البوابة:
2025-07-10@23:12:56 GMT

صدور كتاب بعنوان فيلسوف الضحك والبكاء

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

صدور كتاب بعنوان فيلسوف الضحك والبكاء

البوابة - صدر حديثاً عن دار ريشة للنشر والتوزيع، كتاب بعنوان "فيلسوف الضحك والبكاء"، للكاتب والناقد الفني ماهر زهدى، والمقرر عرضه في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدروته الـ 55، في مركز مصر للمعارض الدولية، بالتجمع الخامس.

صدور كتاب بعنوان "فيلسوف الضحك والبكاء"

ويقدم الكتاب رحلة في قصة حياة عملاق الكوميديا الراحل نجيب الريحاني ، منذ مولده وحتي رحيله، مستعرضا  خلاله  "السيرة الدرامية"، للريحاني،  باعتباره فيلسوفا على المستويين، الإنساني والفني، مؤكد على أنه لا يمكن الحديث عنه باعتباره "كان" أو جزء من الماضي، لعدة أسباب  ،  علي رأسها – والكلام لزهدي – أن الريحاني  لايزال علامة فارقة، والمحطة الأهم في تاريخ الكوميديا المصرية والعربية، بل ويعد حدا فاصلا لما كان قبله وما جاء بعده.

ويكشف الكاتب عبر سطور رحلته في حياته الريحاني أن الفنان الكبير الراحل  دخل إلى عالم التمثيل من  باب  "التراجيديا"، وحاول واجتهد ليكون أحد فناني هذا الفن الأصيل، غير أن ما حدث هو أن الجماهير "رأت فيه نموذجا  لكوميديان العصر"، ورضخ الريحاني  لاختيار الجمهور، ليغير مساره، وليصبح ليس فقط  كوميديان عصره،  وإنما "كوميديان كل العصور التالية له"، مشيرا إلي أن الريحاني  عمل على تطوير الكوميديا المصرية لأكثر من ثلاثين عاما، منذ أن بدأ عمله الاحترافي في الفن في العام 1908.

كما يرصد  كتاب "فيلسوف الضحك والبكاء" أن  "الريحاني بدأ رحلته مع الكوميديا  قريبا من  الكوميديا المرتجلة، ثم الاستعراض والأوبريت، مرورا بالكوميديا الهزلية التي خصها بمغزى أخلاقي واجتماعي جاد، حتى وصل بها إلى الشكل الأكثر نضجا من خلال "كوميديا الموقف" التي لا تزل معتمدة إلى يومنا هذا ".

ويؤكد "زهدي" في كتابه أن  الريحاني   وضع  علي مدار ثلاثين عاما  صيغة مصرية خالصة للكوميديا، تعبر بصدق عن المجتمع، ساعده في ذلك عدة عوامل رئيسية مهمة، ربما أهما وجود تربة خصبة من بيئة مصرية تتعاطى النكتة بسخرية لاذعة، وتتعامل مع الكوميديا باعتبارها جزء أصيل من قوت يومها، إضافة إلى ذلك عاملين آخرين لا يقلان عن ذلك في أهميتهما، هما موهبته الفطرية كفنان له حضور أو ما يطلق عليه "كاريزما" خاصة، إضافة إلى حظ وافر من الثقافة والاطلاع لم ينقطع عنه حتى رحيله، وهو مالم يتوافر لكثيرين من جيله، وللأغلبية من الأجيال التالية له. لم يركز الكتاب على الجوانب الفنية في حياة الريحاني، وفي الجانب الإنساني، مشيرا إلي أن الريحاني  خاض رحلة من الكفاح، واضطر  للعمل في مجالات عدة من أجل الوصول إلى  هدفه، وصنع نفسه بنفسه، وعمل على اتقان عدد من اللغات من بينها الإنجليزية والفرنسية إلى جانب إتقانه العربية، لدرجة أنه أصبح ملما إلماما رائعا بالأدب المسرحي الفرنسي في لغته الأصلية، حتى أصبح هذا الأدب له بمثابة "كنز علي بابا" الذي راح يغترف وينهل منه، ويقوم بهضمه ثم يعيد إنتاجه في ثوبه المصري الخالص، حتى أصبح الريحاني نفسه يشكل المصدر الرئيسي للأعمال الكوميدية المصرية في المسرح والسينما، بعد أن صار تراثه الفني جزء أصيل في نسيج الذوق العام في مصر، لأنه أستمد عبقريته في الأداء من إنسانيته كجزء من النسيج المصري، فاكتشفته الكوميديا المصرية ونصبت منه عميدا له".

