أول تجربة على المشيمة البشرية.. العلماء يكشفون أسباب تسمم الحمل| تفاصيل مثيرة
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
أظهرت دراسة جديدة أن المشيمة المصغرة المزروعة في المختبر من خلايا مشيمة بشرية قد تساعد في الكشف عن الخطوات الحاسمة في كيفية الحصول على حمل صحي.
ويمكن أن يساعد هذا البحث في تحسين فهم العلماء لاضطرابات الحمل، مثل تسمم الحمل.
وقام العلماء بتطوير الأعضاء الصغيرة للمشيمة البشرية لدراسة تطور المشيمة، وهو جزء مهم من الحمل المبكر الذي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا خرج عن مساره.
وتعد دراسة تطور المشيمة المبكرة لدى النساء أمرًا صعبًا - فالمرأة عادةً لا تعرف أنها حامل في تلك المرحلة، كما أن التقنيات الحالية تجعل من الصعب جمع البيانات دون احتمال إجهاض الحمل أو إحداث مشكلات به.
بالإضافة إلى ذلك، إن دراسة مشيمة الحيوانات ليست مثمرة لأنها تتشكل بشكل مختلف عن مشيمة البشر.
أهم 4 بروتينات
والآن، في الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة Cell Stem Cell، حدد الباحثون مجموعة من البروتينات التي تبدو أساسية لتطور المشيمة.
واكتشفوا أيضًا أن خلايا المشيمة المعَرضة لهذه البروتينات تعمل على تشغيل الجينات التي يعتقد أنها تساعد في دعم تدفق الدم وغرس المشيمة.
وتشير النتائج إلى أن البروتينات المميزة يمكن أن تكون حاسمة لحمل صحي وأن خللها قد يساهم في حدوث اضطرابات الحمل، مثل تسمم الحمل.
وقال أشلي موفيت، أستاذ علم المناعة الإنجابية بجامعة كامبريدج في بريطانيا وكبير مؤلفي الدراسة، إن الدراسة هي "المثال الأول حقًا لكيفية إجراء تجربة على المشيمة البشرية، وهو ما لم يتمكن الناس من القيام به من قبل".
إن المشيمة الصغيرة التي زرعتها موفيت وزملاؤها تحاكي على وجه التحديد الخلايا "الأرومة الغاذية"، وهي خلايا البويضة المخصبة المتنامية التي تؤدي إلى تكوين جزء كبير من المشيمة.
وأنتج الفريق "عضيات الأرومة الغاذية" عن طريق أخذ خلايا من المشيمة البشرية وزراعتها في بيئة كيميائية مشابهة لما قد تتعرض له أثناء الحمل. والنتيجة هي بنية ثلاثية الأبعاد تحتوي على مجموعة متنوعة من الخلايا الموجودة في المشيمة البشرية.
الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية
في هذه الدراسة، قام الباحثون بتعريض العضيات لمزيج من أربعة بروتينات تصنعها "الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية"، وهو نوع من الخلايا المناعية الفريدة للرحم والتي تتجمع حيث تنغرس المشيمة.
واقترح العلماء أن البروتينات قد تؤثر على تطور الأرومة الغاذية. فالنساء التي تنتج المزيد منهم أقل عرضة للإصابة بتسمم الحمل، والذي يتميز بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات البروتين في البول، وأحيانًا تلف الأعضاء لدى المرأة الحامل.
واستجابة لهذه البروتينات، قامت الكائنات العضوية بتشغيل الجينات المرتبطة بتنظيم تدفق الدم إلى المشيمة، وامتصاص العناصر الغذائية وتخفيف الالتهاب.
وقالت موفيت إن العديد من هذه الجينات كانت مرتبطة أيضًا بتسمم الحمل، حيث وجد الباحثون أن تعبيرها أقل في العينات المأخوذة من النساء اللاتي أصيبن بهذه الحالة، مقارنة بأولئك اللواتي لم يُصابن بها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المشيمة حمل صحي تسمم الحمل اضطرابات الحمل
إقرأ أيضاً:
عالم رباني.. نور في زمن الظلمات
في زمن تكثر فيه الفتن وتتلاطم أمواج الشبهات، يظهر بيننا علماء ربانيون، أنار الله بصائرهم، وأفاض عليهم من علمه، فصاروا نبراسًا يهتدي به الحائرون، وسراجًا يضيء دروب السائرين.
