أوروبا تحيي ذكرى محرقة اليهود بدعم محرقة جديدة في غزة.. ما القصة
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
اقيم المؤتمر العام للحزب الديمقراطي السيادى الشعبي الإيطالي، السبت الموافق 27 يناير الجارى فى احد فنادق العاصمة الإيطالية روما بمنطقة اوريليا، بحضور كل من سفراء كوريا وكوبا ونائب السفير الروسي فى إيطاليا سيرجي بوندارينكو وغياب جميع السفراء العرب .
وصرح رئيس الحزب فرانشيسكو توسكانوا ان هدف حزبه وقف أوروبا عن ارتكاب جرائم جديدة فى حق الشعوب الأوربية وشعوب العالم الثالث وانه توجب على الايطاليين الان الخروج على طاعة أوامر الاتحاد الأوربي وحلف شمال الاطلنطى اللتان تسببتا فى افقار الشعب الإيطالي، واقحام دول أوروبا فى حروب لا ناقة لها فيها ولاجمل ووجه انتقادات حادة ولاذعة إلى أجهزة الإعلام الإيطالية والاوربية التى لازلت تنتهج سياسات الكذب وتضليل الشعوب ،والتى تحى ذكرى محرقة اليهود فى أوروبا بمشاركتها فى ارتكاب محرقة جديدة فى غزة.
فى نفس السياق أكد رئيس الحزب الجمهورى الشعبي الفرنسي فرانسوا اسلينو على أن أوروبا اصبحت تابعا للسياسات الأمريكية وانه ينبغى على الشعوب الأوربية مراجعة السياسات الأوربية التى تسببت فى إفقار شعوبها ,وجعله منقادا لتطبيق سياسات لاتحقق مصالحها ,وان الإعلام فى فرنسا أصبح أداة لتضليل الشعوب وطمث الحقائق وتزييفها .
وتابع فى مداخلته امام جمهور الحاضرين أنه رغم عمله فى كادر الدولة الفرنسية كوزير دولة لايتم إعطاء حزبه اى وقت على القنوات الرسمية الفرنسية وذلك لإخفاء حقيقة الأمور عن الفرنسيين ,مؤكدا انه إذا كنت تريد ان تكون رئيسا لفرنسا فعليك بمساندة أوكرانيا ضد روسيا ومساندة إسرائيل ضد الفلسطينيين وإخفاء الحقائق عن الفرنسيين والعمل على زيادة النفوذ المريكي فى اوروبا والمشاركة فى جميع حروب حلف شمال الأطلنطى دون ان تسأل عن أسباب هذه الحروب .
وعلى نفس الوتيرة أكد ماركو ريتسي نائب رئيس الحزب الديمقراطى السيادى الشعبي الإيطالي أن الحكومات الإيطالية المتعاقبة حنثت كل وعودها وعملت على إفقار مواطنيها وتضليلهم وإستغلالهم بشكل سىء وآخر هذه الحكومات هى الحكومة الحالية التى سعت إلى إنقاص رواتب العمال بدلا من زيادتها وتسببت فى هروب الإستثمارات من إيطاليا .
الجالية المصرية ترفع علم فلسطين وسط تصفيق الإيطاليين والحضور
واثناء المداخلات قام أحد اعضاء الحزب الديمقراطى الشعبي ويدعى انطونيو فرارى برفع علم فلسطين فى القاعة ردا على إلغاء وزير الداخلية الحالى ماتيو بيانتادوزى لخمس تظاهرات فى خمسة مدن إيطالية تساند فلسطين، ونزولا على رغبة مسؤلى الجالية اليهودية فى إيطاليا ماتسبب فى خلق حالة من الغضب بين المواطنين الإيطاليين والعرب
شاركه فى رفع العلم داخل الصالة وامام الجمهور محمد يوسف عضو نقابات الصحافيين الإيطاليين والمتحدث الرسمي باسم الجالية المصرية فى إيطاليا وسط تصفيق جمهور الحاضرين وهتافهم بالحرية للشعب الفلسطينى .
وليد جمبلاط ورسالة محبة إلى زعماء الحزب
وخلال اللقاء قام الصحفي اللبنانى الكبير طلال خريس ممثل الحزب التقدمى الإشتراكى فى لبنان بإلقاء كلمة وجه من خلالها إنتقادا لاذعا للسياسيين الإيطاليين الذين يتزعمون الحركة السياسية فى إيطاليا حاليا بسبب ضعف مستوى أدائهم وفشل سياستهم الخارجية وبخاصة تجاه العالم العربي الذى تعتمد عليه إيطاليا فى مصادرها من الطاقة وكسوق كبير لمنتجاتها ,وأكد على ان جميع الصحافيين الإيطاليين فى هذا الوقت يخافون من فقد اعمالهم بسبب التضييق على حرياتهم وإجبارهم على تبنى وجهات نظر لاتمت للحقيقة بصلة .