ويشدد كتاب "فيلسوف الضحك والبكاء" على مصرية نجيب الريحاني ،  كما يتناول علاقته بالراقصة بديعة مصابني ورحلة زواجهما وانفصالهما،  ويتناول كذلك  زواجه من الفرنسية لوسي دي فرناي، وإنجاب ابنته "جينا"، كما يتناول الكتاب رحلات الريحاني الخارجية، سواء إلى الشام أو أمريكا اللاتينية، ويرصد علاقة الريحاني  بالسينما  ، التي قدم لها أعملا لا تزال علامة في تاريخ السينما المصرية ، وآخرها فيلمه  "غزل البنات"   .

المصدر: اليوم السابع

اقرأ أيضاً:

إدراج "الدبكة الشعبية الفلسطينية" على قائمة يونسكو

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: فيلسوف الضحك نجيب الريحاني اصدارات الكتب اصدارات جديدة

إقرأ أيضاً:

كيف وثّق كتاب المغاربة والقدس تاريخ المغاربة وتضحياتهم في بيت المقدس؟

يقدم كتاب "المغاربة والقدس: جوانب من العلاقات التاريخية" -للباحث المغربي في التاريخ الإسلامي بوشتى بوكزول- قراءة توثيقية وتحليلية في عمق العلاقة التي جمعت المغاربة بمدينة القدس، انطلاقا من وعي بأن هذه الصلة ليست عرَضية بل هي ثمرة تداخل العقيدة والتاريخ والموقف.

ولا يعد الكتاب بحثا أكاديميا فحسب، بل صرخة ضد محاولات النسيان، وتذكيرا بأن المغاربة ظلوا عبر التاريخ مرابطين في أكناف بيت المقدس، يجاورون المسجد الأقصى، ويساهمون في رعايته والذود عنه.

ويرى الكاتب أن "الكتابة هي بداية كل فعل" وأن مقاومة الانهزام تبدأ بالوعي، وبالعودة إلى الذاكرة التي تسكنها شواهد الوقف، ورسائل السلاطين، ومواقف العلماء، وحضور المغاربة في قلب المدينة المقدسة.

ويستشرف واقع مدينة القدس في ظل ما تشهده يوميا من محاولات تهويد مستمرة، واقتحامات متكررة للمسجد الأقصى، واندفاع متزايد نحو التطبيع، وسط صمت عربي رسمي وتخاذل عالمي.

كما يكتسي هذا الكتاب أهميته، بعدما تجاوزت الغطرسة الصهيونية كل الحدود ساعية الى إبادة شعب بكامله واحتلال أراضيه، فهو يصل الماضي بالحاضر، ويجدد التذكير بأن القدس جوهر الصراع، ومفتاح السيادة، مؤكدا أن عروبة وإسلامية القدس حقيقة تاريخية وحضارية ودينية لا تقبل الطمس أو التزوير.

المؤلف يقدم وثيقة تاريخية تؤرخ لرباط المغاربة في بيت المقدس ومجاورتهم للمسجد الأقصى (مواقع التواصل) فصول الكتاب

يقع الكتاب في 3 فصول، اعتمد فيها المؤلف على منهجين هما:

المنهج التاريخي: أعاد بواسطته بناء صورة الوجود المغربي في القدس من خلال تتبع الوثائق والوقائع، خاصة كتب الرحلات التي وصف فيها الرحالة المغاربة حضورهم العلمي والروحي في المدينة، إلى جانب وثائق الوقف التي سجلها قضاة المحكمة الشرعية بالقدس، والتي تشهد على استقرار المغاربة هناك، ومشاركتهم في الحياة اليومية والدينية.