فضيلة الامام العالم الرباني، لم يقتصر علمه على العلوم الشرعية، بل اجتهد في أفرع العلوم الأخرى حتى بلغ فيها المنتهى، فكان موسوعة علمية متنقلة، ينهل من علمه القاصي والداني.
لم يكن علمه حبيس الكتب، بل تجلى في مواقف وطنية عظيمة، فكان خير مدافع عن دينه ووطنه، يقف في وجه الإرهاب بالكلمة ويصدع بالحق، ويفضح زيف المتطرفين، ويدعو إلى الوسطية والاعتدال.
فضيلة الإمام العالم الرباني الجليل على جمعة، كان لتصديه للأفكار الإرهابية أهمية بالغة، فقد كان يدرك خطورة هذه الأفكار على المجتمع، وكيف أنها تستغل الدين لتبرير العنف والقتل، فكان يواجهها بالحجة والبرهان، ويفند شبهاتهم، ويكشف زيف ادعاءاتهم.
كانت كلماته بمثابة سهام الحق، تخترق قلوب الظالمين، وتكشف زيفهم، وتدحض حججهم، فكانت له مواقف مشهودة في الدفاع عن الوطن، والذود عن حياضه، والتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بأمنه واستقراره.
لقد كان فضيلة الإمام على جمعة، العالم الرباني نموذجًا فريدًا للعالم العامل، الذي يجمع بين العلم والعمل، وبين الدين والوطن، وبين الأصالة والمعاصرة، فكان بحق قدوة للأجيال، ومصدر إلهام للشباب، ونبراسًا يضيء طريق الحق والخير.
و كما قال الشاعر:
العلم يرفع بيتاً لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف
وبمناسبة شهر رمضان الكريم، شهر الطاعة والتقوى، نحث جموع المواطنين على الاقتداء بهذا العالم الرباني الجليل، والزود عن دينه ووطنه، والدفاع عن مذهبه الوسطي المستنير، الذي يدعو إلى التسامح والتعايش، ونبذ العنف والتطرف.
وإذا نظرنا إلى التاريخ، نجد أن علماءنا الربانيين كانوا دائمًا في طليعة المدافعين عن الدين والوطن، فكما كان الإمام العز بن عبد السلام يقف في وجه الظلم والطغيان، ويصدع بالحق، كذلك عالمنا اليوم، فضيلة الإمام على جمعة، يقف في وجه الإرهاب والتطرف، ويدعو إلى الوسطية والاعتدال.
قال الشاعر:
إذا العلم لم تكتنفه شمائل تعليه كان مطية الإخفاق.
وكما كان الإمام النووي يجمع بين العلم والعمل، والزهد والورع، فوريثه الشرعي فضيلة الامام على جمعة، يجمع بين العلم الغزير، والعمل الدؤوب، والزهد في الدنيا، والورع في الدين.
وبما أن العلماء ورثة الأنبياء، فإن عالمنا الجليل يرث عنهم العلم والحكمة، ويشارك السلف الصالح في حمل رسالة الدين، وتبليغها للناس.
فقد قيل في حب العلماء:
العلماء ورثة الأنبياء فحبهم فريضة وتقديرهم إحسان.
وإذا أردنا أن نشبهه بأحد الصحابة العلماء، لكان أشبه بعبد الله بن مسعود رضي الله عنه، الذي كان من أعلم الصحابة بالقرآن والسنة، ومن أزهدهم في الدنيا، ومن أورعهم في الدين.
وإننا إذ نرى فضيلة الإمام العالم الجليل على جمعة - حفظه الله - يعيش بيننا حيًا يرزق، لندعو الله له بموفور الصحة والعافية، وأن يزيده علمًا وتوفيقًا، وأن يجعله ذخرًا للإسلام والمسلمين، وأن يبارك في عمره وعمله، وأن يجعله من الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العلماء ورثة الأنبياء".
رحم الله علمائنا الربانيين الذين سبقوا بالإيمان، وجزاهم عن أمتهم خير الجزاء، وأدام علمائنا الحاليين و جعلهم لنا نبراسًا نهتدي به، وسراجًا يضيء لنا دروبنا، حيا الله فضيلة الإمام على جمعة و كل علماء أمتنا.
في كل أسبوع خلال شهر رمضان، أتشرف بأن تُزين صفحات جريدة الأسبوع بنور عالم من علماء أمتنا الأجلاء، فنسعى جاهدين لنقل قبس من علمهم، ونشر عبق من حكمتهم، ليكونوا لنا نبراسًا يضيء دروبنا في زمن الفتن والشبهات.