خارطة طريق ومشاريع المرشح كوروم نحو بلدية إسطنبول
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
إسطنبول- "وأخيراً، إسطنبول ستنال مرادها" بهذه العبارة الموظفة لغوياً وسياسياً أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطلع الشهر الحالي عن مرشح حزبه الحاكم العدالة والتنمية لانتخابات بلدية إسطنبول الكبرى، الوزير السابق والنائب البرلماني الحالي مراد كوروم، وجاء الإعلان بعد دراسة ومراحل اختيار وتدقيق وصفت بالصارمة.
وبعد سويعات من إخطار مراد كوروم بترشحه، التقى بفريقه وأبلغهم برسالة مفادها "سننطلق من أجل 16 مليون إسطنبولي"، وقال كوروم في أول رسالة له نشرت مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي "سننطلق معًا للقضاء على الفوضى والاضطراب، وقلق مخاطر الزلازل لدى أهلنا في إسطنبول".
وقبل يومين، وبعد عدة طقوس وعادات تقليدية تشهدها الأيام الأولى للمرشح، أعلن مرشح العدالة والتنمية لبلدية إسطنبول الكبرى مراد كوروم عن برنامجه ووعوده الانتخابية، التي سينافس عبرها تحت عنوان "رؤية إسطنبول في القرن التركي"، تمثل خارطة الطريق التي وضعها المرشح للوصول إلى مقعد رئاسة البلدية.
وخلال عرضه المفصل والطويل، تناول المرشح بتفاصيل كثيرة زوايا مختلفة من اهتمامات المواطن التركي في إسطنبول، فتنقل بين مشاريع دعم الطلاب والشباب، إلى مشاريع ووعود تهتم بالأسرة والطفل، وأطلق وعود موجهة للنساء العاملات، وكذلك لكبار السن والمتقاعدين، وقدم وعوداً في المجال السياحي والثقافي والرياضي.
مرشح حزب العدالة والتنمية لبلدية إسطنبول مراد كوروم (الأناضول) وقف الانحدارلا يكاد يختلف أي قطب أو مختص حول العناوين العامة والمشاكل الرئيسية التي قد تحدد معالم الخارطة المتوقعة من أي مرشح يسعى للفوز بصوت سكان الولاية، التي تعتبر خزان تركيا الانتخابي، خاصة بعد التراجع في مستوى وجودة الخدمات في المدينة.
ويعتقد خبراء أن وعود كوروم كانت مدروسة، لتشمل تلك العناوين والمعالم المهمة، مثل خطر الزلزال ومشاريع البناء الحضاري، الازدحام والحياة اليومية، الشباب، الاقتصاد، الخدمات العامة بشكل عام، الأسرة والطفل.
وربط المرشح بين وعوده وخارطة طريقه الانتخابية وبين رؤية تركيا العامة المسمى "قرن تركيا" قائلاً "اليوم، سنتحدث جميعًا معًا عن الخطوات الكبيرة لعامي 2034 و2035 التي ستحدد القرن القادم لإسطنبول، سنتحدث عن الحل وليس عن الطريق المسدود، اليوم سنقول جميعاً هذا هو الوقت المناسب لإسطنبول".
وتابع في حديثه "رؤية إسطنبول هي التي ستوقف الانحدار الذي أصاب هذه المدينة المهملة، وهي الرؤية التي تفتقدها الأحياء والشوارع، رؤية إسطنبول هي قبل كل شيء رؤية الشعب".
خطة للمروروذكر كوروم في حديثه أن الكثافة المرورية في إسطنبول كانت بنسبة 47% في عام 2019، ووصلت إلى 64% اليوم، وأحياناً تتجاوز 90% خلال ساعات الذروة، وعلق على ذلك قائلا "لقد وضعنا خطتين منفصلتين للنقل لمدة 5 و10 سنوات، ولن نترك إسطنبول أسيرة للمشاكل المرورية".
وأوضح المرشح أن هدفه حتى عام 2034 هو زيادة حجم ومسافة الطرق السريعة إلى نسبة 48%، وأنه عازم على رفع نسبة حصة أنظمة مشاريع السكك الحديدية إلى 48%، وتابع "كما نهدف إلى زيادة أسطول النقل البحري إلى 4%، وكل هذا سوف يقلل من المتاعب في حركة المرور، وسينخفض متوسط وقت الرحلة من 64 دقيقة إلى 34 دقيقة".
وفي ختام هذه الزاوية واصل كوروم "سنزيد طول خط المترو الحالي البالغ 328 كيلومترًا إلى 650 كيلومترا بحلول عام 2029، وسوف نصل إلى 1004 كيلومترات في عام 2034″، وذكر خلال عرضه أنهم يقومون بتنفيذ مشروعين للأنفاق على جانبي إسطنبول.