المنهج الوصفي التحليلي: رصد به ملامح الحضور المغربي من خلال الوقف والمجاورة والجهاد، والبحث في الأثر الاجتماعي والديني الذي خلفته هذه العلاقة، سواء في القدس أو في الوعي الجمعي المغربي، إذ ما تزال القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في المسيرات الشعبية والمواقف السياسية المناهضة للتطبيع.

وخصص الفصل الأول لسبر الجوانب العامة لمدينة القدس باعتبارها "مسرح الأحداث" فقدم قراءة في تاريخ المدينة، وجغرافيتها، ومكانتها الإستراتيجية، وبنيتها الديموغرافية، ثم توقف عند مركزيتها الدينية في الإسلام.

وتناول الفصل الثاني تجليات العلاقة التاريخية بين المغاربة والقدس، من خلال روابط التعبد والمجاورة، والرحلة في طلب العلم، والانخراط في الجهاد، كما تطرق إلى لحظة استنجاد القائد صلاح الدين الأيوبي بالسلطان يعقوب المنصور الموحدي، مبرزا دلالتها السياسية والدينية.

إعلان

وبين الفصل الثالث كيف ساهمت أوقاف المغاربة في دعم الحياة الدينية والاجتماعية داخل المدينة، واستقرار المذهب المالكي بها، وتثبيت الحضور المغربي الرمزي والمادي، كما أبرز تعلق ملوك المغرب بالقدس، وما نجم عنه من مبادرات لحمايتها.

القدس ليست مدينة داخل وطن يدعى فلسطين، بل فلسطين تستوعب رمزيا داخل القدس

بواسطة مؤلف الكتاب بوشتى بوكزول

القدس هوية حضارية

يرسم الكاتب معالم مكانة القدس في الوجدان الفلسطيني والعربي والإسلامي، بوصفها القلب النابض لفلسطين، ومصدر انتمائها الحضاري والروحي، لا مجرد نقطة على الخريطة.

فالقدس ليست "مدينة داخل وطن يدعى فلسطين، بل فلسطين تستوعب رمزيا داخل القدس" لما تمثله من عمق ديني وتاريخي وإستراتيجي.

ويتجلى هذا البعد في خصوصيتها التاريخية منذ الحقبة الكنعانية، حيث تعاقبت عليها حضارات متعددة، وبرزت فيها أسماء مثل يبوس، أورساليم، إيلياء، وكلها تؤكد جذورها العربية.

ووفق إجماع المؤرخين، تأسست القدس على يد اليبوسيين، وهم قوم ساميون من الجزيرة العربية، هاجروا واستوطنوا المنطقة في الألف الثالثة قبل الميلاد، وشيدوا مدينة محصنة، وقد بقيت المدينة كنعانية الأصل رغم محاولات التهويد في مراحل لاحقة.

ويؤكد الكاتب، مستحضرا نصوص التوراة وأبحاث الآثار، أن الادعاء الصهيوني بيهودية هذه المدينة لا يستند إلى معطى تاريخي واحد، إذ لم يعثر على آثار يهودية تثبت وجود الهيكل المزعوم، بل إن بعض النصوص التوراتية ذاتها تصف القدس بأنها مدينة غريبة عن اليهود، كما أن وجودهم بها كان هامشيا، ومؤقتا، وغالبا ما طردوا منها من قبل الإمبراطوريات المتعاقبة.

ومن هنا، فإن القدس لا تمثل فقط موقعا ذا أهمية سياسية، بل هي وعاء حضاري وسر من أسرار الانتماء العربي والإسلامي، يختصر فيه التاريخ والجغرافيا والدين والوجدان.

القدس موقع إستراتيجي

يفتح الموقع الجغرافي للقدس آفاقا واسعة لفهم بعدها الإستراتيجي الذي جعل منها محط أنظار القوى الكبرى عبر التاريخ، حيث تقع في ملتقى قارات العالم القديم، وتتحكم في محاور الربط بين المشرق والمغرب، وبين بلاد الشام ووادي النيل.

وهذا التموضع، وسط السلسلة الجبلية الفلسطينية، وفي قلب الأرض المقدسة، أكسبها خصوصية مزدوجة، والانفتاح والانغلاق في آن واحد، مما جعلها عرضة لأكثر من 16 عملية تدمير واحتلال.

