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" المعروفة اختصارا باسم "ماغا".