بعيداً عن الشائعات التي تم تناقلها في الساعات الماضية عن قرب بدء الحرب الاسرائيلية على لبنان، يبدو ان تحركات عسكرية اسرائيلية فعلية حصلت في شمال فلسطين المحتلة، اذ تم نقل عدد كبير من الاليات الى المنطقة الحدودية، كما تم نقل لواء غولاني الذي خرج من قطاع غزة الى الحدود مع لبنان، بحسب ما نشر الاعلام العبري، الامر الذي اثار الكثير من الاسئلة عن طبيعة المرحلة المقبلة.



من الواضح ان اسرائيل تتعرض لضغوط كبيرة من الولايات المتحدة الاميركية من اجل تخفيف حدة الحرب في غزة وهذا ما قد تضطر للقيام به وان ليس بإلتزام كامل، لكن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ستكون لديه فرصة بتوسيع دائرة الحرب في الشمال مع "حزب الله" لمنع التشققات الداخلية الاسرائيلية من التأثير عليه او على حكومته خلال مرحلة قصيرة بالرغم من كل التظاهرات الحاصلة.

السيناريو السياسي المتوقع يقوم على ان يحافظ نتنياهو على مستوى منخفض من الحرب في قطاع غزة ويصعّد العمليات في الجنوب، فيحافظ بالتالي على" الحرب" وان على جبهة اخرى في مقابل تخفيف الضغط الدولي عليه بسبب الجرائم والدمار والمجاعة في غزة، فيصبح قادرا على حماية نفسه من اي انقلاب شعبي او سياسي داخلي من جهة بسبب استمرار وجود التهديد الخارجي، ومن جهة ثانية يرضي الاميركيين وينتظر انتخاباتهم الرئاسية من دون وقف لاطلاق النار. 

على الجانب الاخر لن تذهب اسرائيل للحرب، بل الى تصعيد ضمن سقوف معينة مع "حزب الله"، وعليه فإنها لن تحرج حارة حريك من خلال استهداف المدنيين، لكنها ستتقصد تهجيرهم لزيادة الضغط على الحزب لاحداث توازن مع الضغط الذي تتعرض له الجبهة الداخلية، وعليه فإن الحسابات الدقيقة قد تكون هي المتحكم الاساسي بمستوى التصعيد من قبل الاسرائيليين في الايام والاسابيع المقبلة.. 

علما ان مستوى المخاطر سيرتفع في حال ذهبت تل ابيب الى هذا المستوى من التصعيد، لان الحزب قد لن يكون مستعدا وراغبا بتحمل "نصف معركة" فيواجه التصعيد بتصعيد مضاعف وبالتالي يصبح التدحرج امرا لا مفر منه، خصوصا ان للحزب ادوات عسكرية في المنطقة لم يستخدمها بعد وتحديدا في سوريا.وعليه فإن التصعيد سيواجه بتصعيد مضاد ولن يكون احتواء المشهد عندها امراً سهلا. 

اما الحديث عن حرب شاملة فهو يأتي في اطار الخيال العلمي في الوقت الحاضر خصوصا في ظل انعدام عنصر المفاجأة وعدم وجود اي امكانية للجيش الاسرائيلي لفتح جبهات كبرى، الا في حال اراد الذهاب إلى فوضى اقليمية شاملة تشارك فيها الولايات المتحدة الاميركية بشكل مباشر، وهذا امر يحتاج الى مؤشرات ميدانية وسياسية كبيرة غير متاحة حتى اللحظة.. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

فادي كرم رداً على الزميل محمد رعد: سياسة الإنكار للحقائق لا تبني علاقات سليمة

صدر عن عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم، بياناً أشار فيه إلى أن "الزميل النائب محمد رعد كتب في جريدة "الأخبار" اليوم مقالا بعنوان "إشكاليات تثيرها أحداث سوريا"، وأتى في نص المقال التالي: "لو لم تفتح المقاومة الإسلامية في لبنان جبهة دعم وإسناد غزة وتسهم في تعقيد ظروف وحسابات العدوان... لما كان العدوّ يستجيب لتقدير أميركا الميداني ونصحها له بوقف العدوان والاتفاق مع لبنان على ذلك. ولو كانت المقاومة قد انتظرت فترة ولم تساند غزة منذ بداية العدوان عليها لكان العدو قد تحين الفرصة وانتهز ذريعة ما مفتعلة ليباغت المقاومة بما فاجأ به الجميع في سوريا حين وجد الفرصة سانحة للاستغلال".

وأضاف: "الزميل محمد رعد من خلال ما كتبه يعود الى افتراضات لا تمت الى الواقع بأي صلة خاصة لناحية ما كان "حزب الله" يعلن دائما عنه قبل الحرب عن "وحدة ساحات" وجبهات  "مقاومة" التي لم نر منها شيئا والتي لم تحقق أي إسناد لغزة. ولعل النتائج الميدانية التي وصلت إليها جبهة غزة دليل واضح على فاعلية هذا الإسناد".

وتابع: "أما في موضوع أنه لولا جبهة إسناد غزة التي انطلقت من جهة الجنوب اللبناني لَما كان تحقق اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بهذا الشكل، فنود تذكير الزميل محمد رعد بحركة الموفدين الدوليين الذين ما تركوا فرصة منذ اندلاع الحرب بين الطرفين الا وتحدثوا عن وقف إطلاق النار وعن تطبيق ال 1701 بكل مندرجاته الأمر الذي لم يكن يحتاج إلى تلك الحرب كلها وهذه الخسائر مجتمعة لو أن حزب الله وافق منذ البداية على السير بالاتفاق".
 
وقال: "من هنا نرى أن ما تحقق كان مطروحا منذ البداية وتحقق فيما بعد ولم يتغير شيء في غزة ولبنان بعد إشعال الجبهة من الجهة اللبنانية سوى الخسائر الكبيرة التي تكبدها لبنان بفعل قرار غير مدروس زج بحزب الله في الحرب المدمرة".
 
وختم: "بالنهاية، نقول للزميل رعد إن سياسة الإنكار للحقائق المثبتة لا تبني علاقات سليمة بين أطراف الوطن الواحد، لذا ندعوه للإتعاظ مما خلفه مشروعه على الوطن".

مقالات مشابهة

  • حاصباني: لبنان لم يخرج بعد من خطر الحرب
  • ميقاتي الى تركيا اليوم للقاء اردوغان: لضبط الخروقات الاسرائيلية وتنفيذ ال1701
  • كالكاليست: لا خطة لإعادة إعمار الشمال منذ اندلاع الحرب
  • المجلس الوطني الارثوذكسي: ما حصل في سوريا إنذار لنا
  • حشود عسكرية تركية ضخمة على الحدود مع سوريا.. مالذي يحدث؟
  • أول تعليق للجيش الإيراني على تهديدات ترامب المستمرة لطهران
  • ما الذي اختلف بين سورية ولبنان في مواجهة العدوان “الإسرائيلي”؟
  • غارات اسرائيلية قرب السيدة زينب في سوريا
  • فادي كرم رداً على الزميل محمد رعد: سياسة الإنكار للحقائق لا تبني علاقات سليمة
  • مقتل الفلسطيني خالد نبهان.. الجد الذي أبكى العالم أثناء وداع حفيدته "روح الروح"