ويؤكد الكاتب أن من يمتلك قرار القدس يتحكم في مفاصل الخريطة السياسية للمنطقة، لما تمثله من عقدة مواصلات، ومنطقة تماس بين حضارات متصارعة.

وهذا ما جعل المشروع الصهيوني يتخذ من القدس مركزا للهيمنة الإستراتيجية، بتخطيط استعماري يستبدل الاستعمار التقليدي باستيطان اليهود.

فالقدس هي الفاصل والواصل بين جناحي الوطن العربي والإسلامي، واستعادتها تعني إعادة اللحمة الجغرافية والتاريخية بين أجزائه. ومن هنا، يكتسب الصراع حول المدينة طابعا وجوديا، إذ إن تحرير القدس يعني إسقاط الأساطير المؤسِّسة للدولة الصهيونية، ويفتح الباب لتفكيك حضورها العسكري والاستعماري، ليس فقط في فلسطين بل في عموم الإقليم، خصوصا مع ارتباط ذلك بالتحكم في ممرات إستراتيجية كقناة السويس والبحر الأحمر.

إعلان

ومن هذا المنطلق، تصبح المطالبة الدائمة بالقدس وعروبتها إحدى أدوات المواجهة الفعالة، ومصدرا لتقويض شرعية الاحتلال، وزعزعة أسسه الأيديولوجية والسياسية، لأن بقاء القدس تحت السيطرة الصهيونية يعني استمرار التشظي العربي، بينما يمثل تحريرها بوابة لوحدة وتحرر شاملين.

الشيخ محمد بن عبد السلام بن المهدي المزكلدي، عالم ومجاهد ولد في شمال المغرب وهاجر إلى فلسطين وسكن مدينة القدس في عشرينات القرن العشرين.

استقر الشيخ في القدس وكان بيته في حارة المغاربة بجوار حائط البراق، وكانت المدينة في تلك الفترة خاضعة للانتداب البريطاني.

شارك الشيخ في ثورة… pic.twitter.com/3zDegy4fit

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) November 5, 2024

روابط التعبد والمجاورة والنصرة

يؤكد الكاتب أن علاقة المغاربة بالقدس الشريف تجسدت في روابط التعبد والمجاورة والنصرة. فمنذ اعتناقهم الإسلام، توجهت قلوبهم إلى المسجد الأقصى باعتباره ثالث الحرمين، فصار مقصدهم بعد الحج، ومهوى أفئدتهم، وزادهم في رحلة الشوق، حيث كانوا يمرون بالشام والقدس عند عودتهم من الحجاز، ليُصلوا في المسجد الأقصى ويزوروا حائط البراق.

ويشير الكاتب إلى أن آلاف المغاربة استقرّوا في القدس، وتزوجوا، وبنوا بيوتا، وأسسوا مدارس وزوايا، وشكلوا حيا مستقلا أصبح يسمى "حارة المغاربة" التي احتلت قلب المدينة المقدسة.

ويؤكد أن هذه المجاورة لم تكن مجرد إقامة، بل أصبحت رباطا واعيا بهدف تحصيل الأجر والثواب من جهة، وحماية المدينة المقدسة من الأطماع من جهة ثانية.

وقد حملهم هذا الارتباط التعبدي على نقل أنماطهم العمرانية والثقافية، فحافظوا على المذهب المالكي، وتحدثوا بلهجات مغربية، واحتضنهم المكان حتى صارت لهجاتهم وأزياؤهم مقدسية في الظاهر، مغربية في الجوهر. وبهذا، لم يكن الحضور المغربي عاطفيا فقط، بل أضحى امتدادا حضاريا متجذرا في هوية المدينة.

كما شكل الجهاد الرابطَ القوي بين أهل المغرب والقدس الشريف، إذ تميز المغاربة عبر التاريخ بصلابتهم وشجاعتهم في الدفاع عن الإسلام ونصرة بيت المقدس. ولقد شاركوا في مقاومة الحملات الصليبية، حيث استنجد القائد صلاح الدين الأيوبي بالسلطان المغربي يعقوب المنصور الموحدي طالبا المدد بالأساطيل والقوات لدعم الجهاد في الشام، فكان لذلك الأثر الكبير في استعادة القدس وحماية المقدسات.