وأظهر أن خطوة نقل محطات الباصات الخارجية "أوتوغار" (Otogar) من وسط المدن، واستبدالها بـ 6 نقاط جديدة، مدروسة جيداً في الشق الآسيوي والأوروبي من المدينة، وأكد أن ما يقرب من مليون مركبة ثقيلة ستُسحب من حركة المرور، نتيجة لخطوة إبعاد المحطات عن عقد وتجمعات المواصلات الرئيسة في المدينة.
إسطنبول تتمتع برمزية تاريخية وروحية كبيرة في وجدان الشعب التركي (الجزيرة) مشروعات الزلزالوفي الملف الأكثر جدلاً وحضوراً، وجه كوروم رسائل ساخنة إلى بلدية إسطنبول الحالية، واتهمها بعدم الوفاء وتنفيذ ما دون 5% من مشاريع الاستعداد للزلزال، في إطار مشاريع التحول الحضاري، مذكراً أن "قضية كخطر الزلزال تعد قضية أمن قومي لا يمكن التهاون فيها".
وتابع مرشح الرئيس التركي لرئاسة بلدية إسطنبول "في صباح اليوم الأول من أبريل/نيسان القادم (اليوم الأول عقب الانتخابات المحلية) سنعوض السنوات التي ضاعت من عمر إسطنبول، وسنعمل دون توقف حتى لا يتبقى أي مبنى محفوف بالمخاطر في إسطنبول، وخلال السنوات الخمس القادمة سنبني 650 ألف منزل بمحور معماري أفقي، في 39 منطقة (عدد بلديات إسطنبول الفرعية)".
وقال كوروم "دعونا نشارك أخبارا جيدة أخرى، سنبني ما يقارب 100 ألف منزل اجتماعي في 39 منطقة، وسننتهي من بناء المنازل خلال 18 شهرا، لن يتم بيع هذه المساكن، بل سيتم تأجيرها لمواطنينا المحتاجين بأسعار معقولة".
تفاؤل واستنكارتفاعل الجمهور والمختصون مع تفاصيل خارطة الطريق التي عرضها مراد كوروم، خلال إعلان البرنامج وبعده، حيث علق الصحفي والباحث الاجتماعي أوميت سونماز قائلاً "تابعت وتفحصت مشاريع ووعود السيد مراد كوروم، وكمواطن يعيش في إسطنبول منذ 35 عاما أنا متحمس ومتفائل جداً".
وتمنى سونماز أن تتاح الفرصة لتنفيذ هذه المشاريع، وقال "المشاريع مهمة وحيوية، وستجعل حياة أهل إسطنبول أكثر سهولة، وبمستوى جودة أعلى".
ومن جانب آخر، قال الصحفي المعارض البارز إسماعيل سيماز "وفق متابعتي، تعتمد خطة ودعاية كوروم على مشكلتين أساسيتين، وهما أزمة المواصلات، ومشاريع مواجهة الزلزال والتحول الحضاري".
وقال بعد حضوره ومتابعته في قاعة مهرجان إعلان الوعود الانتخابية "الوعود التي عرضت كعروض جميلة، وطويلة كشرح لفظي، ولكن لم أجد مشروعا واضح المعالم ومحددا، طول فترة العرض شاهدنا فيديوهات ورسومات تلفزيونية".
واعتبر سيماز أن هناك وعودا خيالية، ويصعب تنفيذها، ووصف أن "الصعود للفضاء أسهل من تنفيذ عدد منها على أرض الحقيقة"، وقال "هناك مجموعة من المشاريع تتبع لوزارة النقل والمواصلات، وقدمت على أنها مشاريع للمرشح الجديد، السؤال هنا لماذا لم تنفذ سابقا؟".
وأضاف سيماز "وعد المرشح بأن المباني الخطرة سيتم إنهاء مشكلتها خلال 5 سنوات، هذا هدف كبير وكبير جداً، لكن لماذا لم تنفذ هذه المشاريع خلال فترة وزارة المرشح الحالي والآن يقدمها كمشاريع؟".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بلدیة إسطنبول مراد کوروم فی إسطنبول
إقرأ أيضاً:
حملة متعددة الاتجاهات على هذا المرشح
إستبعد مصدر نيابي حزبي معارض أي دور للسيد سمير عساف المرشح الرئاسي الذي يجول اليوم في لبنان على الكتل والمرجعيات السياسية والمدعوم من فرنسا، وذلك لعدة أسباب داخلية وخارجية.
وقال المصدر: "هناك رغبة وارادة لدى النواب والكتل السياسية الحالية في المجلس النيابي بعدم إنتخاب أي شخص "يسقط بالمظلة" على الداخل اللبناني، ناهيك عن ان الدور الفرنسي في لبنان بات يتقاطع الى حد كبير مع الدور الاميركي، وبالتالي فهذا الدور ليس أساسياً في الضغط على القوى السياسية لتحديد الخيارات .
واشار المصدر الى " أن المرحلة تحتاج حكما لخيار إقتصادي للنهوض بالبلد، ولكن الالمام بالسياسة الداخلية والإقليمية ضروري جداً في العهد الجديد .
المصدر: خاص "لبنان 24"