والقي رسالة حملها له زعيم الحزب اللبنانى وليد جمبلاط وجه خلالها التحية لكل إيطالي حر سعى من أجل الحرية والسلام .
محافظ روما الأسبق جانى أليمانو يجب وقف هذه المحرقة
وخلال تصريحات خاصة للصحف المصرية أكد جانى أليمانو محافظ روما الأسبق والعضو السابق فى الحزب الفاشي الإيطالي ورئيس حزب الإستقلال حاليا انه لايجب ان نكرر الخطا مرتين وانه يجب على أوروبا ان تقف بحزم ضد مايحدث فى فلسطين والا علينا ان نعيد النظر فى الإتحاد الأوربي إذا مااستمرت سياساته على هذا النهج .
received_350472731222558 received_2440378136134728 received_345634578387155 received_835832671647442
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فى إیطالیا
إقرأ أيضاً:
القراءة والمطالعة ونهضة الشعوب
عبدالعزيز بن حمدان الاسماعيلي
a.azizhh@hotmail.com
فارق كبير بين القراءة والمطالعة؛ فالقراءة هي وسيلة للربط بين صوت حروف اللغة وشكل كتابتها وبِنية الكلمات صرفيًا، ونطقها مضبوطة بالشكل وفق قواعد النحو. أما المُطالعة فهي القدرة على الربط بين الألفاظ داخل القاموس ومعانيها داخل السياقات التعبيرية.
وتتم عملية تربية وإنماء المطالعة داخل الأسرة والعائلة النووية الصغيرة والتي تتوسع بالاحتكاك بالمجتمع الأكبر وفي هذه المرحلة يبدأ الإنسان في طفولته بناء قاموسه اللغويّ الخاص، وامتصاص المعاني والمعارف وربطها بالألفاظ من خلال التقليد والمُحاكاة.
ثم يأتي دور المؤسسات الدينية المتمثلة في المساجد ودور العبادة في تهيئة الطفل ومساعدته على الربط بين اللغة والدين من خلال مطالعة الكتب المقدسة وشروحاتها المبسطة وفي هذه المرحلة تتسع قدرة الطفل على توظيف اللغة والربط بين اللغة وعقيدته الدينية. وإذا كان الطفل مسلماً وأتمّ حفظ القرآن يكون قد تحصّل على 12 مليون كلمة غنية، تقف أمامها اللغات الأخرى وخاصة الإنجليزية عاجزة عن منافستها؛ فالمتداول من الإنجليزية، منذ نشأتها لا يتخطى حاجز الـ 2 مليون كلمة. وهي اللغة الأوسع انتشارا فرضها التفوق الاقتصادي والاستعماريّ
ثم تبدأ في النظام المدرسيّ من خلال المطارحات والمناقشات تهيئة اليافعين وصولا إلى التحوّل والانتقال إلى مرحلة أكثر اتساعًا في توظيف اللغة من خلال المطالعة؛ والتي معها تتحول اللغة إلى (أداة للتفكير) و(وعاء للفكر) وهذه المرحلة يسميها علماء التربية والنفس بمرحلة (التفكير باللغة) و(رسوخ الوعي).
وبناء على ما تقدّم فإنَّ المجتمعات لا ترقى ولا تدخل ميدان الإنتاج المعرفيّ إلا بتوظيف المؤسسات الدينية والتعليمية وإتاحة المعرفة الحرة والمطالعة في سائر العلوم باللغة الأمّ.
ولن يستطيع أي مجتمع النهوض من خلال إنكاره للغته والارتكان إلى اللغات الدخيلة أو التعلّم بلغة دخيلة. وإن فعل سيظل تابعًا ومستعمرا فكرياً للأمة التي يدرس بلغتها، وسيكون عاجزًا عن زرع فضيلة الانتماء والتمسك بجذوره الوطنية والعمل على استنهاض أمته من رقدتها إلا بمطالعة تراثها والتفكير بلغتها ولنا في اليابان والصين أنموذج فتعلّم الإنجليزية يكون في المرحلة الجامعية ويكون مقتصرا على نقل التكنولوجيا والمعارف المتقدمة ثم إعادة تسميتها بلغته الأم.