صلاح الدين استنجد بالسلطان المغربي يعقوب المنصور وكان لإمداداته الأثر في استعادة القدس (ميدجيرني-الجزيرة) الرحلة العلمية إلى القدس

يسلط الكاتب الضوء على بعدٍ آخر من العلاقة بين المغاربة والقدس يتمثل في الرحلة في طلب العلم، والتي كانت من أبرز ملامح حضور المغاربة في المشرق. فالقدس إلى جانب دورها التعبدي، كانت منارة للعلم تستقطب العلماء والطلبة من كل الآفاق، وكان للمغاربة فيها نصيب وافر.

ويرصد الكاتب عشرات الأسماء من الرحالة والعلماء المغاربة الذين شدوا الرحال إلى بيت المقدس، ومنهم ابن بطوطة، وابن جبير، وابن العربي، والشريف الإدريسي، والقاضي عياض وغيرهم. ولم يمر هؤلاء فقط، بل درسوا، ودوّنوا، وتفاعلوا مع علماء القدس، وتركوا بصمات علمية خالدة. فابن العربي التقى هناك أبا بكر الطرطوشي، وجلس إلى علماء المسجد الأقصى، وذكر مشاهداته الدقيقة لصخرة المعراج. أما الإدريسي فشبه مسجد الأقصى بمسجد قرطبة من حيث الاتساع والعظمة.

ولا يقتصر الأمر على العلم فقط، بل إن هذه الرحلات كانت جسرا ثقافيا ومعرفيا نقل من خلاله المغاربة أوصاف القدس وأسوارها وأبوابها إلى المغرب، ليعيشها الناس هناك بالحرف والصورة. وقد أنتج هذا التفاعل تراثا أدبيا وعلميا غنيا، جمع بين الحس المعرفي والوجداني، فصار وصف القدس منقوشا في الذاكرة المغربية، حتى لمن لم يزرها.

إعلان

وتتجلى أهمية هذا البعد العلمي في كونه أداة توثيق ومقاومة للتهويد، فشهادات العلماء المغاربة تحفظ معالم المدينة قبل الاحتلال، وتفند الروايات الصهيونية، وتؤكد أن للقدس بعدا علميا وروحيا لا يفهم إلا في سياقها الإسلامي والعربي، وهو ما حرص عليه المغاربة جيلا بعد جيل.

حارة المغاربة تجاور حائط البراق قبل أن يهدمها الاحتلال بشكل كامل (الجزيرة) حارة المغاربة شاهد عمراني

يشكل وقف حارة المغاربة التعبير الأوضح عن التحام المغاربة بالقدس، وقد تحولت هذه الحارة من حي سكني إلى رمز للهوية والرسوخ المغربي في قلب المسجد الأقصى.

ويشير الكاتب إلى أن هذا الوقف لا يُفهم إلا في سياق وعي المغاربة العميق بقيمة الرباط، ورغبتهم في الإقامة الدائمة على مقربة من أولى القبلتين.

ويستعرض المؤلف المراحل التي مرت بها الحارة، بدءا من استقرار المغاربة بعد تحرير القدس من الصليبيين على يد صلاح الدين الذي خصص لهم الحارة مكافأة على مشاركتهم في الجهاد.

ويؤكد أن هذه الحارة لم تكن فقط فضاء سكنيا، بل ضمت مدارس وزوايا ومساجد ومرافق حياتية تم تأسيسها بوقف مغربي خالص.

ويبين الكاتب أن حارة المغاربة كانت تقع بجوار حائط البراق، في الجزء الجنوبي الغربي من المسجد الأقصى، وأن باب المغاربة سمي بهذا الاسم نسبة إلى موقع الحي، مما يعكس رسوخ الحضور المغربي مكانيا ووظيفيا وروحيا.

ولكن الكارثة الكبرى، كما يسرد المؤلف، وقعت بعد احتلال القدس عام 1967، حين أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على تدمير الحارة بالكامل وتسويتها بالأرض، في محاولة لطمس الوجود المغربي، وفتح ساحة أمام حائط البراق.

وهكذا، فإن حارة المغاربة تمثل اليوم ذاكرة جريحة، تعيد طرح سؤال السيادة، وتحمّل الأجيال المغربية مسؤولية استعادة الحق المعماري والحضاري، وفضح محاولات التهويد عبر المسارات القانونية والتوثيق التاريخي.

يقع جامع المغاربة في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى المبارك، وسمي بهذا الاسم نسبة للمغرب العربي.

ولم يعد الجامع يستخدم اليوم للصلاة، وحُولت إحدى قاعاته إلى مقر للمتحف الإسلامي وتعرض فيه مقتنيات تاريخية متنوعة.

للمزيد: https://t.co/HQfYpp5IgU pic.twitter.com/OgGME2Ia32

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) March 14, 2024

الوقف المغربي جهاد وتملك مشروع

يرى الكاتب أن الوقف المغربي في القدس كان بمثابة مؤسسة حضارية ورافعة إستراتيجية تعكس وعي المغاربة بأهمية القدس، وتجسد امتدادهم في النسيج العمراني والاجتماعي للمدينة. ويؤكد أن هذه الأوقاف تنوعت بين مساكن، وحوانيت، ومدارس، وزوايا، وأراضٍ زراعية، خُصصت كلها لخدمة المجاورين والزائرين من المغاربة.

وقد لعبت هذه الأوقاف دورا أساسيا في تأمين الإقامة المجانية للمغاربة الوافدين إلى القدس، ووفرت لهم بيئة علمية وروحية مستقرة، مما شجع على استدامة حضورهم، بل وأسس لوجود سكاني دائم. كما أن هذه الأوقاف، حسب الوثائق العثمانية، كانت محررة بصيغ قانونية واضحة، مما يمكّن من إثبات الحق المغربي فيها حتى اليوم، رغم محاولات الاحتلال مصادرتها.

ويبرز الكاتب دور العلماء المغاربة، مثل عبد الهادي التازي، في جمع الوثائق الوقفية وتحقيقها ونشرها، لتصبح حجة في وجه الاحتلال. ويؤكد أن هذه الأوقاف كانت أيضا وسيلة للرباط والمقاومة، إذ ساهمت في تمويل الرباط العلمي والجهادي، وأنتجت توازنا ديموغرافيا لصالح المسلمين في المدينة.

وخلال ذلك يبرز تعلق الملوك المغاربة بالقدس قديما وحديثا، مبرزا الدور المهم لوكالة بيت مال القدس الشريف في دعم القدس والمقدسيين.

ويختم المؤلف هذه الفكرة بتأكيد أن أوقاف المغاربة قضية سيادة وهوية وحقوق تاريخية، وأن الدفاع عنها اليوم هو دفاع عن الرواية الأصلية للقدس، ضد مخطط صهيوني يسعى إلى محو الذاكرة وإحلال الزيف محل الحقيقة.

معلومات عن الكتاب العنوان: المغاربة والقدس.. جوانب من العلاقات التاريخية تأليف: بوشتى بوكزول دار النشر: طوب برس تاريخ النشر: 2015 اللغة: العربية الطبعة: الأولى الحجم: متوسط عدد الصفحات: 168

مقالات مشابهة

  • صدور قرار بنقل عدد من القضاة .. اسماء
  • كيف وثّق كتاب المغاربة والقدس تاريخ المغاربة وتضحياتهم في بيت المقدس؟
  • "الفن الجميل" يصطحب الأطفال في جولة بدار الأوبرا المصرية
  • قراءة في كتاب: هندسة الوعي؛ رائد سمور
  • بابا عبده مكتشف النجوم.. تعرف على أول أجر لـ أيقونة الكوميديا «عبدالمنعم مدبولي»
  • في ذكرى رحيله.. كيف أصبح عبد المنعم مدبولي رائد الكوميديا الإنسانية؟
  • في ذكرى رحيله.. عبد المنعم مدبولي إمبراطور الكوميديا
  • ترامب يثير الضحك بقصة ساعة ماركو روبيو .. فيديو
  • بين الضحك والأكشن.. “أحمد وأحمد” يواصل تألقه في دور العرض MARC JA008S
  • صدور قرار جمهوري جديد